صعود الجمهورية الرومانية في الغرب اندلعت حرب باردة بين السلوقيين والرومان تنازع فيها الطرفان على النفوذ في اليونان وآسية الصغرى ، وتحولت هذه الحرب إلى حرب ساخنة في عام 192 قبل الميلاد مع اندلاع الحرب الرومانية-السورية في عهد أنطيوخس الثالث والتي دامت أربع سنوات وشمل القتال فيها اليونان وبحر إيجة وآسية الصغرى .
خريطة آسية الصغرى وفقا لمعاهدة أفامية عام 188 قبل الميلاد
انتهت الحرب بهزيمة كارثية للسلوقيين حيث اقتضت معاهدة أفامية التي أنهت الحرب انسحاب السلوقيين من آسية الصغرى مما أدى إلى سقوطها في أيدي حلفاء روما ، وأجبر السلوقيون على دغع تعويضات حرب هائلة بلغت 15،000 تالنتا من الفضة (التالنت يساوي 26 كغ) ، وكان من أهم نتائج الحرب أيضا انسحاب النفوذ السلوقي من اليونان مما أدى إلى وقوعها تحت الهيمنة الرومانية وصارت روما هي القوة الكبرى الوحيدة المهيمنة في البحر الأبيض المتوسط .
هزم انطخيوخس البطالمة مجددا في الحرب السورية السادسة عام 170 قبل الميلاد ، انتهت بهزيمة كبيرة وقيام أنطيوخس الرابع بغزو مصر وحصار عاصمتها الإسكندرية , اضطر أنطيوخس لإنهاء الحصار والعودة في عام 169 بسبب قيام ثورة اليهود المقبيين في اليهودية ، ولكنه عاد وغزا مصر مجددا بعد ذلك واستولى على قبرص التي كانت تابعة للبطالمة . استنجد البطالمة بالرومان قبل وصول أنطيوخس إلى الإسكندرية فأرسل مجلس الشيوخ الروماني مبعوثا إلى الإسكندرية هو غايوس بوبيليوس لاينس والذي خرج لاستقبال أنطيوخس على مشارف الإسكندرية وأبلغه بأنه يحمل إنذارا له من مجلس الشيوخ الروماني يطالبه بالانسحاب من مصر وقبرص فورا ، وعندما طلب أنطيوخس مهلة للتفكير رسم بوبيليوس دائرة حوله في الرمال وأخبره أن عليه أن يقرر قبل أن يخطو خارجها . اختار أنطيوخس الصلح وبهذا انتهت الحرب السورية السادسة ومعها آمال أنطيوخس في ضم مصر إلى حكمه .
كانت سياسة الدولة السلوقية في أراضيها هي الهلينة (اليوننة) ، وعنى هذا فرض اللغة والثقافة اليونانية ، وخلال العصر الهيليني قدمت أعداد كبيرة من المستوطنين اليونانيين إلى سورية وصارت اللغة اليونانية هي اللغة الرئيسية ، غير أن اللغة الآرامية (وهي لغة سوريا قبل العصر الهيليني) ظلت محكية في عدة مناطق وخاصة في الريف .
كانت غالبية سكان سورية الجوفاء(فلسطين وجزء من جنوب سوريا) في العصر الهيليني من اليهود ، ورغم أن قسما كبيرا من اليهود تهلين واعتنق اللغة والثقافة اليونانية -حاله كحال بقية المجموعات في البلاد السورية - إلا أن قسما آخر رفض الهلينة وخاصة في المنطقة الجنوبية من فلسطين والمعروفة حينها باليهودية Iudaea (باللاتيني: يودايا) والتي تحوي بيت المقدس ويتميز سكانها بمحافظتهم على التحدث باللغة العبرية بدلا من الآرامية واليونانية واللتان كانتا محكيتين في بقية أنحاء سورية .
