+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: القوس العذراء

  1. #1

    • عبير
    • Guest

    افتراضي القوس العذراء

    هذه قصيدة للأديب المصري راهب العربية الأستاذ

    محمود محمد شاكر استوحاها من قصيدة للشماخ بن ضرار

    وهي يتيمته التي لم يتبعها بقصائد أخرى وليته فعل
    كتبها بتاريخ 17 ربيع الآخر سنة 1371هـ
    15 يناير سنة 1952م


    القوس العذراء


    1 ـ فَدَعِ الشَّمَّاخَ يُنْبِئْكَ عن قَّواسِها البَائِس في حَيْثُ أَتاَهاَ:
    2 ـ أيْن كاَنتْ فيِ ضَمِير الغَيْبِ منْ غِيلٍ( ) نَماَهاَ؟
    3 ـ كَيْف شقَّتْ عينُهُ الحجْبَ إليْها، فاجْتَبَاهَا ( )؟
    4 ـ كَيْفَ يَنْغَلُّ ( ) إلَيْهاَ فيِ حَشاَ عِيصٍ وقاَهَا؟
    5 ـ كَيْفَ أَنحى ( ) نَحْوَها مِبْرَاتَهُ، حتى اخْتَلاَهَا؟
    6 ـ كَيْفَ قَرَّتْ فيِ يديه، واطْمأنَّتْ لِفَتَاهَا؟
    7 ـ كَيْفَ يَسْتَودِعُها الشَّمْسَ عَامَيْن.. تَرَاهُ وَيَرَاهَا؟
    8 ـ كَيْفَ ذَاقَ البُؤْس.. حتى شَربَتْ ماَء لِحاَها ( )؟
    9 ـ كَيْفَ نَاجَتْهُ.. وَنَاجَاها.. فَلاَنَتْ.. فَلوَاهَا؟
    10 ـ كَيْفَ سَوَّاهَا.. وَسـَوَّاهَا.. وَسَوَّاهَا فَقَامَتْ.. فَقَضَاهَا؟
    11 ـ كَيْفَ أَعطَتْهُ منَ الِّليِن، إذَا ذَاقَ ( )، هَوَاهَا؟
    12 ـ أيُّ ثَكْلَى أَعَولَتْ إذْ فَارَقَ السَّهْمُ حَشَاهَا؟
    13 ـ كَيْفَ يُرْضِيهِ شَجَاهَا؟ كَيْفَ يُصْغِي لبُكاَهَا؟
    14 ـ كَيْفَ ريعَ الوَحْشُ مِن هَاتِفِ سَهْم إِذْ رَمَاهَا؟
    15 ـ كَيْفَ يَخْشَى طَارِقاً، فيِ لَيْلةٍ يَهْمِي ( ) نَدَاهَا؟
    16 ـ كَيْفَ رَدَّاهَا ( ) حَريرَ البَزِّ حِرْصاً وَكسَاهَا؟
    17 ـ كَيْفَ هَزَّتْهُ فَتَاهَا؟ وَتَعالَى وَتَبَاهى؟
    18 ـ كَيْفَ وَاَفى مَوْسَم الَحج بِهَا؟.. مَاذَا دَهَاهَا؟
    19 ـ أيُّ عَيْن ٍلَمَحَتْ سرَّهُمَا المُضْمَرَ؟.. بَلْ كَيْفَ رَآهَا؟
    20 ـ انبَرَى كَالصَّقْرِ يَنْقَضُّ إلَيهَا.. فَأَتَاهَا!!
    21 ـ مَسَّهَا ذُو لَهْفَة تَخْفى..، وَإنْ جَازَتْ مَدَاهَا
    22 ـ قَالَ: سُبْحَانَ الذيِ سَوَّى!! وأَفْدِي مَنْ بَرَاهَا
    23 ـ أَنْتَ..!! بِعْنِيهَا..
    نَعَمْ إن شِئْتَ!! [تَعْسَا وَسَفَاهَا] ( )
    24 ـ قَالَ : بِالتِّبْرِ.. وَبالفِضَة، بالخزِّ.. وَمَا شِئْتَ سِوَاهَا
    25 ـ بِثِيَاب الخالِ ( ).. بِالعَصْبِ المُوَشَّى.. أَتَراهَا؟
    26 ـ وأدِيِمِ ( ) الماعزِ المَقْرُوظِ.. أرْبَى مَنْ شَراهَا!
    27 ـ [كَيْفَ قَالَ الشَّيخُ؟!.. كَلاَّ! إنَّهَا بعْضِي وَالمَالُ؟. بَل ِالمالُ فَدَاهَا
    28 ـ إنّها الفاقةُ والبُؤسُ!!.. نَعَمْ!.. هذا غِنًى!!.. كَلاَّ وشَاهَا ( )
    29 ـ بَلْ كَفَاني فَاقَةً.. لاَ!.. كَيْفَ أَنْساهَا؟.. وَأَنَّى؟! وَهَوَاهَا]
    30 ـ لَمْ يَكَدْ.. حَتَّى رَأَى نَاسَا، وَهَمْساً، وَشِفَاهَا:
    31 ـ بَايِع الشَّيْخَ! أَخَاكَ الشَّيْخَ!.. قَدْ نِلتَ رِضَاهَا!!
    32 ـ إنَّهُ رِبْحٌ..! فَلاَ يُفلتْكَ!.. أَعطَى، واشْتَرَاهَا ( )!
    33 ـ وَرَأْى كَفَّيِه صفْراً، وَرَأَى المَالَ... فَتَاهَا ( )
    34 ـ لَمْحةً...، ثُمَّ تَجَلى الشَكُ عَنْهُ...، فَبَكَاهَا!
    35 ـ وَرَثَاها بدُمُوع، وَيحَهُ! كَيْفَ رَثَاهَا؟1
    36 ـ فَتَوَلَّى.. وَسَعِيرَ النَّارِ يُخْفِي وَلظَاهَا!
    37 ـ حَسْرَةٌ تُطْوَى عَلَى أَخْرَى..، فأَغْضْى... وَطَوَاهَا!
    * * *
    فاسمعْ إذنْ صَدَى صوتِ الشّمَّاخ:
    38 ـ تَجَاوبُ عَنْهُ كُهُوفُ القُرُونِ، تَرَدَّدَ فِيها كَأنْ لم يَزَلْ
    ـ وَأوْفَى عَلَى القِمَم الشَّامخَات: جبَالٌ مِنَ الشِّعْر مِنْهَا اسْتَهلْ ( )
    40 ـ تَحَدَّرُ أَنْغْامُه المُرْسَلاَتُ، أَنَغَامَ سَيْل طَغْى وَاحتَفَلْ ( )
    41 ـ رَأَى حُمرَ الوَحْشِ، فَابْتَزَّهَا ( ) بِلاَبِلَها منْ حَدِيِث الوَجَلْ
    42 ـ رَآهَا ظَمَاءً إلَى مَوْرِدٍ، فَفَزَّعَها عَنْه خَوْفٌ مَثَلْ( )
    43 ـ فَطَارتْ سِراعَا إلى غَيِِرِه، بِعَدْوٍ تَضَرَّمَ حَتى اشتَعَل
    44 ـ فَلَم تَدْنُ حَتَّى رَأتْ صَائِدَينِ، فَصدَّتْ عَنِ المَوْتِ لما أَهَلّ
    45 ـ فَكَالبَرْقِ طَارَتْ إلى مَأمَن عَلَى ذِي الأرَاكَةِ ( ) صافيِ النَّهَلْ
    .. فحَّلأهَا عَنْ ذِي الأرَاكَةِ عَامِرٌ
    أخُو الخُضْر، يَرْمِي حَيْثُ تُكْوَى النَّواحِزُ
    ـ قلِيلُ التِّلاَد، غَيَر قَوْسٍ وَأَسْهُمٍ؛ *** كَأَنَّ الَّذي يَرْمِي منَ الوَحْشِ، تَارِزُ
    ـ مُطِلاَّ بزُرْقٍ مِا يُدَاوَى رَمِيُّها، *** وَصَفْرَاءَ مِن نَبْعٍ عَلَيْهَا اَلَجلاَئِزُ
    46 ـ فَكَيْفَ تَدَسَّسَ هَذَا البَيانُ حَتَّى رَأَى بعُيُونِ الحُمرْ؟
    47 ـ وَكَيْفَ تَغَلْغَلَ هَذَا اللسَانُ وَبَيَّنَ عَنْ رَاجِفَاتِ الحَذَرْ ( )
