+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: إسلام بلا مذاهب

العرض المتطور

  1. #1

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي إسلام بلا مذاهب

    هذا الموضوع عبارة عن حلقات تلخص كتاب كنت قدر قرأته في رمضان قبل الماضي وأعتقد أنه كتاب قيم ورائع جدا "خصوصاً في الوقت الحالي" حيث يتحدث عن نشأه الدين الإسلامي وأوجه تميزه كدين يتعامل مع أوجه الحياه المختلفة ثم يناقش في دقة بداية الإنقسام والتشعب في الفكر الإسلامي وظهور الفرق مناقشة "حيادية "الغرض منها العلم والتبصير وليس الوقوف مع أو ضد أي منها ثم يطرح الكتاب في النهاية فكرة ويحاول الكاتب الإجابة عليها .. هل يمكن أن نجد يوماً "إسلام بلا مذاهب" ..؟؟؟!!!
    والمشاركات القادمه هي طرح لرؤية الكاتب في فصول مستقلة كما كتبتها في رمضان قبل الماضي ، وهناك فصلان أخيران يتحدث فيهم الكاتب عن مذاهب أهل السنة وعن رده علي السؤال " هل يمكن أن يكون هناك اسلام بلا مذاهب " من وجهة نظره سوف اقوم بعرضهم قريبا بإذن الله

    الموضوع الأصلي: إسلام بلا مذاهب // الكاتب: خالد محمد كمون // المصدر: خير بلدنا الزراعي

    كلمات البحث

    راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا


    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  2. #2

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (1)
    المقدمة

    كل عام ونحن بخير
    اليوم هو الأول من رمضان ... نفس المشهد يتكرر أمامي كل عام وأسأل الله أن يديمه علي وعلي أسرتي ما دام في القلب عرق ينبض...
    أشعر أن آذان المغرب في آخر يوم في شعبان هو حد فاصل كأنه يطرق باباً فيفتح لندخل منه جميعاً لحديقة جميلة رائعة .. نتمني ألا نخرج منها أبداً نستقبلها بإبتسامه ونودع أيامها بدمعه حقيقيه في زمان ظننا جميعا أننا أصبحنا بلا مشاعر في عالم ومجتمع لايعترف إلا بالمادة والمقابل المادي....
    يأتي رمضان وكأنما قد حضر ماء الغسل .. نبتهل فيه إلي الله وندعوه جميعا خاشعين متوسلين أن يرحم ضعفنا ويسامحنا علي ما فعلنا طوال عام مضي ويثبتنا أن نقوي علي الطاعة طوال عام آت بإذن الله
    والعجب كل العجب.. فها أنا ذا الذي لا أقوي ولا أصبر علي إنتظار طعام قد تأخر موعده دقائق معدوده ويتطاير الشرر من عيني أجدني أصبر علي الجوع طيلة النهار بقلب هاديء ونفس مطمئنه وأشعر أن الطعام بعد مدفع الإفطار بمثابة الجائزة أو الهدية علي هذا الصبر الجميل.
    والدهشه كل الدهشه.. فهذا الإنسان الذي يجر وراءه حزمة من العاصي طيلة العام كلما غدا أو راح لا يطرف له جفن تجده في رمضان وقد غدا مسلماً حقيقياً يخشي الله حق خشيته ويخاف من كل صغيرة وكبيرة خشية أن يغضب الله عز وجل في هذا الشهر الكريم...
    والحيرة كل الحيرة ... وما يدعونا للتوقف والتأمل ... فلدي كل منا طاقة خير في أعماقه ورغم كل ما يرتكبه الإنسان من آثام وذنوب فإن رمضان يفجر فينا هذه الطاقة ويشعرنا أنه مازل هناك أمل في أن نصلح من أنفسنا ونتوب إلي ربنا الكريم الخبير ، فلماذا لا نحاول أن نقف مع أنفسنا وقفة حقيقية ، وخالق رمضان هو ذاته - سبحانه وتعالي - خالق جميع شهور السنه فما الذي حدث ويحدث كل يوم ... وحالنا جميعا يزداد سوءاً بعد سوء كأننا ننسي أو نتناسي أن هذه بلا شك رسالات وإشارات من الله سبحانه وتعالي لنا جميعا أننا قد بعدنا عن الطريق المستقيم وأنه لابد لنا من وقفة وتدبر ورجعه سواء علي مستوانا كأفراد أو كأسرة ومجتمعات أو كدول إسلامية أرادها الله أن تكون في مقدمة الأمم ، وأرادت هي لنفسها أن تكون قانعة من الركب بالذيل بل وتمني نفسها أن تحافظ علي تلك المكانة المرموقة ..؟؟!!!!!.
    أخذت الصورة والذكريات تتلاحق أمامي وأنا علي مائدة الإفطار لهذا اليوم الأول من الشهر المبارك نفس هذا المشهد - كما قلت - ونفس هذه المائده لم تتغير منذ كنت طفلاً إلا من بعض الأشخاص فقد كانت هناك جدتي - رحمها الله - التي مازلت أذكر ملامحتها وإبتسامتها رغم أنها قد فارقت الحياه وأنا مازلت طفلا صغيراً وقد كانت هناك أختي الكبري الذي تزوجت وأصبح لديها من الأطفال أربعة وما تلبث أن تأتي حتي يتحول البيت إلي خليه نحل تتحرك في كل إتجاه لتتغير جميع النظم والقواعد الراسخة للمنزل التي وضعتها أمي - أطال الله في عمرها - وتحافظ عليها منذ سنين ولكن في هذا اليوم بالذات كل شيء مباح عندما يأتي أولاد أختي خصوصاً بعدما كبرت سلمي إبنتي الكبري وأصبحت تطالب بحقها ونصيبها من العبث واللهو بالقوانين التي تحكم النظام العام وبالطبع طفلتي الصغري منه الله تنظر لهم هي الأخري ولسان حالها يقول ( بس لما أكبر ).
    وهناك أخي الأصغر وقد أكرمه الله وتزوج منذ أيام ليست بالكثيره لتعود المائدة كما كانت متزاحمة بشكل يسعدنا جميعا ويجعلنا فرحين ( باللمه ) الرمضانية وفي وسطنا ضيفنا الدائم الذي لم يفارقنا طيلة هذه السنوات رغم تبدل الأشخاص حوله .. إنه الراديو يجلس بيننا كما لو كان شاهدا علي أحلي أوقاتنا والغريب أن التليفزيون والدش والإنترنت قد إستطاعوا جميعاً أن يأخذوا مكانه ومكانته إلا في هذا الشهر الكريم لايوجد في جميع الأجهزة والإختراعات الإنسانية – بالنسبة لنا علي الأقل - ما يباري الراديو لحظة الإفطار في رمضان وإذاعة البرنامج العام وتلهفنا جميعا كل يوم لسماع فوازير رمضان للإذاعية الكبيرة آمال فهمي وكلنا نتباري لحلها في مرح طفولي ، ورغم أننا لم نحاول مرة واحدة طوال هذه الأعوام أن نشترك في المسابقة أو نرسل حلولها...؟؟!!

