أحببت كثيرا برامج الدكتور مصطفى محمود التي يقدمها "العلم والإيمان"
واحترمه جدا وأقدره خاصة وأنه ذاك الرجل الذي عاد إلى الله فظل
يخدم بعلمه الإيمان بالله سبحانه
وفي كل ختام حلقة من حلقاته تلك أرى فيه ذاك المتصوف المحب لله


أما عن هذا الكتاب (القرآن كائن حي)

ولو أن اختيار المسمى يجرنا إلى فتنة ضلت وأضلت نسأل الله أن لا تعود
إلا أن من يقرأ هذا الكتاب يجد أن المقصد هو في كلمات الله سبحانه وتعالى


اعرف إني أمام علم الدكتور مصطفى محمود لا أساوي شي
ولكن ما أريد أن أقوله هنا ليس نقدا فيه وإنما استفهامات قارئ


إن من أول ما تعرض له هذا الكتاب هو تبيين مسماه ولما كان (كائن حي)
لأن من اسما الأحياء هي (الروح) ومن هنا ربط حياة القرآن بروح الكلمات فيه
وساق دليل قوله (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)

وبما أن الروح هي الكلمة فجعل له بدن وكأنه يقصد صحائف القرآن أو كتلته
عندما خلص إلى ((وهذا هو القرآن .. حكمة حكم بدن فيه روح))

هذا ما على عنوان أو مسمى الكتاب وهو ما جاء إلا على أساس الفكر الصوفي الروحاني
وعلى هذا الأساس بني كل فواصل هذا الكتاب على العقيدة المتصوفة لدى الدكتور مصطفى محمود




إلا أنه أسهب كثيرا في شرحه حول الروح والنفس والفرق بينهما
حتى مال عن ما جاءت به السنة المشرفة
فالكثير من الأحاديث في صحيح مسلم وغيرها تبين هذا الفارق
ولكن سيطرة إثبات تقديس وتنزيه وتشريف الروح (وهي حقا كذلك)
جعلته ينفي انتسابها إلى الإنسان حتى أنه قال
(ولا يذكر أنها تخرج من الجسد أو أنها تذوق الموت)

وهذا ما يخالف السنة المطهر فكيف لا تخرج الروح من الجسد؟!
حتى جعل الإنسان يعيش بين ثلاث : النفس والجسد والروح ؟!

وأكثر من حديث صحيح يوضح أن ملائكة الموت تقبض الأرواح
وأن من يتمعن الأحاديث يجد أن النفس لا تطلق إلا بوجود جسدها
وأن الروح إذا ما فارقت الجسد.