الذي دعاني وحـثـني لكتابة هذا البحث المختصر جدّا عن النخلة وثمارها هو ما لأهمية
هذه الشجرة المباركة لدى العرب والمسلمين ، ولما لها من فوائد جمّة ، وتتلخص في سبعة أمور :
1- النخلة هي الشجرة الوحيدة من بين الأشجار الذي لا يتساقط ورقها .
2. النخلة هي الشجرة التي حظيت بالتقدير والذكر والاهتمام في العصور الغابرة .
3
. مجدت في كافة الأديان ، فقد ذكرت في التوراة والتلمود والإنجيل بإسهاب .
4. ذكرت في القرآن نصّا في 21 آية ، وذكرت في السّنّة في أكثر من 300 حديث . فقد ورد
في الحديث ( أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم ) ,
5
. كلّ جزء في النخلة له فائدة عظيمة ، ثمارها ، ليفها ، ساقها ، سعفها ، جريدها ، وخوصها ،
ناهيك عن المواد العديدة الأخرى التي تستخرج من ثمار وأجزاء النخلة المختلفة .
ثمرها غنيّ بكلّ مقومات الغذاء اللازمة للإنسان ، من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات
وسكريات وغيره ، فنحن نعلم أن رسولنا العظيم مكث شهرين
على الأسودين ( الماء والتمر ) . ( وروى الإمام مسلم عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله
، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله أو جاع أهله قالها مرتين أو ثلاثا ) .
6. اشتركت مع الإنسان في الخير والعطاء والبركة ، وحتى في الموت فالنخلة تموت عند قطع رأسها .
7. إلى جانب ما ذكر أعلاه فثمار النخيل متوفرة بكثرة وبأزهد الأسعار علاوة على سهولة ويسر زراعة النخيل
، وتحملها للظروف المناخية القاسية ، وعمر هذه الشجرة المديد , فلعلّ هذه الكلمات البسيطة
تكون دافعا قويّا للاهتمام بزراعة النخيل , ويكفيتا الاستشهاد بهذا الحديث الشريف –
ففي الصحيحين : ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها ) .
مـلاحـظـة :
في الأقسام التالية سوف نوجز بقدر المستطاع , فالتفاصيل تحتاج إلى مجلدات , وسوف نذكر لكم المراجع
عند الانتهاء إنشاء الله , وقد ذكرنا كثيرا أن ما يعنينا هو الأعداد والأرقام ,
أما من رغب في الاستزادة فعليه بالمكتبات العربية فهي زاخرة بالمراجع .
النخلة في التاريخ القديم
لا يزال الأصل الذي انحدر منه النخل غير معروف , والأقوال كثيرة في ذلك ,
ولكنهم يتفقون جميعا بأن النخلة شجرة مباركة معطاء وثمرها غذاء كامل وعلاج وضاربة في القدم .
ويدعي العالم الإيطالي : اودورادو بكاري (Odarado Beccay ) الذي يعتبر حجة في دراسة
العائلة النخيلية من النبات – أن موطن النخل الأصلي هو الخليج العربي , وقد بنى دليله على ذلك بقوله :
( هناك جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية حيث تندر الأمطار
وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة لحد بعيد ) . فلا تتوفر هذه الصفات إلا في
المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران ، أو في الساحل العربي للخليج العربي .
" وهذا الرأي هو ما أميل إليه " والله أعلم . أما المناطق الأخرى التي ذكرتها الكتب فهي :
وادي الرافدين , ووادي النيل , ومناطق مختلفة من المعمورة . ففي بابل مثلا كانت
هذه الشجرة المقدسة تزين ردهات المعابد الداخلية , ومداخل المدن , وعروش ذوي التيجان
, فإله النخل كان يظهر على هيئة امرأة ينتشر على أكتافها السعف كالأجنحة . حتى أن شريعة حومورابي
قننت عددا من موادها لحماية زراعة النخل وتعهده : فالمادة ال 59 من شريعة حومورابي تنص على
تغريم من يقطع نخلة واحدة بنصف من الفضة ( أي نحو نصف درهم )
ولابد أن تكون هذه الغرامة باهضة في ذلك العهد ، كما وجدت المواد
( 60 / 64 / و65 وكله خاصة بتنظيم زراعة وبيع وشراء وتلقيح النخيل ) .
من كل ما ورد أعلاه نلمس أهمية النخل العظيمة لدى الأمم القديمة ، فالأمثلة كثيرة ومواقعها
من المعمورة مختلفة . كما كان البابليون يستفيدون من التمر ونخله فوائد كثيرة .
وفي القصيدة البابلية في العهد الفارسي تعداد لفوائد النخل إذ أحصيت في 365 فائدة .
وقد ذكر " سترابو " أهمية النخل للعراق القديم بقوله : ( تجهزهم النخلة بجميع حاجاتهم عدا الحبوب ) .
كما تصف المصادر المسمارية أصنافا كثيرة من التمر تتجاوز السبعين صنفا .
كما أنها تذكر أصنافا بأسماء مواضعها مثل : تمر تلمون ( يرجح أن تكون البحرين )
( بالمناسبة وفي الثمانينيات عندما أصبح شجر النخيل يربو على المليون شجرة في البحرين
ألفت في ذلك أغنية ولحنت وأذيعت من المذياع والشاشة الفضية مرارا وتكرارا ) ,
وتمر مجان ( أي عمان ) , وتمر ملوخا , وقد ذكر بلني
( pliny ) 49 صنفا من أصناف التمور .
كما أدخل البابليون والأشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية حتى إن البابليون يحضرون
شرابا من نسغ النخلة يسمى شراب الحياة
( النسغ بضم النون وتسكين السين المهملة – ماء يخرج من الشجرة إذا قطعت ) .
لا شك أن نخيل التمر كانت مغروسة بمصر في عصور ما قبل التاريخ , فقد عثر الدكتور
( رين هارت Dr. Rein Hardt ) في مقبرة بجهة الرزيقات قرب ارمنت على مومياء
من عصر ما قبل التاريخ ملفوفة في حصير من سعف النخل . . .
كما عثر على تخلة صغيرة كاملة بإحدى مقابر سقارة حول مومياء من عصر الأسرة الأولى
( حوالى 3200 ق . م . ) . وهذا يوضح أهمية شجر النخل .
· فـائـدة : النخل هو شجر التمر واحدته نخلة , والنخيل اسم جمع لا جمع نخلة –
وهو يذكر ويؤنث فنقول هو النخل وهي النخل , أما النخيل فمؤنثه .
· نخلة التمر تسمى بالإنجليزية Date Palm ، وهي من عائلة Palmaceae ،
ومن جنس Phoenix ، ومن نوع Dactylifera . وهي من النباتات ذات الفلفلة الواحدة ،
وهي ثنائية المسكن ، أي أن هنالك نخلة تحمل أزهارا ذكرية وتسمى النخلة الذكر أو الفحل ،
ونخلة أخرى تحمل أزهارا أنثوية وتسمى النخلة الأنثى وهي التي تثمر .
ونخلة التمر لها برعم طرفي ضخم واحد فقط موجود في أعلى الساق الوحيد .
وإذا أصاب ذلك البرعم الوحيد تلف فإن النخلة تموت . يقول بلاتر Blatter أن هناك نحوا
من إثنتي عشر نوعا النخيل ( الفينكس ) .
·
من أجناس النخل المتشابهه ( التي يصعب التفريق بالعين المجردة بينها ) ثلاثة هي :
مواقع النشر (المفضلة)