    يتبع..
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  3. #3

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    إنتهيت من طعام الإفطار ، وهممت بالذهاب لآداء صلاة التراويح وأنا أتذكر حال المساجد في هذا اليوم من كل عام حيث أجده مكتظاً بالمصلين كعادته في اليوم الأول من رمضان في مشهد مهيب يبعث في النفس الراحة والثقة والهيبه ...الشعور ذاته الذي أشعر به دوما عندما كنت أري بيت الله في الأرض علي هذه الحالة منذ كنت طفلاً صغيراً..
    فكل هذه الجموع مؤمنة بدين واحد .. مثلي
    وكل هؤلاء الناس يعبدون إله واحد .. مثلي
    وكلهم يصلي لقبلة واحدة .. مثلي
    ويدعوا لنبي واحد .. مثلي
    إذن فأنا قوي .. قوي لأنني أنتمي لهؤلاء الناس
    ولا بد أن تكون هذه الأمه
    قوية ولها مكانتها بين الأمم
    قلت هذه الكلمات وأنا في طريقي للمسجد وأخذت أصارع دمعه كادت تفلت من عيني يمنعها كبريائي أن يراني الناس أبكي...فلم أفعلها وأنا صغير فكيف أفعلها وأنا قد أصبحت أباً وسأوضع قريباً في نفس موقف والدي.. فقد كانت هذه الكلمات لطفل صغير كان ممسكاً بفانوس جميل في إحدي يديه واليد الأخري كانت ممسكة بيد والده يمشي به وسط الناس حتي يصلا للمسجد .. رآي ساعتها هذا المنظر وسأل والده عن كل هؤلاء الناس فقال له " دول ناس مسلمين زينا جايين يصلوا...." حتي إذا ما فرغوا من الصلاه إذا بكل هذه الجموع تسلم علي بعضها البعض وتقبل تبارك لبعضها قدوم الشهر الكريم ، ولم يسلم هو – الطفل - من سيل القبلات والمداعبات من أشخاص كثيرين لا يعرفهم ، ولكنه أحس بشيء غريب وإرتبط معه هذا الشعور بالأسرة الكبيرة والعزوة ... برمضان .. وبالإسلام
    وكلما كبر هذا الطفل وجد الصورة تتغير رويدا رويدا حتي تغيرت ملامحها بشكل كبير ... فهذا الجمع الغفير ما يلبث أن يتناقص تدريجياُ حتي يتلاشي تقريباً مع نهاية شهر رمضان المبارك ، وهؤلاء الناس الذين كانوا يتبادلون التهاني داخل المسجد إذا بهم يتبادلون السباب والشتائم خارجه ... وكل هذا الجمع الذي إختصره والده في كلمة واحده " مسلمين " وجد أن كل فرد منهم أصبح جزيرة أو دولة خاصة يحكمها قوانين غريبه لاتعرف الإسلام اللهم الا في شهر رمضان الا مارحم ربي فالخير كان ومازال في أمة محمد إلي يوم الدين.. وإن بدت الشواهد في أعيننا أن هذا الخير قليلاً.
    ولأنه اليوم الأول من رمضان فقد كانت هناك مناسبة جديرة بالمشاهدة في بلدتنا الصغيرة فهو اليوم الأول الذي سوف تصلي فيه التراويح في أكبر مسجد بالبلدة إستغرق بناؤه ثلاثة أعوام كاملة وتم إفتتاحه للصلاه منذ أيام قليلة ولم يكن في بلدتنا الجميلة من حديث للناس خلالها إلا عن هذا المسجد الذي فاق جلاله وإبهاره كل تصوراتهم وعن الملايين الكثيرة التي أنفقها رجل كريم تكفل ببناء هذا المسجد وحده ولكن لحكمة لا يعلمها إلا المولي سبحانه وتعالي فقد وافته المنية قبل إفتتاحه كأن لسان الحال يقول أن هذا الرجل قد بني لله مسجداً في الأرض فأبدله الله به روضة في الجنة .
