ما أجمل أن يعم التفاهم بين الأفراد إذ به يسود الوفاق والوئام
وما أجمل ان نسعى لاحتواء بعضنا البعض مقدرين ظروف كل منا ومحاولين فهمها وعدم نقد بعضنا في كل صغيرة وكبيرة
إذ أن لكل فرد منا ظروفا لا نستطيع الإلمام بها وفهمها إلا إذا وضعنا أنفسنا مكان من يعاني منها وضعا صحيحا
فالخارج عن دائرة مهما كان نوعها يسرع إلى النقد وإسداء النصح إذ يسهل عليه ذلك لأنه بعيد عنها ولا يراها
بعين المسجون فيها والمتخبط في حلقتها المغلقة والذي يسعى جاهدا لإيجاد منفذ للخروج منها ولكنه يجد نفسه مقيدا بقيود يصعب فكها .
فحريٌّ بنا قبل النقد والحكم على غيرنا من خلال تصرفات قد نراها غير صائبة وفي نظرنا شاذة أن نحاول فهم الغير وتفهم
وضعه الذي بالنسبة إليه وضع متأزم إذ هو في قرارة نفسه غير راض عنه
والأحرى بنا ان نساعد بعضنا البعض على قدر استطاعتنا وإمكانياتنا .
فبالإحتواء والتفهم نكون قد أسدينا معروفا وجميلا لذلك الذي هو بحاجة إليه ، فكم من إنسان يتوق إلى المساعدة
وأضعف الإيمان هو الإحتواء والإصغاء إليه ومحاولة فهمه دون إلقاء دروس ومحاضرات .
نحن بشر محتاجون أبدا لمن يقف بجانبنا ولمن يوجهنا ولمن يسدي إلينا النصيحة
كما أننا محتاجون أشد الحاجة لمن يتفهمنا ويغوص في أعماقنا ويحاول قدر استطاعته
احتواءنا بكل ما فينا من محاسن ومساوئ - حفظنا الله جميعا-
وأن تكون النصيحة لينة رطبة يسهل استيساغها .
بقلمي
نبيلة الوزاني