الفسيـــــــــــــــــــــــخ ... أكلة مصرية.. كيف نجعلها عالمية؟
أكلة مصرية.. كيف نجعلها عالمية؟
بقلم : د. ماجد عثمان
الحديث عن الفسيخ في الأيام السابقة علي شم النسيم, والأيام التالية له, يتطرق عادة إلي ضبط كميات من الفسيخ الفاسد, وعن ارتفاع أسعار الفسيخ مقارنة بالأعوام السابقة, وعن التأثير الصحي الضار لأكل الفسيخ, وينتهي عادة بالحديث عن حالات التسمم التي سببها أكل الفسيخ, وهذا الحديث هو حديث يتكرر كل عام ربما مع بعض الاختلاف في الكمية التي تم ضبطها, وسعر بيع الفسيخ, وعدد حالات التسمم, وهذا التكرار يشبه مع الفارق الأحاديث الموسمية التي تتكرر سنويا عن صعوبة امتحان الثانوية العامة, وعن الحرائق في المخازن وقت موسم الجرد السنوي, وعن بمب العيد.
والتكرار عن حديث الفسيخ أذكره منذ أن كنت صبيا, ولا أستغرب إن كان هذا الحديث نفسه تكرر قبل ذلك عبر قرون غابرة, وربما تم تناوله في برديات وعلي جدران المعابد في عصر المصريين القدماء الذين يرجع الفضل لهم في إدخال هذه الأكلة, وعلي الرغم من أن كل الأحاديث التي تدور حول الفسيخ كان من المفترض أن تؤدي إلي انتهاء هذه العادة بين المصريين, وأيضا إلي القضاء علي صناعة الفسيخ, فإن المصريين لم يتوقفوا عن تناول هذه الوجبة, ولم يقاطعوا هذه الصناعة التي يقال إن حجمها عدة مئات من الملايين, وإن كنت لم أطلع علي أي دراسة موثقة في هذا الشأن. إنني أري في هذه الصناعة فرصة لا بأس بها, إذا استطعنا أن نطورها ونضع لها الضوابط الصحية في التصنيع والتخزين والتغليف, ولا أدعو لتطوير هذه الصناعة بهدف أن يستهلك المصريون الفسيخ بكمية أكبر, أو أن يأكل المصريون الفسيخ طوال العام, ولكني أدعو لتطوير هذه الصناعة من أجل التصدير, وقد تبدو الفكرة لأول وهلة تخاريف شم النسيم, ولكن إذا نظرنا إلي أحد أبعاد العولمة,
وهو الغزو الغذائي الذي أصبح بمقتضاه عدد أكبر من البشر يقبلون بشكل متزايد علي أكلات أنتجت في دول أخري, والأمثلة عديدة علي انتقال الطعام الصيني والياباني والمكسيكي عبر القارات, وانتشار السوشي, وهو ما يؤكد أن المزاج الذوقي للطعام أصبح أيضا معولم, وأن الحب في التغيير وتجريب كل ما هو جديد وغريب أصبح يحكم العادات الغذائية لكثير من شعوب العالم, التي كانت تتمسك لقرون عديدة بطعامها التقليدي الموروث وتأنف العدول عنه.
وربما إذا استطعنا أن نطور هذه الصناعة ونضفي عليها الضوابط الصحية في مراحلها المختلفة يصبح الفسيخ إحدي السلع التي تقوم مصر بتصديرها, والميزة التنافسية لمصر تكمن بالدرجة الأولي في التراث الثقافي المرتبط بأكل الفسيخ منذ قدماء المصريين, وهي ثقافة يعشقها عديد من الشعوب, وهو ما يتطلب جهدا ثقافيا يمكن من خلاله أن نحول فولكلورا بسيطا إلي قيمة مضافة تفتح باب رزق للعاملين في هذه الصناعة بحلقاتها المتتابعة: صيد الأسماك ـ تصنيع الفسيخ ـ تعبئته ـ نقله ـ وتسويقه وتصديره.
