هل تعلم أن بعضنا يشرب الخمر يوميا؟؟؟؟؟

[عبير]

أهلا بك إيمان الغالية

وبإضافتك وتوضيحك المميزين .

إن ماجاء في هذا الموضوع كما قلت سابقا جاء في رسالة توصلت بها على بريدي الخاص

وقلت بأنني لا أعلم صحته من عدمه وللمتصفح التثبت من ذلك ، إنما أردت نشره للاطلاع فقد تكون

به فائدة ونحن كنا بها جاهلين.


أما ما يتعلق بالحديث النبوي الشريف الذي يقول - ما أسكر كثيره فقليله حرام- وقد يكون اشتبه فيه

بعض الناس

أود أن أخط بعض الأسطر توضيحا له على قدر اجتهادي في بحثي في هذا الحديث - وإن اختلاف

الرأي لا يفسد للود قضية- بل يفتح فيها بابا للتوضيح لا أقل ولا أكثر.

وأنا أيضا لست ممن لهم حق الفتوى ولا حتى حق إبداء الرأي في مثل هذه الامور ، إنما أردت

أن أدلي بدلوي المتواضع في هذه القضية راجية منك سعة الصدر ورحب الفؤاد.


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين

وبعد;

فقد أخرج أبو داوود والترمذي وقال هذا حديث حسن غريب، وابن ماجة وأحمد بن حنبل في مسنده

عن جابر بن عبد الله رضي الله

عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - ما أسكر كثيره فقليله حرام -

صححه جمهرة من أهل العلم بالحديث منهم ابن حبان من القدماء والألباني من المعاصرين وغيرهم

كما ذكره خاتمة الحفاظ ابن حجر العسقلاني في كتابه - بلوغ المرام - وقال ورجاله ثقات ، ولهذا

الحديث شواهد كثيرة .

هذا فيما يتعلق بدرجة الحديث فهو من باب المقبول والله أعلم ، وتلقته الفقهاء بالرضا والتسليم

بمعناه ، وبنوا عليه وأحاديث أخرى حرمة كل ما أذهب العقل أكان قليلا أم كثيرا ، فمنطوق الحديث

ومفهومه سواء.

فما قول الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بيانا لما جاء في آية تحريم الخمر في سورة المائدة

وهو قوله تعالى

- يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه

لعلكم تفلحون.-

فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة حرم الخمر بإطلاق دون تمييز بين قليلها وكثيرها وعلى

هذا إجماع العلماء ، ولم ينقل أحد من أهل الفقه في الدين خلاف ذلك وعلى هذا إجماع العلماء،

ولم ينقل أحد من أهل الفقه في الدين ذلك خلال خمسة عشر قرنا من الإسلام.

بل إن المتمعن في الآية الكريمة يجد أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين باجتناب الخمر وكما هو

معلوم عند علماء الأصول فإن الأمر بالشيئ هو نهي عن خلافه .

وهكذا فإن المسلمين منهيون عن الاقتراب من الخمر ، والعلة في ذلك كما يستفاد من سياق الآية

الكريمة أن الخمر رجس من عمل الشيطان ونحن ملزمون باجتناب خطوات الشيطان .

قال الله تعالى- ولا تتبعوا خطوات الشيطان -.

هذه واحدة، أما الثانية فإن الخمر كما وصفها الله تعلى هي رجس والرجس هو النجس والنجس هو

الشئ غير الطاهر والذي يحرم استخدامه واستعماله في العادات من طبخ وتداو وغيره .

وقد يقال إن الخمر إذا أضيف بعض منها إلى الأكل أثناء طبخه فإنها تستحيل غير خمر

فإنني أقول أن من الخمر مالا يكون خمرا إلا إذا طبخ في ماء أو غيره ، بل أنه كما ورد في السنة

الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن استعمال الخمر إذا تخللت فكيف

بها وهي على أصلها .

وهكذا فليس المقام مقام تفصيل وإطالة إنما هو توضيح في هذا المختصر المقالة أن الحكم الشرعي

في الخمر هو التحريم بإطلاق قليلها كان أو كثيرها والنهي عن استعمالها في العادات والعبادات.



أختي الغالية إيمان

دمت ودامت نفحاتك الطيبة.