الجو برد والفصل شتاء
غربت الشمس فالوقت مساء
الجميع لحضن الدور هارع
بعد الصلاة مغرب ثم عشاء
للدفئ سعيا هرول إياد
بمعية إخوة فهم أصدقاء
عادة إياد لجمع الخلان
بالترحيب الجميل لبى الرفقاء
كؤوس شاي وفناجين قهوة
وحديث دائر، ود وصفاء
وذاك أبو سالم بيده كتاب
أمام المدفأة وحوله الأبناء
للصغير منهم يحكي مسليا
مصححا للأكبر فالدرس إنشاء
وتلك أم لوليدها مهدهدة
عساه نوما إذ غلبها العياء
هناك في الجوار بيت به
عروس تزين كفيها حمرة حناء
تتعالى الزغاريد وأهازيج فرح
امتلأت بها الغرف والأرجاء
مرت الليلة والأمان سائد
في انتظار غد يشمله الهناء
لكن الغد بالوعيد أتى
ممن لا يوجد بينهم رحماء
فالصبح جاء بغير المأمول
موت دمار ، خراب وشقاء
يومك الشقي غزة قد أقبل
حالكا وكأنها ليلة ليلاء
خربت الديار ، شرد الأهالي
ليس لهم من وجهة سوى الترباء
وليس من ذنب لهم سوى
طلب حق الحياة أهذا ادعاء؟
مذابح تلو مجازر ألم يكف
الحصار وهو جريمة شنعاء؟
أهذا عدل والحرمات انتهكت
تيتم الأطفال وترملت النساء
أهذا عدل وقد ذبح الولدان
أهذا عدل وقد أريقت الدماء؟
أين إياد والشاي والصفاء
أين الأحبة والإخوة والأصدقاء
وأبو سالم أمام المدفأة والكتاب
احترقت المدفأة بل أين الأبناء؟
والرضيع لا يزال نائما وأمه
له حاضنة كأنهما قطعة سوداء
والعروس في قلبها وئدت
الفرحة وفي كفيها بهتت الحناء
بضربة صاروخ استشهد عريسها
لم تتبق من جسده إلا أشلاء
ماذا بعد يا عالم ماذا بعد
أليس من حق الخلق السراء؟
خلق الله البشر أحرارا
لهم الحق في العيش سواء
وأنت فلسطين حرة أبية فكيف
يجعل منك العبيد والإماء؟
آه غزة في الفؤاد أنت عليك
حسرتي ألمي وفي ربي الرجاء
آه غزة ليس لي حيلة
سوى قلمي وورقة بيضاء
إليهما لجأت وفي القلب حرقة
فلم يوف القلم و ولا الإيحاء
صبرا غزة فالمنتصرة أنت
بأبنائك فهم صامدون عظماء
والراحلون في جنان الفردوس
عند ربهم منعمون شهداء
صبرا غزة صبرا ثم صبرا
ليعنك الله وإليه الدعاء.
مواقع النشر (المفضلة)