(9)

الشيعة الإمامية

يعد هذا الفصل من أكثر فصول الكتاب أهمية من الناحية العملية والواقعية لأنه يتحدث عن أكبر طائفة أو فرقة إسلامية موجوده في الوقت الحاضر – بعد أهل السنة والجماعة – وبالتالي فمناقشة فكرهم وعقيتدهم من الحساسية بمكان لأن الدارس أو القارئ في فكر الشيعة وإن كانت تتملكه الرغبة الصادقة في وحده المسلمين وجمع شتات أمرهم فلابد وأن تكون له وقفات الواحده تلو الأخري علي منهجهم وفكرهم الذي قد ينتهج نهج الإعتدال والوسطية حيناً ثم ما يلبث أن نجده – مغالاه في حب الإمام علي وآل البيت – يبتعد عن ذلك أحياناً كثيرة ، ولعل هذا هو السبب الأساسي في عرض هذا الكتاب والوقوف أسباب الخلاف منذ بدايتها وحتي اليوم فربما يكون إدراكنا لجذور الخلاف مدعاه لفهم القضية برمتها بشكل أوضح ويكون ذلك سبيلا لفتح باب الحوار " حسن النية " بين الطوائف كلها تحت مظلة واحده تضمنا جميعا "لا إله إلا الله محمد رسول الله "
وكما يقول الإمام محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر الأسبق في تقديمه لهذا الكتاب:
"إن الإنحراف عن جادة الطرق المستقيم لا يجد إستجابة إلا في بيئة جاهلة باحكام دينها ، فعندئد نجد المستجيبين لصيحة كل ناعق ، وكلما إنتشر العلم وكلما دق النظر قلت فرص النجاح أمام دعاوي العصبية الحمقاء والإنحراف الشديد.
وهذه القراءة هي دعوة يحدوها الأمل أولها " لعل الله أن يجعل بعد ذلك أمراً " وآخرها " إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ".

مذهبهم

يطلق عليها إصطلاحاً (الشيعة) فالتشيع فرق عديده ولكل منها فكره وعقيدته إلا أنهم يشتركون في فكرة واحده وهي فكرة الإمامه ( لعلي وأبناؤه وأحفاده من بعده ) ، ولكن عندما نقول شيعي فقط فإننا نقصدهم (أي الشيعة الإماميه) وهم يعيشيون في أجزاء كبيرة من ايران وفي العراق وأجزاء من لبنان والهند ودول روسيا السابقة.
ويطلق عليها أيضاً ( الجعفرية ) لأنها تستمد فقهها من الإمام الجعفر الصادق الذي كان ورعاً زاهدا بعيدا المغالاه التي كان يقول بها باقي فرق الشيعة الأخري ، وكان إماماً لجميع المسلمين كالشافعي وأبي حنيفة كما أنه يعد إماماً عند الشيعة الإماميه لإنتسابه إلي سلالة الإمام علي كرم الله وجهه
وتسمي أيضاً : الإثنا عشرية ( لإيمانهم بالأئمة الإثنا عشر متتابعين ) ولكل إمام منهم لقب إشتهر به وهم علي الترتيب ( للأسف برمجة المنتدي لاتسمح بعرضهم في شكل جدول أو رسم توضيحي )
علي بن أبي طالب (المرتضي) فالحسن (المجتبي) فالحسين (الشهيد) فعلي زين العابدين بن الحسين(السجاد) فمحمد بن علي (الباقر) فجعفر بن محمد (الصادق) فموسي بن جعفر(الكاظم) فعلي بن موسي (الرضا) فمحمد بن علي (الجواد التقي) فعلي بن محمد (الهادي النقي) فالحسن بن علي (العسكري الزكي ) فمحمد بن الحسن (المهدي القائم بالحجة).

عقيدة الشيعة

تميل هذه الفرقة كثيراً للإعتدال مقارنة بما تنادي به الفرق الأخري من حيث تأليه الأئمه والتناسخ " فليس في دينهم إلا التوحيد المحض وتنزيه الخالق عن كل مشابهه للمخلوق ، ولا يؤمنون بالتناسخ والإحلال والتجسيم "

وهم يقولون بالإجتهاد مادام يتفق مع القرآن والسنة ، لكنهم لا يأخذون بالقياس الذي سار عليه بعض علماء السنة فيقولون أن الشريعة إذا قيست محق الدين.


