الأبرو في الوقت الحاضر


بعد الإهمال الذي تعرض له فن الأبرو بزوال الدولة العثمانية (ألغيت عام 1923) التي كان سلاطينها وباشاواتها وأميراتها يرعون الفنون بشكل بارز؛ عاد هذا الفن لينتشر من جديد على أيدي فنانين أتراك فى الربع الأخير من القرن الماضي.
ومن الأدلة على الاهتمام الذي يوليه أتراك اليوم بهذا الفن أن وضعت ستارة ضخمة من القماش ورسوم الأبرو عليها اسم بلال أردوغان، ابن طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية وعروسه ريان، كخلفية للمسرح الذي شهد التوقيع على عقد الزواج يوم 10-8-2003.

ويقول حكمت بارودجي :

إنه حين كان يتلقي دروس علم المخطوطات عام 1971 على أيدي الفنان والخطاط الراحل أمين باران، وجده غاضباً من إهمال الدولة لهذا الفن التقليدي، وحين ذهب لمكتبة السليمانية بإستانبول للاطلاع على المخطوطات شد انتباهه الزخارف والألوان التي تحيط بأغلفة الكتب، فعرف أن هذا هو فن الأبرو. ويضيف:

مع ملاحظة أن أمين باران (ت 1987م) شغفا بهذا الفن أرسلني للفنان مصطفى دُزجون مَان (ت 1990م) في دكانه بحي أسكُدار بإستانبول لأجده يدير تجارة للعطارة، وكان غاضباً هو الآخر من تدهور وضعية هذا الفن وعدم الاهتمام به، فلم أحصل على ما أريده منه ولكني سعيت بكل ما أملك وبجهودي لتعلم هذا الفن وإعادة الاعتبار له.

وبعد مشوار طويل لإعادة الاعتبار لهذا الفن الأصيل أقيم قسم لتدريس فن الأبرو في أكاديمية الفنون الجميلة في مطلع التسعينيات بجهود من الفنان حكمت بارودجي جيل، وهو الفنان الذي ما زال يعلم الأجيال التركية هو وزوجته حتى اليوم أصول هذا الفن الحديث القديم.

ويرى بارودجي أن مقولة (معرفت إلتفاته تابعدر: أي المعرفة ترتبط بالشغف) التي ورثناها من العصر العثماني كانت دافعا ومعبرا عن حالة الاهتمام والشغف التي أولاها أبناء ذاك العصر للفنون، ومن بينها فن الأبرو.

وبجهود الفنان حكمت بارودجي وقسم الأبرو بأكاديمية الفنون التركية أقيم أول مؤتمر دولي للأبرو في إستانبول عام 1997.