إنها بداية الأسبوع حيث صعدتُ إلى مكتبي ووجدتُ بجوار الباب تلك القطة المزركشة والتي طالما كانت تؤنسني بصوتها ولعبها حين أتأخر في دوامي ...
لكنها لم تستقبلني بالترحاب ككل يوم
تجلسُ منكمشةً ثانيةً يديها أسفل صدرها تهتز في رعشة غريبة
اقتربتُ منها لنظر مالخبر فنظرتْ إليَّ بعينين ملؤهما الألم
بدأتُ ألمس رأسها أتحسسه كما تعودتُ أن أفعل ولكن هذه المرة كادت أن تعض يدي بكل شراسة !!!!
تعجبتُ كثيراً ولكني لم اخف منها لأنني شعرتُ أنها ليست بخير وشعرت ُ أن هناك ماألم بها حتى بدأت قطرات الدم تخرج من فمها
سألت العاملين فقالت لي احداهن لقد أكلت سُماً وضعه احدهم في طعام قدمه لها
بكيت كثيراً فما الذي قدمَتْه تلك المخلوقة ليوضع لها السُم ؟؟
توجهت لمكتبي يملؤني الألم وفي كل لحظة أتوجه لها لأتفقد هل ماتتْ؟؟
فأجدها تهتز من الألم والدماء من فيها تتساقط ولاأحد يقترب منها ..
أحضرتُ لها لبناً علهُ يخفف حدة السُمِ والألم فأخذتْ تشرب وقطرات الدم تلوث بياض اللبن والغريب أن الجميع ينظر لها نظرة اشمئزاز
توقعت ُ موتها آخر اليوم وترقبته بكل تمني أن يكون قريباً ولكنني ظللت أربعة أيام اترقب ان أصعد فلا أجدها وبكل احباط أجدها تجلس نفس جلستها
وكان أنينها يذبحني ووضعها يؤلمني ومابيدي حيلة لي ولا لها
فكنت أجلس بقربها وألمس رأسها وجسدها برفق فتغمض عينيها ثم حين أتوقف تنظر لعيني نظرة اتلقاها بقلبي وأشعرها وماإن يأس احدهم من موتها واحب ابعادها عن مرأى عينيه فركلها بقوة متجرداً من انسانيته وشعوره فأعدتها لوضعها الذي كانت فيه
واليوم وصل بي الألم درجة أنني عزمت قتلها إن لم تكن ماتت لأريحها من ألمها ونزع الروح أياما فهناك ستلقى العدل ومن هو احن عليها من البشر
وكلما نظرت إليها تأملتُ حال الدنيا فكم ممن يحيطون بنا تنزف قلوبهم وتأن ونرى جميعا ذلك وماوجدوا يدا حانية تمسح الرأس ولامن يحاول تطبيب الجراح بل أغلبهم كذلك الذي اتخذ أسهل وأبشع الصور وهو من يركلك لينحيك عن طريقه
وهناك من يرقب هؤلاء وهؤلاء منتظرا النتيجة
ياالله كم أن نبرة الصوت تخبرنا الكثير
ياالله كم أن نظرة العين ترسل الكلمات لاتحتاج قاموسا
ياالله كم أن القلب يطلب الرحمة والعقل يطلب التوقف
وهاهو مشهد النهاية أصعد فيه إلى مكتبي سائلة الله أن لاأقف ذلك الموقف
وأن لاأراها في طريقي فوجدتُ آثار دماء ورائحة منظفات قوية
إنها البشرى المؤلمة لقلبي تبسمتُ مل الثغر ودمعت عيني
فظنوا أنني جننت ... لا والله ليس جنونا ولكنه خليط مشاعر لايمكن اجتماعها
لقد أراحها الله وماأن استوعبت ماحدث حتى هممت في بكاء طويل
دار في ذهني حينها سؤال .. لماذا تبكين ؟؟
أهي القطة ... أم قطتك أنت ؟؟
ولكن ياترى هل يشعر بي احدهم حد أن يفكر بالذبح والموت خلاصا لي من الألم ؟؟
هل يحبني أم يكرهني إن فعل ؟؟
وقالوا : لم البكاء إنها مجرد قطة
فأجبت : ومن منا ليس به سُم في جسده تقطر له دماؤه
كلنا قطة ... وكل ٌ يبكي على ليلاه!!!!
حين يكون الموت رحمة .... بقلمي 
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)