+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 21 إلى 23 من 23

الموضوع: من هنا وهناك

  1. #21

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    ضاع العمر بغلطة


    هناك قصة مشهورة في الأدب الفرنسي اعتمدت على واقعة حقيقية حدثت في باريس قبل فترة طويلة.. ورغم أنني لم أعد أذكر الأسماء والتفاصيل إلا أنني أذكر المغزى والمفارقة - وبالتالي سمحت لنفسي بإعادة صياغتها على النحو التالي:

    ... كانت هناك شابة جميلة تدعى (صوفي) ورسام صغير يدعى (باتريك) نشآ في احدى البلدات الصغيرة.. وكان باتريك يملك موهبة كبيرة في الرسم بحيث توقع له الجميع مستقبلا مشرقا ونصحوه بالذهاب إلى باريس. وحين بلغ العشرين تزوج صوفي الجميلة وقررا الذهاب سويا إلى عاصمة النور.. وكان طموحهما واضحا منذ البداية حيث سيصبح (هو) رساما عظيما (وهي) كاتبة مشهورة. وفي باريس سكنا في شقة جميلة وبدآ يحققان اهدافهما بمرور الأيام.. وفي الحي الذي سكنا فيه تعرفت صوفي على سيدة ثرية لطيفة المعشر. وذات يوم طلبت منها استعارة عقد لؤلؤ غالي الثمن لحضور زفاف في بلدتها القديمة. ووافقت السيدة الثرية وأعطتها العقد وهي توصيها بالمحافظة عليه. ولكن صوفي اكتشفت ضياع العقد بعد عودتهما للشقة فأخذت تجهش بالبكاء فيما انهار باتريك من اثر الصدمة.. وبعد مراجعة كافة الخيارات قررا شراء عقد جديد للسيدة الثرية يملك نفس الشكل والمواصفات. ولتحقيق هذا الهدف باعا كل مايملكان واستدانا مبلغا كبيرا بفوائد فاحشة. وبسرعة اشتريا عقدا مطابقا وأعاداه للسيدة التي لم تشك مطلقا في انه عقدها القديم. غير ان الدين كان كبيرا والفوائد تتضاعف باستمرار فتركا شقتهما الجميلة وانتقلا إلى غرفة حقيرة في حي قذر.. ولتسديد ماعليهما تخلت صوفي عن حلمها القديم وبدأت تعمل خادمة في البيوت. أما باتريك فترك الرسم وبدأ يشتغل حمالا في الميناء.. وظلا على هذه الحال خمسة وعشرين عاماً ماتت فيها الاحلام وضاع فيها الشباب وتلاشى فيها الطموح.. وذات يوم ذهبت صوفي لشراء بعض الخضروات لسيدتها الجديدة وبالصدفة شاهدت جارتها القديمة فدار بينهما الحوار التالي:

    - عفواً هل انت صوفي؟

    - نعم، من المدهش ان تعرفيني بعد كل هذه السنين!!

    - يا إلهي تبدين في حالة مزرية، ماذا حدث لك، ولماذا اختفيتما فجأة!؟

    - اتذكرين ياسيدتي العقد الذي استعرته منك!؟.. لقد ضاع مني فاشترينا لك عقدا جديدا بقرض ربوي ومازلنا نسدد قيمته..

    - يا إلهي، لماذا لم تخبريني يا عزيزتي؛ لقد كان عقدا مقلدا لا يساوي خمسه فرنكات!!

    @@ هذه القصة (المأساة) تذكرتها اليوم وأنا أقرأ قصة حقيقية من نوع مشابه.. قصة بدأت عام 1964حين هجم ثلاثة لصوص على منزل كارل لوك الذي تنبه لوجودهم فقتلهم جميعهم ببندقيته الآلية. ومنذ البداية كانت القضية لصالح لوك كونه في موقف "دفاع عن النفس". ولكن اتضح لاحقا ان اللصوص الثلاثة كانوا أخوة وكانوا على شجار دائم مع جارهم لوك. وهكذا اتهمه الادعاء العام بأنه خطط للجريمة من خلال دعوة الاشقاء الثلاثة لمنزله ثم قتلهم بعذر السرقة.. وحين أدرك لوك! ان الوضع ينقلب ضده اختفى نهائيا عن الانظار وفشلت محاولات العثور عليه..

    - ولكن، أتعرفون اين اختفى!!؟

    .. في نفس المنزل في قبو لا تتجاوز مساحته متراً في مترين. فقد اتفق مع زوجته على الاختفاء نهائيا خوفا من الإعدام. كما اتفقا على إخفاء سرهما عن اطفالهما الصغار خشية تسريب الخبر للجيران.. ولكن الزوجة ماتت بعد عدة أشهر في حين كبر الأولاد معتقدين ان والدهما توفي منذ زمن بعيد. وهكذا عاش لوك في القبر الذي اختاره لمدة سبعة وثلاثين عاما. اما المنزل فقد سكنت فيه لاحقا ثلاث عائلات لم يشعر أي منها بوجود لوك.. فقد كان يخرج خلسة لتناول الطعام والشراب ثم يعود بهدوء مغلقا باب القبو.. غير ان لوك اصيب بالربو من جراء الغبار و "الكتمة" واصبح يسعل باستمرار. وذات ليلة سمع رب البيت الجديد سعالا مكبوتا من تحت الارض فاستدعى الشرطة. وحين حضرت الشرطة تتبعت الصوت حتى عثرت عليه فدار بينهما الحوار التالي:

    - من أنت وماذا تفعل هنا!!؟

    - اسمي لوك وأعيش هنا منذ 37عاما (وأخبرهم بسبب اختفائه)!

    - يا إلهي ألا تعلم ماذا حصل بعد اختفائك!!؟

    - لا.. ماذا حصل؟

    - اعترفت والدة اللصوص بأن أولادها خططوا لسرقة منزلك فأصدر القاضي فورا حكما ببراءتك!!


    المغزى من المقال.. لا تضيّع حياتك بسبب حماقة غير مؤكدة

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  2. #22

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    كي لا يخرجوا من دين الله أفواجاً


    الديانة المسيحية انتشرت في أوروبا بعد تبنيها من الامبراطور الروماني قسطنطين الأكبر عام 312م. غير أن انتشارها لاحقا يعود إلى المبادئ الراقية التي حملتها وجذبت الناس إليها في ذلك الوقت.. فقد لقيت قبول البسطاء بسبب تركيزها على مبادئ العدل والمساواة والمحبة "ومن صفعك على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن".. غير أن المسيحية حرفت بمرور الزمن لدرجة لم تعد جذابة أو مقبولة أو حتى مناسبة للتطور البشري.. فديانة المحبة والتسامح سرعان ما تحولت إلى محاكم تفتيش وصكوك غفران وحروب صليبية وقرارات نفعية "مقدسة".. وحين انقلبت عن أصلها الطاهر بدأت مظاهر التمرد ضدها والمناداة بفصل الدين عن الدولة.. وهكذا تقلص تأثير الديانة المسيحية في الشؤون السياسية والاجتماعية وتحولت الى خيارات شخصية وطقوس تمارس في مناسبات الزواج والوفاة وتعميد الأطفال... !!
    وفي المقابل ظهر الإسلام بعد 600عام وحقق انتشارا خارقا (ليس بحد السيف كما يشاع) بل بسبب مبادئ المساواة والتسامح التي وفرت له قوة انتشار ذاتية.. فمن البداية دخل الإسلام المدينة واليمن - على يد مصعب ومعاذ - عن قناعة وإعجاب وطيب خاطر ؛ ثم انتشر في أفريقيا السوداء والهند بفضل الأخلاق الحميدة التي حملها التجار المسلمون لتلك الأصقاع.. وفي عصور أكثر قرباً دخلت شعوب الملايو الإسلام متأثرة بالمعاملة الراقية والأخلاق الفاضلة التي حملها الدعاة والتجار الحضارم إليها !!

    ... المؤسف هو أن ما يقدمه أبناء الإسلام هذه الأيام يناقض تماما ما كان يقدمه آباؤهم في الماضي.. فاليوم يتم تقديم الإسلام بصورة اعتداءات إرهابية وتفجيرات مدنية وسلب للحريات وكره للثقافات المغايرة.. وبدل دعوة الآخرين (بالحكمة والموعظة الحسنة) يتم صدهم بالسيارات المفخخة وفتاوى القتل الجماعي.. وفي حين يفترض ربط اسم "الاسلام" بكل خلق رفيع ألصق بمنظمات إرهابية تنتهي ب"إسلامي" و "إسلام" و "مسلمين".. ورغم أن النساء زمن الرسول كن أكثر الفئات دخولا في الإسلام (كونه أول تشريع يوفر لهن حقوقا تساوي الرجل) تعاني مسلمات اليوم من الكبت والاضطهاد وسلب الحقوق تحت مسمى الدين والعفاف ودرء المفاسد !!

    .. (والمؤلم أكثر) ليس فقط تشويه الإسلام - وصد الآخرين عن دخوله - بل وارتداد بعض أبنائه بسبب عوامل الإحباط والحيرة التي أصابتهم مؤخرا.. ففي حين عجز الفرنسيون -زمن الاستعمار - عن تنصير أبناء الجزائر ذكرت صحيفة اللموند مؤخرا أن معتنقي النصرانية هناك في ازدياد مستمر بسبب موجة التفجيرات والاغتيالات التي وقعت باسم الدين.. وفي حين فشلت البعثات التنصيرية في منافسة الاسلام في الجزر الأندنيسية - خلال الثلاثمائة عام الماضية - تتفاجأ اليوم بارتفاع نسبة المرتدين لصالح المذهب الكاثوليكي.. أما في العراق - حيث التناحر بين الطوائف على أشده - أصبح الكفر بالجميع أسهل طريقة لإظهار الحياد والبقاء حيا.. أما في دارفور فلم يبق للقبائل الأفريقية السوداء خيار غير الارتداد عن الاسلام والاستسلام لحملات الاغاثة التنصيرية درءاً لهجمات الجنجويد العرب !!!

    ... وفي حال استمررنا على هذا المنوال أخشى أن يتكرر مع الإسلام ما حدث للنصرانية في أوروبا (رغم تأكيدي على سماحة الدين وطهارة المنهج).. فالتطبيق المشوه للإسلام لن يتسبب فقط في صد الآخرين عنه بل وخروج الناس منه أفواجا..

    ولأن الذكرى تنفع المؤمنين (ولست إلا في موقف المذكر) أذكّركم بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان آخر رسول بعثه الله للبشرية وبموته تحملنا نحن مسؤولية حمل الأمانة وتبليغ الرسالة...

    فهل بلغناها بشكلها الصحيح!؟

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  3. #23

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد كامل مشاهدة المشاركة
    الاخت عبير العبير
    دائما ما تاتى بما هو جديد
    موضوع يستحق القراءة اكثر من مرة
    جزاك الله خيرا
    تقبلى تحياتى
    محمد كامل

    شكراً لك أستاذنا الفاضل محمد كامل
    أسعدني كثيراً حضورك العطر
    دمت بخير وسعادة
    تحياتي


    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك