حكايتي والنّمْل

مـصـادفـة مـررت و دون عـمـد صـبـاح الأربـعـاء بـحـي نمـل
و مـا حـاولـــــت إطــلاقـا أذاه فـقـد أجـفـلت حين وضـعـت رجلي
فـررت، وإذ بـهـا لـبسـت ثـيـابـي كـمـا بـالـجـنـد قـد سـربـلـت كلـي
سـعـيـر الـحـرب أذكاهـا اشتـعـال وخـنـدق جـيـشها الـمقـدام حـولي
يــهـاجـمـنـي و لـم أرد اعـتـداء فـما برحـت تـلازمـنـي كـظـلـي
جـحـفـلـها قـد احـتبسـت كـيـا نـي تـحـاول عـنـوة تـبـديد شـمـلـي
بـلـدغ لـلـعـقـارب ذي انـتـسـاب كأن سـقـامـه رشـقـات نـبـل
فأدمـت كل جـزء في إهـابـي تـطـبـق خـطـة الـعـض الـمـٌـجـَلّي
تـواصـلـه بـقـضـم مسـتساغ د مـي مـن سـمـه الفـتـاك يـغـلــي
سحـابـة يـومي انـقـشـعـت بسـقـم فـقـلـت الـلـيـل لـلـبـأساْء يُـجـْلِـي
فـبـت بـلـيلـة نـكـراء طـالـت أقا سـي سـطـوة الأسـقـام لـيـلـي
أحـك فـيغــر الـجـلـد الـتـهاب ويـعـظـم بـأس حـرقـتـه بـغـسـل
بـرغـم مـن مـكابـدتي عـذابـا اقـمـت لحـقـهـا مـيـزان عـدل
لـقـد عـلـمـت بأن الـنـاس تـقـسو عـلـيـهـا أيـنـمـا وجـدت بـقـتـل
لـذاك تـصـد مـقـتـحـمـا حـمـاهـا تـعـامـل فـعـلـه مـثـلا بـمـثـل
هـمـمـت بأن أصـوغ لها امتداحـا وعـذرا لو وعـتْ شجـني وعـذري
لـقـد فرضـت لـمـوطـنـها احـترامأ ولـم تـعـرف لدى الزحـف الـتولي
لـهـا شـــعـب فــدائي هـمـام أبى عـن موطـن الـشـرف الـتخـلي
فـإمـا أن تـبـارحـه الأعـادي و إمـا مـيتـة فـي غـيـر ذ ل
يُـصَادَرُ حـق من وهـنـوا وهـانوا وذاك الحـق يـدعـو الـله مَنْ لِي؟!
خـذوا مـن أهـبة الـنـمـل اعـتـبارا فـقـد اُعـْطِـيـتـُمُ الـمـثــل الأجــلِّ
هـل الحـشراتُ اربـط مـنك جأشا و أكـفـأ مـنـك فـي صـد و بــذل؟!