    العجيب أن لحظات الإنبها ر قد مرت سريعا وعاد الناس لحالهم في الإختلاف والفرقة والإنقسام فهذا يقول أنه كان من الأولي بكل هذه الأموال بناء مستشفي عظيم لعلاج مرضي المسلمين وآخر يتمني لو أن هذه الأموال قد وظفت لتشغيل مئات من شباب المسلمين لا مصدر ولا مأوي لهم ، وثالث قد أغراه الموقف ونصب نفسه مهندسا وفيلسوفاً وجمع الناس حوله ليشرح لهم كيف أنه لو أن الأمر كان بيده لجعل هذا المكان الكبير مشروعاً إستثمارياً خيرياً ضخماً فبناه ثلاثة طوابق يقع الدورالأول منها محلات وبازارات لبيع وشراء كل ماهو إسلامي وفي الدور الثالث مستوصف كبير لعلاج مرضي المسلمين يتم الإنفاق عليه من ريع البازارات والمسجد في الدور الثاني يذكر إسم الله فيه قياماً وقعوداً.
    وبالطبع تجد في الناس من ينظر للمسجد نظرة غبطة يتمني لو أن الله قد أعطاه من المال ليفعل مثلما فعل صاحبه ومنهم من ينظر له والحقد والحسد يتطاير شررهما من عينيه ولسان حاله يقول إذا كان هذا الرجل قد أنفق علي المسجد كل هذه الملايين فما بالي بما معه من أموال مع أن الرجل قد أسلمه روحة لبارئها ولم يعد يربطه بالدنيا إلا , ولد صالح أو صدقة جارية أوعلم ينتفع به..
    دخلت المسجد لأجده أروع مما كنت أتصور بمراحل .. تحفة معمارية بكل المقاييس جدارنه وسقفه اللذان زينا بالنقوش الراقية وقبته السماوية التي تجبرك علي أن ترفع رأسك لأعلي لتري جمال وإبداع لا تملك إلا أن تقول أمامه .. الله
    نظرت للأمام عند المنبر وجدت شيخاً جليلا يجلس بجواره ليلقي - كعادتنا في رمضان – درساً قصيراً بين صلاتي المغرب والعشاء والناس ملتفه حوله في هدوء وإنصات تستمع لحديثه العذب .
    جلست وسط الناس أستمع للخطبة ، وجدته يدعوا والدموع تملأ عينيه أن يلم الله شمل المسلمين ويوحد صفوفهم يذكرنا بما حدث في الأندلس وما حدث في البوسنه وفلسطين وبورما والصومال والعراق ... والقائمة لم ولن تنتهي
    وأخذ الرجل الجليل يذكرالناس .. ويذكرني معهم أن هذا الدين وهذه الأمه كانت ذات شأن في يوم من أيام عندما كانت كلمتهم واحدة فإستعصي علي عدوهم أن يسبر غورهم أو أن ينال منهم ولم يهن أمر هذه الأمة إلا بعد أن تفرقت كلمتها وإنقسمت علي نفسها وصارت أحزاباً وشيعاً وتقطعوا أمرهم بينهم زمراً كل حزب بما لديهم فرحون ، فإنفرط العقد وهانت علي نفسها وهانت علي الناس.
    وأخذ الرجل الجليل يدعوا ويدعوا .. ويسأل الله أن يزيح هذه الغمه وأن يمكن لدينه في الأرض ويفتح له قلوب الناس.
    قمنا إلي صلاتنا وكل كلمة قالها تشغل بالي وتدور بعقلي... ما الذي حدث لهذه الأمه بحق ... إذا كانت حقاً أمة لها تاريخ عظيم فلماذا هذا الحاضر المقيت الذليل.. ولماذا أصبحت دماء المسلمين وحرماتهم هي التي تنتهك في كل مكان تذكرت ساعتها قول الرسول صلي الله عليه وسلم توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتهم ، قالوا: أمن قلة يومئذ يارسول الله ؟ قال: لا ، بل كثره ولكن غثاء كغثاء السيل ، ينزع الله من قلب عدوكم المهابة منكم ، ويلقي في قلوبكم الوهن ، قالوا : ما الوهن يارسول الله ؟ قال : " الوهن: حب الدنيا وكراهية الموات . صدقت يارسول الله
    نويت الصلاة وإستعذت بالله من الشيطان الرجيم ألا يشغلني شاغل أيا ما كان عن الخشوع في الصلاه والعيش في هذه الروحانيات الجميلة التي أنتظرها كل عام إنتظار العشاق وكان الإمام هو نفسه الشيخ الجليل الذي كان يخطب فينا منذ دقائق وزادنا جميعاً صوته الجميل القوي خشوعاً فوق خشوع حتي قرأ قول الله سبحانه وتعالي " وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألف بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ...."