الإمامة

الشيعة يؤمنون بأن أركان الإسلام خمسة مضافاً لها الركن السادس وهو الإمامة ، ويقولون بأنه منصب إلهي كالنبوة يختاره الله لكي يقوم في الناس بأعمال النبي غير أنه لا يوحي إليه ..؟؟!! وأن الإمام معصوم من الخطأ وأنه دون النبي وفوق البشر وهم يقولون أن النبي مبلغ عن الله والإمام مبلغ عن النبي ويعتبر الشيعة ركن الإمامة ركناً أساسياً من الشريعة لاتهاون فيه ولا تفريط.
وهم يقولون بذلك إعتقاداً منهم أن الله لا يخلي الأرض من حجة من نبي أو وصي ظاهر مشهور أوغائب مستور، ولذلك فهم يؤمنون بالأئمة الإثنا عشر سابقي الذكر وأن كل منهم أوصي لمن بعده حتي الإمام الثاني عشر محمد القائم بالحجة ، وهم لايزالون ينتظرونه حتي الآن ليخرج ويملأ الأرض عدلاً.
وبالرغم أنه لم يرد في القرآن الكريم أي نص من قريب أو بعيد يشير إلي الإمامة ، والشيعة يعترفون بذلك لكنهم يقولون " إنها عقيده فرضها العقل...؟؟؟!!! " بل أنهم ذهبوا في هذا الموضع مذاهب غريبة تصل لحد الشطط .. فهذا هو آية الله الخوميني أكبر مرجع شيعي في هذا العصر يقول " إن العقل ذلك المبعوث المقرب من لدن الله الذي يعد بالنسبة للإنسان كعين ساهرة لا يستطيع أن يحكم بشيء ، إما أن يقول بأنه لا حاجة لوجود الله ورسوله وأن الأفضل أن يكون التصرف في ضوء العقل ، أو أن يقول بأن الإمامه أمر مسلم به في الإسلام ، أمر الله به نفسه ، سواء جاء ذلك في القرآن أم لم يجيء"
ويقول في موضع آخر " إنه كان من الخير أن ينزل الله آية تؤكد كون علي بن أبي طالب وأولاده أئمة من بعد النبي ، إذ أن ذلك كفيلاً بعدم ظهور أي خلاف حول هذه المسأله ".
ويقول في موضع ثالث " إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل".
علي ان هذا الكلام في تقديس الإئمة لا يعبر عن رأي للخوميني وحده بل إنه يردد ما يعتقده الكثير من كبار علماء الشيعه ، فهذا هو الكليني صاحب كتاب يسمي الكافي ( بمثابه صحيح البخاري عند السنة ) يفرد أبواباً في كتابه لهذا الموضوع مثل " باب أن الأئمه يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلي الملائكة والأنبياء والرسل وباب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمه وأنهم يعلمون علمه كله.

هل الإمامه ( الخلافه) منصب إلهي

عندما تولي الإمام علي الخلافة قال " والله ما كانت لي في الخلافة رغبه ، ولا في الولاية إربة ، ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها ، فلما أفضت إلي ، نظرت في كتاب الله وما وضع لنا وما أمرنا بالحكم به فإتبعته ، وما استسن النبي ( ص) فإقتديته "
هذا هو قول علي كرم الله وجهه في الحكم والخلافة ، وفرق كبير جداً بين أن يقول أتباع علي أن علياً كان أولي بالخلافه من أبوبكر وعمر وعثمان ولكن الناس بايعوهم وبالتالي فإن بيعتهم وحكمهم شرعي وبين أن يقولوا أن الخلافه أو الولايه لعلي منصب إلهي وأنها بنص سماوي فهل كان بإمكان الإمام علي أن يغض الطرف عن هذا النص ويبايع الخلفاء ويرضخ لأمر لم يكن من حقهم..كما أن الإمام علي لم يوصي بالخلافه لإبنه الحسن بل قال وهو علي فراش الموت " أترككم كما ترككم رسول الله صلي الله عليه وسلم " أي ترك الأمر شوري بين المسلمين ، ولو كان الحكم إلهياً لما فعل.
الغريب في هذا الأمر أنه حتي القرن الرابع الهجري لم تكن أيه فكرة لإغتصاب الخلافة من علي أو أنها حق إلهي قد ظهرت ..؟؟!! وإنما أقحمت هذه الأفكار في فكر التشيع بعد ذلك

