أنا كالخيزور صعـب كـسـره *** وهـو لدن كـيف ما شئـت انفتل
أنا كالخيزور صعـب كـسـره *** وهـو لدن كـيف ما شئـت انفتل
غيرأني فـي زمان من يكـن *** فيه ذا مـال هـو المولى الأجـل
واجـب عند الورى إكـرامـه *** وقـليل المال فـيهم يـسـتقـل
كـل أهـل الـعـصـر غـمـر وأنا *** منهم، فاترك تفاصـيـل الـجمـل
وصلاة الله ربـي كـلما *** طَـلع الـشـمـس نهارا وأفـل
للذي حاز العـلى مـن هاشـم *** أحمد المخـتار من ساد الأول
وعـلى آل وصحب سادة *** ليس فيهم عاجز إلا بطَـل
أيُّــهــا الـعـائــبُ قــولــي عـبــثــاً ***** إن طـيــبَ الـــوردِ مـــؤذٍ للـجُـعـلْ
هكذا تمت جميع أبيات القصيدة الرائعة بحمد الله
وها هي ذي كاملة
لامية ابن الوردي
إعـتـزلْ ذِكـــرَ الأغـانــي والـغَــزَلْ *** وقُـلِ الفَـصْـلَ وجـانـبْ مَــنْ هَــزَلْ
ودَعِ الـــذِّكـــرَ لأيــــــامِ الــصِّــبــا *** فــلأيـــامِ الـصِّــبــا نَــجـــمٌ أفَـــــلْ
إنْ أهــنـــا عــيــشــةٍ قـضـيـتُـهــا *** ذهــبــتْ لـذَّاتُـهــا والإثْــــمُ حَـــــلّ
واتـــرُكِ الـغــادَةَ لا تـحـفـلْ بــهــا *** تُـمْـسِ فـــي عِـــزٍّ رفـيــعٍ وتُـجَــلّ
وافتكـرْ فـي منتهـى حُـسـنِ الــذي *** أنــتَ تـهــواهُ تـجــدْ أمـــراً جَـلَــلْ
واهـجُـرِ الخـمـرةَ إنْ كـنــتَ فـتــىً *** كيفَ يسعـى فـي جُنـونٍ مَـنْ عَقَـلْ
واتَّـــــقِ اللهَ فــتــقــوى الله مــــــا *** جـاورتْ قـلـبَ امــريءٍ إلا وَصَــلْ
لـيـسَ مــنْ يـقـطـعُ طُـرقــاً بَـطــلاً *** إنــمــا مــــنْ يـتَّـقــي الله الـبَـطَــلْ
صــدِّقِ الـشَّـرعَ ولا تـركــنْ إلـــى *** رجــلٍ يـرصـد فــي الـلـيـل زُحـــلْ
حــارتِ الأفـكـارُ فــي حكـمـةِ مَــنْ *** قـــد هـدانــا سبْـلـنـا عـــزَّ وجَــــلْ
كُتـبَ الـمـوت عـلـى الخَـلـقِ فـكـمْ *** فَـلَّ مــن جـيـشٍ وأفـنـى مــن دُوَلْ
أيـــنَ نُــمــرودُ وكـنـعــانُ ومــــنْ *** مَــلَــكَ الأرضَ وولَّـــــى وعَـــــزَلْ
أيــن عــادٌ أيـــن فـرعــونُ ومـــن *** رفــعَ الأهــرامَ مــن يسـمـعْ يَـخَـلْ
أيـنَ مـن ســادوا وشــادوا وبَـنَـوا *** هَـلَــكَ الـكــلُّ ولـــم تُـغــنِ الـقُـلَـلْ
أيـنَ أربـابُ الحِـجَـى أهــلُ النُّـهـى *** أيــنَ أهـــلُ الـعـلـمِ والـقــومُ الأوَلْ
سـيُــعــيــدُ الله كـــــــلاً مــنـــهـــمُ *** وسيَـجـزي فـاعـلاً مــا قـــد فَـعَــلْ
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ حِكماً *** خُــصَّــتْ بــهـــا خــيـــرُ الـمِــلــلْ
أطـلــبُ الـعِـلـمَ ولا تـكـسَـلْ فــمــا *** أبـعـدَ الخـيـرَ عـلـى أهــلِ الـكَـسَـلْ
واحتـفـلْ للـفـقـهِ فـــي الـدِّيــن ولا *** تشـتـغـلْ عــنــهُ بــمــالٍ وخَــــوَلْ
واهـجــرِ الـنَّــومَ وحـصِّـلـهُ فـمــنْ *** يعـرفِ المطلـوبَ يحـقـرْ مــا بَــذَلْ
لا تــقــلْ قــــد ذهــبـــتْ أربــابُـــهُ *** كـلُّ مـن سـارَ علـى الـدَّربِ وصـلْ
