أهديت إلى السيدة عائشة رضي الله عنها سلالا من العنب ، فأخذت تتصدق بها على الفقراء والمساكين وكانت جاريتها قد أخذت سلة من هذه السلال وأخفتها عنها ، وفي المساء أحضرتها ، فقالت لها السيدة عائشة رضي الله عنها : ما هذا ؟ فأجابت الجارية :ادخرته لنأكله ، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها : أما يكفي عنقود أو عنقودان .
* * * يحكى أن ثلاثة رجال ساروا في طريق فعثروا على كنز، واتفقوا على تقسيمه بينهم بالتساوي، وقبل أن يقوموا بذلك أحسوا بالجوع الشديد، فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليحضر لهم طعاما، وتواصوا بالكتمان، حتىلا يطمع فيه غيرهم، وفي أثناء ذهاب الرجل لإحضار الطعام حدثته نفسه بالتخلص من صاحبيه، وينفرد هو بالكنز وحده، فاشترى سما ووضعه في الطعام، وفي الوقت نفسه،اتفق صاحباه على قتله حين عودته؛ ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط، ولما عاد الرجل بالطعام المسموم قتله صاحباه، ثم جلسا يأكلان الطعام؛ فماتا من أثر السم، وهكذا تكون نهاية الطامعين وعاقبة الطمع.
لنتدبر القصتين
والفرق الشاسع بينهما بين القناعة والطمع الذي يعود وبالا على صاحبه
فهي في اللغة: الرضا بالقسم، فمن رضي بما قسم له فقد قنع؛ لأن منتيقن أن ذلك بتقدير
الخالق الرازق، وأن ليس في قدره فعند الزيادة عليه طاب عيشهوزال همه وكان كما قيل. أَمْطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنْدي ... بَ وفيضي آبارَتَكْرورَ تِبْرا أَنا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أَعْدَمُ قوتاً ... وَإذا مِتُّ لَسْتُأَعُدَمُ قَبْرا وما أحسن ما قاله بعض السلف: ثلاث آيات غنيت بهن عن جميعالخلائق الأولى:
(قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً،وقنّعهُ الله بما آتاه). رواه مسلم والترمذي. وعن فضالة بن عبيد أنه سمعالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
(طوبى لمن هُدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافاًوقنع). رواه الترمذي والحاكم وصححاه. وعن حكيم بن حزام مرفوعاً بلفظ: (اليدالعليا خير من السفلى وابدأ بمن تعول،
وخيرُ الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعففيعفُّه الله، ومن يستغنِ يغنه الله). رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضيالله عنه، عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
(ليس الغِنى عن كثرة العرض ولكنَّ الغنىغنى النفس). رواه البخاري ومسلم. وعن جابر مرفوعاً: (عليكم بالقناعة فإنالقناعة مالٌ لا ينفد). رواه الطبراني في الأوسط. وعن أبي هريرة بلفظ: (خيارالمؤمنين القانع، وشرارهم الطامع). رواه القضاعي. وقال صلى الله عليه وآلهوسلم: (إن مما ينبت الربيع يقتل
حبطاً أو يُلمُّ إلا آكلة الخضر... ( الحديث. رواه مسلم. ومعناه أن إنبات الربيع وخضره تقتل حبطاً بالتخمة لكثرةالأكل أو تقارب
القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة فإنه لايضر. وهكذا. وروي عن علي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى:
(وَلَنُحْييَنَّهُحَيَاةً طَيَّبَةً) أنها القناعة. وعن عبد الله بن الحصين رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه
وآله وسلم قال: (من أصبح منكم آمناً في سِربه، معافى في بدنه،
وعنده قوتُ يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيره). رواه الترمذي وقال: صحيحغريب. وعن جابر رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ: (إياكم والطمع فإنه
هو الفقر، وإياكموما يُعتذر منه). رواه الطبراني في الأوسط. وعن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: (ابنآدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يُطغيك،
ابن آدم لا بقليل تقنعُ ولا من كثير تشبعُ. ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك،
آمناً في سربك، عندك قوت يومك فعلى الدنياالعَفاء). رواه البيهقي في الشعب وابن عدي. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، عنهصلى الله عليه وآله وسلم قال:
(أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئتَ فإنكَ ميّت،وأحبِب مَن أحببت
فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مُجزي به، واعلم أن شرف المؤمن
قيامه بالليل، وعزّهُ استغناؤه عن الناس). رواه الحاكم والبيهقي
واليك مثالا لمعنى القناعة الفطرية لدى طفل مع امه الارملة فى ليلة ممطرة
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملةالفقيرة مع طفلها
الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة . . ... إلا أن هذه الأسرةالصغيرة
كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى . . . لكن
أكثرما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاءفالغرفة عبارة عن أربعة
جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف ! . . و كان قد مر على
الطفل أربعةسنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة
و ضعيفة من المطر , إلاأنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة
بالسحب الداكنة . . . و معساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ,
فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم
مواجهة موقف عصيب ! ! نظر الطفل إلى أمهنظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم
مع ثيابها كان غارقًا في البلل . . . أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته
و وضعتهمائلاً على أحد الجدران , و خبأتطفلها خلف الباب لتحجب
عنه سيل المطر المنهمر . . . فنظر الطفل إلى أمه فيسعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا ,
و قال لأمه : " ماذا يا ترى يفعلالناس الفقراء الذين ليس عندهم باب
حين يسقط عليهم المطر ؟ ! ! " لقد أحس الصغيرأنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء . .
ففي بيتهم باب !!!!!! , ما أجمل الرضا . . . إنه مصدر السعادة و هدوء البال ,
و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد .
وهي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في
أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله
عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه)
قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما
عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة رضي الله
عنها فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال
التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه.
وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه،
فأرادوا أن يعدوا له وطاء ( فراشًا لينًا ) يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما للدنيا،
ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها).
انظر معي .. كيف يُعلم النبي صلى الله عليه وسلم حكيم بن حزام القناعة :
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ،
ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي : ( يا حكيم ، إن هذا المال خضر حلو ، فمن أخذه
بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي
يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى ) . قال حكيم : فقلت : يا رسول الله ،
والذي بعثك بالحق ، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا ، حتى أفارق الدنيا . فكان أبو بكر
يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى
أن يقبله ، فقال يا معشر المسلمين ، إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من
هذا الفيء فيأبى أن يأخذه . فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى
الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله .)
فضل القناعة:
1- القناعة سبب البركة:
قال الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ،
عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا )
و قال الله صلى الله عليه وسلم: ( اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم
الله لك تكن أغنى الناس ..... إلى نهاية الحديث )
- والإنسان الطماع لا يشبع أبدًا، ويلح في سؤال الناس، ولا يشعر ببركة في الرزق،
قال الله صلى الله عليه وسلم: لا تلحفوا ( أي لا تلحوا ) في المسألة . فوالله !
لا يسألني أحد منكم شيئا ، فتُخْرِجُ له مسألته مني شيئا ، وأنا له كاره ، فيبارك له فيما أعطيته .)
- وقال الله صلى الله عليه وسلم: ( اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ،
وخير الصدقة عن ظهر غنى ، ومن يستعففْ يعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يغْنِهِ الله )
2- القناعة طريق الجنة:
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلم القانع الذي لا يسأل الناس ثوابُه الجنة، فقال:
( من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا )
3- القناعة عزة للنفس:
القناعة تجعل صاحبها حرًّا؛ فلا يتسلط عليه الآخرون، أما الطمع فيجعل صاحبه عبدًا للآخرين.
قال أحد الحكماء: من أراد أن يعيش حرًّا أيام حياته؛ فلا يسكن قلبَه الطمعُ. وقيل: عز من قنع، وذل من طمع.
4- القناعة سبيل للراحة النفسية:
المسلم القانع يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم، أما الطماع فإنه يعيش مهمومًا، ولا يستقر
على حال. وفي الحديث القدسي: (يقول الله سبحانه يا ابن آدم تفرغْ لعبادتي أملأ صدرك
غِنًى وأَسُدَّ فقرك وإن لم تفعل ملأتُ صدرك شُغْلا ولم أسُدَّ فقرك)
أستاذى الفاضل د محمد
تحياتى لك
إسمح لى أن أسرد لك هذه القصة
كان في نجار مسن يعمل بجانب شاطئ النيل
وبينما هو منهمك بالعمل سقط منشاره فى النهر
فجلس يبكى على ضياعه
وكانت هناك جنية تراقبه فحضرت إليه وسألته لما تبكي
فقال سقط منشارى بالنهر
فغطست وخرجت بمنشار من ذهب وسألته اهذا هو فقال لا
فغطست مره اخرى وخرجت بمنشار من فضه وسألته اهذا هو فقال لا
ثم غطست مرة ثالثة وخرجت بمنشار من برونز وسألته اهذا هو فقال لا
فغطست مره اخرى وخرجت بمنشاره الحديدى وسألته أهذا هو فقال نعم وقد
ارتسمت السعاده عليه لحصوله
على منشاره،
فقامت الجنية بإهدائه المنشار الذهبي والفضي والبرونزي لأمانته وصدقه ...
وذات يوم آخر كان نفس الرجل يتنزه مع زوجته على شاطئ النهر
فإنزلقت قدماها وسقطت فى النهر، فجلس يبكى
فحضرت الجنية وسألته ما يبكيك فقال زوجتى سقطت فى النهر
فغطست الجنية وخرجت بهيفاء وهبي وسألته أهذه هي فقال نعم هى زوجتى
فقطبت الجنية جبينها وقالت لما تكذب ايها المخادع
فرد الرجل : انا لم اكذب ولكن خشيت ان اقول لا فتغطسي وتخرجي أليسا
وعندما اقول لا انها ليست زوجتى تغطسى وتخرجى نانسي
وعندما أقول لا انها ليست زوجتي تغطسي وتخرجي زوجتى
فإذا قلت نعم هى زوجتى
ستقومى بإهدائى هيفا واليسا ونانسي لصدقي وانا رجل عجوز لا يمكننى ان
اكون متزوج أربع
فرضيت بهيفا فقط
تقبل تحياتى
د ربيع
مواقع النشر (المفضلة)