    48 ـ لَوَاهَا ( ) عَنِ الَّريِّ عِرْفَانَهَا أَخَا الخُضْرِ، عرْفَان مَن قَدْ عَقَلْ!
    49 ـ وَعَلَّمهاَ أَيْن تُكْوى اُلُجنُوب بنَارِ الطَّبِيبِ لِدَاءِ نَزَلْ!
    50 ـ وَأَنَّ اَلخَصَاصَةَ ( ) قَوْسُ البَئِيسِ، إذا انْقَذفَ السَّهْمُ عَنْها قَتَلْ!
    51 ـ يُسَابِقُ مُسْتَنْهِضَاتِ ( ) الفِرَارِ فَيَقْتُلُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلْ!
    52 ـ فَيُدرِكُهَا الَموتُ مَغروسَة قَوائِمُها في الثَّرى..، لَمْ تَزُلْ!
    ـ وَعَرَّفَهَا أَنَّهُنَّ السِّهَامُ: زُرْقٌ تَلأَلأُ أَوْ تَشْتَعلْ!
    54 ـ وَصَفْرَاءُ فَاقِعَة ( ) ، أَذْ كَرَتْ مَصَارِعَ آبآئِهِن الأول
    55 ـ سِهَامٌ تَرَى مَقْتَلَ الحَائمَاتِ ( ) ، وقَوسٌ تُطلُّ بِحتْفٍ أَظَلّْ!
    ـ تَخَّيرَهَا القَوَّاسُ مِنْ فَرْعِ ضَاَلِة *** لَهَا شَذَبٌ مِنْ دُونِها وَحَوَاجزُ
    ـ نَمَتْ فيِ مَكَانٍ كنهَا، فَاسْتَوتْ بِهِ، *** فَمَا دُونَها مِنْ غِيلِهَا مُتَلاَحِزُ
    ـ فَمازَالَ يَنْجُو كُلَّ رَطبٍ وَيَابِس *** وَيَنْغَلُّ..، حَتَّى نَالـَهَا وَهْوَ بَارِزُ
    ـ فأَنْحَى عَلَيْها ذَاتَ حَدّ، غُرَابُهَا *** عَدُوٌّ لأِوْسَاط العِضَاهِ مُشَارِزُ
    ـ فَلما اطْمَأَنَّتْ في يَديْهِ..، رَأَى غِنًى *** أحَاطَ بِهِ، وَأَزْوَرَّ عَمَّنْ يحُاَوِزُ
    56 ـ تَخَّيرهَا بَائِسٌ، لَمْ يزل يُمَارِسُ أَمْثَالهَا مُذْ عَقَلْ
    57 ـ تَبَيَّنَهَا وَهْيَ مَحْجُوَبةٌ، وَمِنْ دُونِها سِتْرُهَا المُنْسَدِلْ ( )
    58 ـ حَمَاهَا العُيُونَ فأَخْطَأنَهَا، إلىَ أنْ أَتَاهَا خَبِيٌر عَضِلْ ( )
    59 ـ رَأَى غَادَةَ نُشَّئَتْ في الـظِّلاَل، ظِلالِ النعيِم، فَصَلَّى( ) وهَلّ
    60 ـ فَنَادَتْه مِنْ كِنِّهَا ( ) فَاسْتَجَابَ: لَبَّيْكِ! [يَاقَدَّها المُعتَدلْ]
    61 ـ سُتُورٌ مُهَدَّلَةٌ ( ) دُونَهَا، وَحُرَّاسُها كَرِمَاِح الأَسَلْ
    62 ـ يَبيسٌ ( ) ورَطْبٌ وَذُو شَوكة فأَشَرطَها نَفْسَهُ.. لمُ يَبلْ
    63 ـ وَسلَّ لِسَاناً من الباتِرَاتِ،... وَانَغلَّ ( ) عاشِقُها اُلمخْتَبَلْ!!
    64 ـ يَحُتُّ اليَبِيسَ ( )، ويُرْدِي الرِّطَابَ، ويُغْمِضُ في ظُلَمات تُضِلْ
    65 ـ فَهَتَّكَ أَسْتَارَهَا بَارِزاً إلى الشَّمْسِ.. قد نَالَها! حَيَّهَلْ ( )!!
    66 ـ فَأَنْحَى ( ) إلَيْها الِّلسَان الحَدِيدَ يَبْرُقُ..، وَهْوَ خَصِيمٌ جَدِلْ
    67 ـ عَدُوٌّ شرِيس ( )، لَه سَطْوَةٌ بكُلِّ عَتِيٍ قَدِيِمِ الأَجَلْ
    68 ـ فَأَثْكل أُمّا غذَتْها النَّعيمَ، ورَاحَ بِهاَ وَهْوَ بَادِي الجَذَلْ ( )
    69 ـ فَلَمَّا اُطْمَأَنَّتْ على رَاحَتَيِه، وَعَيْنَاهُ تَسْتَرِقَانِ ( ) القَبَلْ
    70 ـ رَقَاهَا، فأَحْيَى صَبَابَاتِها بتَعْوِيذَةٍ مِنْ خَفِيِّ الغَزَلْ
    71 ـ فَنَاجَتْه..، فَاهتَّز من صَبْوةٍ، وَمِن فَرَح بِالغِنَى المُقْتَبَلْ ( )
    72 ـ وَأَعْرَضَ عَنْ كُلّ ذِي خَلّةِ ( )، غِنىً بالّتيِ حَازَهَا... وَانْفَتَلْ...
    ـ فَمَظَّعَهَا عَامَيْن ِمـَاءَ لحَائِهَا *** وَيَنْظُرُ منهَا : أَيَّهـَا هُو غَامِزُ
    ـ أَقَامَ الثِّقافُ وَالطَّرِيدَةُ دَرْأَهَا، *** كَمَا قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهَامِزُ
    73 ـ مَعَ الشَّمْسِ عَامَيْنِ.. حَتَّى َتِجفَّ وَتَشْرَبَ مَاءَ لِحَاءِ ( ) خَضلْ
    74 ـ وَفِي البُؤسِ عَامَيْنِ... يَحْيَى لَهَا، وَيُحْييه منها: الغنَى وَالأَمَلْ
    75 ـ تَردَّدَ عَامَيْنِ... مِنْ كَهْفِهِ إلَى مَهْدِهَا، عِنْدَ سَفْحِ الجَبَلْ
    76 ـ يُغَنِّي لَهَا، وَهُوَ بَادِي الشَّقاءِ، بَادِي البَذاذةِ ( )، حَتَّى هُزِلْ
    77 ـ يُقلبها بِيَديْ مُشْفِقٍ لَهِيف ( )، لطِيف، رَفِيق، وَجِلْ
    78 ـ يُعَرِّضَها لِلَهيبِ الهَجِيِر، رَؤُوفاً بِهَا، عَاكِفاً لا يَمَلْ
    79 ـ فَلَمَّا تَمَحَّصَ ( ) عَنْهَا النَّعِيمُ، وَاْشْتَدَّ أُمْلُودُهَا، وَاْنْفَتَلْ
    80 ـ عَصَتْهُ، وَسَاءتْهُ أَخْلاَقُهَا نُشُوزا ( ).. فَلَمَّا اْلتَوَتْ كَالمُدلْ
    81 ـ أَعَدَّ الثِّقَافَ ( ) لَهَا عاشِقٌ يُؤدِّبُها أَدَبَ المُمْتَثِلْ
    82 ـ وَعَضَّ عَلَيْها.. فَصَاحَتْ لَهُ، فَأَشْفَقَ إشْفَاقَةً، وَانْجَفَلْ ( )
    83 ـ فَجَسَّ، فَغَاظَتْهُ وَاْسْتَغْلَظَتْ، فَعَضَّ بأُخْرَى، فَلَمْ تَمْتَثِلْ
    84 ـ فَأَلْقَى الثِّقَافَ...، وَأَوْصى الطَّرِيدَةَ ( ) أَنْ تَسْتَبِدَّ بِهَا، لاَ تَكِلْ
    85 ـ وَألْقَمَهَا قَدَّها، فَانْبَرَتْ تُخَاشِنُها بغَلِيظٍ مَحِلْ ( )
    86 ـ يُجَرِّدُهَا مِنْ ثِيَابِ العِنَادِ، وَمِنْ دِرْعِها الصَّعْبِ، حَتَّى تَذِلْ
    87 ـ فَلمَّا تَعَرَّتْ لَهُ حُرَّةً وَمَمْشُوقَةَ القدَّ رَيَّا ( )، جَفَلْ
    88 ـ وَسَبَّحَ لَمَّا اسْتَهَلَّتْ لَهُ، وَلاَنَ لَهُ ضِغْنُهَا ( )... وَابْتَهَلْ
