اختراع جهاز يحوّل الرّطوبة إلى مياه

يستعرض المهندس القطري عدنان فهد راشد فهد الرمزاني النعيمي ذكريات الماضي عندما كان صبياً يعيش في بلدة شمال غرب قطر، حيث كانت البيئة المحيطة به مختلفة عما يراه اليوم من جفاف وغبار.


http://www.sci-magazine.com/wp-conte...30-300x152.jpg

ويقول السيد النعيمي “كان العشب كثيراً. وحين كانت الجِمال تبرك كنا نرى رؤوسها فقط.
الناس لا يصدقون هذا اليوم لأن الطبيعة تغيرت، بينما في الماضي كانت الأمطار تغمر الأرض بالخير الوفير”.

و النعيمي متأكدٌ أن التغير المناخي الذي تسببت به انبعاثات الغازات الدفيئة نتيجة الصناعات العالمية هو ما أدى بالظروف البيئية في بلاده إلى هذه الحال.
لكن المهندس الكيميائي، والذي حضر عدداً من مؤتمرات التغير المناخي الأممية كممثل عن شركة قطر للبترول، يقول إنه وجد حلاً قد يعيد الاخضرار إلى دياره ويساهم في مواجهة التغير المناخي بطريقة علمية مبتكرة.

وقد اخترع السيد النعيمي جهاز “أغري-غرين” (Agri-Green) الذي ينتج الماء من الرطوبة في الجو من خلال نظام مبردات وضاغطات ومكثفات ومراوح من أنواع مختلفة من المرشحات.

ويشارك المهندس النعيمي بمعرض قطر للاستدامة حيث يعرض الجهاز وكيفية عمله. ومع أن الجهاز يتم تشغيله عبر مولد، فقد صمم النعيمي نسخة تعمل بالطاقة الشمسية وحصل على تمويل مصرفي بقيمة 14 مليون ريال قطر
(3.85 مليون دولار) لبدء التصنيع العام المقبل.

وبدأ الاختراع برسم بسيط على ورقة عام 2008، وقد أنجزه المهندس النعيمي بتكلفة بلغت 3 مليون ريال قطري.
وقال “رسمت عدداً من التصاميم الأولية لكنني ما زلت أحتفظ بالرسم الأصلي. حاولت أن أحسنه لكنني كنت أعود إلى الرسم الأول”.

وطرح النعيمي الفكرة على العديد من زملائه المهندسين وسألهم إذا كان التصميم سينجح في أداء المهمة المرجوة، لكنهم أجابوا بالنفي. الا أن طالباً قطرياً راجع التصميم بعد دراسة بيانات التسريب في إدارة الأرصاد الجوية بقطر لسنة كاملة ورأى العكس.

واضاف “قال الطالب إن التصميم يمكن أن ينتج ما معدله 400 غالون يومياً، وهذا ما ينتجه الجهاز اليوم”.

و يؤكد النعيمي أن الجهاز لن ينتج المياه للري الزراعي أو الاستخدام الصناعي فحسب، بل يمكنه توليد الهواء البارد وإنتاج الطاقة باستخدام البطاريات التي تعمل بالطاقة الشمسية لتشغيل نظام التبريد، وإنتاج الهواء البارد الذي تولده المراوح.

ونظراً لأن الجهاز مصدر طاقة لا تصدر انبعاثات كربونية، فإنه يُعتبر مشروعاً يتبع آلية التنمية النظيفة التي ينص عليها بروتوكول كيوتو، وهو بالتالي سيساعد البلاد على خفض الانبعاثات وفقاً للأهداف التي وضعتها قطر في هذا الإطار.

وقد شارك المهندس النعيمي في عدد من المعارض، وفاز الجهاز بست ميداليات ذهبية ومنها الميدالية الذهبية وميدالية الشرف في المعرض الدولي للاختراعات iENA في ألمانيا عام 2012.

ويسعى النعيمي كمرحلة أولية إنتاج 60 وحدة كبيرة ويأمل باستخدامها في قطر وأراض جافة أخرى في افريقيا.
و ينوي في المرحلة المقبلة توظيف مهندسين لإجراء البحوث والتنمية، ثم الانتقال إلى انتاج كميات كبيرة من الجهاز.

ويختتم النعيمي قائلاً: “أود أن ننتج جهازاً يمكن للجميع تحمل تكلفته”.