ويرى محررها العلمي ستيف كونور ان هذا البحث يعد بثورة في مجال التكنولوجيا الحيوية (البيو تكنولوجي) فهو يفتح الباب للعلماء لتصنيع اشكال جديدة من الحياة التي يمكن برمجتها جينيا لتأدية وظائف محددة،كانتاج وقود خال من الكاربون أو إنتاج لقاحات أو إنتاج اشكال جديدة من الأطعمة والمياه النظيفة، ويصفه بالقفزة العملاقة في العلم ويمكن أن تكون أكبر في المستقبل بالنسبة للبشرية عموما.


بيد أنه يستدرك بان البحث يثير مخاوف أخلاقية بشأن إمكانية وقوعه بايدي خاطئة، كان يستخدم على سبيل المثال في صنع أسلحة بيولوجية.


كما تنفرد الصحيفة بإجراء حوار موسع مع رائد دراسات الجينوم (الخريطة الوراثية) كريج فينتر الذي وقف وراء البحث يشرح فيها كشفه العلمي بقوله :


-إنها المرة الاولى التي يتمكن فيها امرؤ من بناء ما مجموعة 1.08 مليون قاعدة من أزواج الكروموسومات (الصبغيات)، وزرعت في خلية مضيفة حيث يمكن للكروموسوم الجديد ان يستولي على هذه الخلية ويتحكم بها ويحولها الى نوع جديد يحدد بخصائص الكروموسوم الجديد - .


ويضيف: إنها المرة الأولى التي نحصل فيها على خلية يتحكم فيها بنسبة 100% كروموسوم اصطناعي.
ويتابع : لا نعتبر ذلك (خلقا للحياة من العدم) بل نحن نخلق حياة جديدة من حياة موجودة باستخدام حمض نووي
(دي ان أي) اصطناعي لبرمجة الخلية لتكوين خلايا جديدة يحددها الحمض النووي الاصطناعي.


لحظة حاسمة :


ويرى المحرر العلمي لصحيفة (التايمز) (مارك هندرسن )الذي كتب مقالا تحت عنوان
( العلماء يخلّقون حياة اصطناعية في المختبر)
أن هذه التجربة تدفع الحدودأامام قابلية الإنسان على التلاعب في العالم الطبيعي.


بيد أنه ينقل في الوقت نفسه عن بين ديفس الذي عمل في مجال البيولوجيا التركيبية في جامعة (أوكسفورد) قوله:


ما زلت أعتقد أننا بعيدون جدا عن الحياة الاصطناعية ، يمكنك أن تأخذ هذا الجينوم الاصطناعي وتكتب بمورثات (جينات) جديدة ذات وظائف معروفة بيد اأن ذلك ليس شيئا مختلفا عن علم الاحياء الجزيئي في هذه اللحظة.


الفاتيكان يرحب :


من جهتهم رحب مسئولو الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا مؤخرا بقيام علماء أمريكيين بتخليق أول خلية صناعية ولكنهم أكدوا إن تلك الإكتشافات العلمية يجب في النهاية أن تفيد الجنس البشري.


وقال الأسقف (رينو فيسيشيلا ) لبرنامج إخباري بثه التليفزيون الإيطالي الرسمي :


إذا استخدمت (الخلية) لصالح الخير ومعالجة الأمراض في هذه الحالة يمكن أن يكون موقفنا إيجابيا تجاهها.


وأضاف ( فيسيشيلا) الذي يرأس الأكاديمية البابوية للحياة :


إذا لم تكن مفيدة في إحترام كرامة الإنسان حينئذ سيتغير حكمنا عليها . بحسب د ب أ.


وفي الوقت الذي أعترف فيه الأسقف (أنجيلو باجناسكو) كبير الأساقفة ورئيس مؤتمر أساقفة إيطاليا بأنه لم يطلع على تفاصيل الإكتشاف، أشاد به بوصفه :


علامة أخرى على الذكاء الذي منحه الله ليسمح للجنس البشري بفهم الخلق وتنظيمه بطريقة أفضل.


عالمة بريطانية : البكتيريا الاصطناعية مضرة بالإنسان


من جهة أخرى أعربت عالمة بريطانية متخصصة في علم الجينات عن قلقها إزاء تمكن علماء في أمريكا من إنتاج أول خلية اصطناعية حية في العالم، مشيرة إلى أن البكتيريا الاصطناعية مضرة بالإنسان إذا ما أسيء استخدامها الجديد في إنتاج الخلية الصناعية الحية بالتقليل من المخاطر والعيوب المحتمل أن تخلّفها الكائنات التي يعكف علماء على إنتاجها.


وقالت الدكتورة (هيلين ووليس)من مؤسسة (جينيتشووتش) البريطانية التي تعنى بمراقبة ورصد التطورات في مجال تقنيات الجينات في معرض حديثها عن إنتاج خلية اصطناعية حية :


إن البكتيريا الاصطناعية قد تكون خطيرة خاصة إذا ما أطلقت الكائنات الحية الجديدة في البيئة، ويمكن أن تتسبب في الضرر أكثر مما قد تجلب من فوائد، بل هذا نوع جديد من التلوث.



المصدر : شبكة النبأ المعلوماتية