لا يجوز للمسلمة أن تتزوج مشركا بحال من الاحوال ويجوز للمسلم أن يتزوج من مشركي أهل الكتاب .

بين الحق تبارك وتعالى في شرعه الكريم ( سورة الممتحنة وغيرها) وسنة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل بمقتضى أمر الله ، أنه لا يجوز بحال للمسلمة أن تتزوج أو تبقى زوجة لمشرك إن دخلت الإسلام قبله
( وهذا معروف عند أهل السنة والجماعة – والحمد لله) .
بينما للمسلم أن يتزوج من الكتابية – إن شاء – مع إن الافضل الزواج من المسلمات الصالحات ، لامر النبي صلى الله عليه وسلم 0(تنكح المرأة لحسبها ولمالها ولجمالها ، فظفر بذات الدين تربت يداك ) الحديث
وهذا أمر قضى به الرحمن تبارك وتعالى
وفي هذا الامر من الامور العجيبة من أن الإسلام هو تمام الحق المطلق والخير التام للبشرية .
ذلك أن المرأة – وحسب تكوينها الخلقي تابعة للرجل . والمرأة بذلك تتبع زوجها – لامحالة – في غالب الاحوال

( إلا من جاهدت الدنيا للخلاص من الشرك إلى الإسلام ...) فلو سمح الإسلام للمسلمة أن يتزوجها المشرك ، لكان ذلك ظلما عظيما لها ، وكأنه – دفع بها للشرك وبالتالي إلى الجحيم .. والعياذ بالله .

أما زواج المسلم من الكتابية ، فهو العكس تماما فهو تقريب لها للاسلام وإعطائها أعظم الفرص للدخول في الإسلام ومن ثم النجاة في الدنيا والاخرة حيث أن غالب الامر أنها ستتبع زوجها وأولادها .. وهذا ما يحدث فعلا .. وقال تعالى

(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء.

إلا والعياذ بالله مع أولئك الذين لا يحملون من الإسلام إلا الاسم المسلم والعياذ بالله . فهؤلاء والعياذ بالله ضلوا وأضلوا ..

الخاتمة

ومن هنا نعلم أن الامر لا يوصف من حيث الجدية والخطوره وانه الحق من الخالق تبارك وتعالى ، ونلخص هذه المقالة بما يلي :
1) إن أحكام الشرع الإسلامي ومنها ما يتعلق بالنساء من تصرفات ولباس وتعدد زوجات ...انما هو حكم الرب تبارك وتعالى ، خالق هذا الإنسان وهو كما أخبر في كتابه ، أرحم الراحمين . وكون هذه الأحكام منه تبارك وتعالى ثابتة بمعجزة ألقرآن ألكريم .الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وليس كباقي الانظمة او المناهج الحياتية التي هي من صنع الإنسان .

2) أنه تبارك وتعالى قد اخبر في هذه ألمعجزة الربانيه انه شرع لهم مافيه الخير الراجح لهم رجالا ونساء. وأن الخير والفوز :

أولا : آت حقا لانه وعد من الرب تعالى.
ثانيا : أنه يمتد إلى ما بعد الموت بخلاف الدعوات الدنيوية الوضعية التي إنما تضر الإنسان ولا تنفعه لأنها إنما تشغله عن ذلك الخير العظيم.

3) بالعمل بالإسلام رجالا ونساءا ، يصبح الإنسان هو الاكرم عند الله . لأنه يرد على فطرته الأصلية .
قال تبارك وتعالى


(يا أيها ألناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند ألله أتقاكم أن ألله عليم خبير)
( 13 الحجرات) .

4) أن الله تبارك وتعالى لم يكلف الإنسان الا في حدود استطاعته فقط. قال تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..) البقرة ... وليس هذا فقط . بل كلفهم بما يوافق فطرتهم . ولذلك فإن كل حكم في الإسلام . ما تعلق بالرجل أو بالمرأة موافق للفطرة الأصلية لهذا الكائن . قال تعالى :


( فأقم وجك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ).

5) ان العالم الذي بفتاوه تبرأ ذمة الإنسان معروف صفاته في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو العمل بما يعلم، أي تقوى الله ، لأن هذا الشرع يدعوا الى تقوى الله تعالى ، وقد قال تعالى


( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) 3 الصف .

أو يصبح الإنسان مثل اليهود ، والعياذ بالله ، قال تعالى عنهم

( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) 44 البقرة .

6)أن هذا الشرع شامل لجميع بني البشر مهما كان الجنس أو اللغة او اللون فهو مخاطب به ومكلف به ومسؤول يوم القيامة .. قال تعالى


(وما أرسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) .

بل والجن كذلك مكلفين به قال تبارك وتعالى

(وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين ) 107 الانبياء .

7) إن الدعوات الأخرى غير ما شرع الله حقيقة في كتابه وسنة نبيه، وخصوصا منع أو تعقيد تعدد الزوجات قد أضرت بالمرأة ضررا فاحشا . والحقت بها ظلما عظيما. لأنها إنما حرمتها حكما حكمه خالقها الاعلم بالرجل والمرأة وهو أرحم الراحمين . تبارك وتعالى ، فحرمت بتشريعاتهم الوضعية هذه فرص الزواج وتحصيل السكن والطمأنينة التي جعلها الله في الزواج وتأسيس عائلة وحرمتها كذلك الامومة . وبدلا من ذلك يجعلها متاعا سهلا وأداة لقضاء الرغبات السريعة بينما هي تحترق من الداخل لأنها إنسان بشر وليس مجرد متاع . كما ويشغلها هذا ألاضراب وعدم الطمأنينة يشغلها عن عبادة ربها والفوز بالنعيم المقيم في الدار الآخره..

ولهذا فانني ادعو الى التوبة والرجوع وطلب المغفرة من الله تبارك وتعالى وأقامة الصلاة قلبا وقالبا لاْن الصلاة ، إن قصد بها وجه الله تعالى ، فلا بد أن تنهى عن الفحشاء والمنكر. كما قال تعالى

( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) 45 العنكبوت .

ربنا تقبل منا وارحمنا واغفر لنا إنك أنت السميع العليم، وصل اللهم على نبيك محمد، المبعوث رحمة للعالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب ألعالمين .