السعودية تضع «خطة محكمة» لإنهاء حرب دامت 26 عاما مع «حشرة»
الشرق الأوسط 2011/1/9
عاما، قضاها السعوديون في محاولات تأرجحت بين النجاح مرة والفشل مرات، في مكافحة سوسة النخيل الحمراء التي فتكت بعدد من الحقول المنتشرة بأرياف بلادهم، وهو الأمر الذي دفعهم للتفكير
في إطلاق خطة وطنية يتم من خلالها اتخاذ إجراءات موحدة ومتزامنة لمكافحة هذه الحشرة في الحقول المصابة.
وأطلقت السعودية رسميا، أمس، الحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في أحد الحقول الواقعة في محافظة الدرعية في العاصمة الرياض، التي تعتبر من أكثر المناطق تضررا من سوسة النخيل.
القصة مع حشرة سوسة النخيل الحمراء، بدأت بين عامي 1986 و1987، حيث تم اكتشاف أول إصابة في تلك الفترة الزمنية. ومنذ ذلك الحين، والسلطات الزراعية في السعودية، تقوم بجهود كبيرة لمكافحة انتشار سوسة النخيل الحمراء ومعالجة الحقول المصابة بهذا الداء.
ولأول مرة، ستستخدم السعودية في حربها ضد حشرة سوسة النخيل الحمراء، آلية لـ«حقن» النخيل المتضررة من هذه الحشرة.
واعتمدت وزارة المالية، مبلغ 120 مليون ريال، خصصته لحساب شقيقتها وزارة الزراعة، من أجل إعداد العدة في مواجهة سوسة النخيل الحمراء.
يحكي الدكتور فهد بلغنيم وزير الزراعة السعودي، عن مرحلة البدايات في مكافحة سوسة النخيل الحمراء. ويقول «لوحظ أن الإصابة بسوسة النخيل تنتقل من منطقة إلى أخرى. ولم تكن عمليات معالجة الحقول المصابة تنتهي في منطقة معينة، إلا وتنتقل سوسة النخيل الحمراء لمنطقة أخرى، وسرعان ما يعود الضرر إلى الحقول التي تم علاجها بعد 3 أو 4 أو 5 سنوات».
هذه السيناريوهات، دفعت السلطات الزراعية في السعودية، إلى وضع «خطة محكمة» للقضاء على سوسة النخيل الحمراء، بضربة واحدة.
يقول بلغنيم في تصريحات للصحافيين «فلذلك، قررت وزارة الزراعة أن من الأفضل القيام بحملة على مستوى السعودية لمكافحة السوسة، تم التنسيق مع وزارة المالية وتم رصد 120 مليون ريال لهذه الخطة».
ويؤكد وزير الزراعة السعودي، أن حملة مكافحة سوسة النحيل ستطلق في جميع أنحاء بلاده، مشيرا إلى أنه يتم استخدام أجهزة الحقن لأول مرة، والهدف منها حقن المبيدات الحشرية داخل ساق أو جذع النخلة المصابة وهذا الإجراء يعتمد على قدر الإصابة.
أجهزة الحقن التي ستستخدمها وزارة الزراعة، تم اختراعها على يد خبير إيطالي، وعملت وزارة الزراعة على تطويرها بالتعاون معه منذ نحو 3 سنوات حتى أصبحت ملائمة لاحتياجاتها. يؤكد الدكتور فهد بلغنيم أنه تم تزويد المخترع الإيطالي بعدد معين من معدات الحقن، بدأت بالوصول إلى الأراضي السعودية.
وأوضح الوزير السعودي أن أخطر الأمور التي تؤدي إلى انتقال وتكاثر سوسة النخيل هي عملية نقل الفسائل المصابة من منطقة إلى أخرى. لكنه أكد وجود حماية تشريعية لهذا الأمر، عبر نظام الحجر ولوائحه التنفيذية، بالإضافة إلى التنسيق القائم مع وزارة الداخلية لإيقاف الذين يقومون بنقل الفسائل وفرض الغرامة عليهم.
ولم يكشف وزير الزراعة، عن حجم الخسائر التي تم تكبدها نتيجة لسوسة النخيل الحمراء، لافتا إلى أن مبدأ التعويضات ليس قائما لناحية النخيل المصابة، مؤكدا في ذات الصدد سعي بلاده خلال عامين للوصول بعدد إصابات سوسة النخيل الحمراء إلى حدها الأدنى وصولا للقضاء عليها بشكل نهائي.
