+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: القناعة فى الاديان

  1. #1

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي القناعة فى الاديان

    القناعة فى المسيحية



    امتدح قديماً أبو فراس الحمداني حياة القناعة إذ قال:




    ما كل ما فوق البسيطة كافياً فإذا قنعتَ فكل شيء كافي




    وتعافُ لي طمع الحريص أبوتي ومروءتي وقناعتي وعفافي




    وقد عُرِّفت القناعة بأنها الاكتفاء من المال بقدر الحاجة والكفاف؛ لكنّ الحقيقة أن القناعة تشمل




    الاكتفاء الماديّ ولكنها لا تنحصر فيه. فمن الناس من يرضى بمستوى معيشة معين ولكنه غير قانع




    في الحياة لأن الله لم يعطه مثلاًً ابناً (حتى ولو رزقه بنات جميلات كبنات أيوب!)، ومنهم من لا يعجبه




    المكان الذي ولد فيه ونشأ، ولا يعرف طعم الرضى إلا لو انطلق إلى مكان آخر.




    فالقناعة هي الرضى والاكتفاء في شتى أمور الحياة. و توحي الكلمة في الإنكليزية "satisfaction"




    بأنها تشير إلى الإشباع ، فهو شرط رئيسي للقناعة. لاحظ الأسلوب الذي تتبعه معظم الشركات




    في الدعاية




    لمنتوجاتها، إنه التأكيد بأنك لن تكون سعيداً إلا عندما تحصل على ما تروّجه




    لك من سلع، سواء أكانت عطراً




    أم قطعة أثاث أو حتى سيارة! ولنتأمّل قليلاً في مجالين من مجالات القناعة




    ثمّ ننتبه إلى فوائدها.




    القناعة في الأمور المادية




    في عصر كثرت فيه وسائل الترفيه والراحة نجد أنفسنا جميعاً بحاجة لكي نقرر




    ما الذي نحتاج إليه




    حقاً وما الذي نرغب في الحصول عليه، وما أبعد الفرق بين الاثنين! قال الجاحظ: "




    القناعة هي الاقتصار




    على ما سنح من العيش والرضا بما تسهل من المعاش."أمر الله في الوصايا العشر قائلاً: "




    لا تشتهِ بيت قريبك...




    ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك" (خروج 17:20).




    وصرّح الرسول بولس بقوله: "فضةَ أو ذهبَ أو لباسَ أحدٍ لمْ أشتهِ" (أعمال 33:20).




    وفي أيامنا هذه




    يمكن لكل منا أن يضيف لتلك القائمة عشرات الأشياء التي يتعرّض لاشتهائها




    ويرغب في امتلاكها. فقد يهوى




    الرجل امتلاك السيارات الأحدث، وأفضل كمبيوتر متطوّر، وأرقى آلة تصوير؛




    بينما تصبو المرأة إلى اقتناء




    المزيد من الثياب والحصول على بيت أوسع والتحلي بالمجوهرات الثمينة.




    وحتى الأطفال والشبيبة في أيامنا




    صارت لهم قوائمهم الطويلة من هواتف خلوية وسائر ألعاب الكمبيوتر والفيديو،




    وصرنا في سباق مع الزمن،




    فما هو حديث الآن يغدو بعد أشهر بالياًس ومتأخراً عن ركبالحضارة،




    وما علينا إلا أن نتخلص منه ونشتري الأرقى والأكثر تطوراً.




    هنا نرى أنفسنا بحاجة لتحديد ما هو فعلاً ضروري وأولوي، وأن نتعقّل




    فلا نتسرع لشراء كل جديد بغض




    النظر عن مدى احتياجنا له أو كونه متناسباً مع قدراتنا المادية وتحصيلنا.




    قال بولس الرسول: "قد تعلمت




    أن أكون مكتفياً بما أنا فيه، أعرف أن أتضّع وأعرف أيضاً أن أستفضل،




    في كل شيء وفي جميع الأشياء




    قد تدرّبت أن أشبع وأن أجوع، وأن أستفضل وأن أنقص" (فيلبي 13:4).