    يتبع..
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  4. #4

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (2)
    ماهية الإسلام

    هذا هو عنوان القسم الأول من أقسام الكتاب الستة ، التي يشمل كل قسم منها علي مذهب أو أكثر يناقش فيه الكاتب كل مذهب علي حده من حيث النشأة والأفكار وما له من سماحة وماعليه من غلو وتعصب
    وربما يبدو للوهلة الأولي أن هذا القسم ( الأول ) يناقش موضوعات وقضايا ليست ذات صلة بموضوع الكتاب الأصلي وأقصد بذلك المذاهب في الإسلام فما علاقة التكافل الإجتماعي وسماحة الإسلام وكذلك موقف الإسلام من الرق ومكانة المرأة في الإسلام أوالزواج بأكثر من واحدة - وهي مواضيع كثيرا ما أثيرت وتم مناقشتها في أكثر من كتاب حتي يمكن القول أنها أخذت حقها من البحث والمداولة – بموضوع الكتاب الشائك.
    والحقيقة أنني بعدما بدأت أتجول في صفحات هذا القسم أدركت مقصد الكاتب وكم هو ضروري وجوده بين دفتي الكتاب ويمكن أن نطلق عليه " لماذا الإسلام ..."
    فلقد إستغل الغرب هذا التفرق وهذا الإختلاف بين المسلمين في محاولة النيل منه والبحث عن نقاط ضعف في عقيدته ليشككوا في سماحة هذا الدين ونبل مقصده ثم يدللون علي ذلك بما فيه المسلمين من فرقة وتمزق .
    ووجود هذا القسم في صدارة الكتاب له أثر أكثر من رائع في النفس كأن لسان حال الكاتب يقول هذا هو الإسلام الحنيف عندما كان بغير مذاهب وقبل أن تحدث الفرقة وهذا هو المجتمع الذي يرتضيه الإسلام لأهله إذا إلتفوا جميعاً حول كلمة التوحيد ونحوا خلافاتهم جانباً ....... فهل من مجيب..؟؟!!!

    الإسلام دين الفطرة

    كيف إستطاع هذا الدين أن ينتشر ويصل بسمو فكرة وقوة عقيدته إلي قلوب الناس وكيف أن من إعتنق هذا الدين الحنيف لا يرتضي عنه بديلا ، ويذكرنا الكاتب هنا بالجزائر وما حدث فيها طوال 130 عاماً من الإحتلال وحملات التبشير وكيف أن هذه الحملات التبشيرية المتتالية لم تستطع أن تخرج إلا مسلم واحد عن دينه طوال كل هذه السنوات ، وكيف أن هذا الدين العظيم إستطاع أن ينشر الحضارة أينما ذهب حتي أنه صنع حضارة للعرب من أعظم الحضارات في تاريخ الإنسانية علماً وفكراً .. أمة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر

    وجود الإله الواحد وخلق الكون

    أساس العقيدة في الإسلام هو الإيمان بالله الخالق الواحد الأحد ومن غير المنطقي أبدا أن يكون كل هذا الكون قد وجد عن طريق المصادفة
    ويستشهد الكاتب بآيات القرآن الكريم ثم بالفيلسوف الكبير ديكارت وفكرته في إثبات وجود الخالق حيث تتلخص فكرة ديكارت " أن كلا من المؤمن والكافر والشاك يقيم إيمانه أوكفره أوشكه علي أي رأي صادر من عقله وفكره ، ومادامت أفكر أنا إذن موجود وإذا كنت موجود فإما أن أكون قد أوجدت نفسي أو أوجدني غيري ، فإذا كنت أنا الذي أوجدت نفسي فإن في عيوباً ونقائص لابد من تلافيها كي أصل إلي الكمال ، ولكن برغم شوقي للكمال فإني لا أستطيع تحقيقة، ومادمت لاأستطيع تحقيقه فأنا عاجز عن تحقيق الكمال لنفسي فأنا من باب أولي أشد عجزاً عن خلق نفسي ، وإذن فقد خلقني غيري ، وهذا الغير لا بد أن يكون أكمل مني لأن الناقص لا يخلق ما هو أكمل منه ، ولايمكن أيضاً أن يكون مماثلاً لي ، فلم يتبقي إذا إلا المطلق وهو الواحد الخالق الأحد ".

    سماحة الشريعة الإسلامية

    لم يأتي الإسلام لينكر الأديان السابقة له بل جعل الإيمان بها جزءاً لا يتجزء من عقيدة المسلم "... آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله..."
    وإتخذ الإسلام أسلوب الدعوة له بالحكمة والموعظة الحسنه "... لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.."
    وقد إستطاع الإسلام أن يبني مجتمعاً جديداً مبني علي أساس هذا التسامح وحرية العقيدة وشريعته الغراء التي إشتملت علي المعاملات وربط علاقات الناس بعضهم ببعض وما فيها من تنظيم دقيق لحركة المجتمع نذكر منها علي سبيل المثال
    نظام التوريث في الإسلام .. وكيف جاء الإسلام فقسم التركة تقسيما عادلا يراعي دور الرجل والمرأة في الأسرة وكذلك درجة القرابة بعدما كانت التركة تذهب للإبن الأكبر فقط ( وسوف يجيء الحديث عن حكمة أن للذكر مثل حظ الإنثيين لاحقاً ) ، وكذلك نظام المحارم في الزواج .. وما حددته الآية 23 من سورة النساء وكيف إرتقي بالعلاقات الإجتماعيه وإيتعد بها عن الإنحطاط والبهيمية ، وكذلك بر الوالدين وإكرامهما وحسن معاملتهما حتي وإن جاهداك علي أن تشرك بالله.

    مرونة الإسلام

    لا إفراط ولا تفريط فلله ملكه وعظمته وللعقل الإنساني تقديره ومكانته ، ولم يدعوا الإسلام يوماً إلي الجمود والتخلف عن الركب بدليل قوله "صلعم" في الحديث الصحيح
    " لكل شيء دعامة ، ودعامة المؤمن عقله ، فبقدر عقله تكون عبادته ، أما سمعتم قول الفجار في النار: لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في أصحاب السعير
    وكان الرسول " صلعم " يحض علي طلب العلم ولو في الصين ومعني ذلك أن المقصود بالعلم هنا ليس العلم الشرعي فقط ، وإنما العلوم الدنيوية بمفهومها العام ، وتاريخ الإسلام ملئ بالنمازج المشرفه للعلماء كالفارابي وابن سينا وابن رشد وكذلك كان الإسلام يحتضن العلماء من كل دين وملة مثل إبن ماسوية الذي وكله الرشيد ديوان الترجمة .

