تعتبر لوحة بيكاسو الشهيرة فتيات آفينينون - 1907م، هي البداية الحقيقية للتكعيبية، فلوحته التي تمثل فتيات يعرضن أجسادهن للبيع. (وهو يستنكر المتاجرة بالجسد)، وقد استطاع بيكاسو -ببراعة- أن يصور المنظر بانفعال فالوجوه تشبه الأقنعة الإفريقية، وهي قاسية التقاسيم، أشبه ما يكون بالباردة المشاعر، ومن سخريته بهذه الفتيات؛ فقد جعل ملامحهن قريبة الشبه بوجهه، وقسم اللوحة إلى ثلاثة أقسام طولية، فمن جهة اليسار امرأة متجهة بنظرها إلى اليمين، وفي الوسط فتاتان من أمام وفي الجهة اليمنى فتاتان متجهتان نحو اليسار وهن عاريات تماماً ليدلل على رذالة ما يقمن به. وفي بداية عام 1909م تعمق بيكاسو في التكعيبية وأطلق عليها النقاد التحليلية.
وبيكاسو هو الأشهر في هذه المدرسة ويشاركه في أفضلية السبق من فناني فرنسا كل من ، غريس، براك، أوزنفانت، وجينيره، وغيرهم من الرسامين .
وهؤلاء الفنانون هم من بدأ فلسفة هذه المدرسة رداً على الانطباعيين (التأثيريين)، ولا يقصدون -بالضرورة- هذه المدرسة بعينها، ولم يختاروا هذا الاسم لمدرستهم كما سبق ذكره، ففي هذا يقول بيكاسو: >حينما وُجِدت التكعيبية لم يكن لدينا قصد مهما يكن كائناً لابتكار التكعيبية.. أردنا ببساطة أن نعبر عما كان فينا.. لم يرتب واحد منا خطة للغزو.. وأصدقاؤنا الشعراء تابعوا جهودنا بانتباه ولم يلقونا.

توفى بيكاسو في 8 أبريل عام 1973 في موجان بفرنسا أثناء عشائه مع زوجته جاكلين وبعض أصدقائهما، وكانت كلماته الأخيرة «اشرب لي، اشرب لصحتي، فأنت تعرف أنه لا يمكنني الشرب أكثر من ذلك». دُفن بيكاسو في شاتو بالقرب من مقاطعة أيكس إن في قطعة أرض كان قد تم منحها له عام 1958 ثم انتقل للعيش فيها مع جاكلين منذ عام 1959 حتى 1962. وقد منعت جاكلين ابنيه كلود وبالوما من حضور جنازة أبيهما، وعاشت من بعدها جاكلين وحيدة ومُحطمة حتى أطلقت علي نفسها الرصاص عام 1985 وماتت عن عمر يناهز الـ 59 عاماً.