للشاعر المرحوم أحمد فرح عقيلان
كان الشاعر يعمل مدرسا للبنات في مدرسة الزهراء الثانوية في غزة وذلك ربما عام 1952 وبعد ان لاقى الامرين منهن كتب هذه القصيدة الساخرة وهي من اوائل قصائده ولهذه القصيدة قصة معي في احد المؤتمرات سنة 1990 على ما اذكر وكنت شابا في الثلاثين تعرفت الى سيدة كبيرة في السن كانت قادمة من سويسرا فعندما عرفت ان عمي الاستاذ احمد طلبت مني هذه القصيدة واخبرتني بانها كانت احدى الطالبات المقصودات فيها
يقولون أحمد ما حيره..................ومابال أيامه مدبرة
عرفناه كالعندليب الطروب.............فما لقريحته مقفرة
ولو كشفوا ماتكن الضلوع.........لألفوا بداخلها مجمرة
سأكشف للناس عن بلوتي.......ليلتمسوا واسع المعذرة
رفضت جبالية عن قلى............نعم قتل المرء ما أكفره
ولو كنت أدري بهذا البلاء.......رضيت ينقلي إلى بربرة
وقال بشير ستحظى هناك........حياتك في روضة مزهرة
وتلقي على مسمع المسلمات.......خلاصة أفكارك النيرة
فتسمن من بعد هذا النحول......ويصبح جسمك كالقنطرة
ظننت الإناث رقاق المزاج.......وإذ هن أعنف من عنترة
وقلت أكون كراعي الظبا........وإذ بي كمن ثوّر المدبرة
وقلت سأسمع سجع الحمام......وإذ هن يزأرن كالقسورة
وأشعر عند دخول الفصول.........كأني أحاصر مستعمرة
فهذي تلوث فستانها...............وهاتيك قد كبت المحبرة
وتلك تنوح نواح الثكالى....وتصرخ قد ضاعت المسطرة
أعلمهن أصول الصلاة............ومايكفل العيشة المثمرة
فيسألنني عن طبيخ الكرنب...........ونقع المخلل والكزبرة
وفي الفصل خمسون عفريتة...طوالا يعشن على المسخرة
فإن صحت يامسلمات استحين..أجبنك بالضحك والصرصرة
وطورا تسل سلاح الدموع..........فينقلب الفصل كالمقبرة
ويحك إن صباح البنات............كأكل الفسيخ بخبز الذرة
وتعتقد امرأتي أنني..................سأعلق في خلقة مقمرة
ووالدتي من بقايا العصور.......تموت من المرأة المسفرة
توبخني كلما سبحت................على هذه العيشة المنكرة
تقول أتدخل صف البنات..............وعينك فاغرة مبصرة
فقلت لها يارعاك الإله.................ونوّلك المنح الخيرة
أيعصب واحدنا ناظريه.........فيصبح كالبغل في المعصرة
يمينا إذا طال هذا...................المقام لأرتحلن إلى أنقرة
وأهرب ركضا إلى الدردنيل........وألقي بنفسي في مرمرة
رويدك فالحال دوما يحول...........ولابد للعسر من ميسرة
إذا شئت موتك قبل الأوان.............فسلم مقاليدها للمرة
بشير هو الاستاذ بشير الريس مدير التعليم في ذلك الوقت
جبالية بلدة شمال قطاع غزة
بربرة قرية في جنوب فلسطين
المدبرة عش الدبابير
الدردنيل خليج الدردنيل
مرمرة بحر مرمرة
مواقع النشر (المفضلة)