لقد تعوّدتََ يا قلمي تحمّل ما أبثّك إيّاه لم تمَلَّ يوما ولم تشتكِ
لم تكن كلماتي فرحاً وأنت أدرى بها خيرٌ ممّن يحيطون بي وإن كانوا قلّة
أحياناً كثيرة حاولت إخفاء ما يلمّ بي كنت أحاول رسم الفرحة على حبرك لكنك كنت تعلم بأنني أراوغ فلم تطاوعني في مراوغاتي وكأنّك تقول لي: أفرغي جعبتكِ خفّفي عنها ما يثقلها وبي لا تبالي فإنّني أنتِ وأنتِ أنا بوحي وأسهبي يا صغيرتي فكنت أتعجّب من كلمة صغيرتي التي يناديني بها فيلمح الدّهشة مرسومة على ملامحي فيستطرد قائلاً
لمَ تتعجّبين؟ نعم أنتِ صغيرتي وأعلم أن لا أحد يفهمكِ سواي
فأردّ حائرة ولكن ما ذنبك أنت أيها القلم الخِلُّ الوفيّ وما ذنب تلك الصّفحات التي أهطلتُها أحزاناً تلك الصّفحات التي لا يعلم سرَّها إلا أنتَ وهي وتلك الأدراج نعم ، أعلم بأن كلماتي بسيطة وليست منتقاة بانتقاء البارعين هي بسيطة عفويّة لكنها تعبّر عن خوالج ذاتي ومتاهات نفسي.
ذات مرّة وأنا أتصّفحها .إذ بي أراها غاضبة متمرّدة حاولت معرفة ما بها فأجابتني محتجّة لقد تعبت من هذه الأدراج التي وضعتِني بها وحكمتِ عليّ بالاختفاء الأبديّ سجنتِني وما كان يحقّ ذلك من حقّي الظّهور للحياة من حقّي أن أحيا إن كنتِ تريدين لي التّواري السّرمديّ كان أولى أن تحبسينَني داخلكِ
ألفيت القلم ساعتها مُفكِّرا لا ينبس قلت ما دهاكَ يا قلمُ
قال وهو النّاصح الأمين مزِّقي صفحات الألم ولتكنْ ذكرى من ماضٍ رحل وأعيدي رسم قوس قزح.
مواقع النشر (المفضلة)