وكمية المياه اللازم إعطائها تحسب بعد معرفة قيمة ع من المعادلة السابقة وبعد ذلك تضرب فى مساحة الأرض فنحصل على كمية المياه اللازم إعطائها للرى مع ملاحظة أن الوحدات تكون متشابهة على أساس الفدان 6/5 4200 متر مربع نضرب 100×100 إذا كانت ع بالسنتيمترات ويضاف 10% بالنسبة للفاقد عن طريق التبخير فى سطح التربة أو من المنزرع وفى بعض الأحيان تصل النسبة إلى 15% فى الأراضى الرملية ، وبذلك يمكن حساب وزن كمية الماء اللازم إضافتها عند كل رية .
وتحت الظروف العادية يستمر امتصاص النبات لماء مؤديا وظائفه الحيوية حتى تصل نسبة الرطوبة إلى حد لا يقوى النبات معه على امتصاص الماء الكافى للقيام بوظائفه إذ تكون كمية الماء المفقود بالنتح أعلى بكثير من كمية الماء التى يمتصه فتظهر عليه دلائل الحاجة إلى الماء فيذبل وتقف العمليات الحيوية رغم استمرار التربة محتفظة بجزء من مائها ومع هذا لا يستطيع النبات الاستفادة منه وتعرف هذه الحالة بنقطة الذبول أو نسبة الذبول Wilting Percentage وهو اصطلاح يستعمل للتعبير عن كمية الرطوبة الموجودة فى الأرض والتى عندها يذبل النبات نتيجة لأن كمية الرطوبة التى تستطيع أن تأخذها جذور النباتات النامية أقل من الكمية التى تفقدها بواسطة النتح وبذا يبدأ ظهور أعراض الذبول ، وهناك ذبول مؤقت وآخر مستديم فالذبول المؤقت يمكن للنباتات ولأشجار الفاكهة النامية أن تسترد حالتها الطبيعية عند إعطاء مياه للأرض ثانياً أما الذبول المستديم أو الدائم فهو الحالة التى إذا وصل إليها النبات يذيل ولا يسترد حالته الطبيعية مهما أضيف ماء للأرض
( موت النباتات )
وتقدر نقطة الذبول بطريقة بيولوجية عن طريق استنبات بذور عباد الشمس أو بذور الطماطم فى عينة من الأرض إلى أن تتكون الأوراق الأولى للبادرات ثم بعد ذلك يترك النبات ينمو دون إضافة مياه للأرض مع تغطية سطح التربة بواسطة شمع لمنع فقد الماء ينمو دون إضافة مياه للأرض مع تغطية سطح التربة بواسطة شمع لمنع فقد الماء عن طريق التبخير من سطح الأرض والاقتصار على جعل الفقد عن طريق النتح إلى أن تبدأ أعراض الذبول فى الظهور . وللتأكد من الوصول إلى نقطة الذبول المستديم يوضع النبات فى ناقوس زجاجى جوه مشبع بالرطوبة فإذا استعاد النبات حالته الطبيعية كان ذلك دليلا على عدم الوصول إلى النقطة المطلوبة وعليه يترك النبات مرة أخرى ثم تكرر العملية السابقة مرة أخرى إلى أن نصل إلى الحالة التى عندها لا يسترد النبات حالته الطبيعية
وعند ذلك تقدر النسبة المئوية للرطوبة الموجودة فى التربة ( فرن 105ْم لمدة 24 ساعة ) .


وقد وجد أن طبيعة تكوين التربة ذات أثر هام فى نسبة الذبول حيث تحدد مدى قدرة النباتات على الانتفاع بماء التربة فنسبة الذبول تبتدئ بحوالى 1% للأراضى الرملية وتصل إلى 25% فى الأراضى الطينية . ومن العوامل الهامة الأخرى نسبة الأملاح فى التربة حيث تزداد نسبة الذبول بزيادتها، أما من ناحية تأثير الحرارة فقد وجد أن ارتفاعها يساعد على نسبة الذبول وذلك لتقليل قدرة حفظ حبيبات التربة للأغلفة المائية ويظهر أثر الحرارة بوضوح فى الحبيبات الدقيقة عنه فى الأراضى الرملية .

