الإهتزازات الخفيفة التي كانت تنتقل لجسده والظلال الخفيفة كانت قد اذنت ببدء الرحلة .. رغبة قوية في النظر مرةُ أخرى تدفعه لأن يدير رأسه الإحراج يمنعه … الخجل يكبله .. الرغبة أقوى الإحراج كبير .. الرغبة أقوى … أقوى …

كانت تظهر فجأة وتختفي فجأة حتى أنك لا تستطيع تبين معالمها … السيارات ، الأشجار ، المنازل ، الناس ، الأضواء … لم يشعر بالحرج .. لم يجد في الأمر ما يدعو للخجل – لقد نظر – لم تأبه له .. لم تنظر إليه لتتحدى نظرته كما فعلت سابقاً .. كانت ساهمة تنظر للسماء وربما لا تنظر لشيء البتة .. فتجعلك تشعر أنها في عالم أخر هو بلا شك أفضل من عالمنا الذي نتحرك فيه .
نظر الى حيث تنظر … لا شيء سوى النجوم وقمر تائه في السماء والخيال الوهمي للأنوار الزرقاء على الزجاج النظيف .. نقل نظرته بحذر وببطئ إليها .. تسمرت – عيناه - وراح يتأمل تلك الآلهة السومرية الصغيرة .. كان شلال الذهب يتدفق والربيع في عينيها .. وخيل إليه أن حدائق عينيها أزهرت ذهباً هي الأخرى … (( لقد كان القمر ينظر لنفسه فيها .. والنجوم أيضاً …)) نشوةٌ غريبة أحس بها .. رغبة خفيفة كانت تدب مع دمهِ .. (( كم هو رائع الاقتراب من الآلهة )) ..
كان يفكر بذلك
- أننا نغادر دمشق
قالها بسرعة .. دونما تحضير مسبق .. دونما إعداد . خرجت عفوية تماماً لم يجد ما يفعله سوى الدمدمة هذه الجملة عندما نظرت إليه وهو يحملق بها . أومأت برأسها علامة الإيجاب .. دون أن تنبش ببنت شفة . لكنها ما زالت تحدق فيه . الصراحة أنه لم يكن ينتظر رداً أخر على جملته التي كانت جملة تقريرية لا تحمل صيغة سؤال أو جواب .
- أيحزنك فراق دمشق ؟‍‍
- ما الذي جرَّ إلى بالك هذا الخاطر .
- أراكِ ساهمة صامتة مذ تحرك الباص . ويبدو عليك حزن يشبه حزن من يفارق شيئاً عزيزاً .
- ولماذا لا يكون حزن سيلاقي شيئاً غير مرغوب
- ربما .
ضحكت ضحكة خافته قصيرة .. قصيرة جداً كانت أشبه بابتسامة . لكنها كانت كافية لإظهار اللؤلؤ . وبحركة دلال سريعة أزاحت بيسراها خصلة شعر ذهبية عنيدة عادت بسرعة الى جبينها مرة أخرى
- أنت محق . إن فراق دمشق يحزنني جداً .
صمتت لبرهة ونظرت إليه فوجدته هو الأخر صامتاً وكأنه ينتظر تتمة لحديثها فلم تجد بداً من المتابعة .
- أنا شامية الأصل .. من أب وأم شامية . والشام هي المكان الذي إحتضن أجمل أيام حياتي الطفولة والشباب … ألا تعتقد أن أيام الطفولة والشباب هي الأجمل ؟
(( - …………))
أومأ برأسه دليلا على الموافقة .
- ألا ترى أن هذه الأسباب كافية ؟ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
كانت تعرف أنها كافية لكنها كانت تريد أن تنهي حديثها . فلم تجد طريقة سوى طرح هذا السؤال .
- كافية جداً ..