    التكافل الإجتماعي

    عمل الإسلام علي تضييق الهوية بين الطبقات الإجتماعية فلا يموت الفقير جوعاً ولا يهلك الغني تخمة فشرع نظاماً للضرائب كما شرع الزكاة وحبب في الصدقات وجعلها تكفيراً للخطايا حتي يجد الفقير من يكفله وكلنا لا ننسي كلمة عمر للفقير الزمي الذي كان يتسول في الطريق " ما أنصفناك إذ أخذنا منك الجزية وأنت شاب وتركناك تتسول وأنت شيخ " وفي هذا أبلغ الحديث عندما نتحدث عن التكافل في المجتمع الإسلامي حتي مع غير المسلمين ..

    الشوري في الإسلام

    لعل الإسلام هو الدين الوحيد الذي دعا إلي الشوري في الحكم ، سبق بذلك مدعي الديموقراطية ، وكيف يمكن للتاريخ أن ينسي كلمة أبي بكر الشهيرة يوم توليه حكم المسلمين بعد رسول الله " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم" ، وقوله "إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن إستقمت فتابعوني وإن زغت فقوموني"
    وهل يمكن أن ينسي التاريخ أيضاً عمر بن الخطاب وهو يقول للناس وهو أمير المؤمنين " أيها الناس إذا رأيتم في إعوجاجاً فقوموني " فيرد أحدهم والله لو رأينا فيك إعوجاجاً لقومناك بسيوفنا" فيقول عمر الحمد لله الذي جعل في أمه محمد من يقوم أمير المؤمنين بسيفه"
    وهل بعد هذا ديموقراطية ..؟؟!!
    ولأمانة الكاتب العلمية يعترف أن ماتلي حكم الخلفاء الراشدين من حكم وراثي لا يتفق مع الإسلام في نصه ولا في روحه ...

    المساواة في الإسلام

    وضع الإسلام دستوراً عظيماً وأساساً للعداله في المجتمع بقوله تعالي "... إن أكرمكم عند الله أتقاكم .."
    وقوله ( صلعم ) : " الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي ، وقوله ( صلعم ) " وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"
    وهذا القانون لايطبق علي المسلمين فيما بينهم فقط ولكنه أيضاً يطبق علي غير المسلمين الذين يعيشون في ديار الإسلام لقوله تعالي "... لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.... "
    وها هو ذا عمربن الخطاب يقول لعمرو بن العاص " متي إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" عندما جاء له قبطي مصري يشكي له أن إبن عمرو بن العاص إعتدي عليه وضربه بالسوط وقال له ..أنا إبن الأكرمين فأمسكه عمراً سوطا لديه وقال له إضرب إبن الأكرمين
    ويقارن الكاتب بين هذا الموقف وبين موقف الحضارة اليونانية ممثلة في معلمها أرسطو في كتابه الأخلاق وهو يضع مبدأ التفريق الإجتماعي والتمييز الطبقي كأساس للمعاملة وتوزيع الرتب والألقاب والأموال في المجتمع ..؟؟!!
    وفي العصر الحديث الغرب الذي يتغني بالمساواة .. نري ماحدث للهنود الحمر في أمريكا وما فعله الإنجليز في السكان الأصليين لأستراليا ونيوزلندا من إباده جماعية والأمثلة هنا كثيرة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ، وكفي بالإسلام فخراً أن بلال بن رباح الحبشي الأسود كان خيراً من كثير من سادة العرب

    القوة الرحيمة في الإسلام

    جاء الإسلام دينا وسطاً بين اليهودية التي تميل إلي القوة والعنف وبين المسيحية التي تميل للرحمة والسلام حيث وضع كلا منهما في موضعه
    فالإسلام في الأساس دين رحمة ومودة "... فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القول لإنفضوا من حولك...." ولكن إذا ما تعلق الأمر بما يمس الدين والعقيدة نجد قوله تعالي ".. محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم.."
    ولا يرضي الإسلام أبداً للمسلم أن يعيش ذليلا ضعيفاً .. فإذا ماضاقت عليه الأرض فليهاجر وأرض الله واسعة حتي يستطيع أن يسترد حقه .
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  5. #5

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (3)

