أخوة الإسلام، سبق وذكرنا كثيراً من آفات اللسان، تحدثنا عن الغيبة، والنميمة، والمراء والجدال، وكفران النعم، والأذى، والكذب، والافتراء، وسب الصحابة، والتوجه بالدعاء لغير الله عز وجل.هذه الآفات التي ابتلي بها كثير من المسلمين، إلا من رحم ربي، كيف يعالجها الإنسان؟ إذا أردت أن أمسك لساني عن الشر، يجب أن أضع أمامي بعض النقاط الهامة وبعض المحظورات التي يجب أن يتقيها الإنسان ويضعها نصب عينيه.هذه الآفات إن لم تكن كبائر في كثير منها، فهي قريبة من الكبائر، والمواظبة عليها يصيرها كبيرة يستمرئها الإنسان و يتعود عليها.
كيف أعالج هذه الآفات؟ 1.أن أعظّم حرمات الله عز وجل يجب أن أعرف أن تعظيم حرمات الله عز وجل هو دواء شاف لكل القلوب، أن أعرف حرمات الله، كيف أخوض في عرض الناس؟ كيف أسب مسلماً؟ كيف أسب الصحابة؟ كيف أمن بأعطيتي؟ كيف أتألى على الله؟ وأقول: هذا من أهل الجنة و هذا من أهل النار؟هذه النقطة يجب أن تكون في الحسبان، وهو أن أعظّم حرمات الله عز وجل.
2.أنظر إلى ما ورد في كتاب الله عز وجل من مدح الذاكرين لله والذاكرات.والذي يصبح ويمسي ولسانه رطب بذكر الله، ويقرأ في كتاب الله سبحانه وتعالى ليل نهار، والذي يرضي الله عز وجل بالكلام الطيب، ويلقي السلام على المؤمنين، والذي يصلي ويستخدم لسانه في صناعة الخير. هذا كله من وسائل حفظ اللسان من هذه الآفات.
3.أنظر إلى نهاية الدنيا بالنسبة لي. فالدنيا سوف تنهي العمر، سوف ينتهي، سوف أدخل القبر وحيداً فريداً، يحاسبني الله على ما خضت فيه بلساني، فما الذي يجعلني أترك لساني يذكر الناس بالسوء؟ ويذكر الناس ويخوض في أعراضهم، إذاّ سأتقي الله رب العالمين.
4.ليكن عندي قصر الأمل. مصيبة الجميع، إلا من رحم ربي، عبارة عن طول الأمل كلنا يقول: يا فلان ألا تقتنع أنك سوف تموت؟ يقول: نعم، وهل أعددت نفسك؟ يقول: إن شاء الله رب العالمين، يقول: وإذا مت الليلة؟ يقول: يا رجل، لا داعي لهذه السيرة، لا داعي لهذا الكلام، لا داعي لهذه الكلمات. قصر الأمل وتذكر الموت هذه وسيلة ناجعة لعلاج آفات اللسان، يقول تعالى:
و قال ابن عمر، رضي الله عنهما: أخذ بمنكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك"(1).
5.يضع المسلم آيات كتاب الله عز وجل نصب عينيه. الله عز وجل يقول:( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)(العنكبوت: من الآية45)فعندما يصلي الإنسان كثيراً، سوف يتوقف عن الفحشاء؛ لأن الصلاة من الناهيات التي تنهانا عن الفحشاء والمنكر وأن نبغي.
6.قيام الليل. لو واظب المسلم على قيام الليل، ويجد نفسه في لحظة السحر، ورب العباد سبحانه وتعالى يتنزل في الثلث الأخير من الليل كل ليلة، ويقول سبحانه:"من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"حتى يطلع الفجر(2).هذا الوقت العظيم الذي يغتنمه المسلم للدعاء إلى الله عز وجل أن يقيه آفات اللسان وعثرات اللسان، وهذا العضو الذي إن لم يمسكه الإنسان كان كالحيوان المفترس يهجم عليه.قيام الليل والدعاء في السحر يجعل الإنسان يؤوب إلى رب العباد سبحانه وتعالى، ويمسك لسانه عن الشر.
7.أن يتعود الإنسان الصمت. يقول: والله أنا من الساعة كذا إلى الساعة كذا لن أتكلم وإنما أجلس أتفكر، أتفكر في ذنوبي، أتفكر كيف أطرق أبواب الخير، ما الذي سوف أصنعه من باب الخير، ما الذي سوف أقوله لله يوم القيامة، إذا قال لي ماذا قدمت للإسلام؟ كيف حملت هم الإسلام؟"رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن سوء فسلم ومن صمت نجا"( 3).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"(4). وقال صلى الله عليه وسلم:"أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبكي على خطيئتك"( 5).كل هذه النصوص، لو وضعها الإنسان أمام عينيه ربما تكون هذه وسائل كلها لإمساك اللسان عن الشر وإطلاقه بالخير.
مواقع النشر (المفضلة)