وقد أخطأ بعض المفسرين المحدثين الذين رأوا أن الدسر هي الحبال؛ لأن الدسر في اللغة هو الدفع بقوة وعند الرجوع للمعاجم اللغوية الكبيرة المعتمدة كلسان العرب وتاج العروس نجد أن الدسار هو المسمار المعدني؛ كمقولة قاتل الحسين – لعنه الله – دسرته بالرمح دسراً ولم يقل طعنته، كأنه قد مسمره بالرمح ولا خوف أن يقال إن الإنسان لم يكن يعرف المعادن في ذلك العهد .
فقد اكتُشف أخيرًا أن الإنسان اكتشف بل وصهر خامات المعادن منذ مائة ألف عام على الأقل، راجع في ذلك مجلة العلوم الأمريكية عدد سبتمبر 2005م ص 49.
وكتاب: "من مرحلة لوسي إلى مرحلة اللغة " تأليف: دونالد جوهانسون وبليك إدغار
ترجمة إياد ملحم / منشورات المجمع الثقافي بأبي ظبي ص 175.
وبعد فليست هذه الحقائق الثمانية هي كل حقائق هذا الكشف المعجز ولكنها أوضحها وأهمها
فقد وجدت كذلك البعثات المتكررة
[ للباحثين الأمريكيين خلال ثلاثين عامًا ]
فضلات الحيوانات التي صارت حفريات coprolites
كما وُجدت عدة " ثقالات " pallets
وننهي عملنا هذا بتساؤل كيف لبناء بسيط من الألواح الخشبية والدسر المعدنية، بلا محرك ولا شراع، بل بلا قائد لأن مهمة نوح انتهت ببناء السفينة بوحي الله وحمله فيها الناجين.
أما السفينة فقد كانت تجرى بأعين الله تعاني أهوال زخَّات الماء وكأنها تمر تحت شلال من الشلالات الرهيبة.
ثم لابد أنهم عانوا بعد ذلك من البرد الشديد نتيجة احتجاب أشعة الشمس ، وكذلك ضوؤها نتيجة السحب الكثيفة، فركاب تلك السفينة لم يروا لفترة طويلة ضوء الشمس ولم يعرفوا ليلًا ونهارًا.
تسير بهم أو بالأحرى تجري في موج كالجبال. فتميل وترتفع وتهبط ولا تغرق.
إنها لأهوال وكأنها من أهوال القيامة.
نقول كيف لتلك السفينة البسيطة أن تتحمل كل ما ذكرناه آنفًا ؟ لقد كان
{ بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا }.
مواقع النشر (المفضلة)