إعداد :

د. شعبان علي خالد
معهد بحوث أمراض النباتات - مركز البحوث الزراعية
يعتبر كل من البصل والثوم من محاصيل التصدير الهامة المرغوبة في الأسواق الأوروبية لنوعيتها الجيدة وتحملها للتخزين مع التبكير في النضج، وظهورها في الأسواق في مواعيد مبكرة تكون فيها الأسواق الخارجية في حاجة شديدة لهما، ويتوقف زيادة محصولهما على العناية بالعديد من العوامل مثل مواعيد الزراعة والتسميد والري دون إفراط والعناية بالعمليات الزراعية المختلفة ومقاومة الآفات (أمراض – حشرات - حشائش – نيماتودا وغيرها).

وتعتبر الأمراض التي تصيب المحصولين من العوامل الهامة والمحددة لإنتاجهما وتخزينهما وتصديرهما للأسواق الخارجية، ويصاب المحصولان بأمراض عديدة خلال مراحل النمو المختلفة حتى الحصاد وأثناء النقل والشحن والتخزين، حيث تؤثر الأمراض على محصولهما كمًا ونوعًا مع التأثير على عملية التصدير.

وتعتمد نظم المقاومة لأمراض البصل والثوم على عدة عناصر أهمها زراعة تقاوي سليمة غير حاملة للأمراض وخفض اللقاح المرضي عن طريق العناية بإجراء العمليات الزراعية كالحرث والري وإتباع دورة زراعية مناسبة ومقاومة الحشائش وجمع النباتات المصابة وحرقها ومعاملة البذرة والنباتات المزروعة ضد الإصابات المرضية باستخدام مركبات آمنة وموصى باستخدامها، وإجراء بعض العمليات الزراعية استعدادًا للحصاد مثل منع الري لفترة تتناسب مع نوع التربة، وعدم إحداث جروح عند التقليع، وإجراء عملية التسميط وهي من العمليات الزراعية التي يجب أن تجرى بعد الحصاد. وهي تهدف إلى تجفيف الأبصال هوائيًا وذلك بوضع الأبصال في حزم والعروش لأعلى (لحماية الأبصال من أشعة الشمس المباشرة) وتوضع الحزم في صفوف (من بحري إلى قبلي) لتسهيل مرور الهواء
وإحداث الجفاف المناسب ويحتاج ذلك إلى 10 – 12 يومًا بعدها تقطع العروش وتفرز الأبصال لاستبعاد المصابة والمكسورة والمجوز قبل التخزين، ويجب أن تعبأ الأبصال في عبوات غير مستعملة من قبل، وتسمح بأعلى درجة من التهوية مثل الشبك البلاستيك، كما يجب أن تكون المخازن نظيفة وجيدة التهوية، ومن الأفضل أن تجرى معاملة الأبصال قبل تخزينها بالتدخين بغاز ثاني أكسيد الكبريت أو الأمونيا – كما سيأتي ذكره فيما بعد- وذلك لقتل الفطريات الملوثة للأبصال حتى لا تنتشر الأعفان أثناء الشحن والتخزين.

مرض التفحم في البصل: Onion Smut
ويسببه الفطر يوروسيستس سيبولا Urocystis Cepulae Frost



يعتبر من أهم الأمراض المشاتل وينتشر بكثرة في قرية نكلا من مركز إمبابة محافظة الجيزة منذ عام 1959، ومنطقة درنكة بأسيوط في عام 1963، وهاتان المنطقتان تعتبران من أشد المناطق تلوثًا بالمرض ويتوفر مصدر العدوى فقط في الجراثيم الملوثة للتربة والبذرة وتوجد الجراثيم الكلاميدية على شكل كرات جرثومية غالبًا ما تتركب من خلية واحدة وأحيانًا من خليتين محاطتين بطبقة من الخلايا العقيمة تحفظها من الظروف البيئية غير المرغوبة ويعتبر الثوم والشالوت والكرات من عوائل المرض أيضًا وتنبت الجراثيم وتهاجم بذرة البصل بمجرد إنباتها وبعد حوالي شهر من الزراعة تتكون البثرات ذات اللون الداكن داخل نصل الورقة الأنبوبية الأولى وذلك نتيجة لتكوين كتل الجراثيم القمحية السوداء اللون، وتكون الأوراق المصابة سميكة نوعًا ما مدلاة إلى أسفل والبثرات مغطاة في بادئ الأمر بغشاء رقيق سرعان ما ينفجر فتظهر تحته كتلة من مسحوق أسود عبارة عن جراثيم الفطر الكلاميدية وتموت كثيرًا من البادرات المصابة فينتج عنه نقصًا كبيرًا في كمية وحجم الشتلات التي تؤثر تأثيرًا كبيرًا على زراعة البصل في الحقل المستديم.