    ت: ماهية الإسلام

    الإسلام والرق

    يناقش الكاتب الإفتراءات التي يدعيها أعداء الإسلام عن كونه دين يبيح الرق والعبودية ، وقد تناول الكاتب هذا الموضوع بشكل موضوعي رائع فيبدي دهشته في البداية من الذين يكيلون للإسلام هذه الإفتراءات ويلقي نظره علي ماضيهم وحاضرهم الأسود في قضايا حقوق الإنسان رغم ما سنوا وشرعوا من قوانين في هذا الشأن ملئوا بها العالم ضجيجاً
    ثم يتطرق الكاتب لموقف الشرائع السماوية السابقة للإسلام فلم تحرمه اليهودية فهي تبيع الرق في عنف وقسوة بل وتعتبر ماعدا اليهود هم أممين مسخرين لخدمتهم ، وكذلك المسيحية ( فقد ذهب الرسول بطرس في وصية له إلي أن الرق كفارة من ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوه من غضب السيد الأعظم )
    كما يذكر موقف الحضارة اليونانية التي شرعت الرق وعملت له نظماً وليس أدل علي ذلك من قول أرسطو صاحب كتاب الأخلاق " أن هناك فريقاً من الناس خلقوا ليكونوا عبيداً "
    ثم يأتي للحديث عن موقف الإسلام من الرق فالإسلام لم يشرعه ولم يحث عليه بل علي العكس جاء في بيئة إستشرت فيها الرق والعبودية فقاومه وهذبه وكان هناك أنواع عديده من الرق حرمها الإسلام جميعا وأبقي منها علي نوع واحد فقط وهو أسري الحروب المتعارف عليها حتي الآن بين جميع الدول بل إن الإسلام حددها بشروط كثيرة كأن تكون حرباً شرعية أعلنها خليفة المسلمين وجعل للخليفة حق اطلاق سراح الأسري مقابل فدية أو جزية أو عمل .. أوبلا مقابل علي الإطلاق
    الأهم من ذلك أن الإسلام إعتبر ولد الأمة حراً أي أن الإسلام قد أقر الرق بصورة تؤدي هي نفسها للقضاء عليه تدريجياً وكيف ننسي قول رسول الله ( صلعم ) " لقد أوصاني أخي جبريل بالرفق بالرقيق حتي ظننت أن الناس لاتستعبد ولا تستخدم " وقول عمربن الخطاب لعمرو بن العاص " متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً " ، بل إن الإسلام أمر بحسن معاملتهم حتي يتمكنوا من الحصول علي حريتهم .. ويكفي موقف عمر بن الخطاب للرد علي أي قول في هذا الموضوع فعندما دخل بيت المقدس كان يتبادل مع غلامه ركوب ناقته حتي إذا ماوصل بيت المقدس كان الدور في الركوب علي الغلام فدخل عمر بن الخطاب بين المقدس فاتحاً يمشي علي قدميه وغلامه يركب ناقته....؟؟؟!!!!
    الإسلام أعطي للعبد حقه في الحياه الإنسانية فقد كانوا من قبل لايتزوجون بل يعيشون كالبهائم فأعطي الإسلام الحق للعبد والأمه أن يتزوجا بل وأعطي الحق للأمه أن تتزوج من حربل وإذا أنجبت من سيدها وجب علية أن يعترف ببنوته وتصبح هي من الأحرار
    كل هذا بخلاف أن الإسلام حبب في العتق وجعله تطهيراً للذنوب كما أباح للعبد يتاجر ويبيع ويشتري حتي إذا ما إمتلك من المال مايكفي اتري نفسه من سيده وأصبح حراً
    هذا هو الإسلام وموقفه من الرق والعبودية .. لم يحث عليه ولم يؤيده وإتخذ كل فرصه ومناسبه لإكرامهم ووقف بجانب حقوقهم كبشر حتي يستردوا حريتهم كاملة.
    نظرة أخيرة لهذا الموضوع : ما بالنا لو جاء الإسلام فأمر بمنع الرق تماماً في مجتمع كمجتمع الجاهلية ربما كان رد الفعل سلبياً ولحدثت فوضي في المجتمع نتيجة هذا التغير الكبير والسريع والمفاجيء ولكنه بهذه الطريقة قد حفظ للمجتمع كيانه وحبب في العتق وأعطي للنفس البشرية عزتها وكرامتها تماماً كأسلوب الإسلام في تحريم الخمر جعله علي مراحل حتي تتحقق الغاية التي يرجوها.

    الإسلام والمرأة

    الزواج بأكثر من واحدة

    حاول أعداء الإسلام أن يجعلوا من هذا الموضوع ثغرة ينفذون منها إلي تجريح هذا الدين والتهجم عليه ، والتعدد ليس تهمة يتهم بها فالإسلام لم يفرض التعدد بل اباحه وفي ذلك فرق كبيربينهما
    ولو نظرنا إلي الشرائع السابقة للإسلام لوجدنا أنه لم يكن هناك تحديد أصلاً لعدد الزوجات فقد كان لداوود ولسليمان عليهما السلام عدد من الزوجات يربو علي المائة وكذلك فقد عرف التعدد منذ أيام إبراهيم الخليل ومن أتي معده من الأنبياء والرسل حتي أن التعدد كان معمولا به في الشريعة المسيحية حتي القرن السابع عشر فقد اباحه مارتن لوثر زعيم البروتستانت بحجة أنه لم يرد نص واحد في المسيحية يحرمه
    وبذلك نجد أن الإسلام هو الشريعة الأولي التي حددت عدد الزوجات وكان ذلك لحكمة ولفلسفة إجتماعية تستدعيها الظروف أحياناً كثيرة
    فأيهما أكرم للمرأة المريضة التي يحتاج زوجها وأولاده رعاية إمرأة أو العاقر التي يرغب زوجها في البنين هل يتزوج زوجها بغيرها وتظل هي عزيزة في بيتها أم يتركها في الطريق العام
    كذلك الحروب وما بعدها من نقص في عدد الرجال – كما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية عندما قامت النساء بمظاهرات يطالبن فيها بتعدد الزوجات بعدما قل عدد الرجال نتيجة الحرب - فهل من الأسلم للمجتمع أن تكون المرأة زوجة ثانية أم تكون عشيقة ، وفي نفس الوقت فالإسلام لم يفرض التعدد فرضاً فكما في الآية الكريمة
    "... وإن خفتم إلا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلات ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة...."
    وكذلك الآية الكريمة
    "...ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة.."
    وذلك معناه أن الإسلام يستحسن الزواج بواحدة خشية الجور والظلم ولكنه في الوقت ذاته لايمنع التعدد حفاظاً عن المجتمع من المشاكل السابقة أو غيرها من المشاكل .
    الأهم من ذلك أن الإسلام أعطي للمرأة مطلق الحرية في أن توافق علي زواج زوجها بغيرها أو أن تنفصل عنه كما أعطي للمرأة الحق أن ترفض أن تكون زوجة لرجل متزوج ولكن في نفس الوقت فليس من حقها أن تعترض علي زميلة لها كانت ظروفها تسمح بذلك
    أي أن القصد من تشريع التعدد في الإسلام هوتكريم المرأة والحيلولة بينها وبين الإنحراف إذا قل عدد الرجال وكذلك أعطي لها مطلق الإختيار عند الزواج