    لذلك استطاع أن ينشد: "كفقراء




    ونحن نغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء"




    (2كورنثوس 10:6).




    علّمنا المسيح أن نصلي: "خبزنا كفافنا أعطنا اليوم" (متى 11:6).




    وهو الذي ترك أمجاد السماء وارتضى




    بأن يولد في مذود البقر، وأن ينشأ في الناصرة، ويعيش مع المساكين والفقراء،




    ولا يكون له أين يسند رأسه،




    وأن يكون البنكُ الذي يستخدمُه فمَ سمكةٍ في بحر الجليل يذهب




    بطرس لاصطيادها ويجد المال ويدفع الضريبة المطلوبة.




    كما أكد بولس للشاب تيموثاوس بأن: "التقوى مع القناعة هي تجارة




    عظيمة لأننا لم ندخل العالم




    بشيء وواضح أنّنا لا نقدر أن نخرج منه بشيء أيضاً" (1تيموثاوس 6:6).




    وقد قال الشاعر ما يتماشى مع تلك الكلمات تماماً:




    أفادتني القناعةُ كلَّ عز




    وأيُّ غنى أعزُّ من القناعة




    فصيّرها لنفسك رأسَ مال




    وصيّرْها معَ التقوى بضاعة




    لا يمكن أن نفصل القناعة عن الإيمان، فالاتكال الكامل على الله يولد الاكتفاء




    الذي يثمر بالقناعة، لذلك




    يحثنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين بقوله: "كونوا مكتفين بما عندكم لأنه




    قال لا أهملك ولا أتركك" (5:13).




    القناعة في الأمور التي لا يمكن أن نغيّرها




    استضافت المرأة الشونمية وزوجها نبيّ الله وخادمه، وأراد أن يكافئهما على تضحيتهما،




    وعرض عليها قائلاً: "




    هوذا قد انزعجت بسببنا كل هذا الانزعاج، فماذا يُصنَعُ لك؟ هل لك ما يُتَكَلّمُ به




    إلى الملك أو إلى رئيس الجيش. فقالت: "




    إنما أنا ساكنة في وسط شعبي" (2ملوك 13:4). ما أروع تلك المرأة التي قنعت




    بالعيش بكل رضى في زمن كانت




    المرأة تعاني الأمرّين إن لم يكن عندها ولد. لكن الرب كافأها




    وأعطاها ابناً بعد سنة.




    لا شكّ أنّ في الحياة أموراً يمكن أن نغيّرها ويجب أن يكون عندنا الطموح




    والاجتهاد لنفعل ذلك. فإن كنت




    تحبّ العلم مثلاً، ما الذي يمنع أن تحصّل شهادةً أعلى؟ وإن كان عندك




    وفرة من الوقت، لِمَ لا تجتهد في صقل




    موهبة أعطاك الله إياها سواء في الموسيقى أم الأدب أم الفن؟ ليس للقناعة هنا مكان،




    وينطبق على ذلك قول المتنبي:




    إذا غامرت في شرف مرومِ




    فلا تقنَـعْ بما دون النجوم




    ولكن ماذا عن الأمور التي تفوق قدرتنا؟ هل نقبل ما قسمه الله لنا من قامة؟




    هل يعجبكِ لون شعرك وطبيعته؟ إن لم يعطنا الله أولاداً فهل نرضى ونقنع؟ وماذا




    عن الأمراض والإعاقات بل الوفيات في عائلاتنا؟ ألا نرى أننا في كثير




    من الأحيان لا نقدِّر قيمة ما أكرمنا الله به حتى نفقده؟ سئل بيل غيتس صاحب




    شركة مايكروسوفت في عام 1997 حين أصبح أغنى إنسان في تاريخ أميركا: "