وقد تنجو بعض الشتلات وتقاوم المرض وتستمر في النمو حتى ميعاد حصول المحصول وأحيانًا تصاب الأبصال في الحقل المستديم ولكن يكون تأثير المرض عليها ضعيفًا وتظهر الإصابة عليها على شكل بثرات صغيرة لونها بني مسود ويكثر وجودها قرب قاعدة البصلة على الأوراق الحرشفية الخارجية وقد تمتد إلى الورقة الحرشفية الثالثة.

طريقة الإصابة:
الإصابة في البصل إصابة بادرات وتستطيع الجراثيم أن تعيش في التربة بدرجة حيوية عالية عدة سنوات تصل إلى خمس سنوات والفطر يحتاج إلى درجات حرارة منخفضة لإحداث الإصابة لذا يفضل التبكير في زراعة المشاتل حيث تكون الحرارة غير ملائمة لإحداث الإصابة ولا تحدث الإصابة للشتلة بعد الأسبوع الثالث أو الرابع من زراعة البذور، وللحد من انتشار المرض يجب أن نختار الأرض لزراعة المشتل في أرض لم يسبق ظهور المرض بها والتدقيق في فحص الشتلات المزمع زراعها لدى المنتج في الأراضي القديمة، أما منتج البصل في الأرض الجديدة فعليه أن يقوم بزراعة المشتل بنفسه مع معاملة البذور قبل زراعتها بالمطهرات الفطرية المناسبة لمقاومة المرض وعدم انتقاله لتلك الأراضي.

المقاومة:

التبكير في زراعة المشتل (منتصف شهر سبتمبر) للهروب من الإصابة.
زراعة المشاتل في أرض سبق زراعتها بالقطن والذرة حيث تقل الإصابة بينما تزداد الإصابة في الأرض التي سبق زراعتها بالطماطم.
عدم زراعة المشاتل في الأرض الموبوءة والتي ظهر بها مرض التفحم.
إتباع دورة زراعية طويلة يتخللها محاصيل غير تابعة للعائلة الزئبقية لأنه فطر متخصص لا يصيب إلا الأنواع التابعة لهذه العائلة.
معاملة البذرة قبل الزراعة بالمطهر الفطري الفيتافاكس أو الراكسيل بمعدل 5 جم/ كجم بذرة لأي منهما، وهذه المعاملات تعطي كفاءة قدرها 90% في مقاومة المرض.
نقع البذرة لمدة ساعتين قبل الزراعة في محلول منجنيز مخبلي تركيزه 25 جزء/ مليون ثم معاملة البذور بمادة راكسيل بمعدل 2 جم/ كجم بذرة وهي أفضل المعاملات لمقاومة المرض بالإضافة إلى تقليل كمية المطهر الفطري إلى النصف وتصل كفاءتها إلى حوالي 98% في مقاومة المرض.



مرض البياض الزغبي Down Mildew on onion and garlic
Peronospora destructor (Berk) casp

هذا الفطر يصيب البصل مسببًا نقصًا شديدًا في محصول الأبصال (البصل الفتيل) والبذور (البصل الروس) نتيجة لإصابة المجموع الخضري والشماريخ الزهرية وينشر المرض في جميع مناطق زراعة البصل والثوم. ولكنه يشتد في المناطق الرطبة حيث يتسبب في إحداث خسارة فادحة تصل شدة الإصابة في بعض الحقول إلى 100% ولكن يبلغ متوسط الخسارة التي يسببها المرض سنويًا للمحصول في كل من البصل والثوم حوالي 1 – 10% حسب شدة الإصابة في السنوات والمناطق المختلفة وأحيانًا ما تزيد الخسائر عن ذلك في السنوات الشديدة الوبائية.

يعيش الفطر المسبب للمرض داخل أنسجة العائل (بقايا المحصول السابق) وتنمو هيفاته بين صفوف الخلايا في أنسجة النبات وترسل ممصات صغيرة داخل الخلايا لامتصاص الغذاء وتتفرع من هذه الهيفات حوامل جرثومية سميكة تخرج إلى سطح العائل خلال الثغور، والحوامل الجرثومية ثنائية التفريغ، وأطراف الفروع مستدقة ومدلاة (مخلبية) وتحمل في نهايتها الأكياس الجرثومية.

