من قصائد الشاعر( إلياس فرحات)
حبيبي تعالَ تجد منزلك . . .
معداً كما كان من قبل ُ لك . . .
تعال فما احتل َ قلبي سِواك . . .
وغيرُك في خاطري ماسلك . . .
تعال فهذا بساط ُ الربيع . . .
يوشي بأزهاره مخملك . . .
تعال أنظر النيرات اللواتي . . .
تعرين لما لبسن الحلك . . .
فلولاك لم تبد ُ هذي النجوم . . .
ولولاك مادار هذا الفلك . . .
حبيبي تعال أدن ُ مني فكم . . .
حسدت ُ النسيم الذي قبلك . . .
تعال ارفع اليأس عن مدنف ٍ . . .
إذا لم تبادر إليه هلك . . .
تعال اشهد ِ النزع نزع الذي . . .
سوى دمعة ِ الوجد لم يسألك . . .
تعال ابك ِ صَباً يولّي ولولا . . .
وداع ُ الحياة لما استعجلك . . .
أموت على رشفة ٍ من لماك . . .
فيا أكرم الناس ِ ما أبخلك . . .
رد: من قصائد الشاعر( إلياس فرحات)
حياة مشقات
أُرَاقِبُ فِي الظَّلْمَاءِ مَا اللَّيْلُ يَحْجُبُ *** وَأَقْرَأُ فِي الأَسْحَارِ مَا اللهُ يَكْتُـبُ
وَأَسْتَعْرِضُ الأَيَّامَ يَوْمِي الَّذِي مَضَى *** دَلِيلٌ عَلَى يَوْمِـي الَّذِي أَتَرَقَّـبُ
فَلاَ تَسْأَلُوا عَنِّي وَحَظِّـي فَإِنَّنَـا *** لأَمْثَالِ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ مَضْرَبُ
طَوَى الدَّهْرُ مِنْ عُمْرِي ثَلاثِينَ حِجَّةً *** طَوَيْتُ بِهَا الأَصْقَاعَ أَسْعَى وَأَدْأَبُ
أُغَرِّبُ خَلْفَ الرِّزْقِ وَهْوَ مُشَـرِّقٌ *** وَأُقْسِمُ لَوْ شَرَّقْـتُ كَانَ يُغَـرِّبُ
وَأَنْفُـرُ مِنْ وَادٍ لِطَـوْدٍ كَأَنَّنِـي *** وَقَدْ بَوَّقَ الدَاعُونَ لِلصَّيْدِ رَبْـرَبُ
لِئَنْ غَـرَّدَتْ لِلشَّاعِرِينَ بَلاَبِـلٌ *** فَإِنَّ غُرَابَ الشُّـؤْمِ حَوْلِيَ يَنْعَـبُ
وَإِنْ كَانَ عِلْمَاً ثَابِتَاً قَوْلُ بَعْضِهِمْ *** لِكُلِّ امْرِئٍ نَجْمٌ فَنَجْمِي الْمُذَنَّـبُ
وَمَرْكَبَـةٍ لِلنَقْلِ رَاحَتْ يَجُـرُّهَا *** حِصَانَانِ : مُحْمَـرٌّ هَزِيلٌ وَأَشْهَبُ
لَهَا خَيْمَةٌ تَدْعُو إِلَى الْهُزْءِ شَدَّهَا *** غَرَابِيـلُ أَدْعَى لِلْوَقَـارِ وَأَنْسَـبُ
جَلَسَـتْ إِلَى حُوذِيِّهَا وَوَرَاءَنَـا *** صَنَادِيـقُ فِيهَا مَا يَسُـرُّ وَيُعْجِبُ
حَوَتْ سِلَعَاً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ يَبِيعُهَا *** فَتَىً مَا أَسْتَحَلَّ البَيْعَ لَوْلا التَّغَـرُّبُ
وَرَاحَتْ كَأَنَّ البَرَّ بَحْـرٌ نِجَـادُهُ *** وَأَغْوَارهُ أَمْوَاجـهُ ، وَهْيَ مَرْكَـبُ
تَبِينُ وَتَخْفَى فِي الرُّبَـى وَحِيَالهَا *** فَيَحْسَبُهَا الرَاؤُونَ تَطْفُو وَتَرْسُـبُ
وَتَدْخُلُ قَلْبَ الغَابِ وَالصُّبْحُ مُسْفِرٌ *** فَتَحْسَبُ أَنَّ اللَّيْلَ لِلَّيْـلِ مُعْقِـبُ
تَمُـرُّ عَلَى صُمِّ الصَّفَـا عَجَلاتُهَا *** فَنَسْمَعُ قَلْبَ الصَّخْرِ يَشْكُو وَيَصْخَبُ
وَتَرْقُصُ فَوْقَ النَّاتِئَـاتِ مِنَ الحَصَى*** فَنُوشِـكُ مِنْ تِلْكَ الخَلاَعَـةِ نُقْلَبُ
نَبِيتُ بِأَكْوَاخٍ خَلَتْ مِنْ أُنَاسِهَـا*** وَقَامَ عَلَيْهَا البُومُ يَبْكِي وَيَنْـدُبُ
مُفَكَّكَـة جُدْرَانُـهَا وَسُقُوفُـهَا*** يُطِلُّ عَلَيْنَا النَّجْـمُ مِنْهَا وَيَغْـرُبُ
عَلَيْهَا نُقُوشٌ لَمْ تُخَطَّطْ بِرِيشَـةٍ *** تَظُنُّ صِبَاغَاً لَوْنَهَا وَهْوَ طُحْلُـبُ
يُغَنِّـي لَنَـا فِيهَا الْهَـوَاءُ كَأَنّـَهُ *** يُنَوِّمُنَـا ، وَالْبَرْدُ لِلنَّـوْمِ مُذْهِـبُ
فَنُمْسِي وَفِي أَجْفَانِنَا الشَّوْقُ لِلْكَرَى *** وَنُضْحِي وَجَمْرُ السُّهْدِ فِيهِنَّ يَلْهَبُ
وَمَأْكَلُنَـا مِمَّـا نَصِيـدُ وَطَالَمَا *** طَوَيْنَا لأَنَّ الصَّيْـدَ عَنَّـا مُغَيَّـبُ
وَنَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُ الخَيْـلُ تَارَةً *** وَطَوْرَاً تَعَافُ الخَيْلُ مَا نَحْنُ نَشْرَبُ
حَيَاةُ مَشَقَّـاتٍ وَلَكِنْ لِبُعْدِهَـا*** عَنِ الذُّلِّ تَصْفُو لِلأَبِـيِّ وَتَعْـذُبُ
وَقَدْ نَلْتَقِي بَعْضَ الجَمِيلاَتِ صُدْفَةً *** فَيُطْرِبْنَنَـا وَالْمُبْـدُع الغِيد مُطْرِبُ
وَكُلُّ مَكَانٍ فِيهِ لِلْحُسْنِ مَرْتَـعٌ *** وَلِلطَّرْفِ مَلْهَـىً فِيهِ لِلْحُبِّ مَلْعَبُ
وَمَا تَلْتَقِـي عَيْنَا فَتَـاةِ حَيِيَّـةٍ *** وَعَيْنَا فَتَىً إلاَّ لِكُوبِيـدَ مَـأْرَبُ
وَهَلْ أَنَا إِلاَّ شَاعِـرٌ لاَنَ قَلْبُـهُ *** فَلَيْسَ لَـهُ مِنْ صَوْلَـةِ الحُبِّ مَهْرَبُ
نَفَتْنِي مِنَ الْمُدْنِ العَوَاصِمِ عِزَّتِـي*** فَرُحْتُ بِأَطْرَافِ الوِلايَاتِ أَضْـرِبُ
أُعَاشِرُ مَنْ لَوْ عَاشَرَ القِرْدُ بَعْضَهَمْ *** لَمَا رَدَّ عَنْ دَرْوِين قَبْـرٌ مُقَبَّـبُ
وَأُنْصِتُ مُضْطَّـرَاً إِلَى كُلِّ أَبْلَـهٍ *** كَأَنِّي بِأَسْرَارِ البَلاهَـةِ مُعْجَـبُ
وَأَكْـرَهُ أَشْيَاءً رَفِيقِـي يُحِبُّهَـا *** وَأَرْغَبُ فِي أَشْيَاءَ عَنْهُنَّ يَرْغَـبُ