وعاد الصمت مرة أخرى … وعادت هي الى عالمها حيث القمر التائه والنجوم .. تبادر إلى ذهنه أنها ملت كلامه وملت صمته .. لم يعد للكلام معنى ولم يعد للصمت معنى .. محاولته الأولى بالإقتراب منها باءت بالفشل . قرر أن تكون هي الأخيرة وبدأت حركاته الميكانيكية الرتيبة المعتادة في كل رحلة له … أمسك بالحقبة الجلدية الصغيرة .. أخرج كتاباً أحمراً سميكاً متسخ الحواف . يبدو أنه قُريءِّ أكثر من مرة أغلق الحقيبة … أعادها الى مكانها أمسك الكتاب بكلتا يديه … الكتاب الذي حفظ أو كاد أن يحفظ أغلب محتوياتهِ عن ظهر قلب .. قلبَ...صفحاته بسرعة كبيرة كمن يحاول أن يستعيد كل أحداثه دفعةً واحدةً توقف في بعض الصفحات . قرأ بعض الكلمات وبعض الجمل (( باسمة – ناتاشا – يا حبيبتي … أراك تجهدين نفسك لتكوني ملاكاً وعندي ألف دليل على أنك شيطانٌ رجيم … لماذا … آلتدخلي الجنة … أنا أعرف في جسدك سبع شاماتٍ تدخلين بها الجنة بغير حساب ))
(( وعلى الباب تناول سليمان كف باسمة …وكانت كما عهدها من قبل لدنهُ دافئة … وعلى غير عادتها . قوية القبضة )) ((رسائل من دمشق )) (( دموع باسمة )) (( بقية الدموع )) ثم عاد مرة أخرى إلى الصفحة الأولى بعد الغلاف الكرتوني السميك ليقرأ فيها الكلمات التالية التي كتبت بخط جميل ناعم واضح يوحي بأنه خط نسائي (( ترفقي بنا أيتها الدموع الحبيسة …وتلطف بنا أيها القدر .. إنهم يرحلون … يرحلون … دون أن يتركوا رسالةً خلف الباب .. أو تلويحهً مع الأفق )) وتحتها كتب بنفس الخط (( إلى الأخ غريب الشيخ أحمد مع التحية وأطيب التمنيات وفي السطر الأخير )) أخوك المهندس عبد اللطيف الإبراهيم أبو أيهم ثم التوقيع السهل التقليد .
أسند رأسه للخلف تماماً ونظر إلى حيث الأنوار الزرقاء الخافتة للحظات … ترى ما هي أخبارك يا أبا أيهم … آه … كم أنا مشتاق للجلوس معك يا صديقي العزيز وللإستماع إليك .
وعبد اللطيف كان من أفضل الزملاء الذين عرفهم في كلية الزراعة وليس أفضلهم على الإطلاق … ولم يقف فارق العمر بينها حاجزاً دون تطور تلك الزمالة إلى صداقة متينة يفخر بها – غريب – ويراها قوية جداً رغم عمرها القصير إن الصداقة - في نظره – لا تقاس بالآيام .. إنه من قلة من البشر ممن يملكون ما يسمى بقلب زجاجي أو بلوري ، صافي ، شفاف .. لا يعرف الكره .. لا يعرف الحقد وأيضاً لا يعرف الحب …
عندما كتبت هذه الكلمات . كان قلبه الزجاجي محطماً .. إن القلب الزجاجي يحب لمرةٍ واحدة فقط وبعدها يتحطم .. نعم لقد عرف ذلك القلب الصافي الشفاف الحب … عرفه لكنه دفع الثمن غالياً .