كانت سياسة البطالمة بخلاف السلوقيين تتميز باحترام أكبر للخصوصيات الثقافية والدينية ، وعندما استقر الحكم في اليهودية للسلوقيين في عهد أنطيوخس الرابع بدأ أنطيوخس في دعم التيار اليهودي المؤيد للهلينة وتدخل بشكل كبير في تعيينات الكهنة اليهود وقام بفرض الكهنة الذين يوافقون توجهاته دون الرجوع لآراء اليهود المحافظين ,وعندما ثار المحافظون وقاموا بخلع الكاهن الأعلى مينيلاوس والذي نصبه أنطيوخس أعاد أنطيوخس تنصيبه بالقوة ثم شرع في إصدار قوانين ضد الديانة اليهودية بدءا من العام 167 حيث أصدر قانونا يحظر تقديم الأضاحي اليهودية ثم قانونا آخر يحظر الختان وعطلة السبت وباقي الأعياد اليهودية ، ثم شُرع في نصب مذابح للآلهة اليونانية وتقديم الأضاحي للإله اليوناني زيوس على مذبح الهيكل اليهودي وبلحوم حيوانات محرمة في الشريعة اليهودية وغيرها من الممارسات التي رمت إلى القضاء على الديانة اليهودية .
أدت هذه الممارسات إلى نشوء حركة التمرد المقبّيّة في عام 166 بزعامة يهودا المقبي ، والتي بدأت في الريف على شكل مجموعات تقوم بتكسير المذابح اليونانية وقتل اليهود الذين يقدمون القرابين عليها وإجبار سكان القرى على إجراء الختان والالتزام بتعاليم الشريعة اليهودية ، وتطورت هذه الحركة إلى حرب عصابات السلوقيين انتهت بدخول المقبيين إلى بيت المقدس وتطهير الهيكل من الرموز الوثنية وإعادة العمل بالشريعة اليهودية ، ويحتفل عيد الحانوكة اليهودي بهذه المناسبة .
المملكة الحشمونية في أقصى اتساعها
رد أنطيوخس بإرسال جيش كبير لسحق التمرد ولكن وفاته في ذاك العام أدت إلى رجوع الجيش ، وأرسل جيش آخر في عهد سلفه ديمتريوس الأول Demetrius I تمكن من دخول بيت المقدس وإخضاعها وتأديب اليهود واخضاع المتمردين ، ولكن دخول الدولة السلوقية بعد ذلك في فترة من الانقسامات والصراعات الداخلية بالإضافة إلى تعرضها للضغط المتواصل من قبل روما والفرس البارثيين سمح بتحول اليهودية بحلول عام 143 قبل الميلاد إلى دولة مستقلة فعليا نالت اعتراف مجلس الشيوخ الروماني في عام 139 وعرفت السلالة المقبية الحاكمة لها بعد ذاك بالسلالة الحشمونية .
بعد وفاة أنطيوخس الرابع دخلت الدولة السلوقية في سلسلة من الحروب الأهلية بسبب النزاع على السلطة، وبحلول عام 145 كانت البلاد منقسمة إلى قسمين -- قسم يحكمه أنطيوخس السادس ويشمل أنطاكية وما حولها وقسم يحكمه ديميتريوس الثاني من دمشق ويشمل شرق سورية الحالية وبابل وإيران.
الإمبراطورية البارثية في أقصى اتساعها
ثم بدأت سلسلة الانهيارات في الدولة حيث بعد استقلال اليهودية في عام 143 هزم ديميتريوس الثاني أمام البارثيين في عام 139 وأسر وسقطت الهضبة الإيرانية بالكامل في أيدي البارثيين . استطاع خلف ديمتيريوس الثاني وهو أنطيوخس السابع أن يوحد الدولة مجددا ولكنه هزم أيضا أمام البارثيين وقتل في المعركة عام 129 ، وسقطت بابل بيد البارثيين .
بعد مقتل أنطيوخس السابع انتهت الدولة السلوقية فعليا ودخل ما تبقى منها في حرب أهلية دامت أكثر من 65 عاما تنازع فيها أشخاص عديدون على السلطة وتعرضت البلاد خلالها للغزو أكثر من مرة .
الفاضلة عبير الورود
لازم ادخل هنا اكتر من مره علشان
اركز وانسجم من تلك الحمة التاريخية
وكمان اقدر افهمها كويس
التاريخ ده جميل جدا جدا للناس اللى عندها تذوق له
وانتى ماشاء الله ربنا يوفقك
زى ماقلت من قبل
عماله تلفى بنا لما هتدوخينا
من قاع محيط لاعالى الجبال
ومن تاريخ نقود لتاريخ حضارات
الله يوفقك
موضوع رائع بكل المقاييس
دمتى فى تالق
مواقع النشر (المفضلة)