وَأَرْهَـبُ قُطَّـاعَ الطَّرِيقِ وَرُبَّمَا *** تَعَمَّدْتُ إِظْهَارَ السِّـلاَحِ لِيَرْهَبُـوا
فَعِزُّ الفَتَى الطَّاوِي الفَيَافِي مُسَدَّسٌ *** كَمَا أَنَّ عِزَّ اللَيْثِ نَابٌ وَمِخْلَـبُ
وَمَا صِينَ حَـقٌّ لاَ سِلاَحَ لِرَبِّـهِ *** وَأَضْعَفُ أَنْـوَاعِ السِّلاَحِ التَّـأَدُّبُ
وَلْولاَ نُيُوبُ الأُسْدِ كَانَتْ ذَلِيلَـةً *** تُسَاطُ وَتَعْنُو لِلشَّكِيـمِ وَتُرْكَـبُ
وَكَمْ ظَالِمٍ يَسْتَعْبِـدُ النَّاسَ عُنْـوَةً *** وَحُجَّتـُهُ الكُبْرَى الحُسَامُ الْمُشَطّبُ
أَقُولُ لِنَفْسِي كُلَّمَا عَضَّهَا الأَسَـى *** فَآلَمَهَا :صَبْرَاً فَفِي الصَّبْرِ مَكْسَبُ
لِئَنْ كَانَ صَعْبَاً حَمْلُكِ الْهَمَّ وَالأَذَى *** فَحَمْلُكِ مَنَّ النَّاسِ لاَ شَكَّ أَصْعَبُ
فَلَوْلاَ إِبَاءٌ مَازَجَ الطَّبْعَ لَمْ أَكُـنْ *** لِمِثْلِي مَجِيءٌ فِي البَرَارِي وَمَذْهَبُ
وَلَوْلاَ رَجَائِي أَنْ تَظَلَّـي بَعِيـدَةً *** عَنِ الضَّيْمِ لَمْ يُوطَـأْ بِرِجْلِيَ سَبْسَبُ
فَلاَ تَعْذِلِي صَحْبَاً دَرُوا بِي وَمَا عَنَوا*** بِأَمْرِي فَهُمْ مِنِّي إِلَى الفَقْرِ أَقْـرَبُ
وَلاَ تَأْمَلِي مِنْ غَيْرِ صَحْبِي مَعُونَـةً *** فَمَا تُخْضَبُ الكَفَّانِ وَالقَلْبُ مُجْدِبُ
وَلاَ تَرْتَجِي الإِخْلاَصَ مِنْ كُلِّ بَاسِمٍ *** فَفِي البَاسِمِينَ الْمُبْغِضُ الْمُتَحَبِّـبُ
وَلَوْ كَانَ كُلُّ المُظْهِرِينَ لِيَ الوَفَـا*** وَفِيِّيـنَ لَمْ يُعْجِزْكِ يَا نَفْسُ مَطْلَبُ
عَتِبْتُ عَلَى نَاسٍ أَضَاعُوا مَوَدَّتِـي *** وَكُلُّ كَرِيمٍ خَانَهُ الصَّحْبُ يَعْتَـبُ
فَقَدْ زَعَمُوا أَنِّي هَجَـوْتُ حَبِيبَهُمْ *** وَأَنِّي سَأَهْجُو غَيْرَهُ حِينَ أَخْطُـبُ
وَلَسْتُ بِهَجَّـاءٍ .. وَلَكِنّـَهُ الْهَوَى *** إِذَا قَادَ نَفْسَ الْمَرْءِ فَالنُّورُ غَيْهَبُ
أَنَا مَنْ يَرَى أَنَّ الرِّيَـاءَ مَعَـرَّةٌ *** وَأَنَّ خَبِيثَ القَوْلِ فِي الصِّدْقِ طَيِّبُ
وَمَا أَنَـا إِلاَّ كَالزَّمَـانِ وَأَهْلِـهِ *** أَعَافُ وَأَسْتَحْلِي وَأَرْضَى وَأَغْضَبُ
فَأَيُّ هِجَاءٍ فِي مَقَالِي لِعَقْـرَبٍ *** لَـهُ وَلَـعٌ بِالشَّرِّ إِنَّكَ عَقْـرَبُ
فَيَا نَفْسُ إِلاَّ أَنْتِ مَا لَكِ وَاعْلَمِي *** بِأَنَّ كُلَّ بَرْقٍ غَيْر بَرْقِـكِ خُلَّـبُ
تَعِبْتِ إِذَا إسْتَنْظَرْتِ خَيْرَاً مِنَ الوَرَى*** وَمُسْتَقْطِرُ السَّلْوَى مِنَ الصَّابِ يَتْعَبُ