ترى ؟! …لماذا أهداه هذا الكتاب بالذات …هل السبب حبه الذي لا تحده حدود للمؤلف والذي أصبح موضوعاً للتندر عليه حتى أن بعض الأصحاب كانوا يسمونه (( عبد اللطيف العجيلي )) أم أن السبب إعجابه ببطلة القصة (( باسمة )) أم أن هناك أسبابٌ أخرى … أم أنه لا يقصد في الأمر شيئاً … إنها هدية – للذكرى – فحسب وها أنا آقرأ هذه الرواية للمرة الثالثة ولا أدرك السبب …
وعاد مرة أخرى إلى الصفحة الأولى ليتم قرأة الكلمات المكتوبة . (( باسمة بين الدموع … رواية للدكتور عبد السلام العجيلي )) وكان العنوان الأول في الصفحة التي تليها (( طريق زلقة ))

- إنها افضل طريقة لتمضية الطريق
(( نظر إليها … كانت تنقل بصرها ما بين وجهه والكتاب والإبتسامة ترفرف حول شفتيها بعدما قالت جملتها تلك على حين بغته ))
ولما ظل صامتاً ظنت أنه ما فهم جملتها فأردفت موضحة … ‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‌‌‍
- كنت أقول أن المطالعة هي أفضل طريقة لتمضية الوقت أثناء السفر .. هكذا أعتقد؟!
- في الحقيقة أنا لا أجزم بأنها الطريقة الأفضل تماماً .. ومع ذلك فأنا استمتع بها كثيراً والكتاب رفيقي الذي لا يفارقني في أسفاري حيثما توجهت
- لطالما حاولت أن أصطحب معي كتاباً يسليني أثناء السفر .. لكني لم اكن أستطيع أن أتجاوز الصفحات العشر الأولى حتى أشعر بالملل .. أعتقد أن المطالعة تحتاج لصبر وتروي .
- ربما هناك شيء من هذا القبيل .. لكن الأمر قبل كل شيء يتعلق بالكتاب نفسه أولاً … وبالكاتب ثانياً … وبالقارئ ثالثاً …
- أوافقك … ولكن برأي رغبة القارئ هي السبب الأهم ، فأنا مثلاً … أفضل أن أمضي الطريق شاردة … أحصي نجوم السماء أو أرقب ترنح القمر في مساره … أو أرقب الأفق …حيث لا ترى سوى خط الأفق بتعرجاته الهادئة
أو الحادة .. أو أبحث عن طائر ما في السماء أو غيمه ما تتحدى الشمس … أفضل أن لا أشغل دماغي إلا بأمور لا تحتاج إلى تفكير
- عموماً .. ليس الأمر بالسوء الذي تتخيلين .
- هل ترى أفكاري سخيفة أو سطحية .
- سخيفة ؟! .. لا .. لا .. على العكس .. لكن .. قد نحتاج لبعض الأفكار السخيفة في حياتنا …
- هل تشعر أن بعض أفكارك سخيفة أحياناً .
- في الحقيقة لم أفكر بهذا .. لكنه الأمر لا يخلو ..
- ما هي آخر فكرة سخيفة راودتك ؟!
- هم … م .. م .. أخر فكرة سخيفة
(( فكر للحظة .. وأمسك بشفته السفلى بين السبابة والإبهام .. وفجأة وكمن وجد ضالته تألقت عيونه ))
- تصوري .. عندما رأيتك لأول مرة .. تخيلت أنك شعرت بالقرف لمجرد رؤيتي .
- إنها ليست فكرة سخيفة .
- ماذا تقصدين
- قد تكون محقاً
(( نظر إليها بسرعة غاضباً … معاتباً .. وفمه مليء بالكلام الذي سيدافع به عن نفسه لكن إبتسامتها الساحرة ونظرتها الهادئة … أفهمته أنها تقصد المزاح ))
فلم يجد بداً من مبادلتها الإبتسامة … وبصوت هادئ ورقيق خاطبته قائلة
: أتجد فضولي زائداً إذا سألتك عن هذا الكتاب الذي تقرأ .
- لا أعتقد … فأنا أيضا متشوق لسماعك تتكلمين عن عوالمك التي تنسجيها لنفسك
- أنت تبالغ . أي عالم هذا الذي تتحدث عنه . أنت واهم صدقني .
- لكن هذا هو شرطي .
- لا بأس .. لكن لتبدأ أنت أولاً .