    ـ وذَاَقَ..، فَأَعْطَتْهُ مِنَ الَّلينِ جَانباً *** كَفَى ـ وَلََهَا أَنْ يُغْرِقَ السَّهْمَ حَاجِزُ
    ـ إذَا أَنْبَضَ الرَّامُونَ عَنْهَا، تَرَنَّمَتْ *** تَرَنُّمَ ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا اَلجنَائـزُ
    ـ هَتُوفٌ..، إذَا ماخَالطَ الظَّبْيَ سَهْمُهَا! *** وَإنْ رِيعَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوَاقِز
    89 ـ أَطَاعَتْهُ مِنْ بَعْدِ أَنْ لَوَّعَتْهُ بَالوجْدِ عَامَيْنِ حَتَّى نَحلْ
    90 ـ يُزَلْزِلُهُ أَمَلٌ يَسْتَفِزُّ فِي قَيْدِ بُؤْسٍ يُميِتُ الأَمَلْ
    91 ـ فَلَمَّا أَذَاقَتْهُ، إذْ ذَاقَهَا، هَوًى أَضَمَرْتهَُ لَهُ لَمْ يَزَلْ
    92 ـ تَبَّينَ إذْ رَامَهَا، حُرَّةً حَصَاناً ( )، تَعِفُّ فَلاَ تُبْتَذلْ
    93 ـ تَلِينُ لأِنْبلِ عُشَّاقِهَا، وَتَأْبَى عَلَيْهِ إذَا مَا جَهِلْ ( )
    94 ـ فَأَغْضى حَيَاءً..، وَأَفْضَى بِهَا إلَى كَهْفِهِ خَاطِفًا، قدْ عَجِلْ
    95 ـ فَأَهْدَى لَهَا حِلْيةً صَاغَهَا بِكَفَّيْهِ، وَهْوَ الرَّفِيقُ العَمِلْ ( )
    96 ـ تَخَيَّرَهَا مِنْ حَشَا أَذْؤبٍ ( )، رَآهَا لَدى أَمِّها تَسْتظِلْ
    97 ـ أَعَدَّ لَهَا وَتَراً كَالشُّعاعِ حُرَّا..، عَلَى أَرْبَعٍ ( ) قَدْ فُتِلْ
    98 ـ فَلَمَّا تَحَلتْ بِهِ، مَسَّهَا فَحَنَّتْ ( ) حَنِينَ المَشُوقِ المُضِلْ
    99 ـ فَكَفَّلَهَا ( ) مِنْ بَنِي أُمِّها صَغِيراً، تَرَدى بِرِيشٍ كَمَلْ
    100 ـ لَهُ صَلعَةٌ كَبَصِيصِ الَّلهِيبِ مِنْ جَمْرةٍ حَيَّةٍ تَشْتَعِلْ
    101 ـ فَضَمَّتْ عَلَيْه الَحشَا رَحْمَةً وَكَادَتْ تُكَلِّمُهُ.. لَوْ عَقَلْ!
    102 ـ فَجُنَّ جُنُونُ المُحبِّ الغَيُورِ..! فَأَنْبَضَ ( ) عَنْها أَبِيٌّ بَطَل!ّْ
    103 ـ أرَنَّتْ ( ) تُبَكِّي أَخَاهَا الصَّغِيرَ: وَيْحِي!! أَخِي!! وَيْلَهُ!! أَيْنَ ضَلّْ
    104 ـ فَظَلَّ يُفَجِّعُها ( ) : أَنْ تَرى جَنَائِزَ إخْوَتِها... وَآ ثَكَلْ!
    105 ـ فأَعْرَضَ ظَبْيٌ ( ) فَنَادَى بِهِ أَخُوهَا..، وَنَادَتْهُ: هَا! قَدْ قُتِل
    106 ـ وَقَفَّاهُ ( ) ظَبْيٌ فَصَاحَتْ بِهِ..، فَخَارَتْ قَوَائِمُهُ.. ، فَاضْمَحَلّْ
    107 ـ فَآبَا.. يَسَائُلهَا: هَلْ رَضِيتِ بثُكلِ الأَحَبَّةِ؟ قَالَتْ : أَجَلْ
    108 ـ فَبَاتَا بلَيْلِة مَعْشُوقَةٍ تُباذِلُ عَاشََقَها مَا سَأَلْ
    ـ كـَأَنَّ عَلَيْهَـا زَعْفَرَانَاً تَميرُهُ *** خـَوَازِنُ عَطـَّارٍ يَمـَان كَوَانِزُ
    ـ إذَا سَقَط الأَنْدَاءُ، صِينَتْ وأُشْعرِتْ *** حَبِيرًا، وَلَمْ تُدْرَجْ عَلَيهَا المَعَاوِزُ
    109 ـ يُغَازِلُهَا، وَهْيَ مُصْفَرَّةٌ، عَلَيْها بَقِيَّةُ حُزْنٍ رَحَلْ
    110 ـ تُنَاسِمُهُ ( ) عِطْرَها، وَالشَّذَا شَذَا زَعْفَرانٍ عَتِيقِ الأَجَلْ
    111 ـ تَوَارَثْنَهُ الغِيدُ يَكْنِزْنَهُ لِزِينَتِهنَّ، خَفِيَّ المَحَلّْ
    112 ـ فَسَاهَرهَا ( ) يَزْدَهِيِه الجَمَالُ وَيُسكِرُهُ العَرْفُ، حَتَّى ذَهَلْ
    113 ـ فَنَادَتْهُ : وَيْحَكَ! أَهَلَكْتَنِي! أَغِثْنِي... هَذَا النَّدَى قَدْ نَزَلْ
    114 ـ فَطَارَ إلَى عَيْبَة ( ) ضُمِّنَتْ حَرِيرًا مُوَشَّى نَقِيَّ الخَمَلْ
    115 ـ كَسَاهَا حَفِيّ بهَا عَاشِقٌ! إذَا أَفْرَطَ الحُبُّ يَوْمًا قَتَلْ
    116 ـ فَأَلْبَسَها الدِّفْءَ ضِنَّا بِها... وَبَاتَ قَرِيرًا ( ).. عَلَيْه سَمَلْ!!
    ـ فَوَافى بِهَا أَهْلَ المَوَاسِم، فاْنْبَرَى *** لَهَا بَيِّع يُغْلي بِهَا السَّوْم رَائِزُ
    ـ فَقَالَ لَهُ : هَلْ تَشْتَرِيهَا؟! فَإِنَّهَا *** تَبُاَعُ بِمَا بِيعَ التِّلاِدُ الحَرَائِزُ
    ـ فَقـَالَ : إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ، وَأَرْبَعٌ *** منَ السَّيَرَاءِ، أَوْ أَوَاقٍ نَوَاجِزُ
    ـ ثَمَانٍ مِنَ الكُورِيِّ، حُمْرٌ، كَأنَّها *** مِنَ الجَمْرِ مَا أَذْكَى عَلَى النَّارِ خَابِزُ
    ـ وَبُرْدَانِ مِن خـَالٍ، وَتِسْعونَ دِرْهَمًا، *** عَلَى ذاكَ مَقْروظٌ مِنَ الجـِلْدِ مَاعِزُ
    117 ـ تَمَتَّع دَهْرًا بأَيَّامِهَا وَلَيْلاَتِهَا نَاعِماً قِدْ ثَمِلْ ( )
    118 ـ يَرَاهَا، عَلَى بُؤْسِهِ، جَنَّة تَدَلَّتْ بِأَثْمَارِهَا، فَاسْتَظَلّْ
    119 ـ تُصَاحِبُهُ فِي هَجِير القِفَارِ، وَفِي ظُلَم الَّليْلِ أَنَّى نَزَلْ
    120 ـ فَيَحْرُسُهَا وَهْو فِي أَمْنَةٍ ( )، وَتَحْرُسُهُ فِي غَوَاشِي الوَجَلْ
    121 ـ يَجُوبُ الوِهادَ ( )، وَيَعَلُو النِّجادَ، وَيَأْوِي الكَهُوفَ، وَيَرْقَى القُلَلْ
    122 ـ ويُفْضي إلَى مُسْتَقَّر الحُتُوفِ: فِي دَارِ نِمْرِ، وَذِئْبٍ، وَصِلّْ ( )
    123 ـ مَنَازِلَ عَادٍ، وَأَشْقى ثَمُودَ، وَحِمْيَرَ، وَالبَائِدَاتِ ( ) الأُوَلْ