فـي ازديــادِ العـلـمِ إرغــامُ الـعِـدى *** وجـمــالُ الـعـلـمِ إصـــلاحُ الـعـمـلْ
جَـمِّــلِ المَـنـطِـقَ بالـنَّـحـو فــمــنْ *** يُـحـرَمِ الإعــرابَ بالنُّـطـقِ اختـبـلْ
انــظُــمِ الـشِّـعــرَ ولازمْ مـذهــبــي *** فـي اطَّـراحِ الـرَّفـد لا تـبـغِ النَّـحَـلْ
فهـوَ عـنـوانٌ عـلـى الفـضـلِ ومــا *** أحـســنَ الـشـعـرَ إذا لـــم يُـبـتــذلْ
مـاتَ أهـلُ الفضـلِ لـم يبـقَ سـوى *** مقـرف أو مـن علـى الأصـلِ اتَّكـلْ
أنـــــا لا أخــتـــارُ تـقـبـيــلَ يــــــدٍ *** قَطْعُـهـا أجـمـلُ مــن تـلــكَ الـقُـبـلْ
إن جَزتني عن مديحي صـرتُ فـي *** رقِّــهــا أو لا فيكـفـيـنـي الـخَـجَــلْ
أعــذبُ الألـفـاظِ قَـولـي لـــكَ خُـــذْ *** وأمَــــرُّ الـلـفــظِ نُـطـقــي بِـلَــعَــلّْ
مُلـكُ كسـرى عـنـهُ تُغـنـي كِـسـرةٌ *** وعــنِ البـحـرِ اجـتــزاءٌ بـالـوَشـلْ
اعـتـبـر نـحــن قسـمـنـا بيـنـهـم *** تـلـقـهُ حــقــاً وبـالـحــق نــــزلْ
ليس ما يحـوي الفتـى مـن عزمـه لا *** ولا مــا فـــاتَ يـومــاً بالـكـسـلْ
اطـــرحِ الـدنـيـا فــمــنْ عـاداتـهــا *** تخفِـضُ العالـيْ وتُعلـي مَـنْ سَفَـلْ
عيـشـةُ الـرَّاغـبِ فــي تحصيـلِـهـا *** عـيـشـةُ الـجـاهـلِ فـيـهـا أو أقـــلْ
كَــمْ جَـهـولٍ بـــاتَ فـيـهـا مُـكـثـراً *** وعلـيـمٍ بـــاتَ مـنـهـا فـــي عِـلَــلْ
كــمْ شـجـاعٍ لــم يـنـلْ فيهاالمُـنـى *** وجـبــانٍ نــــالَ غــايــاتِ الأمــــلْ
فـاتــركِ الحـيـلـةَ فـيـهــا واتَّــكِــلْ *** إنـمـا الحيـلـةُ فــي تـــركِ الـحِـيَـلْ
أيُّ كــفٍّ لــمْ تـنـلْ مـنـهـا الـمُـنـى *** فـرمــاهــا اللهُ مـــنـــهُ بـالـشَّــلَــلْ
لا تقـلْ أصلـي وفَصلـي أبـداً إنـمـا *** أصـــلُ الـفَـتـى مـــا قـــد حَــصَــلْ
قــدْ يـسـودُ الـمــرءُ مـــن دونِ أبٍ *** وبِحسـنِ السَّبْـكِ قـدْ يُنقَـى الـدَّغّـلْ
إنـمـا الــوردُ مــنَ الـشَّــوكِ ومـــا *** يَنـبُـتُ النَّـرجـسُ إلا مـــن بَـصَــلْ
غــيــرَ أنــــي أحــمــدُ اللهَ عــلـــى *** نـسـبـي إذ بـأبــي بــكــرِ اتَّــصــلْ
قـيـمـةُ الإنــســانِ مــــا يُـحـسـنُـهُ *** أكـثــرَ الإنــســانُ مــنــهُ أمْ أقَــــلْ
أُكـتــمِ الأمــريــنِ فــقــراً وغــنــى *** واكسَب الفَلْسَ وحاسب ومن بَطَلْ
وادَّرع جــــداً وكـــــداً واجـتــنــبْ *** صُحبـةَ الحمـقـى وأربــاب الخَـلَـلْ
بــيــنَ تـبــذيــرٍ وبُــخـــلٍ رُتــبـــةٌ *** وكِــــــلا هـــذيـــنِ إنْ زادَ قَـــتَـــلْ
لا تخُضْ فـي حـق سـادات مَضَـوا *** إنــهــم لـيـســوا بــأهــلِ لـلــزَّلَــلْ
وتغـاضـى عــن أمـــورٍ إنـــه لـــم *** يــفُــزْ بـالـحـمـدِ إلا مــــن غَــفَــلْ
ليـسَ يخلـو المـرءُ مِـنْ ضـدٍّ ولَـو *** حــاولَ العُـزلـةَ فــي راسِ الجـبَـلْ
مِــلْ عــن النَـمَّـامِ وازجُـــرُهُ فـمــا *** بــلّــغَ الـمـكــروهَ إلا مــــن نَــقَــلْ