- قبل أن أبدأ أسألكِ هل سمعت بمدينة الرقة ؟
- نعم
- إذاً هل سمعت شيئاً عن الدكتور عبد السلام العجيلي ؟
- في الحقيقة .. لا
- لا … أيعقل … أيعقل أن يسمع أحد .. أي أحد .. عن الرقة . ولا يسمع عن أديبها الكبير الدكتور العجيلي ؟!
- أهو بهذه الأهمية .
- صدقيني .إن أغلب من عرف الرقة . يقول أنها قرية كبيرة . يمر فيها الفرات ويسكن فيها العجيلي .
- أهذا . كل ما في الرقة ؟!
- لا .. ولكن لو لم يوجد فيها غير هذين العظيمين لكفاها فخراً .
- وما علاقة هذا بالكتاب الذي سألتك عنه .
- إن العجيلي هو مؤلف هذا الكتاب … الرواية …
- إذاً ستحدثني عن العجيلي أولاً .. ثم عن الرواية ثانياً .. على فكرة ما إسمها ؟!
- باسمة بين الدموع … وهي رواية من روايات كثيرة كتبها هذا الأديب مثل قلوب على الأسلاك والمغمورين وساعة الملازم وأرض السياد .
وهذا الأديب طبيب قبل أن يكون أديباً .. وطالما كرر كلام تشيخوف
(( الطب زوجتي والأدب عشيقتي ))
ولد من أسرة عربية في الرقة في فترة حرجة شهدت أواخر أيام العثمانيين وبداية مؤامرات الغرب . عاش حياة الصحراء والبداوة كما هي . وكان بحق خير صحراوي عرفته المدينة وخير حضري عرفته الصحراء . درس وتعلم وتفوق ولمع إسمه علمياً وسياسياً وأدبياً كطبيب ناجح ووزير لعدة وزارات ونائب في البرلمان .
ويعتبر بحق رائد القصة القصيرة في الوطن العربي كتب فيها ما يربوا على الثلاثين مجموعةٍِ بإسلوبٍ شيقٍ جذاب لا يقل عنه روعة أسلوبه في الخواطر والمقالات أو الروايات .
- وهذه إحدى رواياته .
- نعم . وهي الأقرب الى قلبي .
- لماذا
- لا أستطيع أن أعطيك سبباً وجياً … فهذا الإرتباط عاطفي ولم أفكر أن أبحث عن مبررات له … ربما إعجابي بباسمة بطلة الرواية أو حتى للشخص الذي أهداني هذا الكتاب .
- إذا لا بد أن أحدهما باسمة أو صديقك هذا شخص يستحق الإعجاب ..
- كلاهما …فالشبه بينهما كبير . دعك من التفاصيل الصغيرة . وخذي الخطوط العريضة . أنهما شخصان متميزان حقاً … ناجحين . ومستمرين في النجاح . يستحق كل منهما أن يشار إليه بالبنان … يشعرانك بالقوة والأمان ..
- أناس كهؤلاء خارقون … أنت تبالغ .
- بل هم أناس مثلنا . لكنهم امتلكوا شيئاً عجزنا عن تذوق حلاوته .
- ما هو .
- الإرادة .؟!
- نعم . عندما إمتلكوا القرار . إمتلكوا المصير … إمتلكوا أنفسهم .
- أتريد القول بأننا لا نملك نحن العاديون إرادتنا .
- بل لا نملك جزء كبيراً منها .
- إذاً نحن – برأيك – لا نملك من الشجاعة ما نستطيع به رسم حياتنا ونسير وفقاً لخطى مرسومة لنا .
- بالضبط .
- لكني اذكر أن والدي أخبرني يوماً أن الله خلق الإنسان مخيراً لا مسيراً وأيد كلامه بأدلة دينية .
- المشكلة هي أنه ليس الله الذي يسيرنا . بل المجتمع والمادة والتقاليد والعادات وأصحاب النفوذ والمراكز والمناصب والمسئولين وأهل الكروش والفروع الأمنية و….
- رويدك … رويدك … أتريد الزعم بأن باسمة وصديقك هذا تمكنوا من تحطيهم كل هذه القيود الماسية .
- بعضها … وربما القليل منها لكن هذا يبقى أمراً يحتاج إلى قوةٍ كبيرة ٍ.
ولا تظني أن إلغاء النفاق والتملق ومسح الجوخ والتصفيف والهتاف والصراخ وترديد الكلمات دونما مبرر هو أمر سهل . لكنه إذا حدث مع أحد – كما حدث معهما – فهو يعني أن هذا الأحد يهتف ، إذا آمن بالهتاف .. ويردد ما يقنع به ويسير على مبدأه الذي يضعه ويعلم أن لا حدَّ و لا أحد في الدنيا يمس إنسانيته .. أو كرامته كإنسان.. يحب عندما يحب .. وعندما يريد أن يحب .ويكره عندما يريد هو أن يكره .
- وهل للإرادة هذا التأثير حتى على القلب والعواطف .
- وأكثر
- إذاً يمكنك القول أنه ما من إمرأة عربية على الإطلاق تمتلك إرادتها .
- أغلب النساء العربيات . لذلك أصر على رأي الذي أردده دائماً بأن المرأة الأوربية أكثر وفاء من المرأة العربية .
- لا … هذا هجوم لن أسمح به . فالمرأة العربية معروفة دائماً بوفائها وإخلاصها .. عكس الأوربية التي تشتهر بعكس ذلك .
- أنا لا أقصد الهجوم . لكنها الحقيقة . دعك من الصورة المشوهة التي رسمها الأعلام لنا ليجعلنا نحمد الله كثيراً على حياتنا هذه .. لكن المرأة الأوربية عندما تتزوج إنساناً فهذا يعني أنها هي التي إختارته زوجاً وقبل ذلك حبيباً .. إختارته لشخصه دون النظر لأي إعتبارٍ أخر .. إختارته لأنها تعتقد أنه الشخص الأفضل في العالم والأكثر ملائمة لها . فلا تقبل أن تقارن به أي شخصٍ أخر .. لذلك فوفائها له سيكون مطلقاً .. نابعاً من داخلها دون أن يقيدها مجتمع أو دين أو رقابة . يمكن أن تنفذ منها ببعض الأحيان . أما بالنسبة لأختها العربية والتي لا حول لها ولا قوة فزوجها لا يعني أبداً أنه الشخص الذي إختاره قلبها .. وليس بالضرورة هو الشخص الأفضل في العالم برأيها .. فهو ليس أكثر من ذكر يستطيع القيام بالوظيفة الفسيولوجية للرجل . ويمتلك بيتاً وربما أحياناً سيارة ما … ويمكنه شراء الكثير من الذهب والثياب والعطور والطعام … وجيوبه المنتفخة تسمح له بدفع ثمنها الغالي والمستمر بالارتفاع والمسمى مهراً .. كما أن هذه الجيوب المنتفخة دوماً تضمن له السعادة التي يمكن شراؤها من المحلات الراقية وستكون السعادة أكبر إذا كان هناك أمل بأن تزداد هذه الجيوب إنتفاخاً نتيجةً لربحٍ سريعٍ أو أرثٍ سيضاف بعد عمرٍ قصيٍر … لكن لا يعني أكثر من ذلك .
يقدم لها كل أمور الحياة المادية وتقدم له المتعة والأطفال فقط . بطريقة ميكانيكية .. فكيف تريدين لإمرأة محطمة الروح والقلب أن تخلص لهذا الرجل الذي جاء أهلها يوماً ليقولوا لها هذا هو زوجك الغني فمضت إلى بيتهِ صاغرةً .
أما عن إشتهارها بالعفاف فمبرره هذهِ القيود الصعبة جداً التي تحيط بعشقها من رقابة الزوج والأهل والمجتمع والدين ، وذلك العقاب القاسي جداً لأي محاولة بالرفض أو الصراح .. لكن أنا متأكد أن قلبها سيدق عند أول لحظة غفلة..