سب الصحابه

كما ذكرنا سابقا فإن الشيعة بشتي طوائفهم يقولون أن الإمام علي أحق وأولي بالخلافه ، ولكن الذي يدعوا للحزن والآسي والغضب أيضاً أن نجد العديد من رجال الشيعة وعلماؤها يسبون أبوبكر وعمر وأمهات المؤمنين
فهذا هو دعاء صنمي قريش في كتاب يسمي مفتاح الجنان " اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما " وهم في ذلك يقصدون بالجبت والطاغوت أبو بكر وعمر ويقصدون بإبنتيهما أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ...
بل إن واحداً مثل آية الله الخوميني نجده يتعدي ذلك بالتطاول علي الذات الإلهية
" إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناءاً شامخاً للعبادة والعدالة والتدين ، ثم يقوم بهدمه بنفسه ويجلس معاوية وعثمان وسواهم من العتاه في مواقع الإمارة علي الناس ، ولا يقوم بتقرير مصير الأمه بعد وفاه نبيه ".
هم يقولون هذا والإمام علي كان شديد الحب لهم وكثير التعاون معهم في أمور المسلمين ولعل أبلغ ما يصور ذلك رثاؤه لأبي بكر وعمر وعثمان يوم وفاتهم ومنها قوله في رثاء أبا بكر " رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاماً وأخلصهم إيماناً وأشدهم يقيناً وأعظمهم غناء.... صدقت رسول الله لما كذبه الناس ، وواسيته حين بخلوا ، وقمت معه حين قعدوا وأسماك الله في كتابه صديقاً..."
أهذا كلام ورثاء من يكره ، وهل من الممكن أن يرموهم أتباع سيدنا علي بالكفر والرده ويصفوهم بالجبت والطاغوت
المثير لدهشة حقاً أن الإمام علي قد صاهر أبو بكر وعمر ، كما أن عمر قد تزوج من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه ، وأن الرسول ( ص) قد صاهر عثمان مرتين ، كما أن الإمام علي قد سمي ثلاثة من أولاده أبوبكر وعمر وعثمان حباً فيهما ...



الصلاه

يضيف الشيعة بعد الشهادين في الآذان عبارة " وأن علياً ولي الله " ، وبالنسبة للصلاة فتكاد تتفق مع السنة إلا في صلاة الجمعة والعيدين ، فصلاة الجمعة عند بعضهم معطلة ولا تجوز مادام الإمام " مستور" ولن تقام إلا عندما يظهر ، أما صلاة العيدين فهي فرض
النوافل اليومية عند الشيعة 51 ركعه أما في رمضان فتصل لألف ركعة زيادة عن النوافل اليومية وهم يصلونها فرادي وليس في جماعة كأهل السنة لأنهم يرون أنه لا صلاة في جماعة إلا المفروضه معتمدين في ذلك علي حديث لرسول الله (ص)" أفضل الصلاة صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبه ".

الزكاه

الزكاه عندهم فريضة وزكاه الفطر واجبه ، وعندهم نوع آخر من الزكاه يسمي" زكاه الخمس " وهم يعتبرونها حقاً فرضه الله لآل محمد عوضاً عن الصدقة التي حرمها عليهم من زكاه الأموال ، وهي سته أسهم ثلاثة منها تدفع للإمام إن كان ظاهراً ونائبه ( وهو المجتهد العادل) إن كان مستتراً ، وثلاثة أخري تدفع للفقراء المحتاجين من بني هاشم ..؟؟!!!