    لو صرت أعمى فهل أنت مستعد لتقدم كل البلايين التي تملكها مقابل استرجاع




    بصرك؟" وأجاب على الفور بأنه مستعد ليعطي كل أمواله مقابل بصره. فكم يليق بنا




    أن نكون راضين وقنوعين وأن نركّز على ما هو لَنا وليس على ما لا نملكه؟ قالت إحداهنّ: "




    ستجدين في كل حين من هي أذكى منك، وبيتها أكبر، وتقود سيارة أفضل. ربما يكون أولادها




    أكثر تفوُّقاً من أولادك في المدرسة، وزوجها يساعدها في المنزل ويصلح فيه




    أشياء أكثر. لا تهتمي بل ارضي بأحوالك. افتكري في الأمر، ربما تشعر أجمل امرأة في




    العالم بالجحيم في قلبها، وقد تكون أفضل النساء الموظفات معك غير قادرة على الإنجاب،




    أما أغنى امرأة فربما لها السيارة والبيت والثياب لكنها تشعر بوحدة قاتلة. قولي لنفسك، لقد




    باركني الرب ويجب ألا أتذمّر البتة بل أقنع بكل ما أعطاني".




    القناعة وفوائدها




    إن عدم القناعة يقود الناس إلى الشقاء والسعي الدائم للحصول على المزيد




    بدون شبع، لذلك يحصدون التعب على المستوى الفردي، وكذلك تدفع عائلاتهم ثمناً باهظاً.




    فالأبوان اللذان يفضّلان أن يقضيا ساعات كثيرة في العمل لتجميع أكبر مقدار ممكن من المال،




    سيبتعدان حتماً عن أطفالهما، ولن يتمكنا من صرف الوقت معهم.




    إن المجتمع بأكمله يدفع ثمن طمع الناس في المزيد من المال، لذلك




    حذّرنا المسيح بقوله: "انظروا وتحفّظوا من الطمع. فإنه متى كان لأحد كثير فليست




    حياته من أمواله" (لوقا 15:12). أما الرسول بولس فقال: "الطمع الذي هو عبادة الأوثان"




    (كولوسي 5:3). ليس الطمع خطية يقع فيها الفقراء فحسب بل لعلها تجربة أكبر للأغنياء.




    فقد اشتهى الملك أخآب كرم جاره، ولم يعد يعرف النوم ولا الأكل




    إلا ليحصل على ذلك الكرم (1ملوك 4:21). ومع أنه حصل على شهوته بالكذب




    والظلم والقتل حسب تخطيط زوجته إيزابل، إلا أنهما حصدا نتيجة عصيانهما




    وماتا على أرض الكرم نفسه.




    وللقناعة بركتها. فالقانع في الحياة هو إنسان سعيد، لأن سعادته لا تعتمد




    على الأشياء بل لسان حاله ما صلاّه المرنّم: "جَعَلْتَ في قلبي سروراً أعظمَ من سرورهم




    إذ كَثرَت حنطتُهم وخمرُهم" (مزمور 7:4).




    هل يمكن أن تتخيَّل كيف ستكون الدنيا لو كان التاجر، والطبيب، والموظف،




    والحاكم، والقائد الدينيّ جميعاً متحلين بالقناعة؟ ستقودنا القناعة إلى فضائل




    كثيرة كالعطاء والأمانة وأعمال الخير، فلنتحلّ بها وهكذا نجني نحن والآخرون من بركاتها.







    واليكم مثالا آخر للقناعة



    قال محدثي : منخلال عملي بالشرطة، ازداد إيماني بصدق قول الكتاب المقدس




    «لأَنَّ مَحَبَّةَٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ ٱلشُّرُورِ» (1تيموثاوس 6: 10). رأيت أحداثاً كثيرة أليمة،




    لا تقع تحت حصر. ومعظمها بسبب محبة المال إلى حد العبادة. إنما الذي تأكدت منه، أنّجميع الباحثين




    عن المال قلما يسعدون. من يخسر يحزن، ومن يربح يسعد قليلاً ثم يحزنأيضاً لأنه يطمع في المزيد.