والإبداع في إنتاج الفسيخ قد يكون بلا حدود, مع التفكير في سوق التصدير في فترة عصيبة تعيشها التجارة الدولية, فربما نفكر في فسيخ بالأنانس, أو بجوز الهند يتم تسويقه في شرق آسيا, وفسيخ بالبروكلي أو الاسبرج لتسويقه في أوروبا, وفسيخ بالكيوي, وفسيخ بالمانجو العويس, ولا مانع من التفكير في المشروب الذي يصاحب هذه الوجبة, وليكن أحد المشروبات المصرية الأصيلة وغير المباشرة في دول أخري مثل عصير الدوم, أو الكركديه, أو النعناع المصري, وإيجاد مبرر غذائي لتناوله مع الفسيخ, وإيجاد قصة فولكلورية من التراث الشعبي حول الترابط بين الوجبة والمشروب, وربما يجد الأطباء مبررا صحيا لتناول هذه الوجبة يضيف إليها بريقا بين شعوب تهتم بصحتها ولديها الوعي الكافي للربط بين نوعية الغذاء, والحالة الصحية. وسيكون من عناصر النجاح الحرجة حتي تتحول هذه الفكرة البسيطة إلي مشروع لسلعة تصديرية الاهتمام بإنتاجها كوجبة غذائية متكاملة اعتمادا علي فريق من خبراء التغذية, وهو ما يعني أن تطوير هذه الصناعة يعتمد علي فريق متعدد التخصصات في مجالات: التغذية ـ التصنيع ـ التسويق ـ الآثار ـ الصحة ـ التراث الشعبي.
وأحد عناصر النجاح الحرجة الأخري أن يتم تسجيل هذه الأكلات باعتبارها أكلات مصرية, ونحافظ علي حقوق ملكيتها حتي لا يتكرر ما حدث من قيام اليابان بتسجيل الملوخية باعتبارها منتجا يابانيا, وقبل أن يسارع جيران الشرق إلي الادعاء بأن اليهود الذين عاشوا في مصر القديمة كانوا يأكلون الفسيخ باليد اليمني, ويبنون الأهرام باليد اليسري.
إنها فكرة بسيطة, ولكن ربما ينتج عنها مشروع كبير يفتح أبواب الرزق للمصريين, وبدلا من أن نهدم هذه الصناعة, ونعتبر أنها تدمر صحة المصريين, وقد يكون هذا صحيحا ولو جزئيا في وضعها الحالي, دعونا نطور هذه الصناعة ربما تكون فرصة لانطلاقة ولو بسيطة.
الأهرام 24 أبريل 2009
بصراحة المقال دا عجبنى أوى وياريت ننفشة ونشوف أبعاد الموضوع كويس لان صناعة الفسيخ مرتبطة بأسماك العائلة البورية اللى مصر بتحتل المرتبة الاولى على العالم فى أنتاجة بلا منازع .
ولكن هناك محظورات واحتياطات كثيرة لابد ان ناخذها في الاعتبار عند نشر او التعميم لهذه الفكرة
ولكن ماهى هذه المحظورات والاحتياطات
سوء التطبيق قد يودي بالحياة
يا ساتر يارب
أنا عايز أقول لحضرتك كل شى ليه أثار جانبية شوف مثل أى نشرة دواء لازم يكون فيه فقرة عن الأثار الجانبية , هى جات على الفسيخ وبعدين الفسيخ فوائده كتيره
هو يعنى أحنا هنفهم أكتر من الناس اللى بنو الاهرامات
وبعدين الاعلام مضخم الموضوع قوى ليه يعنى هما شهداء الفسيخ كام واحد ؟
خد عندك بعض فوائد الفسيخ
(الفسيخ) يعالج الأمراض العصبية !
القاهرة: محمد خليل
أكد الدكتور أنور الأتربي أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة عين شمس أن تناول الفسيخ (الاسماك المملحة) يفيد في علاج مرض الرعشة العصبية المعروف علمياً باسم (الديستوتيا).
وأوضح الدكتور الأتربي أنه تم استخلاص مادة تسمي (البوتيولايثام) من الفسيخ الفاسد أخذت وحقنت بها العضلات المرتجفة فلوحظ اختفاء هذه الرجفات تماماً لمدة طويلة حيث عملت مادة (البوتيولايثام) على إضعاف عملية التوصيل العصبي بين الاعصاب والعضلات المرتجفة ، وأضاف الدكتور الأتربي أن المادة المستخلصة من الفسيخ ثبت علمياً أن ليس لها أي آثار جانبية مؤكداً أن تناول الفسيخ لمرضي الرعشة العصبية مفيد جداً ويعطي نتائج اسرع وأفضل من اي علاجات أخرى .
صحيفة المدينة 24/7/1427
دا غير فوائد الفسيخ الاقتصادية اللى ملهاش حصر
منها أن مدخلات صناعة الفسيخ أسماك العائلة البورية
ودا حجم الانتاج العالمى من اسماك العائلة البورية
واللى مصر بتحتل في انتاجة المكانه الاولى فى العالم وسبب الزيادة الواضحة فى معدل الانتاج العالمى بيرجع للنمو الجامد فى تربية فى مصر
Global production of cultured flathead grey mullet increased from 25 600 tonnes in 1997 to 147 000 tonnes in 2003. Most of the reported increase was a result of the increased production from Egypt, which is the largest producer (92 percent in 2003
مواقع النشر (المفضلة)