بحر واسع لامدى لنهايته ولاحدود ولاشواطئ له
وأما عن الأعماق ... سحر وجمال أخاذ ... شعاب ولؤلؤ ومرجان ومن كل البهاء أشكال وألوان
وبالطبع تقطنه الأسماك وبه سمكة صغيرة في قوة ذلك البحر أتى بها موج غريب القوة دفعها دفعا ً لتكون من ساكنيه وهي الصغيرة لاتحتمل لذل الموج صدا ً
وتجولت في أعماق الأعماق وكلما تقدمت أشار لها عقلها أن توقفي ولاتزيدي
ولكن الجمال يغريها أن تطلب المزيد وتستمر في السباحة حتى خارت قواها وماأحصت الجمال ومابلغت الكمال وما استطاعت للعمق حصراً
سمكة وتشعر أنها بداخله ملكة متوجة على عرش نقاءه وصفاءه ... ومملكتها رحبة مترامية الأطراف
سمكة بين الشعاب والمرجان فسحتها تمتع ناظريها وتطرب قلبها بجماله
سمكة وظنت يوما ً أنها قادرة على البعد وأن بعدها عن البحر سيمنحها الحرية ... ولكنها في تفكيرها كانت غير منطقية
تسللت بهدوء وهو يشعر بها وجلست على الشاطئ ترقب من بعيد بحرها وفي كل ساعة تمر يجف قلبها ويشتاق الماء يحيه ... توشك على الهلاك
ظنت أنها أقوى وظنت أنها تقوى عليه الفراق
وكل يوم ترقب قطرات من ماءه تصلها علها تتحمل وعلها تستطيع التحرر من سكناه
ولكنها استوعبت الدرس جيدا ووعت أنها لاحياة لها الا بوجودها بداخله ولو على البعد تكفيها منه قطرات تبعث الحياة لها
والبحر لم يتوقف يوما عن غزلها بين الحين والأخر في مده وجزره
واخيرا استسلمت وسمحت له أن يسحبها الى الاعماق الى داخله مرة أخرى لتدب في أوصالها الحياة
وأدركت أن الاحتضار في قربه ... أهون كثيرا من الموت بعيدا عنه