إعلمى أختى الفاضلة أنى أحب الفن و الفنانين و لكن تعليقى هذا مجرد مزحة أضحكك كنت دائما أشترى مجلة العربى و كان بها باب إسمه (لوحة و فنان و تعليق ) و كان فى أحد الأعداد لوحة لبيكاسو عبارة عن رجل و زوجته وولدية و إبنة و هم راحلين من مكان ما و كانت هذه اللوحة كلما رأيتها أحسست بالحزن على هذا الرجل و أسرته حيث كانت اللوحة تبين مدى صعوبة الحياة على هذه الأسرة و هم حفاه و الرجل يحمل الولدين و السيدة تحمل كيس المتاع و تجر البنت وراءها و هى منكوشة الشعر مقطعة الثياب حافية القدمين متأخرة عن الأسرة و الله كأنهم يمرون على الأن و أنا جالس و مرة كان عندى علبة بنبون صقيح رسم على غطائها لوحة الموناليوا ( الجيوكندا ) كلما أنظر إليها أحس أنها تنادينى و تكلمنى و تنظر لى دون سواى ظللت محتفظا فى مكتبتى الخاصة حتى الأن فالفن شئ جميل و إذا ما أردت أن أختلى بنفسى لا بد من كتاب بين يدى أو مجلة أتصفحها وأسرح مع المناظر الطبيعية و كأنى بداخلها دمتى لى نيفين توقظى فينا هذا الحس المرهف الذى يجعلنى أطير بلا أجنحة و لكى عظيم تقديرى
د ربيع
مواقع النشر (المفضلة)