    وعن اقتناع تام عشتراضياً بمرتبي الضئيل. أجد سعادتي في تدبير الله لشؤوني، ورضائي في




    إحساسي أنهيرعاني فلا أحتاج لأحد، ومسرتي في أن القليل يسعدني.لم أكن أخشى




    بطشالرؤساء، أؤدي واجبي وأثق من حماية الله لي. لم أهتم كثيراً بما تردد ذات




    يوم عنبطش نائب مدير الأمن الجديد وأساليبه في الإيقاعبالمنحرفين.وذات ليلة




    كنت أطوف في منطقة حراستي، أقاوم البردبالسير جيئة وذهاباً. رأيت عن بعد رجلاً يسير




    في حذر ويقود بقرة. إنّ الليل قدانتصف، لم يكن موعد خروج الفلاحين إلى حقولهم. وتقدمت منه




    وسألته عن سبب سيره فيهذا الوقت المتأخر من الليل؟ وتظاهر بالخوف، وأخرج من ملابسه ورقة




    مالية فئة العشرةجنيهات وحاول أن يعطيها إليّ. تأكدت أنه سارقللبقرة.طلبت منه في




    حزم أن يسير أمامي إلىقسم الشرطة.. وزاد ارتباكه.. أخرج من جيبه ورقة مالية أخرى وراح




    يرجوني أن أتركه.. ولم أتردد.. تراجعت للخلف.. أشهرت سلاحي.. هددته بالقتل.. وأمرته أن يسير




    أمامي إلىقسم الشرطة.. حتى ما بلغنا قسم الشرطة. أمسكت به في عنف.. وقدمته للضابط..




    وأناأبلغ بما حدث. ورأيت الضابط يقف وينظر إلى الرجل فيذهول.





    ورأيت الرجل يقف أمامه ويبتسم والضابط يقدم له مقعداً ليجلس، ويقول لي الضابط أنه نائب






    مدير الأمن الجديد. وزادت دهشتي وفسّر لي الضابط الموقف، بأنّه اعتاد أن يتنكر ويتجول




    وسط الحراسات ليتأكد بنفسه من سير أعمال رجال الأمن، وأنه استعار هذه البقرة




    من أحدالأصدقاء ليمثل دور الرجل المشبوه. وبدأت أشعر بالخوف.. تسلل إلى قلبي




    رغماً عني. لقد هددت الرجل بالقتل، قبضت عليه، اتهمته بالسرقة، وزادخوفي عندما طُلب




    مني الحضور في اليوم التالي إلى مكتبه. وأخذت أدعو الله أن تأتيالنهاية سليمة.



    وجاءت النهاية فوق ما تخيلته. عندما دخلت إلى مكتبنائب مدير الأمن مع مأمور القسم،






    رأيت الرجل في صورته الحقيقية، وحوله بعض الضباط. وتوقفت أمام مكتبه، قال لي: أنت




    رجل شريف، انتظر مني ترقية، ولك هذا المبلغ الذيرفضت أن تأخذه بالأمس. ووقفت أمامه




    مذهولاً، انتبهت إلى صوت المأمور الواقف بجواريأن أتقدم وأستلم منه المكافأة. وتقدمت




    وصافحته وصافحت الضباط،وكانت فعلاً خيرمكافأة.

    يتبع .............

    الموضوع الأصلي: القناعة فى الاديان // الكاتب: د. محمد سعيد عيسى // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا


    التعديل الأخير تم بواسطة د. محمد سعيد عيسى ; 05-03-2011 الساعة 08:06 PM

  2. #2

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    أهديت إلى السيدة عائشة رضي الله عنها سلالا من العنب ، فأخذت تتصدق بها على الفقراء والمساكين
    وكانت جاريتها قد أخذت سلة من هذه السلال وأخفتها عنها ، وفي المساء أحضرتها ، فقالت لها السيدة عائشة رضي الله عنها : ما هذا ؟ فأجابت الجارية :ادخرته لنأكله ، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها :
    أما يكفي عنقود أو عنقودان .