زواج المتعه

يبيح الشيعة دون غيرهم من الفرق الشيعية زواج المتعه ومرجعهم في ذلك قول الله تعالي " وما استمتعتم به منهمن فآتوهن أجورهن .." ويقولون أن هذا الزواج كان معمولاً به أيام النبي في بعض الروايات وأن عمر بن الخطاب لما جاء للخلافة أبطله (إلا أن القول الراجح هنا أن النبي صلي الله عليه وسلم قد أبطله ونسخه وجاء عمراً من بعده فسار علي نهج رسول الله )
ويقولون أنه ضروري للمسافر الذي يطول سفره ففيه عصمة له وللمجتمع ، ولزواج المتعة كغيره الزيجات حيضتان ولا يجوز لأحد أن يستمتع بهذه ال " زوجة " بالزواج منها مرة أخري أثناء فترة حيضها وحتي تخرج من عدة ال " زوج " الأول ، ويقولون بأن هذه الزواج من شأنه أن يقضي علي بيوت الدعارة والمواخير والأطفال اللقطاء ...؟؟؟!!!!!
الغريب أن هذه القضية ليست محل خلاف حتي اليوم بين فرق الشيعة فقط ، بل أنها مازالت موضوع للمناقشة بين بعضاً من علماء السنه أنفسهم.

الطلاق

لايقع الا بحضور شاهدين عدل وبغيرهما يكون الطلاق باطلاً ( وهذه النقطة بالذات نصت عليها قوانين الأحوال المدنية الجديدة صوناً لحقوق المرأة ومنعاً للتلاعب فلا يكون الطلاق طلاقاً إلا بالتسجيل ، والطلاق ثلاثاً بعبارة واحدة تعد طلقة واحده ( وهذا معمول به عند أهل السنة أيضاً ).

التقية

معناها لغة المداراة ، وإظهار المرء خلاف ما يبطن لسبب أو لآخر، وقد اباحها علماء السنة في حالة الضرورة " القصوي " ، كمن أكره علي الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ، بل إن الإمام محمد الباقر- وهو من الأئمة الإثنا عشر للشيعة - حسم هذا الموضوع بقوله " إنما حلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليست بتقية" ، والشيعة ينسبون إلي الإمام الجعفر الصادق قوله " التقية ديني ودين آبائي " وهو من هذا القول براء ، ولكن أن تكون التقية جزءاً من عقيدة المرء وسلوكه عند الشيعة فهذا ما لا يليق بمسلم ( من وجهة نظرنا نحن أهل السنة) كأن تقوم بعمل أمام الناس لا تعتقد فيه ثم تقوم في بيتك بعمل آخر وبهيئة أخري
العقل والمنطق يسألان هنا : كيف يمكن لأحد أن يتعامل مع إنسان يعتبر( الكذب ) ركناً من أركان شريعته..؟؟!!!

الرجعة

يري الشيعة أن الأئمة الإثني عشر سيعودون في آخر الزمان بداية من الإمام الثاني عشر " محمد المهدي بن الحسن العسكري الذي يخرج من السرداب المتخفي به في مدينة السامراء يمهد الأمر لآبائه وأجداده ليتولوا الحكم من بعده فيرجعون ويتولي كل واحد منهم حكم العالم فتره ويموت حتي الإمام الحادي عشر" الحسن العسكري" ثم تقوم القيامه والغريب أنهم يقولون أن الرجعة لا تشمل الأئمة وحدهم بل تشمل أسماء نفر غير قليل من صحابة الرسول ( ص) زعم الشيعة أنهم من أعداء الأئمه وأنهم منعوهم الوصول إلي حقهم في الحكم وذلك حتي يتسني لأئمه الإنتقام منهم في هذه الدنيا.
وينسب الشيعة هذا الكلام لإمامين جليلين من أئمه بيت النبوة هما الإمام محمد الباقر وإبنه الإمام جعفر الصادق الذين لم يعرف عنهم رغبة في الحكم ولا الإنتقام بهذه الصورة وكيف هذا والإمام يقول عن نفسه " والله إن دنياكم هذه لأهون عندي من ورقة في فم جراده تقضمها"
بالإضافه لذلك فشخصيةالإمام الثاني عشر شخصية مشكوك في صحتها أصلاً مما يجعل قضية الرجعة تنهار من أولها لآخرها.
فالعلويين بصفة عامه لهم سجل مواليد لا يولد ولد لهم إلا وسجل به وهذا السجل لم يسجل أن حسن العسكري له ولد بل إنه كان يقال أنه مات عقيماً ولوصح ذلك فمعناه أن شخصية الإمام الثاني عشر هي من إختراع علماء الشيعة المغالين.