    124 ـ مَجَاهِلَ مَا إنْ بِهَا مِنْ أَنِيسٍ، وَلاَ رَسْم دَارٍ يُرَى أَوْ طَلَلْ
    125 ـ يُعَلِّمُهَا كَيْفَ كَانَ الزَّمَانُ، وَمَجْدُ القَدِيم، وَكَيْف انَتَقَلْ!
    126 ـ وَكَيْفَ تَسَاقَى بِهَا الأَوَّلُونَ رَحِيقَ الحَيَاةِ وَخَمْرَ الأَمَلْ!
    127 ـ وَأَيْنَ الأَخِلاَّء كَانُوا بِها يَجُّرونَ ذَيْلَ الهَوَى وَالغَزَلْ!
    128 ـ وَملْكٌ تَعَالَى، وَطَاغٍ عَتَا، وَحُر أَبَى وَحَرِيصٌ غَفَلْ!
    129 ـ فَدَمْدَمَ ( ) بَيْنَهُمُ صَارِخٌ: بَقَاء قَلِيلٌ!! وَدُنْيَا دُوَلْ!!
    130 ـ فَعَرْشٌ يَخِرُّ، وَسَاعٍ يَقَرُّ ( )، وَسَاقٍ يَمِيلُ.. وَنَجْمٌ أَفَلْ!!
    131 ـ زَهِدْتُ إليْك وَفَارَقْتُهُمْ أَخِلاَّءَ عَهْدِ الصِّبَا وَالجَذَلْ
    132 ـ فَنِعْمَ الصَّدِيقُ! وَنِعْمَ الخَلِيلُ وَنِعْمَ الأَنِيسُ.. وَنَعْمَ البَدَلْ!!
    133 ـ صَدِيقٌ ( ) صَدَاقَتُها حُرَّةٌ، وََخِل خِلاَلَتُهَا لاَ تُمَلّْ
    134 ـ وَغَابَا مَعًا عَنْ عُيُونِ الخُطُوبِ، وَعَنْ كَلِّ وَاشٍ وَشى أَوْ عَذَلْ
    135 ـ وَعَنْ فِتْنَةٍ تُذْهِلُ العَاشِقَيْن، تُضِيءُ الدُّجَى لِدَبِيبِ المَلَلْ
    136 ـ وَطَالَ الزَّمَانُ، فَحَنَّتْ بِهِ إلى الحَجِّ دَاعِيَةٌ تَسْتَهلّ ( )
    137 ـ آَذَانٌ مِنَ اللّْهِ! كَيْفَ القَرَارُ؟ وَأَيْنَ الفِرَارُ؟ وَكَيْفَ المَهَلْ ( )
    138 ـ تُرَدِّدُهُ البَيدُ بَيْنَ الفِجَاجِ، وَفَوْقَ الجِبَالِ، وَعِنْدَ السُّبُلْ
    139 ـ أَصَاخَ لَهُ، وَأصَاخَتْ لَهُ، وَلَبَّتْهُ فَاْمْتَثَلتْ، وَامْتَثَلْ
    140 ـ وَطَارَا معًا كَظِمَاءِ القَطَا ( )، إلَى مَوْرِدٍ زَاخِرٍ مُحْتَفِلْ
    122 ـ ويُفْضي إلَى مُسْتَقَّر الحُتُوفِ: فِي دَارِ نِمْرِ، وَذِئْبٍ، وَصِلّْ ( )
    123 ـ مَنَازِلَ عَادٍ، وَأَشْقى ثَمُودَ، وَحِمْيَرَ، وَالبَائِدَاتِ ( ) الأُوَلْ
    124 ـ مَجَاهِلَ مَا إنْ بِهَا مِنْ أَنِيسٍ، وَلاَ رَسْم دَارٍ يُرَى أَوْ طَلَلْ
    125 ـ يُعَلِّمُهَا كَيْفَ كَانَ الزَّمَانُ، وَمَجْدُ القَدِيم، وَكَيْف انَتَقَلْ!
    126 ـ وَكَيْفَ تَسَاقَى بِهَا الأَوَّلُونَ رَحِيقَ الحَيَاةِ وَخَمْرَ الأَمَلْ!
    127 ـ وَأَيْنَ الأَخِلاَّء كَانُوا بِها يَجُّرونَ ذَيْلَ الهَوَى وَالغَزَلْ!
    128 ـ وَملْكٌ تَعَالَى، وَطَاغٍ عَتَا، وَحُر أَبَى وَحَرِيصٌ غَفَلْ!
    129 ـ فَدَمْدَمَ ( ) بَيْنَهُمُ صَارِخٌ: بَقَاء قَلِيلٌ!! وَدُنْيَا دُوَلْ!!
    130 ـ فَعَرْشٌ يَخِرُّ، وَسَاعٍ يَقَرُّ ( )، وَسَاقٍ يَمِيلُ.. وَنَجْمٌ أَفَلْ!!
    131 ـ زَهِدْتُ إليْك وَفَارَقْتُهُمْ أَخِلاَّءَ عَهْدِ الصِّبَا وَالجَذَلْ
    132 ـ فَنِعْمَ الصَّدِيقُ! وَنِعْمَ الخَلِيلُ وَنِعْمَ الأَنِيسُ.. وَنَعْمَ البَدَلْ!!
    133 ـ صَدِيقٌ ( ) صَدَاقَتُها حُرَّةٌ، وََخِل خِلاَلَتُهَا لاَ تُمَلّْ
    134 ـ وَغَابَا مَعًا عَنْ عُيُونِ الخُطُوبِ، وَعَنْ كَلِّ وَاشٍ وَشى أَوْ عَذَلْ
    135 ـ وَعَنْ فِتْنَةٍ تُذْهِلُ العَاشِقَيْن، تُضِيءُ الدُّجَى لِدَبِيبِ المَلَلْ
    136 ـ وَطَالَ الزَّمَانُ، فَحَنَّتْ بِهِ إلى الحَجِّ دَاعِيَةٌ تَسْتَهلّ ( )
    137 ـ آَذَانٌ مِنَ اللّْهِ! كَيْفَ القَرَارُ؟ وَأَيْنَ الفِرَارُ؟ وَكَيْفَ المَهَلْ ( )
    138 ـ تُرَدِّدُهُ البَيدُ بَيْنَ الفِجَاجِ، وَفَوْقَ الجِبَالِ، وَعِنْدَ السُّبُلْ
    139 ـ أَصَاخَ لَهُ، وَأصَاخَتْ لَهُ، وَلَبَّتْهُ فَاْمْتَثَلتْ، وَامْتَثَلْ
    140 ـ وَطَارَا معًا كَظِمَاءِ القَطَا ( )، إلَى مَوْرِدٍ زَاخِرٍ مُحْتَفِلْ
    141 ـ فَوَافى المَوَاسِم. فَاسْتَعْجَلتْ تُسَائلُهُ: مَنْ أَرَى؟.. أَيْن ضَلْ؟
    142 ـ أَسَرَّ إلَيْها: أولاَكِ الحَجِيجُ!! فَلَبَّى لِرَبٍ تَعَالَى وَجَلْ
    143 ـ وَنَادَتْهُ جَافِلَةً ( ): مَا تَرَى! أَجَذْوَة نَارٍ أَرَى أَمْ مُقَلْ؟
    144 ـ فَمَا كَادَ... حَتَّى رَأَى كَاسِرًا ( ) تَقَاذَف مِن شَعَفَاتِ الجَبّلْ
    145 ـ يُدَانِي الخُطَا، وَهْوَ نَارٌ تَؤُجُّ ( )، وَيُبْدِي أَنَاةً تَكْفُّ العَجَلْ
    146 ـ وَمَدَّ يَدا لا تَرَاها العُيُونُ، أَخْفَى إذَا مَا سَرَتْ مِنْ أجَلْ
    147 ـ وَنَظْرَةَ عَيْنٍ لَهَا رَوْعَةٌ، تُخَالُ صَلِيلَ سُيُوفٍ تُسَلّْ
    148 ـ فَلَمَّا أَهَلَّ وَأَلْقَى السَّلاَمَ، واْفتر عَنْ بَسْمِة المخْتَتِلْ ( )
    149 ـ وَقَالَ : أذِنْتَ؟! وَيُمنَى يَدَيْه تَمَسُّ أَنَامِلُهَا مَا سَأَلْ
    150 ـ رَأَى بَائسا مَالهُ حُرْمةٌ تَكُفُّ أَذىً عنه..، بُؤْسٌ وذُلْ
    151 ـ وَقَالَ : فَدَيْتُكَ! مَاذَا حَمَلتَ؟ وَمَاذَا تَنَكَّبْتَ ( ) ياَذَا الرِجُلْ؟!
    152 ـ وَأَفْدِي الَّذِي قَدْ بَرَى عُودَهَا، وَقَوَّمَ مُنْآدَها ( )، وَاعْتَمَلْ!!
    153 ـ فَهَزَّتْهُ مَا كِرَةٌ، ( )لم يَزَلْ يَتِيهُ بِهَا السَّمْعُ، حَتَّى غَفَلْ