    *
    *
    *
    يحكى أن ثلاثة رجال ساروا في طريق فعثروا على كنز، واتفقوا على تقسيمه بينهم بالتساوي، وقبل أن يقوموا بذلك أحسوا بالجوع الشديد، فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليحضر لهم طعاما، وتواصوا بالكتمان، حتىلا يطمع فيه غيرهم، وفي أثناء ذهاب الرجل لإحضار الطعام حدثته نفسه بالتخلص من صاحبيه، وينفرد هو بالكنز وحده، فاشترى سما ووضعه في الطعام، وفي الوقت نفسه،اتفق صاحباه على قتله حين عودته؛ ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط، ولما عاد الرجل بالطعام المسموم قتله صاحباه، ثم جلسا يأكلان الطعام؛ فماتا من أثر السم، وهكذا تكون نهاية الطامعين وعاقبة الطمع.


    لنتدبر القصتين

    والفرق الشاسع بينهما بين القناعة والطمع الذي يعود وبالا على صاحبه


  3. #3

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    القناعة

    فهي في اللغة: الرضا بالقسم، فمن رضي بما قسم له فقد قنع؛ لأن منتيقن أن ذلك بتقدير
    الخالق الرازق، وأن ليس في قدره فعند الزيادة عليه طاب عيشهوزال همه وكان كما قيل.
    أَمْطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنْدي ... بَ وفيضي آبارَتَكْرورَ تِبْرا
    أَنا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أَعْدَمُ قوتاً ... وَإذا مِتُّ لَسْتُأَعُدَمُ قَبْرا
    وما أحسن ما قاله بعض السلف: ثلاث آيات غنيت بهن عن جميعالخلائق الأولى:
    (وَما مِنْ داَّبةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلى اللهِرِزْقُهَا ).
    الثانية: (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَلَها ) .
    الثالثة: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إَلاَّهُوَ).
    وعند عبد الله بن عمر مرفوعاً بلفظ:
    (قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً،وقنّعهُ الله بما آتاه).
    رواه مسلم والترمذي.
    وعن فضالة بن عبيد أنه سمعالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
    (طوبى لمن هُدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافاًوقنع).
    رواه الترمذي والحاكم وصححاه.
    وعن حكيم بن حزام مرفوعاً بلفظ: (اليدالعليا خير من السفلى وابدأ بمن تعول،
    وخيرُ الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعففيعفُّه الله، ومن يستغنِ يغنه الله).
    رواه البخاري ومسلم.
    وعن أبي هريرة رضيالله عنه، عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
    (ليس الغِنى عن كثرة العرض ولكنَّ الغنىغنى النفس).
    رواه البخاري ومسلم.
    وعن جابر مرفوعاً: (عليكم بالقناعة فإنالقناعة مالٌ لا ينفد).
    رواه الطبراني في الأوسط.
    وعن أبي هريرة بلفظ: (خيارالمؤمنين القانع، وشرارهم الطامع).
    رواه القضاعي.
    وقال صلى الله عليه وآلهوسلم: (إن مما ينبت الربيع يقتل
    حبطاً أو يُلمُّ إلا آكلة الخضر... ( الحديث.
    رواه مسلم.
    ومعناه أن إنبات الربيع وخضره تقتل حبطاً بالتخمة لكثرةالأكل أو تقارب
    القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة فإنه لايضر. وهكذا.
    وروي عن علي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى:
    (وَلَنُحْييَنَّهُحَيَاةً طَيَّبَةً) أنها القناعة.
    وعن عبد الله بن الحصين رضي الله عنه أن رسولالله صلى الله عليه
    وآله وسلم قال: (من أصبح منكم آمناً في سِربه، معافى في بدنه،
    وعنده قوتُ يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيره).
    رواه الترمذي وقال: صحيحغريب.
    وعن جابر رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ: (إياكم والطمع فإنه
    هو الفقر، وإياكموما يُعتذر منه).
    رواه الطبراني في الأوسط.
    وعن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: (ابنآدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يُطغيك،
    ابن آدم لا بقليل تقنعُ ولا من كثير تشبعُ. ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك،
    آمناً في سربك، عندك قوت يومك فعلى الدنياالعَفاء).
    رواه البيهقي في الشعب وابن عدي.
    وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، عنهصلى الله عليه وآله وسلم قال:
    (أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئتَ فإنكَ ميّت،وأحبِب مَن أحببت
    فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مُجزي به، واعلم أن شرف المؤمن
    قيامه بالليل، وعزّهُ استغناؤه عن الناس).
    رواه الحاكم والبيهقي
    واليك مثالا لمعنى القناعة الفطرية لدى طفل مع امه الارملة فى ليلة ممطرة
    في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملةالفقيرة مع طفلها
    الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة . . ... إلا أن هذه الأسرةالصغيرة
    كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى . . . لكن
    أكثرما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاءفالغرفة عبارة عن أربعة
    جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف ! . . و كان قد مر على
    الطفل أربعةسنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة
    و ضعيفة من المطر , إلاأنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة
    بالسحب الداكنة . . . و معساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ,
    فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم
    مواجهة موقف عصيب ! !
    نظر الطفل إلى أمهنظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم
    مع ثيابها كان غارقًا في البلل . . . أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته
    و وضعتهمائلاً على أحد الجدران , و خبأتطفلها خلف الباب لتحجب
    عنه سيل المطر المنهمر . . .
    فنظر الطفل إلى أمه فيسعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا ,
    و قال لأمه : " ماذا يا ترى يفعلالناس الفقراء الذين ليس عندهم باب
    حين يسقط عليهم المطر ؟ ! ! " لقد أحس الصغيرأنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء . .
    ففي بيتهم باب !!!!!! , ما أجمل الرضا . . . إنه مصدر السعادة و هدوء البال ,
    و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد .
    وهي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في
    أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله
    عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه)
    قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
    كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما
    عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة رضي الله
    عنها فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال
    التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه.
    وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه،
    فأرادوا أن يعدوا له وطاء ( فراشًا لينًا ) يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما للدنيا،
    ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها).
    انظر معي .. كيف يُعلم النبي صلى الله عليه وسلم حكيم بن حزام القناعة :
    عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ،
    ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي : ( يا حكيم ، إن هذا المال خضر حلو ، فمن أخذه
    بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي
    يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى ) . قال حكيم : فقلت : يا رسول الله ،
    والذي بعثك بالحق ، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا ، حتى أفارق الدنيا . فكان أبو بكر
    يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى
    أن يقبله ، فقال يا معشر المسلمين ، إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من
    هذا الفيء فيأبى أن يأخذه . فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى
    الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله .)
    فضل القناعة:
    1- القناعة سبب البركة:
    قال الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ،
    عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا )
    و قال الله صلى الله عليه وسلم: ( اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم
    الله لك تكن أغنى الناس ..... إلى نهاية الحديث )

    - والإنسان الطماع لا يشبع أبدًا، ويلح في سؤال الناس، ولا يشعر ببركة في الرزق،
    قال الله صلى الله عليه وسلم: لا تلحفوا ( أي لا تلحوا ) في المسألة . فوالله !
    لا يسألني أحد منكم شيئا ، فتُخْرِجُ له مسألته مني شيئا ، وأنا له كاره ، فيبارك له فيما أعطيته .)

    - وقال الله صلى الله عليه وسلم: ( اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ،
    وخير الصدقة عن ظهر غنى ، ومن يستعففْ يعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يغْنِهِ الله )

    2- القناعة طريق الجنة:
    بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلم القانع الذي لا يسأل الناس ثوابُه الجنة، فقال:
    ( من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا )

    3- القناعة عزة للنفس:
    القناعة تجعل صاحبها حرًّا؛ فلا يتسلط عليه الآخرون، أما الطمع فيجعل صاحبه عبدًا للآخرين.
    قال أحد الحكماء: من أراد أن يعيش حرًّا أيام حياته؛ فلا يسكن قلبَه الطمعُ. وقيل: عز من قنع، وذل من طمع.