الأعراض:
تظهر الأعراض على أنصال الأوراق وكذلك الشماريخ الزهرية على هيئة بقع صفراء باهتة في بادئ الأمر مع ظهور نموات تكسو سطح الأوراق لونها رمادي مبيض يشوبه لون قرمزي على سطح الأوراق الأكبر سنًا ويظهر هذا اللون البنفسجي أكثر وضوحًا في حالة وجود قطرات مائية على الأوراق (الرطوبة عالية) حيث تساعد على ظهور النمو الزغبي وعند الجفاف لا يظهر النمو الزعبي ويمكن رؤية لون الزغب في الصباح الباكر عند وجود الندى أو عقب هطول الأمطار. تؤدي إصابة الأوراق إلى اصفرارها وذبولها وموتها إذا اشتدت الإصابة بما يتسبب عنه صغر حجم الأبصال ورؤوس الثوم وبالتالي يقل المحصول الناتج وتصبح أوراق النباتات الناتجة لينة معرضة للإصابة بأمراض التخزين. كما ينتج أيضًا تكوين أبصال وؤوس ثوم أسفنجية مخالفة لمواصفات التصدير فتؤثر بذلك سلبًا على عمليات التصدير وهنا يجب التأكد من أن الأبصال والرءوس المأخوذة للتصدير تكون سليمة وخالية من الإصابة بالبياض الزغبي.
أما إصابة الشمراخ الزهري فينتج عنه ضعف أنسجته مما يؤدي إلى كسره بسبب ثقل النورة وقد تؤدي الإصابة إلى عدم تكوين البذور أو ضمورها وعدم قدرته أعلى الإنبات وتأخذ الشماريخ الزهرية المصابة غالبًا شكل رقبة الإوزة نتيجة للإصابة بالفطر المسبب للمرض كما أن الفطر المسبب للمرض تنمو خيوطه القطرية في أنسجة النبات ويصل إلى الأبصال ورؤوس الثوم وتسكن فيها إلى الموسم التالي وعند زراعة تلك الأبصال أو فصوص الثوم في الموسم التالي تكون مصدرًا لتجدد الإصابة.

الظروف البيئية الملائمة لانتشار المرض وشدته:
رطوبة عالية وليالي باردة يعقبها نهار دافئ.

كيف يتم الفطر دورة حياته؟
يؤدي المطر والندى إلى إنبات الجراثيم الأسبورانجية للفطر مباشرة في الرطوبة بإرسال أنبوبة داخل العائل عن طريق الثغور وينمو الميسليوم للفطر داخل أنسجة العائل فيما بين الخلايا ويرسل ممصاته داخلها للحصول على غذائه ثم يخرج من هذا الميسليوم (الخيوط الفطرية) حوالم جرثومية خلال الثغور على سطح الورقة وتتفرغ هذا الحوامل وتحمل الأكياس الجرثومية في أطرافها التي تتطاير مع الهواء وتحدث إصابات جديدة إذا وقعت على أجزاء من نفس النبات أو على نبات آخر خلال الموسم. كما أن الفطر يكون جراثيم بيضية (جنسية) في نهاية الموسم التي تبقى في الأوراق الجافة المتساقطة حتى الموسم التالي فتنبت وتخرج منها الأكياس الجرثومية التي تنبت إنباتًا مباشرًا لذا فإن ذلك يدلنا على ضرورة التخلص من بقايا المحصول السابق المصاب الذي يحتوي على ميسليوم الفطر أو الجراثيم الجنسية مع اتباع دورة زراعية مناسبة وعدم زراعة أبصال (بصل روس) من محصول مصاب.

مرض اللطعة الأرجوانية Purple blotch
Alternaris Porri (ELL) cif.
ينتشر المرض في جميع مناطق الجمهورية ويصيب محصولي البصل والثوم حيث يصيب المجموع الخضري ويؤدي إلى جفافه في حالة الإصابة الشديدة ويؤدي ذلك إلى نقص محصول الأبصال أو رءوس الثوم كمًا ونوعًا وكذلك جفاف الشماريخ الزهرية للبصل الروس التي تؤدي شدة المرض إلى تكسرها مسببًا نقصًا كبيرًا في كمية المحصول وسلامة البذور الناتجة والإصابة بهذا المرض غالبًا ما تكون مصاحبة للإصابة بمرض البياض الزغبي حيث تظهر الإصابة بالبياض الزغبي في الجو البارد الرطب وتظهر الإصابة باللطعة الأرجوانية عندما تأخذ درجة الحرارة في الارتفاع (25ْم – 27ْم).

الأعراض:
تكون بقع باهتة غائرة على أوراق البصل والثوم وكذلك الشماريخ الزهرية في البصر الروس وتتسع تلك البقع وتأخذ الشكل المستدير أو البيضاوي مع وجود حلقات متداخلة ذات مركز أرجواني أو مسود. في النهاية تجف الأنسجة المصابة وتتحول إلى اللون القرمزي ثم البني وتؤدي إصابة الشماريخ الزهرية إلى تعرضها للكسر وبالتالي فقد محصول البذرة تمامًا وتعلب الظروف البيئية دورًا كبيرًا في شدة المرض.

مقاومة مرض البياض الزغبي واللطعة الأرجوانية:

الرش باستخدام راشح النمو الفطري Pencillium janthinellum على المجموع الخضري بعد شهر ونصف الشهر من الزراعة بمعدل 10سم3/ لتر وتكرار الرش كل أسبوعين وإيقاف الرش قبل شهر واحد من الحصاد وتقاوم هذه المعاملة مرض الصدأ على الثوم أيضًا.
الرش بمستخلص أوراق حبة البركة أو الخلة أو الحصى لبان بمعدل 2.5 سم3/ لتر ويحض المستخلص من نقع 3 جم من الأوراق/ لتر ماء ولمدة ساعة ويكرر الرش كل أسبوعين كما سبق، وقد وصلت كفاءة هذه المعاملات إلى 79% على البياض الزغبي و 64% على اللطعة الأرجوانية.
الرش بأحد العناصر الصغرى المخلبية زنك أو حديد أو بورون بمعدل 100 جم مادة فعالة للفدان وذلك مرة واحدة بعد شهر ونصف الشهر من الزراعة. وتفيد هذه المعاملة في مقاومة مرض الصدأ على الثوم أيضًا. وقد وصلت هذه المعاملات إلى كفاءة قدرها 69% في مقاومة البياض الزغبي و75% في مقاومة اللطعة الأرجوانية، 85% في مقاومة الصدأ.
الرش بأحد المطهرات الفطرية الموصى بها وهي ريدوميل بلاس Ridomilplus أو ميلودي بمعدل 250 جم/ 100 لتر ماء + 50 سم3 مادة لاصقة مثل الترايتون B 1956 أو مادة السوبر فيلم بنفس المعدل وفي حالة سقوط الأمطار عقب الرش مباشرة يلزم إعادة الرش مرة أخرى مع تكرار الرش كل أسبوعين (كما سبق) وتتراوح كفاءتها بين 75 – 90%.


المسبب: Puccinia porri (Sow) winter

يظهر المرض في بعض مناطق الوجه البحري ذات الرطوبة العالية والتي تسقط فيها الأمطار بوفرة وتختلف وبائية الإصابة بالمرض من سنة إلى أخرى.

الأعراض:
يظهر المرض على شكل بثرات على الأوراق تكثر على السطح العلوي بينما تقل على السطح السفلي للورقة والأعناق وفي حالة شدة الإصابة تظهر البثرات على رؤوس الثوم وتكون هذه البثرات ذات لون بني محمر وهي عبارة عن جراثيم الفطر اليوريدية التي تتحول إلى اللون البني المسود أو الأسود في نهاية الموسم لتكون الجراثيم التيلية وتتسبب شدة المرض في الحصول على ثوم غير صالح للتصدير. ويعتبر الثوم البلدي أكثر قابلية للإصابة بالمرض من الثوم الصيني.

المقاومة:

التخلص من الأوراق والمخلفات النباتية المصابة وحرقها.
زراعة تقاوي (فصوص) جيدة مأخوذة من حقول سليمة.
التخلص من الحشائش إما بالمبيدات أو بمداومة نقاوتها يدويًا.
الرش بمادة بلانتا فاكس بمعدل 250 جم/ لتر ماء + 50 سم3 مادة لاصقة مثل الترايتون ب 1956 أو مادة السوبر فيلم بنفس المعدل وفي حالة سقوط الأمطار عقب الرش مباشرة يلزم إعادة الرش مرة أخرى.


كلمات البحث

راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا