العُملة الأيوبية والمملوكية
بسقوط الخلافة الفاطمية في سنة خمسمئة وسبعة وستين هـ - 1171م وانتقال الحكم إلى الأيوبيين ، عمل هؤلاء في بادئ الأمر على إصدار عملتهم الذهبية على طراز العملة الفاطمية ذات النقوش الدائرية ، وذلك على مدى الثلاثين سنة الأولى من حكم الأيوبيين . ولما تولي السلطان العادل في عام 596هـ - 1200م ، أعاد إصدار العملة على غرار العملة التقليدية أي نقش النصوص الكتابية في سطور أفقية احتلت وجه العملة وظهرها ، كما أدخل السلطان العادل بعض التعديلات على العملة منها تسجيل اسمي السلطان والخليفة العباسي وألقابهما بالخط الكوفي ، بدلاً من الشهادة وسورة الإخلاص في الطراز التقليدي ، مع الإبقاء على الأطر الخارجية التي تدأت تنحسر تدريجياً حتى اختفت تماماً .
وفي عهد السلطان الكامل 622هـ - 1225م ، استبدل خط النسخ بالكتابات الكوفية التي كانت تنقش على العملة الأيوبية . وفيما عدا ذلك ، لا نعرف تغيراً آخر طرأ على الدنانير الأيوبية وذلك على كل من السكة الفضية والنحاسية التي تعرضت لكثير من التغيير والتعديل .
أما في العصر المملوكي ، فقد حافظ المماليك الذين ورثوا الدولة الأيوبية ، التي أخذت تتسع على حساب الهامش الخارجي حتى أصبحت تملأ وجهي العُملة بالكامل . ومن أمثلة هذا الطراز العملة التي ضربها السلطان الناصر محمد بن قلاوون 724هـ -1323م . وقد تضمنت نقوش العملة المملوكية اسم السلطان ولقبه ، بالاضافة إلى مكان الضرب وتاريخه وشعار السلطان الذي كان ينقش أحياناً في أعلى النص أو أسفله .
أما ظهر الدينار المملكوكي فكان ينقش عليه عبارة دينية ، تتألف عادة من الشهادة وفقرة من آية قرانية .
ومن الملاحظ أن العملة المملوكية أصبحت تخلو تماماً من الإشارة إلى اسم الخليفة العباسي ، مع أن السلطان
الظاهر بيبرس البندقداري كان قد استقدم على القاهرة أحد أبناء البيت العباسي ، وبايعه بالخلافة في سنة 659هـ -1261م أي بعد سقوطها في بغداد بنحو ثلاث سنوات ، وخطب له على المنابر ، ونقش اسمه على السكة .
وكان زوال عصر الخلافة الإسلامية إيذاناً بظهور دول مستقلة في شرقي العالم الإسلامي وغربيه ، حرصت كل منها على سك عملة مستقلة بأسماء سلاطينها أو حكامها ، ونقشوا عليها شعاراتهم وعبارات تحوي دلالات دينية وعقائدية مختلفة .
ومع التطور الذي طرأ على كل مظاهر الحياة ، فقد اندثرت هذه العملات شيئاً فشيئاً لتحل محلها عملات ورقية ، تعد سنداً بقيمة العملة ، ثم تطورت هذه العملات الورقية في الشكل والحج حتى أصبحت بالشكل الذي نعرفه اليوم .
مواقع النشر (المفضلة)