    غدا بإذن الله: الجزء الأخير من مدخل القسم الأول "ماهية الإسلام" عن مكانة المرأة في الإسلام وهل إنتشر الإسلام بحد السيف
    والله الموفق
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

  6. #6

    • خالد محمد كمون غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي

    (4)

    ت : ماهية الإسلام

    مكانة المرأة في الإسلام

    من الغريب حقاً أن يحاول بعض أعداء الإسلام أن يتخذ من مكانه المرأه في ظل ذلك الدين ذريعه للهجوم والتطاول عليه .. والمرأة لم تنل علي مدار التاريخ المكانه التي أقرها لها الإسلام تلك المكانه والمنزله التي وضعتها في المكان اللائق بها كمخلوق كريم يشكل نصف المجتمع ويحتل فيه مكانه الأم والأخت والزوجة والإبنه والعمة والخاله
    وإذا نظرنا لمكانة المرأة قبل الإسلام في الحضارات المختلفه نجد أنها كانت ينظر إليها نظرات دونية فقد كانت عند اليونانيين مسلوبة الحرية معدومة المكانة حتي أن أرسطو كان يعيب علي أهل أسبرطة أنهم كانوا يتساهلون مع نسائهن ويعطونهن بعض الحقوق التي تفوق أقدارهن..؟!!
    وكانت المرأة عند أهل أثينا تباع وتشتري كالأثاث والعقار ، وفي المجتمع الروماني فقد كانوا يقولون عن المرأة " إن قيدها لا ينزع ونيرها لا يخلع" حتي وصل بها الحال إلي إعتراف الدولة رسمياً بحق الرجل في إتخاذ العشيقات الكثيرات
    وفي الهند لم يكن لها الحق في أن تعيش بعد وفاة زوجها وكانت تحرق يوم موته حية مع جثته ..؟؟!! ، وكانت المرأة في الحضارة البابلية تحسب حساب الماشية المملوكة
    وفي المجتمع الفارسي كانت المرأة تباع وتشتري وكان يباح فيه الزواج من الأم والأخت والعمات والخالات
    أما في الشرائع السماوية ففي الشريعة اليهودية لم يكن للمرأة حق في ميراث والدها إذا لم يكن له إبناء ذكور، وحتي في هذه الحالة لايحق لها الزواج بسبط آخر حتي لا ينتقل الميراث لأسرة غريبة وكان الزواج في اليهودية بغير تحديد يتزوج الرجل ماشاء له من النساء حتي بعد مجيء موسي عليه السلام ، وبعد ذلك اختلف الحاخامات فالقراءون أطلقوه بغير حدود أما الربانيون فقد حددوه.
    وبالنسبة للديانة المسيحية فقد باءت المرأة بلعنة الخطيئة حتي أن بعض اللاهوتيين في القرن الخامس الميلادي إنشغلوا بالبحث في جبلة المرأة وهل هي جثمان بحت أم هي جسد ذو روح يناط به الخلاص والهلاك ، وغلب علي آرائهم أنها خالية من الروح الناجية ، وليس هناك استثناء لذلك بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا السيدة مريم العذراء أم المسيح عليه السلام
    وبالنسبة العرب قبل الإسلام فقد كان ينظرللمرأة نظرة أقل ماتوصف بأنها نظرة إمتهان وإحتقار ، فكانوا يئدون البنات لأنهم يعتبرونها عاراً قد حل بهم كما أنه في بعض القبائل العربية كانت النساء تورث للإبن مع التركة ولم يكن للمرأة أي حق في أن ترث من مال أبيها ( وذلك خشية أن ينتقل ما أبيها إلي أسرة أخري ربما تكون معادية لأسرتها..؟؟!!) ، وفي ذلك كان عمربن الخطاب يقول " والله إنا كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتي أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم لهن ما قسم"
    بل إن بعض الصحابه – وهم قليل لحسن الحظ – لم يستطع أن يخلع عن نفسه بسهولة كراهية الإبنه الأنثي ، ولعل الحوار المشهور بين عمرو بن العاص ومعاية بن أبي سفيان يترجم عن ذلك فقد دخل عمرو بن العاص علي معاوية وبين يديه طفلته عائشة فقال: من هذه فأجابه معاوية : هذه تفاحة القلب ، فقال عمرو : انبذها عندك فوالله إنهم ليلدن الأعداء ويقربن البعداء ، ويورثن الضغائن . فقال معاوية – وكان معروفاً بالعقل والهدوء – لاتقل ذلك ياعمرو ، فوالله ما مرض المرضي ولا ندب الموتي ولا أعان علي الأحزان مثلهن ورب ابن أخت قد نفع خاله"

    هذا هو حال المرأة قبل الإسلام فكيف كرمها الإسلام..

    يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم "
    وقال " أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم خلقاً ، وخياركم خيياركم لنسائهم "
    هذه هي نظرة الإسلام للمرأة وهذا كلام نبي ورسول هذه الأمه يحث فيها علي أكرام المرأة وتوقيرها وقرنها والرجل جنباً إلي جنب في كل مجالات الخير "..من عمل صالحاً من ذكر أو أنثي .." ، وقد أعطي الإسلام للمرأة حقوقها الإنسانية المسلوبة في كل الثقافات والشرائع التي سبقته – كما رأينا –
    فأعطي لها الحق في الميراث وجعل لها نصف ما للذكر ليس تقليلاً من شأنها وإنما مراعاة لدور كل فرد في المجتمع فأخيها مسئول منه الإنفاق علي أسرته فأكنها أعطت نصف مالها لزوجة أخيها وفي نفس الوقت فإن زوجها سيتمتع بنفس الميزة أي أن أخت زوجها ستترك نصف مالها لها ومع هذا كله فإن هذا النصف خاص بها لاتنفق منه علي بيتها وأسرتها.
    كما أعطي للمرأة حق الصداق لها خالصاً دون أهلها كما كان يفعل في الجاهلية ، وحتي عند الطلاق فأمر الإسلام بإكرامها وحسن معاملتها.. ".. فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه..."
    وأعطي الإسلام للمرأة الحق في إختيار زوجها وكذلك فإن لها جميع الحقوق المدنية المتصلة بأملاكها ، وكما قال العقاد فإن أعظم الحقوق الشرعية التي إكتسبتها المرأة في الإسلام أنه رفع عنها لعنة الخطيئة الأبدية ووصمة الجسد المرذول
    هكذا نظر الإسلام للمرأة وهذا إحترمها وأعطي لها حقوقها .. وللأسف فإن ما يحدث الآن للمرأة في بعض بلاد المسلمين من سوء معامة ورجعية للجاهلية أو تقدمية منفلته الإسلام منها براء .. براء .. براء

    الإسلام والسيف

    هل إنتشر الإسلام بحد السيف..؟؟!!
    ربما سمعنا هذا السؤال مرات ومرات ، يتردد علي ألسنه المستشرقين ، ويتخذون من عصر الفتوحات الإسلامية دليلاً علي أن الإسلام إنتشر بقوة السيف وليس بقوة العقيدة..
    ومن يقرأ تاريخ الإسلام يجد أن هذا القول عاري تماماً من الصحة فدستورالإسلام في نشر دعوته كان "... لا إكراه في الدين .. وأيضاً قوله تعالي ".. إدعوا إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ..".
    والغزوات التي كانت في صدر الإسلام لم تكن إلا حروب دفاعية أووقائية دفاعاً من المسلمين عن دينهم وعقيدتهم الجديده ، كما أن الفتوحات الإسلامية لم تكن في واقعها لتحويل غير المسلمين إلي مسلمين ، وإنما كانت لتوسيع نطاق السيادة والدولة الإسلامية ونشر دعوة الله في الأرض ، فلم يجبر المسلمون أحداً أبداً علي دخول الإسلام وليس أدل علي طبيعة هذه الحروب والفتوحات من قول السير توماس أرنولد في وصف حال قبط مصر بعد الفتح الإسلامي ".... وقد جلب الفتح الإسلامي إلي هؤلاء القبط حياة تقوم علي الحرية الدينية التي لم ينعموا بها قبل الفتح بقرن من الزمان ، وقد تركهم عمرو بن العاص أحراراً علي أن يدفعوا الجزية ، وكفل لهم الحرية في إقامة شعائرهم ، وخلصهم بذلك من هذا التدخل المستمر الذي كانوا يئنون من عبئه الثقيل في ظل الحكم الروماني ، ولم يضع عمرو يده علي شيء من ممتلكات الكنائس ولم يرتكب عملاً من أعمال السلب والنهب ، ويظهر أن حالة القبط في الأيام الأولي من حكم المسلمين كانت معتدلة ، وليس هنالك شاهد من الشواهد يدل علي أن إرتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام علي نطاق واسع كان راجعاً إلي إضطهاد أو ضعط يقوم علي عدم التسامح من جانب حكامهم المسلمين..."
    هكذا كان الإسلام يعامل أهل الأمصار التي يفتحها والأمثلة في ذلك كثيرة ، والأكثر من ذلك أن الإسلام كان يكرم المسيحين واليهود فيضعهم في مناصب الدوله الهامة والحساسة كالوزراء والحجاب
    ولم يحدث أن دخل الإسلام أحداً بالقوه حتي أن هناك حوادث فردية من بعض المتعصبين لإجبارغير المسلمين علي دخول الإسلام بالقوة قد قوبلت بالتصدي لها وبحزم من الحكام المسلمين أنفسهم
    والذين يزعمون أن الإسلام قد إنتشر بحد السيف نسوا أن السلاجقة والمغول جاوءا لديار الإسلام ليحاربوه وإنتصروا بالفعل علي المسلمين وسفكوا دمائهم وفعلوا بهم الفظائع ثم بعد ذلك إعتنقوا الدين الإسلامي طائعين وهم المنتصرون الظافرون فكيف يكون الإسلام إذا قد إنتشر بحد السيف ، وعدد المسلمين في البلاد المفتوحة في نهاية القرن الهجري الأول وبعد مائه عام كاملة من الدعوة - كما قال المؤرخون – لم يزيد عن الثلث وكان بأيدي المسلمين ألا يجعلوا فيها فرداً واحداً لا يدين بغير الإسلام ، ولكن ليس هكذا ينتشر دين محمد ، وإنما إنتشر بقوة عقيدته وإقتناع الأنام بتلك العقيدة التي آمن بها الملايين في جنوب آسيا وإفريقا الوسطي وروسيا وبولندا وليتوانيا دون أن تصلها سيوف المسلمين ولكن وصلتها سماحة الإسلام وأخلاق أهله عن طريق التجار والدعاه.

    هذه كانت لمحة عن دين الإسلام عندما كان علي قلب رجل واحد فأين نحن من هذا الآن ..
    وأرقص للقرد في دولته.. وقل رحمة الله علي مامضي

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك