8.أن يصاحب الإنسان أخيار الناس.
يصاحب أهل العلم، أهل التقوى، أهل الاستقامة، أهل الفضيلة الذين لا نسمع منهم الكلمات البذيئة؛ لأن هذه الكلمات البذيئة لا تسمعها إلا من إنسان غفل قلبه عن ذكر الله واتبع هواه، كما قال الله تعالى:
(مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ )
(الكهف: من الآية28).

لكن الإنسان المؤمن المستقيم، التقي النقي، والمؤمنة التقية، لن تقول أو لن يقول إلا خيراً لأنه تعود أن الكلمات السيئة سوف تورده موارد التهلكة.والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا
: "مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك أو أن تبتاع منه وإما أن تشم منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك أو أن تشم منه ريحاً خبيثة"(6). هكذا الجليس الصالح نبحث عنه، و الإنسان المسلم والرجل على دين صديقه وخليله، قل لي من صديقك، أقول لك من أنت.فالمسألة عبارة عن إعانة الإنسان بالصالحين من العباد، الذي إن رآك غافلاً ذكرك، وإن رآك ذاكراً أعانك، وإن رأيته ذكرتك بالله رؤيته، ودلك على الله حاله، وزاد في علمك منطقه."الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"(7)، الصديق رقعة في الثوب أو"الأخ رقعة في الثوب فلينظر أحدكم بما يرقع ثوبه"، "المسلم مع المسلم (أو الأخوان في الله) كاليدين تغسل إحداهما الأخرى"(8).

9.الشيطان العدو الوحيد.
تعرف أن الشيطان هو الذي يشجعك على القول البذيء، والشيطان لنا عدو، وهو العدو الوحيد الذي يجب أن نتخذه عدواً هكذا أمرنا الله عز وجل:(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)(فاطر:6).فإذا جاءك الشيطان لكي تتحدث فيما يضر، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، قال تعالى:

(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

(الأعراف:200)
.

10.أن يشتغل الإنسان بعيوب نفسه. لو أشتغل الإنسان بعيوب نفسه لشغلته عن عيوب الناس. كيف أشغل نفسي بعيوب نفسي؟أولاً: يجب أن أعرف عيوب نفسي من أمور: أن أعرض نفسي على رجل مربي، عالم بالكتاب والسنة، عالم بكيفية تهذيب القلوب وتربيتها، أعرض نفسي عليه، ثم أعرض نفسي على كتاب الله عز وجل، فما وجدت ما حث الله عليه أصنعه، وما وجدت ما نهى رب العباد سبحانه وتعالى أن أنتهي عنه، ثم يكون لي أخ صالح، فالمؤمن مرآة أخيه، عندما يراني على منكر سوف يقوّمني.كما قال أبو بكر:أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم(9).

ثانياً
: يعرف الإنسان عيوبه من ألسنة أعدائه، فأعداؤك قد يقولون فيك صفات كثيرة أنت إن راجعت نفسك فربما تجدهم صادقين في صفة، أو في صفتين، أو في ثلاث، ثم انظر في عيوب الناس، فما تستقبحه منهم لا تصنعه أنت، ما تراه سيئاً فيهم لا تصنعه أنت.فلا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
11.الإكثار من الطاعات.الإنسان لكي ينتهي عن آفات اللسان يكثر من صيام الاثنين والخميس، صيام يوم أو يوم، ركعتين في جوف الليل، كثرة قراءة القرآن، تنقية القلب، أن تحسن إلى من أساء إليك، أن تحذر اللسان كل يوم، وتقول: يا لساني، اتق الله فيّ.
فالإنسان عندما يصلي يجب أن يقف ليصلي صلاة مودع فيتوب إلى الله عز وجل وينهي لسانه عن الشر، وإذا غضبت فما عليك قبل أن تفلت أو يفلت لسانك بكلمات سيئة، ما عليك إلا أن تدخل تغير وضعك الأول فإن كنت جالساً فقف، وإن كنت واقفاً أجلس، وإن كنت نائماً أقعد ثم توضأ فإن الغضب من الشيطان والشيطان من النار ولا تطفئ النار إلا بالماء ثم أريد من أي غاضب يريد أن ينطق ويتفوه بكلمة لينظر إلى المرآة سوف يرى شخصاً غير الذي يعرفه، يقول من هذا الشخص الذي في المرآة؟ إنه أنت أيها الغاضب الذي يجب أن تتمسك بالسكينة والعودة إلى لحظة الرضى وتدعو الله "اللهم أجرني من حر غضبي".فإذا حفظت لسانك أخي المسلم فزت برضوان الله سبحانه وتعالى، وأحبك النبي صلى الله عليه وسلم وأحبك الناس، وضمن لك الجنة بإذن الله. والنبي صلى الله عليه وسلم يبشرك بأنك من أقرب الناس إليه "الموطؤون أكنافاً الذين يألفون" (10)، "وإن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض" (11).

الخاتمة

أحبتي في الله، أخوتي وأخواتي هكذا عشنا هذه الرحلة عن آفات اللسان، وهي عبارة عن عناوين سريعة لهذه المعضلات الكبيرة. والله لو أمسك كلُُ منا لسانه لصلحت مجتمعاتنا وصفت نفوسنا.نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ألسنتنا لهاجة بذكره ذاكرةً له سبحانه وتعالى آناء الليل وأطراف النهار.
اللهم رّطب ألسنتنا بذكرك، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،
وجنبنا سوء الأخلاق لا يجنبنا سوءها إلا أنت،وحسن خلقها، لا يرزق المسلم الأخلاق الحسنة إلا أنت يا رب العالمين
واجعل ألسنتنا و حصائد ألسنتنا في ميزان حسناتنا ولا تجعلها في ميزان سيئاتنا
أنت ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا رب تسليماً كثيراً.




عمر عبد الكافي