ها أنت قد عرفت بأنك كنت حلما صغيرا
مجرد طيف كان يتراءى أمام عيني الساهرتين
وكان يلح بشدة وبإصرار على المكوث
لقد حاولت جهدا التظاهر بعدم الالتفات إليه وعدم الاكتراث
في كل مرة كان النوم يهجرني أجد هذا الطيف يلاحقني ويلاحقني
كنت أفر منه وأتشاغل بأي شئ عنه علني أجد ما يلهيني عنه
لم أرد أن أوهم نفسي بمجرد حلم
فالأحلام تزدهي في الأحلام فقط
لكن الحقيقة غير الأحلام
لكن رغم فراري منه المتظاهر
إلا أن أعماقي كانت تصيح وتصرخ
متوسلة أن يتجسد الحلم واقعا
ويتجسد الطيف في وضح النهار
لأن موعده كان ليلا مع مطلع القمر
ولم أكن أدري أحقيقة أم وهما
فقد كنت أخال نفسي أقرأ حكاية من حكايات الزمن
حتى كان ذاك اليوم
يوم ليس كالأيام
يوم تجسد فيه الحلم وتحول الطيف إلى واقع ملموس
فلم يعد حلما صغيرا في ليالي غربتي الطوال
ها أنت أمام ناظري
آه لو تعلم
كم هو الواقع أجمل من الأحلام
لأنك أنت الواقع
ومعك لا أحتاج أبدا للأحلام.
مواقع النشر (المفضلة)