    154 ـ فَأَسْلمَهَا لِشَدِيد المِحَالِ ( )، ذَلِيقِ الِّلسَانِ، خَفِيِّ الحِيَلْ
    155 ـ فَلَمَّا تَرَامَتْ عَلَى رَاحَتَيْه، وَرَازَ ( ) مَعَاطِفَهَا وَالثِّقَلْ
    156 ـ دَعَتْ: يَاخَلِيليَ! مَاذَا فَعَلْتَ؟! أَأَسْلَمْتَني؟! لِسَوَاكَ الهَبَلْ ( )!!
    157 ـ فَخَالَسَهَا ( ) نَظْرَةً خَفَّضَتْ غَوَارِبَ جَأْشٍ غَلاَ بِالوَهَلْ
    158 ـ وَقَالَ : لَكَ الخَيْرُ! فَدَّيْتَنِي بنَفْسِكَ!!
    ـ بَارِي قِسِيّ!
    ـ أَجَلْ!!
    159 ـ فَبِعْنِي إذَنْ!!
    ـ هِيَ أغـْلَى عَلَّي، إذَا رُمْتَهَا، مِنْ تِــلاَدٍ ( ) جـَلَلْ!
    160 ـ فَقَالَ : نَعَمْ! لَكَ عِنْدِي الرِّضى، وَفَوْقَ الرِّضَى!
    ـ [وَيْلهُ مَنْ مُضِلْ!]
    161 ـ فَهَلْ تَشْتَرِيهَا ( ) ؟!..
    ـ نَعَمْ أَشْتَرِي!
    ـ لَكَ الوَيْلُ مِثْلُك يَوْمًا بَخِلْ!
    162 ـ فَدَيْتُكَ!! أَعْطَيْتُ مَا تَشْتَهِيهِ!.. مَابِيَ فَقْرٌ ولا بِي بَخَلْ ( )!
    163 ـ فَنَادَتْهُ، وَيْحَكَ! هَذَا الَخِبيثُ! خُذْنِي إَليْكَ، وَدَعْ مَا بَذَلْ
    164 ـ فَبَاسَمَها ( ) نَظْرَةً..، ثُمَّ رَدَّ إلَى الشَّيْخِ نَظْرَةَ سُخْرٍ مُطِلّْ:
    165 ـ بكَمْ تَشْتَرِيها؟!..
    فَصَاحَتْ بِهِ : حـَذَارِ! حـَذَارِ! دَهَـاكَ الخَبَلْ!!
    166 ـ لَهُ رَاحَةٌ نَضَحَتْ ( ) مَكْرهَاَ عَلَي، فَدَع عَنْكَ! لاَ تُغْتَفَلْ
    167 ـ فَقَالَ : إزَارٌ مِنْ الشَّرْعَبِيِّ ( ) وَأَرْبَعُ مِنْ سِيَرَاءِ الحُلَلْ
    168 ـ بُرُودٌ تَضِنُّ بِهِنَّ التِّجَارُ ( ) إذَا رَامَهُنَّ مَلِيكٌ أَجَلّْ
    169 ـ وَمِنْ أَرْضِ قَيْصَرَ : حُمْرٌ ثَمَانٍ جَلاَهَا ( ) الهِرَقْلِيُّ، مِثْلُ الشُّعَلْ
    170 ـ ثَمَان تُضيءُ عَليكَ الدُّجَى! إذا عَمِيَ النَّجْمُ، نعمَ البَِدلْ
    171 ـ وَبُرْدَانِ من نَسْجِ خَالٍ ( )، أَشَف وَأَنْعَمُ مِنْ خَدِّ عَذْرَاءَ..، بَلْ
    172 ـ إذَا بُسِطَا َتْحَتَ شَمْسِ النَهارِ، فَالشَّمْسُ تَحْتَهُمَا..، لَيْسَ ظِلّْ
    173 ـ وَتِسْعُون مِثْلُ عُيُونِ الجَرَادِ..، بَرَّاقَةٌ كَغَدِيرِ ( ) الوَشَلْ
    174 ـ كَمِرْآةِ حَسْنَاءَ مَفْتُونٍة، كَرَأْسِ سِنَانٍ حَدِيثٍ صُقِلْ
    175 ـ أَجَلْ..!! وَأَدِيمٌ ( ) كَمِثْلِ الحَرِيرِ، يُطْوَى وَيُرْسَلُ مثْلَ الخَصَلْ
    176 ـ وَحَوْلَهُمَا زَفَرَاتُ الزِّحَامِ، وَأَذْنٌ تَمِيلُ، وَرَأْسٌ يُطِلّْ
    177 ـ وَغَمْغَمَةٌ ( )، وَحَدِيثٌ خَفِيٌ وَنَغْيَةُ زَارٍ، وآتٍ سَأَلْ
    178 ـ وَعَاشِقةٌ في إِسَارِ ( ) السوَامِ!! وَعَاشقُها في الشَرَاكِ اُحْتُبِلْ
    179 ـ تُنَادِيه مَلْهُوفَة تَسْتَغِيثُ، ضَائَعَةُ الصَّوْتِ..، عَنْهَا شُغِلْ
    ـ فَظَلَّ يُنَاجِي نَفْسَهُ وَأمِيرِهَا *** أيَـأْتِي الَّذِي يُعْطى بِهـَا أَمْ يُجـَاوزُ
    ـ فَقـَالوا لـهُ : بَايِعْ أَخـَاكَ.. وَلا يَكُنْ *** لَكَ اليَوْمَ عَنْ رِبْحٍ مِنَ البَيْعِ لاَهِزُ
    180 ـ [أَعُوذُ بِرَبِّي وَرَبّ السَمَاء وَالأرْض!.. مَاذَا يَقْولُ الرَّجُلْ؟!
    181 ـ أَجُنَّ؟! نَعَمْ.. لاَ!.. أَرَى سُورةً ( ) مِنْ العَقْل، لاَخَلجَاتِ الخَبَلْ!
    182 ـ وَعَيْنَيْ صَفَاءِ كَمَاء القلاَتَ ( )، وَعِرْنِينَ أَنْفٍ سَمَا وَاعتَدَلْ
    183 ـ وَجَبْهَةَ زَاك ( )، نَمَاهُ النَّعِيمُ في سُؤْدُدٍ وَسَرَاءٍ نَبُلْ
    184 ـ أَيُعْطِي بِهَا المَالَ؟! هَذَا الخَبَالُ! قَوْس وَمَالٌ كَهَذَا؟ ثُكِلْ!!
    185 ـ وَيَارَبِّ! يـَارَبِّ! مَاذْا أقَولُ؟.. أقَولُ نَعَـمْ!.لا فَهَذَا خَطَلْ
    186 ـ أَبِيعُ!! وَكَيْفَ!.. لَقَدْ كَادَنِي ( ) بِعَقْلِي هَذَا الخَبيثُ الَمِحْل
    187 ـ أُفَارِقُها! وَيْكَ ( )!! هَذَا السَّفَاهُ! قَوْسِيَ! كَلاَ! خَدَيني وَخِلّْ!!
    188 ـ أَجَلْ!! بَلْ هُوَ البؤْسُ بَادٍ عَليَّ! فأَغْراهُ بي! وَيْحَهُ! مَا أَضَلّْ!!
    189 ـ يُسَاوِمُنِي المَالَ عَنهَا؟! نَعَمْ!.. إذَا لَبِسَ البُؤْسُ حُرَّا أَذَلّْ
    190 ـ إذَا مَا مَشَى تَزْدَرِيِه العُيُونُ، وَإنْ قَالَ رُدّ كَأَنْ لَمْ يَقُلْ
    191 ـ نَعَمْ! إنَّهُ البُؤْسُ!! أَيْنَ المَفَرُّ مِنْ بَشَرٍ كَذِئَاب الجَبَلْ؟!
    192 ـ ثَعَالبُ نُكْرٍ ( ) تُجِيدُ النِّفَاقَ حَيْثُ تَرَى فُرْصةً تُهْتَبَلْ
    193 ـ كلاَبٌ مُعَوَّدَةٌ لِلهَوَانِ تُبَصْبِصُ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ بَذلْ
    194 ـ فَوَيْحِي مِنَ البُؤْسِ!.. وَيْلٌ لَهُمْ!!. أَرى المَالَ نُبْلاً يُعَلي السِّفَلْ ( )
    195 ـ فَخُذْ مَا أَتَيِتَ بِهِ..!! إِنَّه مَلِيك يُخَافُ، وَرَبٌ يُجَلّْ
    196 ـ وَسُبْحَانَ رَبِّي! يَدِي! مَا يَدِي؟! بَرِيْتُ القِسِيَّ بها لم أَمَلْ!
    197 ـ حَبَاني ( ) به فاطِرُ النَيِرِّات وَبَاري النَّباتِ وَمُرْسِي الجَبَلْ!
