هل يمكن أن يكون المرض مجرد وهم؟؟؟
أن تكون مصابا بمرض ما فذلك أمر مؤسف لكن أن تصاب بتوهم المرض فذلك أمر معقد للغاية يحتاج إلى اهتمام وعناية لنجاوز هذا المشكل ، وللأسف يصاب بعض الأشخاص باضطراب نفسي يجعلهم يعتقدون أو يتوهمون إصابتهم بأمراض معينة مما يمنعهم من الاستمتاع بحياتهم ويحتاجون لعتاية طبية خاصة للتخلص منه.
توهم ا لمرض اضطراب نفسي المنشإ وهو عبارة عن اعتقاد راسخ بوجود مرض أو صابة الشخص بمرض معين رغم عدم وجود دليل على ذلك ، ويتميز هذا هذا المشكل بنركيز الفرد على أعرض جسمية ليس لها أساس عضوي ، مما يؤدي إلى حصر تفكير الفرد في نفسه واهتمامه المرضي الدائم بصحته وجسمه ، بحيث يطغى على كل الاهتمامات الأخرى ويتوقف اتصاله السوي بالآخرين ، مما يشعره بالنقص والشك في نفسه كما يعوق اتصاله أيضا بالبيئة المحيطة به.
من يصاب بتوهم المرض؟
يحدث توهم المرض بصفة عامة بين العقد الرابع والخامس من العمر ، وهو نادر الحدوث لدى الأطفال ويظهر بكثرة في الشيخوخة وينتشر أكثر لدى الإناث عنه لدى الذكور ، كما ينتشر في حالة العجز أو الإعاقة حيث يبالغ المريض في الاعتقاد بإصابته بمختلف العلل الجسدية.
ما سمات الشخصية المصابة بهذا المرض؟
تتسم الشخصية قبل المرض بالتمركز حول الذات بشكل غير ناضج والميل إلى الانعزال والاهتمام الزائد بالصحة والجسم ، فهي شخصية قلقة تهتم بأدق تفاصيل الجسم وتهتم لكل تغير مهما كان بسيطا في جسمها وحالتها الصحية بشكل عام.
ما أسباب المرض؟
تتنوع أسباب المرض بتوهم الأمراض ، لكن أهمها الحساسية النفسية عند بعض الناس ، حيث يتوهمون إصابتهم بمرض سمعوا عنه من الأطباء والمعالجين وأساءوا الفهم أو قرءوا عنه قراءة غير واعية أو لإصابتهم بالقلق والضعف العصبي والفشل في الحياة وبصفة خاصة الفشل في الحياة الزوجية وشعور الفرد بعدم قيمته والعدوى النفسية حيث يكتسب المريض الأعراض من والديه إذا كانا مصابين هما أيضا بتوهم المرض.
أعراض توهم المرض.
يشعر المريض المصاب بتوهم الأمراض بتسلط فكرة المرض عليه والشعور العام بعدم الراحة وتضخيم شدة الإحساس العادي بالتعب والألم والاهتمام المرضي بالجسم بأدنى ألم مهما كان بسيطا والانشغال الدائم بالجسم والصحة والعنايو بهما وكثرة التردد على الأطباء.
تشخيص توهم المرض.
من النادر أن يظهر مرض توهم المرض كعصاب مستقل ولكن الأغلب أن يظهر كعرض مرافق لاضطراب نفسي آخر مثل الاكتئاب وفي بعض الأحيان يكون توهم المرض مجرد إضافة إلى مرض عضوي فعلي يجعل الأعراض مبالغا فيها .
العلاج.
يتم استخدام الأدوية النفسية الوهمية واستخدام الأدوية المهدئة والعلاج النفسي الذي يركز على الطمأنة النفسية والإيحاء لمساعدة المريض على كشف صراعاته الداخلية والتخلص منها وشرح العوامل التي أدت إلى المرض والعلاقة بينهما وبين الأعراض وتوجيه مجال الاهتمام من الذات لمجالات أخرى مع إرشاد الأسرة ، خاصة من يرافق المريض كالزوج أو الزوجة بعدم المبالغة في العطف والرعاية وعدم المعاملة بقسوة والعلاج بالعمل والرياضة والترفيه لإخراج المريض من دائرة التركيز على ذاته .