زيارة قبور الأئمه

يري الشيعة أن من يزور قبول الأئمه أو يسهم في بنائها وإعمارها يناله أجر وثواب لا أول له ولا آخر حيث يكون له 70 حجة غير حجة الإسلام وتمحي خطاياه ويصبح كيوم ولدته أمه وأن من يلومون زائري قبور الأئمه فهؤلاء هم أشرار الأمه ولا يشملهم رسول الله بشفاعته
ويقولون عن تربة كربلاء حيث قبر الإمام الحسين إن لها خاصية ليست لأحد حتي قبر النبي نفسه..؟؟!!!
والشيعة يقيمون مجالس العزاء حداداً علي موت الحسين في أول المحرم ولمده أربعين يوماً ويقول آية الله الخوميني أن ثواب الزيارة أو إقامة التعزية تعادل ثواب ألف نبي أو شهيد..؟؟!!

القرآن والسنة

القرآن

يقول الشيعة بأن القرآن الموجود بين أيدينا ليس هو القرآن الذي أنزل علي محمد ( ص) وأنه حدث له تحريف سواء بالزياده أو النقصان ويقولون مثلا أن هناك آيه قد أسقطت من سورة الشرح تقول " وجعلنا علياً صهرك" مع أن هذه السورة مكية ولم يكن الإمام علي قد صاهر الرسول (ص) بعد...؟؟!!!
ومرجع هذا الكلام رواية ذكرها الكليني في كتابه الكافي ( الذي يعد بمثابة صحيح البخاري كما ذكرنا سابقاً ) عن شخص يدعي جابر الجعفي أن الإمام محمد الباقر يقول " ما إدعي أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والصحابه من بعده ".
هذا الرجل يقول عنه الإمام أبوحنيفة حين يتحدث عن صدق الرواه " مارأيت أحداً أصدق من عطاء وأكذب من جابر الجعفي".
كما أن هذا الكلام يقال عن سيدنا علي كرم الله وجهه وهو كان خليفة للمسلمين وقد عمل طوال فترة خلافته بمصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولو كان يعلم فيه تحريفاً في حرف واحد لعدله ( وهو الخليفة) ولو لم يعدله وكتمه علي المسلمين لكان خائناً لله ورسوله وحاشا لله أن يكون الإمام علياً كذلك.
بالإضافة لذلك فهم يزعمون كما يقول الكليني أيضاً علي لسان الإمام الجعفر الصادق بمصحف فاطمه " وإن عندنا لمصحف فاطمه عليها السلام ، قيل وما مصحف فاطمه ؟ قال الإمام : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله مافيه من قرآنكم حرف واحد ".
بل إن آية الله الخوميني يقول عندما يتطرق للإمامه في القرآن " إن النبي أحجم عن التطرق إلي الإمامة في القرآن خشية أن يصاب القرآن من بعده بالحريف أو تشتد الخلافات بين المسلمين فيؤثر ذلك علي الإسلام"
أي أنه يقصد بهذا الكلام أن القرآن من عند محمد – حاشا لله – يملك أن يتطرق أو لا يتطرق ..؟؟!!

السنه

الشيعة لا يؤمنون بالأحاديث إلا إذا عن أهل البيت عن جدهم علي بن أبي طالب ، وبالتالي فهم لا يعترفون بالرواه أمثال أبي هريره ولا بكتب السنة المعروفة كالصحيحين ( فليس لأحاديثهم عند الشيعه من إعتبار مثقال بعوضه علي حد تعبير السيد كاشف الغطاء أحد علماؤهم ) ، ولعل هذا من أحد الأسباب الرئيسية للخلاف بين الشيعة والسنه فالحديث هو مصدر التشريع الثاني في الإسلام بعد القرآن ومن الطبيعي أن إنكار الشيعة للآحاديث – خلاف المروية عن آل البيت - معناه إنكارهم لجزء كبير من مصادر التشريع وأن تتسع الهوه بينهما نتيجة الخلاف علي الرواه وأن تتزلزل ثقة كل فريق بالآخر.

