أسامة أنور عكاشة
أسطورة الدراما العربية
معظم الإنجازات السنمائية والتلفزيونية الرائغة والتي نراها وتبهر بها عقولنا هي في الواقع مجرد أفكارداعبت أذهان كاتب سيناريو, وكان من الممكن أن تتلاشى وتنتهي, لولا تمسك أصحابها بها وتحويلها إلى كتابة فنية قابلة للحياة في صور.. لذلك غالبا ما يقول أهل الإختصاص إن بناء فيلم لا يختلف كثيرا عن بناء كاتدرائية في القرون الوسطى .. فكما أن الكاتدرائية تحتاج إلى رسم تخطيطي أولا ثم إلى احضار مواد البناء ثم الشروع فعليا في البناء, حتى يخرج المبنى إلى الوجود بنفس الصورة التي قام المهندس ببنائها في ذهنه المتوقد,فكذلك الفيلم السينمائي يحتاج إلى سيناريو جاهز, وكلما كان السيناريو مكتوبا بحرفية عالية وملتزما بقواعد الكتابة, من تقسيم للمشاهد والبناء الدرامي للأحداث, كلما كان البناء أجمل...
تحيل كل هذه الأفكار على إسم أتقن الإنصات إلى مصر الحارات الشعبية, فكتب أجمل السيناريوهات. ومن الطبيعي أن تكون هذه السيناريوهات أساسا متينا لأعظم الأعمال الدرامية والسينمائية في العالم العربي, إنه أسامة أنور عكاشة, وهو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية, وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي, له أكثر من 20 مسلسلا للتلفزيون, منها الراية البيضا, لما الثعلب فات, عصفور النار, رحلة أبو العلا البشري, ومازال النيل يجري,ضمير أبله حكمت, الشهد والدموع, ليالي الحلمية, أرابيسك, زيزينيا, امرأة من زمن الحب, أميرة في عابدين, كناريا وشركائه, عفاريت السيالة, أحلام في البوابة, المصراوية, وقال البحر...
كما كتب أنور عكاشة خمسة سيناريوهات سينمائية فضلا على عدد من المؤلفات, منها خارج الدنيا مجموعة قصصية سنة 1967, أحلام في برج بابل رواية سنة 1984, مقاطع من أغنية قديمة مجموعة قصصية سنة 1988....
وكان عكاشة من أبرز الكتاب الذين أعادوا الإعتبار إلى مؤلف الدراما المصرية بمسلسلاته التلفزيونية التي ارتبطت بممثلين بارزين منهم فاتن حمامة في ضمير أبلة حكمت ومحمود مرسي في لما الثعلب فات ومحمود المليجي في وقال البحر ويحيى الفخراني في أكثر من عمل, و أهمها ليالي الحلمية.
ومن أبرز مسلسلاته الراية البيضا والشهد والدموع وليالي الحلمية التي تعد من أطول المسلسلات العربية, وهي نحو 150 حلقة في خمسة أجزاء, وآخر أعمل الكاتب الراحل المصراوية التي أنتج منها الجزءان الأول والثاني في العامين الماضيين.
ويعتبر مسلسل الشهد والدموع الذي حقق نجاحا جماهريا كبيرا لدى عرضه, أول عمل قوي يدشن إسم اسامة أنور عكاشة في مجال الدراما, وتوالت بعده العديد من الأعمال التلفزيونية المتميزة, والتي بلغت حوالي 40 مسلسلا وحققت نجاحا كبيرا على المستويين النقدي والجماهري.
حصل أسامة أنور عكاشة على العديد من الجوائز والأوسمة, من أبرزها جائزة الدولة للتفوق في الفنون, من وزارة الثقافة المصرية عام 2002, وجائزة الدولة التقديرية عام 2008, كما حصدت أعماله الدرامية العديد من الجوائز في الكثير من الإستفتاءات واستطلاعات الرأي الجماهرية, كما فاز بجائزة نجيب محفوظ للتأليف الدرامي في مهرجان الإعلام العربي.
ويعتبر مسلسل ليالي الحلمية والذي واجه في جزءه الخامس تعنتا رقابيا شديدا وقتها أحد أبرز علامات الدراما المصرية خلال القرن الماضي, حيث حقق نجاحا كبيرا وكان وقت اذاعته إيدانا بخلو الشوارع من المارة ومن السيارات.
يتبــــــــــــــع...
مواقع النشر (المفضلة)