    198 ـ وَأَوْدَعَهَا سِرَّهَا عَالِم خَبِيرٌ بَمكْنُونِها لَمْ يَزَلْ!
    919 ـ وَفِي المَالِ عَوْنٌ عَلى مِثْلِها! وَفِي البُؤْسِ هُونٌ ( )، وَذُلٌّ، وَقُلّْ!]
    200 ـ تَنَادَوْا بِهِ : أنْتَ؟! مَاذَا دَهَاكَ؟! مَالكَ يَا شَيْخُ؟! قُلْ يَا رَجُلْ!
    201 ـ وَآتٍ يَُصِيحُ، وَكَفٌّ تُشِيرُ، وَصَوْتٌ أَجَشُّ ( )، وَصَوْتٌ يَصِلّْ!
    202 ـ وَطَنَّتْ مَسَامِعُهُ طَنَّةً..، وَزَاغَتْ نَوَاظِرُهُ وَاخْتُبِلْ
    203 ـ .. وَأَفْضَى إِلَيْهِ كَهَمْسِ المَرِيضِ أَشْفَى ( ) عَلَى المَوْتِ مَا يَسْتَقِلّْ..
    204 ـ تُنَادِيِه: وَيْحَكَ! وَيحِي!! هَلَكْتُ!! أَتَوْكَ بَقَاصِمَةٍ! وَآثَكَلْ!
    205 ـ تَلَفتَ يَصْغِي..، وَمِثْلُ الَّلهيبِ ضَوْضَاءُ وَعْوَعَةٍ ( ) فِي زَجَلْ
    206 ـ فَهَذَا يُؤُجُّ ( )..، وَهـَذَا يَعَجُّ..، وَهَذَا يَخُورُ..، وَهَذَا صَهَلْ!
    207 ـ وَدَان يُسِرُّ..، وَدَاعٍ يَحُثُّ..، وَكَفٌّ تُرَبِّتُ: بِعْ يَا رَجُلْ!
    208 ـ لَقَدْ بَاعَ! بْع! بَاعَ! لاَ لَمْ يَبِعْ! غِنَى المالِ! وَيْحَكَ! بعْ يَا رَجْل!
    209 ـ [وَحَشْرجَةُ ( ) الموْتِ: خُذْنِي.. إلِيكَ!!
    ـ لَبِّيْكِ!! لَبِّيْكِ!]
    بِعْ يَا رَجُلْ!!
    210 ـ [أَغِثْنِي!. أَجَلْ!]
    بَاعَ! مَاذَا؟! أَبـَاعَ؟! نَعْم بَاعَ قَدْ بـَاعَ! حَقّاً فَعَلْ؟!
    211 ـ [أَغِثْنِي! أَغِثْنِي! نَعَمْ!]
    قَدْ رَبِحْتَ!!.. بــُورِكَ مــَالُكَ!
    أَيْنَ الرَّجــُلْ؟!
    112 ـ مَضَى!.. أَيْنَ!.. لاَ، لَسْتُ أَدْرِي!.. مَتَى؟
    لَقَدْ بِعْتَ ؟!.. كــَلاّ وَكَــلاّ.. أَجَلْ!
    213 ـ لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بِعْتَ!
    ـ كــَلاّ! كَذَبْتَ!
    لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بـــَاعَ!
    ـ وَيْحِي! أَجـــَلْ
    214 ـ لَقَدْ بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا.. جُزِيتُمْ بَخْيرِ جَزَاء، أَجَلْ!!..
    215 ـ أَجَلْ بِعْتُهَا.. بِعْتُهَا. بِعْتُهَا!! أَجَلْ بِعْتُهَا!! لا،َ أَجَلْ لا،َ أَجَلْ
    فَلَمَّاَ شَرَاهَا فَاضَتِ العَيْنُ عَبْرَةً،
    وَفِي الصَّدرِ حَزَّازٌ مِنَ الوَجْدِ حَامِزُ
    216 ـ [أَجَلْ.. لاَ أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا!. أَجَلْ بعتها! بِعْتُهَا!.. لاَ أَجَلْ
    217 ـ وفَاضَتِ دُمُوعٌ كَمِثْلِ الحَمِيم ( )، لَذَّاعَةٌ، نَارُها تَسْتَهِلّْ
    118 ـ بُكَاء مِنَ الجَمْرِ جَمْرِ القُلُوبِ، أَرْسَلهَا لاَعِجٌ ( ) مِنْ خَبَلْ
    219 ـ وَغَامَتْ بِعَيْنَيْهَ، وَاْسْتَنْزَفَتْ دَمَ القَلْبِ يَهْطِلُ فِيما هَطَل
    220 ـ وَخَانِقَةٌ ذَبَحَتْ صَوْتَهُ، وَهيضَ ( ) اللِّسَانُ لَهَا وَاعْتقِلْ
    221 ـ وَأَغْضَى عَلى ذِلَّة مُطْرِقًا، عَلْيه مِنْ الهَمِّ مِثْلُ الجَبلْ
    222 ـ أَقَامَ..، وَمَا إِنْ بِهِ مِنْ حَرَاكٍ، تَخَاذلُ ( ) أَعَضَاؤُهُ كَالأَشَلّْ
    223 ـ وَفِي أُذَنْيهِ ضَجِيجُ الزِّحَامِ، وَ«بعْ بَاعَ، بعْ بَاعَ، بعْ يَا رَجُلْ»!
    224 ـ وَأَخْلَدَ فِي حَيْثُ طَارَ السوَامُ ( ) بِمُهْجَتِهِ، كَأرُومٍ مَثَلْ
    225 ـ كَأَنْ صَخْرةٌ نَبَتَتْ، حَيْثُ قَامَ، تِمثَال حُزْنٍ صَلُودٍ ( ) عُتُلْ
    226 ـ وَمِنْ حَوْلِهِ النَّاسُ مِثْلُ الدَّبَى ( ) عِجَالاً تَنَزى، دَهَاهُنَّ طلْ
    227 ـ فَمِنْ قَائِلٍ : فَازَ! رَدَّت عَلَيْهِ قَائِلَةٌ : لَيْتَهُ مَا فَعَلْ!
    228 ـ وَمِنْ هَامِسٍ: وَيْحَهُ مَادَهَاهُ! وَمِنْ مُنْكِرٍ: كَيْفَ يَبْكِي الرَّجُلْ!
    229 ـ وَمِنْ ضَاحِكٍ كَرْكَرَتْ ( ) ضَحْكَةٌ لَهُ مِنْ مَزُوحٍ خَبِيثٍ هَزَلْ
    230 ـ ومِنْ سَاخِر قَالَ : يَا آ كِلاً! تَلَّبسَ فِي سَمْتِ ( ) مِنْ قَدْ أُكِلْ!
    231 ـ وَمِنْ بَاسـِطٍ كَفَهُ كَالمُعَزِّي وَهَيْنمَةٍ ( ) غَمْغَمَتَ لَمْ تُقَلْ
    232 ـ وَمِنْ مَشْفِقٍ سـَاقَ إِشْفَاقَهُ وَوَلَّى، وَمُلْتَفِتٍ لَمْ يُوَلّ
    233 ـ وَسَالَت جُمُوعُهُمُ فِي الرِّمَالِ.. وَمَاتَ الوَغَى ( ).. غَيْرَ حِسّ يَصِلّْ
    234 ـ وَأَسْـفَرَ ( ) وَانْجَابَ دَاجِي السَّوَادِ عَنْ مُخْبتٍ خَاشِع كَالمُصَلّْ
    235 ـ وَظَلَّ طَوِيلاً.. لَهُ سَبْتَةٌ ( ) وَإطْرَاقَةٌ، وَأَسىً يَنْهَمِلّْ
    236 ـ أَفَاقَ وَقَيذَاً ( )، بَطِيءَ الإِفَاقَةِ.. يَرْفَعُ مِنْ رَأْسِهِ كَالمُطِلّْ
    237 ـ وَقَلّبَ عَيْنِيهِ: ماذَا يَرى؟ وَأَيْنَ الزِّحَامُ؟ وَأيْنَ الرَّجُلْ!
    238 ـ رَأَى الأرْضَ تَمْشِي بِهِم كَالخَيَال، أَشَبْاحُهُمْ خُشُبٌ تَنْتَقِلْ
    239 ـ وَهَامٌ ( ) مُحَّلقَةٌ رُجـَّفٌ، وأُخْرى بَدَتْ كَنَزِيعِ البَصَلْ
    240 ـ وَأَغْربةٌ ( ): بَعْضُها جَاثِم يُحَرِّك رَأْسًا، وَبَعْضٌ حَجَلْ