    4- القناعة سبيل للراحة النفسية:
    المسلم القانع يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم، أما الطماع فإنه يعيش مهمومًا، ولا يستقر
    على حال. وفي الحديث القدسي: (يقول الله سبحانه يا ابن آدم تفرغْ لعبادتي أملأ صدرك
    غِنًى وأَسُدَّ فقرك وإن لم تفعل ملأتُ صدرك شُغْلا ولم أسُدَّ فقرك)

  4. #4

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    عبير الفردوس
    الشكر كل الشكر على مروركم الطيب
    وعلى الاضافة المفيده
    جعلها الله لكم زخرا
    ودمتم فى خير وود

  5. #5

    • د ربيع غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,030

    افتراضي

    أستاذى الفاضل د محمد
    تحياتى لك
    إسمح لى أن أسرد لك هذه القصة
    كان في نجار مسن يعمل بجانب شاطئ النيل
    وبينما هو منهمك بالعمل سقط منشاره فى النهر
    فجلس يبكى على ضياعه
    وكانت هناك جنية تراقبه فحضرت إليه وسألته لما تبكي
    فقال سقط منشارى بالنهر
    فغطست وخرجت بمنشار من ذهب وسألته اهذا هو فقال لا
    فغطست مره اخرى وخرجت بمنشار من فضه وسألته اهذا هو فقال لا
    ثم غطست مرة ثالثة وخرجت بمنشار من برونز وسألته اهذا هو فقال لا
    فغطست مره اخرى وخرجت بمنشاره الحديدى وسألته أهذا هو فقال نعم وقد
    ارتسمت السعاده عليه لحصوله
    على منشاره،
    فقامت الجنية بإهدائه المنشار الذهبي والفضي والبرونزي لأمانته وصدقه ...

    وذات يوم آخر كان نفس الرجل يتنزه مع زوجته على شاطئ النهر
    فإنزلقت قدماها وسقطت فى النهر، فجلس يبكى
    فحضرت الجنية وسألته ما يبكيك فقال زوجتى سقطت فى النهر
    فغطست الجنية وخرجت بهيفاء وهبي وسألته أهذه هي فقال نعم هى زوجتى
    فقطبت الجنية جبينها وقالت لما تكذب ايها المخادع
    فرد الرجل : انا لم اكذب ولكن خشيت ان اقول لا فتغطسي وتخرجي أليسا
    وعندما اقول لا انها ليست زوجتى تغطسى وتخرجى نانسي
    وعندما أقول لا انها ليست زوجتي تغطسي وتخرجي زوجتى
    فإذا قلت نعم هى زوجتى
    ستقومى بإهدائى هيفا واليسا ونانسي لصدقي وانا رجل عجوز لا يمكننى ان
    اكون متزوج أربع
    فرضيت بهيفا فقط

    تقبل تحياتى
    د ربيع

  6. #6

    • رباب
    • Guest

    افتراضي

    د/ محمد سعيد عيسي

    جزاك الله عنا كل خير وجعله الله لك في الميزان المقبول

  7. #7

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    الاخ الحبيب
    د ربيع
    ما أجمل فكاهتك يبتاع الجنية انت يا باشا
    بقه عجوز ومكحكح وعايزه يشوف هيفاء ويقول لها لا مش هيه
    ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    سلمت وسلمت فكاهاتك
    ودمت فى خير وود

  8. #8

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    الاخت رباب
    جل شكرى وتقديرى لمروركى الكريم
    اضاء قلمك الصفحة وذادها بهاءا
    دمتى فى ود وخير

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. القناعة فى الاديان
    بواسطة د. محمد سعيد عيسى في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-02-2011, 04:17 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك