السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي الأفاضل
هذا الموضوع يتناول الذكاءات التي ينبغي التعامل بها والسير عليها لدى صناع القرار
من مديري المؤسسات المدرسية ، والسياسة التي يجب اتخاذها سواء داخل المؤسسة
أو خارجها في اتخاذ القرارات الصالحة .
المقال بقلم : الخبيرة التربوية / ليلى الصيفي
المراجع : المدرسة الذكية والتقييم الأصيل د. محمد عبدالهادي حسين
مجلة المعرفة العدد 156
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
1-الذكاء الاستراتيجي
تباينت وجهات نظر الخبراء والباحثين حول مفهوم الذكاء الاستراتيجي، ويرجع هذا التباين إلى الحداثة النسبية في دراسة أبعاده. ومن التعريفات المهمة للذكاء الإستراتيجي أنه
( ابتكار لخرائط طريق توجه صناع القرار نحو اتخاذ قرارات أكثر وعيا، عبر تلبية حاجاتهم الملحة للمعلومات وتوفيرها في الوقت المناسب، وبالدقة والكمية والجودة المطلوبة لصناعة قراراتهم بعقلانية )
ويرى البعض أن الذكاء الإستراتيجي جزء من نظام الشخصية التي ينبغي أن يتمتع بها القادة. ويرى آخرون أنه عملية تساعد على جمع المعلومات، التي تستخدم في اتخاذ قرارات سليمة، فيما ذهب أخرون إلى أنه الوظيفة التي تمكن المدير من التعامل مع جميع القضايا التي تؤثر في حاضر المؤسسة ومستقبلها.
والذكاء الاستراتيجي ذكاء يوسم به قادة المنظمات ممن يتمتعون بـ :
(الرؤية المستقبلية، الشراكة، القدرة على التحفيز، والحدس، والإبداع).
ويعتبر الذكاء الاستراتيجي من أبرز السمات التي تميز المدير المستنير المبدع لأنه يجعل القائد الذي يتصف به ذا مخيلة واسعة، وبصيرة ثاقبة، ويتسم بالعلم، وبالمهارتين الفكرية والتحليلية، ويعتمد على العقل المفكر والمعرفة بدلا من اعتماده على قوته العضلية في انجاز مهام عمله.
تأسيس خطط تكون فيها الأولويات بعيدة المدى الخاصة بالتحسين تحت المراجعة المستمرة في ضوء المعلومات الجديدة من السياق المجتمعي، ووضوح الأهداف المطلوب إنجازها، والمشاركة في الرؤية والأهداف بين أعضاء المجتمع المدرسي، والاستجابة لمعطيات الحاضر وصناعة المستقبل وتوقع النتائج بمعنى أن هذه الخطط تشاركية يسعى الفريق من خلالها إلى تحويل الرؤية إلى ممارسة
ومن سمات القائد الاستراتيجي التي أشار إليها باحثون آخرون أنه :
(شخص مفكر ومتأمل، ذو خبرة واسعة في رسم الخطط الاستراتيجية).
ولكي يتمكن القائد من بناء خطة إستراتيجية فإنه بحاجة إلى :
جمع معلومات حول المؤسسات الأخرى المنافسة له في الميدان.
معرفة أي هذه المؤسسات أقوى من مؤسسته، وأيها أقل.
معرفة العوامل التي تساعد على منافسة الأقوياء.
تحديد نقاط الضعف في مؤسسته والعوامل التي تهدد بقاءها واستمرارها، وتحول دون تطورها.
معرفة الصعوبات التي تواجهها المؤسسة حاليا وكيف السبيل لتخليصها منها.
مدى وضوح وواقعية الاستراتيجية التي تعتمدها المؤسسة حاليا.
يرتبط دوما بالخطة فيعمل على مراجعتها بشكل منتظم للوقوف على أولويات التحسين وتتم هذه المراجعة في ضوء معلومات سياقية جديدة وذلك لأنها بطبيعتها خطة من النوع التطويري لهذا فإن للمدرسة منحى للتخطيط يمكنها من القدرة على توقع التغيير وإدارته .
ومن ميزات القائد الذي يتمتع بذكاء إستراتيجي:
الثقة الكبيرة بالنفس.
وضوح التفكير وصفاؤه.
الاستقامة والحكمة والعدل.
يحسن الاستفادة من الموارد الفكرية والمادية المتوفرة.
يفعل ما يقول ويتصرف بحزم.
وإضافة إلى ما سبق، فإن مدير المدرسة التي يُرجى لها التقدم والازدهار يجب أن يتصف بــ :
بعد النظر والقدرة على إستشراف المستقبل.
العمل التعاوني الديمقراطي.
القدرة على التحفيز وتعزيز جهود العاملين معنويا وماديا بهدف إثارة دافعيتهم للعمل الجاد البناء.
القدرة على جمع المعلومات وتحليلها للاستفادة منها.
الحدس ومعرفة العواقب.
الإبداع وابتكار حلول للمشكلات والصعوبات التي تواجه المؤسسة.
وتلعب عوامل وراثية وأخرى بيئية دورا مهما في تحديد مدى تمتع مدير المدرسة بالقدرة على توظيف الذكاء الاستراتيجي أثناء قيادته للمؤسسة التي هي أمانة غالية بين يديه. ويتكاتف الذكاء الاستراتيجي والذكاء العاطفي وسائر الذكاءات الأخرى لخلق مدير المدرسة المنشود، وتصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيته، بحيث يكون قادرا على تحقيق أهداف المؤسسة بكفاءة عالية.
يتبع
مواقع النشر (المفضلة)