دخل الأب إلى الطبيب ومعه ابنه الشاب وشكا بمرارة من تغير حاله وكثرة نومه وقلة نشاطه وزيادة عنفه وخروجه من المنزل وشك الأب أن ابنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم أو أحد الأمراض النفسية المنتشرة بازدياد، وبعد جلسات مع الطبيب تبين أن الابن قد سقط ضحية لإدمان المخدرات وكما كان الطبيب حكيما كان الأب رحيما وتعاونت الأسرة فعاد الابن بعد عدة أشهر إلى جادة الطريق ولكن للأسف هناك الآلاف لم يعودوا بعد.... فماذا نفعل؟.
تبدأ معظم مشكلات انحراف الشباب في الفترة الحرجة التي تسمى مرحلة المراهقة وستكون الحياة أكثر هدوءاً وسعادة للأسرة فيما لو كان الوالدان يتفهمان التغييرات الفسيولوجية والنفسية الطبيعية التي تحصل للابن والبنت في هذه المرحلة فيساعدانهما على الاستقلالية وتكوين الصداقات الجيدة بدلاً من الحزن والتشكي أو الوقوف بعنف أمام هذه التغييرات.
إن إيجاد جو محبب يشعر فيه المراهق بالاحتواء والعطف والحماية ضرورة ملحة لكسبه وتوجيهه وكما قيل لاعبه سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً وهذا وقت الصحبة لا وقت التأنيب ولا التأديب.
إن تقدير مشاعره ومصاحبته كرجل ناضج لا كطفل قاصر وعدم التدخل في شؤونه الخاصة يبني الجسر الذي يجتاز به هذه المرحلة الصعبة.
كما أن إعطاءه بعض المسؤوليات واستيعاب طاقته ونشاطه بالعمل والرياضة وطلب العلم يحميه من الفراغ كذلك إعطاؤه مجالاً من الحرية والحزم في ألا تتجاوز هذه الحرية إلى أذية الآخرين أو إيذاء نفسه يحميه من الانحراف والإجرام بإذن الله.
وأهم من ذلك كله أن يجد من الأب أو الأم من ينصت له باحترام وصبر فإن لم تفعل فسيجد من ينصت له ويوجهه من أصدقائه.
فلماذا لا نعطي أبناءنا المزيد من الوقت فمشاغل الحياة لا تنتهي... وأذهب وأسأل أهل القبور هل انتهوا من أشغالهم وسيجيبونك بصوت واحد: كلا فلنخرج معهم سوياً للرياضة والقراءة والإجازات قبل أن تغرق السفينة والعياذ بالله.
ولا شك أن الأسرة هي المسؤول الأول ولكن هناك مسؤوليات كبيرة تقع أيضاً على الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إيجاد متنفسات للأعداد المتزايدة من الشباب والمراهقين تستوعب طاقاتهم وميولهم وأنشطة قريبة من أحيائهم وقراهم ففي كل الدول المتقدمة يوجد ناد في الحي به مسرح ومكتبة وملاعب ومسبح فلماذا لا نلزم أصحاب المخططات باعتباره جزءاً من المكونات الرئيسة كرئة يتنفس فيها الجميع الرياضة والمشي وقضاء أوقات الفراغ خاصة في مثل هذه الإجازات المملة.
فإن لم نقدر فلنلحق بكل مسجد أو مدرسة نادياً يشرف عليه الموثوقون من أهل الخير والرئاسة العامة لرعاية الشباب وأهل اليسر من أصحاب الأيدي البيضاء في دعم مجتمعاتهم وإنقاذ أبنائنا من الضياع فهذا الشاب المدمن للمخدرات ضحية لتهاوننا كأسرة أولاً ثم كمجتمع في عدم إعطائه حقه من الاهتمام والعناية فقد وجد في كثير من الدراسات أن ضحايا الانحراف كانوا نتيجة تربية متسلطة قاسية أو بسبب صحبة سيئة مع عدم وجود أو تخاذل الرقابة الأسرية أو بسبب المرور بخبرات مريرة وصدمات عاطفية عنيفة في الحياة وقبل ذلك كله في وجود صلة ضعيفة بالدين والإيمان بالله.
ومادام الشخص قد أصبح ضحية فلنكن جميعاً يداً حانية تنتشله برفق وصبر ومتابعة إلى أن يمن الله عليه بالشفاء......

المصدر ..جريدة الوطن

الموضوع الأصلي: انحراف المراهقين يبدأ من الاسره // الكاتب: رباب // المصدر: خير بلدنا الزراعي

كلمات البحث

راعي عام زراعه عامة .انتاج حيواني .صور زراعية .الصور الزراعية .هندسة زراعية.ارانب. ارنب.الارنب.خضر.خضار.خضر مكشوفة.محصول.محاصيل.المحاصيل.ابحاث زراعية.بحث زراعي.بحث مترجم.ترجمة بحثية.نباتات طبية.نباتات عطرية.تنسيق حدائق.ازهار .شتلات.افات.افة.الافة.حشرات.حشرة.افة حشريا.نيماتودا.الديدان الثعبانية.قمح.القمح.الشعير.الارز.ارز.اراضي طينية. اراضي رملية.برامج تسميد.استشارات زراعية .برامج مكافحة.امراض نبات .الامراض النباتية.مرض نباتي.فطريات .بكتيريا.كيمياء زراعية .الكيمياء الزراعيه.تغذية .التغذية.خضر مكشوفة.صوب زراعية.السمك.زراعه السمك.مشتل سمكي. زراعة الفيوم.مؤتمرات زراعية.مناقشات زراعية.التقنية.براتمج نت.برامج جوال.كوسة, خيار,طماطم.بندورة.موز.بطيخ؟خيار.صوب.عنكبوت.ديدان.بياض دقيقي.بياض زغبي.فطريا