العُنفُ الفكري هو أقوى حدّةً من أيِّ عنف آخرلا ننكر أن العنف الجسدي له نتائج وخيمة جدا تصل إلى الإصابة بأمراض نفسية صعبة العلاج
قد تستمر مع المُصاب بها طيلة عمره ولكن العنفَ الفكري له أضْلع فتاكة قوية تهدم حرية فكر الفرد وتغسل عقله ومُخَّه من قِيَمِهِ واعتقاداته ومبادئه وبالتالي يترتب عن هذا شحن عقله بفكر آخر ومُعتقدات دخيلة تحتل مكانَ ما كان يؤمن به فينتهج نهج ما تشربّه ممّا دخل مُخَّه من فكر جديد مثلما يحدث مع الأطفال حينما يقضون أوقاتهم في مشاهدة مسلسلات الكرتونالتي أصبح معظمها قصصا يُوقعها العنف وشخصيات لا تعرف الرحمة طريقا لقلوبها فكيف لهؤلاء الأطفال وهم في نعومة أظافرهموعقولهم تسجل كل ما تراه أعينهم وهم كل يوم يتابعون تلك القصص والمسلسلات بشغف والآباء لا يحركون ساكناً جُلُّ همّهم أن يقضي الأطفال وقتا ممتعا في نظرهمولي يستريحوا من أعباء مسؤولياتهم وإنْ كان لبعض الوقت متناسينوغافلين عمّا يمكن أن يحدث مع مرور الوقت لهم من عنف فكريٍّ متطرّف
وهنا يجب أن تتدخل يد المسؤولين عن وَقْفِ عرض هذه البرامجواستبدالها بما هو صالح ونافع لهؤلاء الاطفال الذين لا يدَ لهم في هذا ولا حيلة فهم ضحايا لهذا الفكرالعنيف الذي دخلوا مجاله دون رغبة منهم ولا دراية
وكذلك تلك اللُّعب التي نراها اليوم كلّها تُشيرُ للعنف وأطفالنا يلعبون بها الآباء فرِحون مستبشرون يجب التصدي لهذه الظاهرة بل ينبغي تغيير جميع المناهج التي تتخذهاوسائل الميديا خصوصا تلك المسلسلات العنيفة وغير الهادفة بالمرَة.
مواقع النشر (المفضلة)