أما من حيث نوع النبات فقد وجد أن نسبة الذبول لا تتأثر باختلاف نوع النبات فإذا كان هناك أثر فإنما يكون فى قدرة النبات على تحمل الحياة لفترة أطول تحت نسبة الذبول .

ويجب ملاحظة أن نسبة الذبول لا تمثل حد معين تقف عنده عملية الامتصاص وهى انتقال الماء من التربة إلى النبات
أي أن عند نسبة الذبول لا يزال للنبات قدرة على امتصاص بعض المياه من التربة ولكن هذه الكمية القليلة الممتصة من الماء تكون أقل بكثير من الكمية المنتوحة بواسطة النبات مما يؤدى إلى حالة الذبول فى النبات .

وبناء على معرفتنا للسعة الحقلية للتربة الموجودة بها أشجار وكذلك نسبة الذبول لها لا يمكن تقدير كمية الرطوبة الصالحة لاستعمال النبات ومعرفة كمية الماء الواجب إضافتها عند كل رية وبحساب الاحتياجات المائية لصنف الفاكهة المزروع كما سبق شرح طريقة هذا الحساب وبقسمة الناتج الأخير على الحاصل الأول تعطينا عدد الريات الواجب إعطائها للحديقة . ومن البديهى أن توفر الرطوبة فى التربة ضرورى صيفاً وشتاءً سواء كانت الأشجار المنزرعة متساقطة الأوراق أو مستديمة الخضرة ومن البديهى أن الأخيرة تحتاج إلى كمية من الماء أكثر من الأولى وتطول الفترات بين الريات فى الشتاء عنها فى الصيف وكلما كلنت التربة أقدر على الاستفادة بماء الرى كانت أقل حاجة للرى المتكرر على فترات قليلة وإذا علمنا أن كمية المياه التى تعطى للفدان فى التربة الواحدة تقدر فى المتوسط بحوالى 3000 متر مكعب فى الأراضى الطينية
( وذلك على أساس ما تقرره وزارة الأشغال بحساب 350 متر مكعب يضيع منها 50 متر مكعب فى الطريق حتى تصل إلى البستان أو الأرض المنزرعة )
وهى تزيد عن ذلك تقل تبعا لنظام توزيع المياه على المزارعين وعنايتهم أو اهمالهم فى اتباع الطرق الصحيحة للرى وإذا علمنا أيضا أن أشجار الموالح المكتملة النمو المنزرعة فى مثل هذه الأراضى تحتاج إلى 3000 متر مكعب على الأكثر فى السنة وذلك على أساس التجارب العديدة فإنه يتضح من ذلك أن إعطاء الكمية على عشر ريات يجب أن يعتبر كحد أقصى للمحصول لإعطاء أحسن نمو وأكبر انتاج وتوزع هذه الريات على مدار السنة على فترات تختلف باختلاف الظروف الجوية فتقصر صيفا وتطول شتاء كما تراعى فيها حالات النمو والإثمار ومن الطبيعى أن تقل كمية المياه التى تحتاج إليها مثل هذه الأشجار إذا كانت منزرعة فى تربة طينية متماسكة وتزداد فى حالة الزراعة فى الأراضى الرملية ويمكن تقدير كمية المياه التى تعطى للبستان على أساس ارتفاع سمك مياه الرى على سطح الأرض قبل أن تشربها التربة مباشرة فإذا كان الارتفاع 2.5 سم كان معنى ذلك كمية مياه الرى 100 متر مكعب للفدان ، وإذا كان 7.5 يكون الرى بمعدل 300 متر مكعب للفدان وهكذا
وهو حساب تقريبى نظرا لعدم استعمال أجهزة قياس كميات الماء .


ولما كان الغرض من التقنين المائى للمحاصيل هو إنتاج أحسن غلة ممكنة بطريقة اقتصادية فإن ذلك يتطلب الدراسة فى الحقل أو على الطبيعة أى عمليا ، وتستعمل لذلك عدة طرق منها طريقة الأحواض ، أو الطريقة المباشرة لحساب مقدار الداخل والمنصرف ، أو التقنين باستخدام الأرصاد الجوية ولا مجال لشرح هذه الطرق بالتفصيل وعموما تعتمد أو تستند كميات المياه المراد إعطاؤها للأشجار على الآتى :