كانت جرأة مني حينما دخلت اللعبة ربما كان تهورا أو بالأحرى كانت مني مجازفة لقد أظهرت أوراقي ورقة تلو الأخرى كان لابد لي من أن أتريث لكني ما فعلت تسرعت في إظهارها كلها ظنّا مني أنني أعلم أسرار اللعبة وأجيد أساليبها وخباياها ناسية أنني أمام خصم عتيد و محترف ومحنك وأنني لازلت في ميدانها أحبو وأحيانا كثيرة ما أتعثر لكني في بداية اللعبة أيقنت بأنني لا زلت مبتدئة مبتدئة في كل شئ عديمة التجربة وتنقصني الخبرة وتغيب عني فنون المراوغة فخصمي معتادٌ اللعب كان يكفيه أن يحدق بي كي يعرف ما أفكر فيه و أنا بطبعي لا أجيد الكتمان كانت عيني تفضحني مهما حاولت إظهار العكس لقد كان يقرأ أوراقي وهي لا تزال في يدي رغم ذلك سايرني وجعلني أعتقد أنني أتفوق عليه لم أكن مستعدة لكني وجدت نفسي أدخل اللعبة بمحض إرادتي تقودني الفطرة والبراءة لقد كنت سعيدة بخوضها وكأنني طفلة حرمت من اللعب وأخيرا وجدت ضالتها استمررنا في اللعب وأنا لا أعلم النهاية كانت علامات اليأس من الفوز بادية على محيا خصمي وحانت نهاية الجولة الأخيرة من اللعبة فرحة أنا أظهرت أوراقي متأكدة من أنها الرابحة نظر إلي طويلا ثم ابتسم وفجأة بدأ بإظهار أوراقه الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثممممممم يا للهول ماذ أرى وكيف و متى؟؟؟؟؟ لقد كانت أوراقه هي الرابحة ثم وقف من غير أن يتكلم أو ينطق حرفا مد خطواته وذهب توقف برهة نظر إلي ثم حياني بتحية الفائز المنتصر ثم رحل بقيت جالسة على مقعدي مشدوهة من أثر المفاجأة أو الصدمة لا أعرف كم من الوقت مضى وأنا على ذلك الحال أخيراً استجمعت قواي و بدأت ألم أغراضي و أنا مستاءة من فرط ثقتي بنفسي وقبل أن أقف وأغادر لمحت ورقة يبدو أنها وقعت مني و أنا سارحة في اللعب مددت يدي وأخذتها ويا لدهشتي فقد كانت هي الورقة الرابحة لكني للأسف لم أعرها انتباهاً حين وقعت مني ولم أستعملها وضعتها بين أوراقي واحتفظت بها فلسوف أستخدمها في الجولة القادمة وهكذا ستكون اللعبة لم تنته بعد.
مواقع النشر (المفضلة)