دخل الصحراء صياد الظباء
ممعنا يضرب فى الارض الفضاء
ومع الصياد فى تجواله
عدة الصيد, وشىء من غذاء
نسى الماء, وما فى البيد ماء
ينقع الغلة او يروى الظماء
ونأى ثم نأى: ثم نأى
موغلا فى التيه,موصول الرجاء
***
ولعينيه تراءت ظبية
وقفت ترمقه فى خيلاء
فجرى حين جرت يطلبها
وانتهى العدو به عند خباء
برزت منه فتاة بضة
حسنها أربى على سحر النساء
رمقته بدلال, وبدا
رجل يأخذ سمت الحكماء
*****
قال: من هذا؟ أجيبى يا ابنتى
فأجابت: ذاك صياد الظباء
جاء يصطاد هنا فى ارضنا
قال: كم يحزنى سفك الدماء
قالت الحسناء: لحظى صاده
كل من انفذت فيه السهم جاء
وعلت ضحكتها,فاستأنفت
غير أنى لا أحب الضعفاء
أنا لا اعشق إلا قادرا
وأمينا, ما أَحٌبٌ الامناء
****
وللفتى يصغى , وقد حاق به
ظمأ من فرط خوف , وعناء
قال ظمأن , فقالت : ما هنا
شربة تنفع مصاص الدماء
عندنا ماء ولكن الذى
يرتون بالدم لا يرويه ماء
قال : لا والله يا سيدتى
إننى منذ كنت أهوى الرحماء
****
هتفت انت الذى طاردتنى
بينما أطلب رزقى فى العراء
ندت الصرخة من اعماقه
أنا طاردتك يا ذات البهاء؟
إنها الظبية , قالت بل أنا
صاح : ويلى من تهاويل القضاء
همست :لا بأس لا تأس
يرفق الله بذى جهل أساء
****
عظم الامر عليه فبكى
ودعا الله لتحقيق الرجاء
قالت الحسناء :ها قد صرت لى
ودخلت الان صف الحنفاء
يا وصيفاتى تعالين معى
نطلق البهجة فى كل سماء
أذن الله لنا أن نلتقى
كم تشوقت الى هذا اللقاء
****
كلمات راقت لى
من ديوان ظمأ السحاب
للشاعر
محمد السنهوتى
َ
مواقع النشر (المفضلة)