الرد علي إفتراءات علماء الشيعة المغالين
علي أن هذه المغالاه وإن بدت في قول الكثير من علماء الشيعة إلا أن هناك أيضاً فريقاً معتدلاً يضع الحق في نصابه ، فيقول المفكر الشيعي المعاصرمحمد الموسوي ( والذي إستشهد به الكاتب في أكثر من موضع رداً علي إفتراءات علماء الشيعة المغالين )

"إن من المؤسف حقاً هو أن ذلك الغلو دخل إلي أعماق القلوب عن طرق فقهاء المذهب والمجتهدين ، فالمسئولية الأولي والأخيرة تقع علي عاتقهم ، لأنهم هم الذين قادوا العوام علي هذا الطريق فهناك أمور نسبتها كتب الشيعة إلي الأئمه وذكرتها كتب الروايات الموثوقة عندهم مثل أصول الكافي ، ووسائل الشيعة ، وفي كثير منها الغلو والحط من قدر الأئمه ولكن بصورة غير مباشرة".

ويقول في موضوع كون علياً والأئمه هم فقط من يعرفون بالقرآن كما أنزل

"إن كل ما قيل وذكر في الكتب الشيعية عن مصحف الإمام علي ليس أكثر من إضفاء هاله من الغلو علي شخصية الإمام ، وإثبات أن الإمام علياً كان أولي بالخلافه من غيره ولكنهم في الحقيقة أساءوا إلي الإمام فأعلنوا أنه يخفي أحكاماً إلهية فيها حدوده وحلاله وحرامه وكل ماتحتاج إليه الأمه إلي يوم القيامه".

وقال في رده علي سب بعض علماء الشيعة للصحابه

إن الإختلاف في الرأي بين الشيعة والسنه اتخذ طابعاً حاداً وعنيفاً عندما بدات الشيعة تجرح الخلفاء الراشدين وبعض أمهات المؤمنين بعبارات قاسية وعنيفه لا تليق بأن تصدر من مسلم في حق مسلم ، ناهيك أن تصدر من فرقة إسلامية نحو صحابة الرسول وأزواجة اللاتي لقبهن الله بأمهات المؤمنين


هذا الكلام الرائع لأحد مفكري الشيعه أنفسهم ، وأري أن هذا هو الطريق السليم الذي يجب أن نسير عليه وهو مخاطبة العقلاء من الجانبين لأن المنتصر في هذه المعركة سيكون هو الإسلام نفسه ، والخاسر أيضاً سيكون هو الإسلام نفسه ، ولعل الله أراد بالإسلام خيراً.. فقد كانت هذه الأفكار كلها في طي الكتمان داخل الشيعة أنفسهم ( عملاً بمبدأ التقية ) ولم يكن يعلم الكثير من باقي المسلمين عن معظمها شيئاً حتي جاء آية الله الخوميني بثورته وشرائطه فأعلن هذه الأفكار للملأ ولم تكن هذه الأفكار تناقش قبله إلا في حيز ضيق جداً ( وكما نري في خطاب آية الله الخوميني شأنه شأن كل قاده الثورات يقول من الكلام ما يلهب حماس الجماهير فلا يسلم اللسان من الشطط والوقوع في الذلات)
وكل هذه النقاط الخلافية سابقة الذكر وبرغم ما تبدوا الهوه بأنها بعيده جدا فهي مردود عليها بإذن الله إذا ما أنصت لصوت العقل والحكمة.
وليس معني ذلك أبداً الإعتقاد أن أسباب الخلاف من الممكن أن تذوب تماماً يوماً ما فليس هذا بقول عاقل علي الإطلاق ولكن القول بالوصول للحد الأدني الذي يسمح لكلا الطرفين بقبول الآخر.

الحلقة القادمة بإذن الله : الطائفة الزيدية