أم محمد
فنانتي

اختيار ممتاز لهذا الموضوع
وتحليل رائعيد وتفسير جيد
مما جعلني أضيف لكلامك الكلام التالي
والذي رأيته مناسبا لما بدأته غاليتي
فاقبلي مروري


*****************

(متى عرف العرب الملحمة؟)

تعريف الملحمة :

عمل شعري يقوم على حشد الأساطير والخرافات
والخوارق التي تروى بطولات غير عادية لأبطال غير عاديين يكونون من
البشر أو الشياطين أو الآلهة أو هي مجتمعة. يخوضون فيها معارك طاحنة
تقوم على جوانبها أحداث أخرى من جنسها أو مشبهة لها وقد تكون مغايرة.
هذه الملحمة عند الأمم الوثنية أو شبه الوثنية كالآشوريين والبابلين واليونان
والرومان ثم الفارسيين والنصارى المتأخرين ، أما عند المسلمين فيجب أن تخلو
من جميع تلك الأباطيل فلسنا ملزمين بتقليد الباطل.

أقدم ملحمة في التاريخ:

- أقدم ما أثر من الملاحم ملحمة جلجامش. وهي من روايتين الأولى آشورية

والثانية سومرية.

-وبعدها أنشأ اليونان الإلياذة والأوذيسة.

- ثم الإنياذة للرومان .

- ثم المهابهراتا ملحمة الهنود.

- ثم الشاهنامه ملحمة الفرس .

-ثم الملاحم الغربية المتأخرة مثل الكوميديا الألهية لدانتي.

هل كان لدى العرب ملاحم؟

من المسلم به أن الشعر العربي جميعه فيما قبل العصر الحديث كان غنائيا ,

حيث لم يكن ثمة وجود لفن الملحمة فيه.

لماذا لم يكن لدى العرب ملاحم ؟

يرى البعض أن في الشعر الجاهلي ملامح ملحمية - أقول ملامح لا مقومات الملحمة -

والوثنية كانت قائمة في العصر الجاهلي والخرافات والصراعات

صحبت الشعر العربي فلماذا لم يصنع العرب ملاحم؟

أما في العصر الجاهلي فقد كانوا يعتدون بأدبهم ويرونه أرقى من آداب

الأخرين ولم يحفلوا بما لدى الآخرين وأشك في إطلاعهم على آداب الأمم

الأخرى إلا في أندر النادر ودون تأثر ظاهر.

ثم أن العرب لم يفكروا بشئ مثل هذا وما عرفوه ولو عرفوه لما أعجزهم

ولما قصرت عنه عقولهم وقرائحهم وعندما عرفوه في العصر العباسي

انصرفوا عنه لما فيه من وثنية ، وهو خلاف ماهم عليه من التوحيد ، ولذا لم

يفكروا في النسج على منوالها.

الملحمة عند العرب في العصر الحديث:

انبهر الرواد الأوائل في العصر الحديث بأعمال اليونانين الملحمية ثم أعمال

الغربيين ، فنسجوا ملاحم وإن تميزت بطابع خاص عند أغلب كتابها العرب

وبهذا وجدت الملاحم عند العرب في العصر الحديث ،فلم تعرف عند العرب إلا

في هذا العصر.