    241 ـ وَحَيَّاتُ وَادٍ، لِشَمْسِ الضُّحَى تُلوّي حَيَازَيمَها ( ) والقُلَلْ
    242 ـ وَأَزْفَلَةٌ ( ) مِنْ ضِبَاع الفَلاَة تَخْمَعُ مِنْ حَوْلِ قتْلَى هَمَلْ
    243 ـ وَهَنَّا وَهَنَّا ضِبَابٌ ( ) مَرَقْن مِنْ كُلّ جُحْر لسَيْل حَفَلْ
    244 ـ وَثَوْبٌ يََطِيرُ بِلاَ لاَبِسٍ، يَمِِيلُ مَعَ الرِّيحِ أَنَّى تَمِلْ
    245 ـ تَمَطّى بِهِ البعْثُ مِنْ نَعْسَةٍ، ومِنْ سِنة كَفُتُورِ الكَسَلْ
    246 ـ وَدَبَّتْ إِليْه بَقَايَا الحَياةِ، فَرَفَّعَ أَعْطَافَهُ ( ) وَاعْتَدَلْ
    247 ـ وَظَلَّ يُنَازِعُ كَبْلَ ( ) الذُّهُول وَيَحْتَلِجُ النَّفْسَ مِنْ أَسْرِ غُلْ
    248 ـ كَنَاشِطِ ( ) ثِقْلٍ طَوِيلِ الرِّشَاِء مِنْ هُوّة في حَضِيض الجَبَلْ
    249 ـ رُوَيْدَا رُوَيْدَا فَثابَتْ لَهُ مُلَجْلَجَةً ( ) يَعْتَرِيهَا هَلَلْ
    250 ـ وَمِثْلَ الحَمَامَة بَيْنَ الضّلُوعِ قَدْ انْتَفَضَتْ مِنْ غَواشِي بَلَلْ
    251 ـ يُقَلِّبُ جمْجُمَةً، خَالهَا كَجُلمُودِ صَخْرٍ رَكينٍ ( ) حَمَلْ
    252 ـ فَلأياً بِلأَي ( ) وَآبَتْ لَهُ مُبَعْثَرَة مِنْ أَقَاصِي العِلَلْ
    253 ـ وَنَفَّسَ عَنْ صَدْرِهِ زَفْرَةً، وَخَامَرَهُ ( ) البُرْءُ حَتَّى أَبَلّْ
    254 ـ أَحَسَّ بكَالجَمْر فِي رَاحَتَيْه: سَعِير تَوَقّد!! مَاذَا احْتَمَل؟
    255 ـ وَيَبْسُطُ كَفَيهِ: مَاذَا أَرى جَوَابٌ حَثِيثٌ وَلوْ لَمْ يَسَلْ!!
    256 ـ عُيُونٌ تُحَمْلِقُ فِي وَجْهِه، مِنْ الخُبْثِ تَزْهَرُ ( ) أَوْ تأتَكِلْ!!
    257 ـ [أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا بِعْتُهَا!.. بَقَاءٌ قَلِيلٌ وَدُنْيَا دُوَلْ!]
    258 ـ وَألْقَى الغَنىِ لِلثَّرى! وَانَتَحَى ( ) وَنفَّض كَفَيْهِ: [حَسْبي! أَجَلْ]
    259 ـ وَألْقَى إلَى غَالِيَاتَ الثِّيَابِ وَالبَزِّ نَظْرَةَ لاَ مُحْتَفلْ!
    260 ـ وَوَلى كَئيبًا ذَلِيلَ الخُطَا، بَعيدَ الأَنَاةِ، خَفَّيِ الغُلَلْ ( )!
    261 ـ وَأَوْغل فِي مُضْمرَاتِ ( ) الغُيُوبِ يَطْوِي البَلاَبلَ طَيَّ السِّجِلّْ
    262 ـ أرَادَ لِيَنْسَى وَبَيْنَ الضُّلوُعِ نَوَافِذ مِنْ ذِكَرٍ تَنْتَضِلْ
    663 ـ فَأَحْيَتْ صَبَابتَهُ، وَالجِرَاحُ دِمَاءٌ مُفَزَّعَةٌ لَمْ تَسِلْ
    264 ـ تُرِيهِ الرُّؤَى وَهْوَ حَيُّ النَّهارِ، وَتسْري بِهِ وَهْوَ لَمْ يَنْتَقِلْ
    266 ـ وَيَبْسُطُ كَفَّيه مُسْتَغْرِقًا، فَتَحْسَبُهُ قَارِئًا قَدْ ذَهِلْ
    267 ـ يَرَى نِعْمَة لَبِسَتْ نِقْمةً، وَنُورًا تَدَجَّى ( )، وَسِحْرا بَطَلْ
    268 ـ وَآيَتَهُ ( ) عَاثَ فِيهَا الشُّحُوبُ فَأنَكَرَ مِنْ لَوْنِها مَا نَصَلْ
    269 ـ وَأسَرارَهَا ( ) فَضَّهَا طَائف لَهُ سَطْوَة وأَذى حَيْثُ حَلْ
    270 ـ وَسَحْقَ ( ) غِشَاءِ عَلَى أَعْظُمُُ، تَهَّتَك مثْلَ الأدِيم النَّغِلْ
    271 ـ وَمَستْ أَنامِلَهُ رَجْفَةٌ، تَسَاقَطَ عَنَها سَنَاهَا ( ) وَزَل
    272 ـ وَأَفْضَى بَنظْرَتِهِ نَافِذًا إلى غَيْبِ مَاضٍ بَهَيمِ ( ) السُبُل
    273 ـ تَلاَوَذُ ( ) أَشباحُهُ، كَالذَّليلِ، بِلُغْزِ نَخِيلٍ، وَدَاجِي دَغَلْ
    274 ـ وَأَسْوِدَةً خَطِفَتْ فِي الظلاَم هَارِبة مِنْ صَيُودٍ خَتَلْ
    275 ـ وَطْيرًا مُرَوَّعَةً أَجْفَلَت، وَآمِنَ طَيْرٍ وَدِيعٍ هَدَلْ ( )
    276 ـ وَشقَّت لَهُ السُّدَفَ ( ) الغَاشِيَاتِ حَسْنَاء ضالٍ عَلَيهْا الحُلَلْ
    277 ـ أَضَاءَ الظَلاَمُ لَهَا بَغْتَةً، وَقَوَّضَ خَيْمتَهُ وَاُرْتَحَل
    278 ـ أَطَلَّتْ لَهُ مِنْ خِلاَل الغُصُونِ عَذْرَاء مَكْنُونَة لَمْ تُنَلْ
    279 ـ «رَأى غَادَةً نُشّئَتْ فِي الظِّلاَلِ، ظِلاَل النَّعِيم»، عَلَيْهَا الكللْ ( )
    280 ـ عَروسٌ تَمَايَلُ مُخْتَالَةً، تُمِيتُ بدَلّ، وَتُحْيِي بِدَلَ
    281 ـ وَنَادَتْه، فَاَرَتـَدَّ مُسْتَوفِزًا ( ) بَجُرْحٍ تَلَظى وَلمْ يَنْدمِلْ:
    282 ـ أفِق! قَدْ أَفَاقَ بِها العَاشِقُون قَبْلَكَ، بَعْدَ أَسىً قَدْ قَتَلْ!
    283 ـ أَفِقْ! يَا خَلِيلِي! أفِق! لاَ تَكُنْ حَلِيف الهُمُومِ، صَرَيع العِلَلْ
    284 ـ فَهَذَا الزَّمَانُ، وَهَذِي الحيَاةُ، عَلّمْتِِنيها قَدِيمًا: دُوَلْ!!
    285 ـ أَفِقْ! لاَ فَقَدْتُكَ! مَاذَا دَهَاكَ؟! تَمَّتعْ! تَمَتَّع! بِهَا! لاَ تَبلْ!
    286 ـ بِصُنْع يديْك تَرَاني لَدَيْكَ، فِي قَد أخْتِي! وَنِعْمَ البَدَلْ!
    287 ـ صَدَقْتِ! صَدَقْتِ!. وَأَيْنَ الشبَابُ؟ وَأَيْنَ الوَلْوعُ؟ وَأَيْنَ الأَمَلْ
    288 ـ صَدَقْتِ صَدَقْتِ!!.. نَعْمَ قَدْ صَدَقْتِ! وَسِر يَدَيْك كَأنْ لَمْ يَزَلْ
    289 ـ حَبَاكَ بِهِ فَاطِر النَيِّراتِ، وَبَارِي النَّبَاتِ، وَمَرْسِي الجَبلْ
    290 ـ فَقُمْ! وَاسْتَهِلَّ ( )، وَسَبِّحْ لَهُ! وَلبّ لِرَبٍ تَعالىَ وَجَلّْ