دارِ جـــارَ الـسُّــوءِ بالـصَّـبـرِ وإنْ *** لـمْ تجـدْ صبـراً فمـا أحـلـى النُّـقَـلْ
جـانِـبِ السُّلـطـانَ واحــذرْ بطـشَـهُ *** لا تُـعـانِــدْ مَــــنْ إذا قــــالَ فَــعَــلْ
لا تَــلِ الأحـكــامَ إنْ هُـــمْ سـألــوا *** رغـبـةً فـيـكَ وخـالـفْ مَــنْ عَـــذَلْ
إنَّ نـصـفَ الـنـاسِ أعـــداءٌ لـمــنْ *** ولـــيَ الأحـكــامَ هــــذا إن عَــــدَلْ
فـهــو كالمـحـبـوسِ عـــن لـذَّاتــهِ *** وكِــلا كفّـيـه فـــي الـحـشـر تُـغَــلْ
إنَّ للنقـصِ والاستثقـالِ فـي لفظـةِ *** الـقــاضــي لَــوَعــظــا أو مَـــثَـــلْ
لا تُــــوازى لــــذةُ الـحُـكــمِ بــمــا *** ذاقَهُ الشخصُ إذا الشخـصُ انعـزلْ
فـالـولايــاتُ وإن طــابــتْ لــمـــنْ *** ذاقَـهـا فـالـسُّـمُّ فـــي ذاكَ الـعَـسَـلْ
نَـصَـبُ المنـصِـبِ أوهـــى جَـلَــدي *** وعـنـائـي مـــن مُـــداراةِ الـسَّـفــلْ
قَـصِّـرِ الآمــالَ فـــي الـدنـيـا تـفُــزْ *** فـدلـيـلُ الـعـقـلِ تـقـصـيـرُ الأمــــلْ
إن مـــنْ يطـلـبـهُ الـمــوتُ عــلــى *** غِــــرَّةٍ مــنــه جــديــرٌ بـالــوَجَــلْ
غِــبْ وزُرْ غِـبَّـاَ تــزِدْ حُـبَّـاً فـمــنْ *** أكـثــرَ الــتَّــردادَ أقــصــاهُ الـمَـلَــلْ
لا يـضــرُّ الـفـضـلَ إقــــلالٌ كــمــا *** لا يضـرُّ الشـمـسَ إطـبـاقُ الطَّـفَـلْ
خُـذْ بنصـلِ السَّيـفِ واتـركْ غِـمـدهُ *** واعتبـرْ فضـلَ الفتـى دونَ الحُـلُـلْ
حُـبّــكَ الأوطـــانَ عـجــزٌ ظــاهــرٌ *** فاغـتـربْ تـلـقَ عــن الأهــلِ بَــدَلْ
فـبـمُـكـثِ الــمــاءِ يـبـقــى آســنــاً *** وسَـرى الـبـدرِ بــهِ الـبـدرُ اكتـمـلْ
أيُّــهــا الـعـائــبُ قــولــي عـبــثــاً *** إن طـيــبَ الـــوردِ مـــؤذٍ للـجُـعـلْ
عَــدِّ عــن أسـهُـمِ قـولـي واستـتِـرْ *** لا يُصيـبـنَّـكَ سـهــمٌ مــــن ثُــعَــلْ
لا يـغـرَّنَّــكَ لــيـــنٌ مـــــن فــتـــىً *** إنَّ لـلـحــيَّــاتِ لــيــنــاً يُــعــتـــزلْ
أنــا مـثــلُ الـمــاءِ سـهــلٌ سـائــغٌ *** ومــتـــى أُســـخِـــنَ آذى وقَـــتَـــلْ
أنـــا كالـخـيـزور صـعــبٌ كـسُّــرهُ *** وهـو لـدنٌ كيـفَ مـا شئـتَ انفـتَـلْ
غيـرَ أنّــي فــي زمــانٍ مَــنْ يـكـنْ *** فيـه ذا مــالٍ هــو المـولَـى الأجــلّ
واجـــبٌ عـنــد الـــورى إكــرامُــهُ *** وقـلـيـلُ الــمــالِ فـيـهــمْ يُـسـتـقـلْ
كــلُّ أهـــلِ الـعـصـرِ غـمــرٌ وأنـــا *** منـهـمُ، فـاتـرك تفاصـيـلَ الـجُـمَـل
وصــــــلاةُ اللهِ ربـــــــي كُــلّــمـــا *** طَـلَــعَ الـشـمــسُ نــهــاراً وأفــــلْ
لـلـذي حــازَ العُـلـى مـــن هـاشــمٍ *** أحـمـدَ المخـتـارِ مــن ســـادَ الأوَلْ
وعــلـــى آلٍ وصــحـــبٍ ســــــادةٍ *** لـيــسَ فـيـهـمْ عــاجــزٌ إلا بَــطَــل
وسوف نتحدث عن ناظمها ابن الوردي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)