شيىء من قواعد الكتابة

[العطار]

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإخوة أصحاب هذا المنتدى الطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
أحمد إليكم الله حق حمده وأثني عليه ثناء هو أهله وأصلي أسلم على من لا نبي بعده وخاتم من قبله
محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله الكرام الطاهرين وصحبه الغر الميامين المبلغين.
ثم أما بعد
لم يكن قلمي ولا لساني قط شقيقين لسيف الحجاج صاحب بني أمية ، وحاشاي أن أكون نحو المتكبرين الجبارين ، والله سبحانه يقول في محكم آيه ( إن الله لا يحب الفرحين ) ولكن حين رأيت
من أهل هذا الجيل وأنا منهم لحنا وخطأ في لغة قرآن ربنا ثارت حميتي واستشاطت غيرتي على اللسان الذي كلمنا به وجميع العالمين رب العزة فاطر السماوات والأرضين ، فشرفنا به أيما شرف
وكان لنا عوضا من كل دعة وترف ، فبه غنانا ودونه فقرنا . هذا ما جعل أسلافنا عليهم رحمات الله الوابلة يقضون أوقاتهم صباح مساء في حفظ لسان مضر فجزاهم الله الجزاء الجميل عن لغة الضاد
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، وإن كنت قد أغلظت القول للأخ البسيط أكرمه الله فقد كان ذلك من باب القشة التي قصمت ظهر البعير ، ولم أقصد أن أقصبه ولا غيره بل كان ذلك
نصيحة من امرئ مسلم إلى أخيه المسلم وحاشاي أن أتهم غيري زورا من القول وبهتانا من العمل وأن أخرجه
من حظيرة الإسلام . وأخال صاحبي أوجد علي إذ استشهدت بقوله تعالى
( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) فهذه الآية يخاطب بها سبحانه وتعالى المؤمنين ، ألا تراه
عز وجل يقول في صدرها ( يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) فلا ضرر أن يقول الأخ
لأخيه أنت مخطئ في كذا وكذا ولا ضرار أن يتراجع المخطئ عن خطيئته .
هذا وإن القلب ليحزن والعين لتدمع إذ نرى ما يذنبه الأدباء والكتاب ناهيك عن العوام من أغلوطات
نحوية تعد جريرة ما بعدها جريرة نحو رفع المفعول به ونصب المبتدأ ، وهذه مخالفة للقواعد الأساسية التي يتلقاها المبتدئ في هذا العلم .
وأصاب الأخ البسيط حين أومأ إلى ما يسمى بالحكاية في النحو وذلك كقولنا
قرأت سورة المؤمنون وحفظت سورة المنافقون
والحكاية في النحو هي أن تورد الكلمة كما سمعتها دون تصرف ، وهذا ما ذكره جمهور النحاة في كتبهم وأفردوا له أبوابا وفصولا مستقلة ، من ذلك ما رواه سيبويه في الكتاب أن رجلا قال لأعرابي
ما أراك إلا قرشيا فقال الأعرابي لست بقرشيا .
هذا أمر جميل وحسن لا غبار عليه ولكن أقول وأنا العبد الفقير لو فتحنا الباب على مصراعيه لهذا
الأمر وما هو على شاكلته لتقوض بنيان اللغة ولهدمت أركانها.
لذا فإنه من اللازم اللازب ومن الواجب الفرض أن يتعلم الناس الأصول والقواعد المتفق عليها
ثم نذهب بعدئذ إلى الفروع .
وأخيرا وليس آخرا أشكر للإخوة أبي وعد وأبي عمر وسعيد شلبي وعبير وأستاذنا البسيط ردودهم وأقول لهم ما قال الشاعر
أبني قومي هلموا لنجدتي ************ ففيكم مجدي وأنتم عترتي
قوم إذا ظلمت أخذوا على يدي *********** فنعم الشيعة أنتم شيعتي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


كتبه الفقير إلى ربه الراجي عفوه العطار عامله الله بلطفه الخفي.