    الموضوع الأصلي: القوس العذراء // الكاتب: عبير // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا



  2. #2

    افتراضي

    هذه قصيدة للأديب المصري راهب العربية الأستاذ

    محمود محمد شاكر استوحاها من قصيدة للشماخ بن ضرار
    أنه بحق راهب العربية وحارسها
    شكراً أختى الفاضلة عبير
    على القاء الضوء على أعمال هذا المبدع
    جزاكى الله كل خير


    القصيدة مع شرح بعض كلماتها على صورة ملف pdf
    الرابط التالى
    http://www.4shared.com/file/12376863..._of______.html



    **************

  3. #3

    • البسيط غير متواجد حالياً
    • عضو مميز

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    174

    افتراضي قالوا أنى مبالغ

    بعض من يقرأ ردى على أعمالك يقول أنى مبالغ ولكن من قال ذلك لا يدرى أى عمق لتلك الموهبة
    وها هى اليوم تختار لشاعر أعرفه حقا طالما قرأت كتاباته يعجبنى ولكنى أجد فى اختيارها أجمل الالحان هذه قصيدة للأديب المصري راهب العربية الأستاذمحمود محمد شاكر
    أشكرك أيتها العبير على حسن الأختيار ودوما إلى الأمام
    رغم كل شىء
    معجب بمشاعرك الجياشة
    عاشق لحسن الاختيسار
    ربما تنتهى الكلمات ولكن لا تنتهى المشاعر

  4. #4

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمودعبدالهادى مشاهدة المشاركة


    أنه بحق راهب العربية وحارسها
    شكراً أختى الفاضلة عبير
    على القاء الضوء على أعمال هذا المبدع
    جزاكى الله كل خير


    القصيدة مع شرح بعض كلماتها على صورة ملف pdf
    الرابط التالى
    http://www.4shared.com/file/12376863..._of______.html



    **************

    وجزاك الله خيرا أخي محمود عبد الهادي على إضافتك المميزة
    فهكذا يتمكن كل من تعذر عليه فهم معاني بعض الكلمات الرجوع للرابط الذي تفضلت بوضعه هنا
    لك شكري على جميل التواصل أخي

    دمت بخير

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك