+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 23

الموضوع: من هنا وهناك

  1. #11

    • د. محمد سعيد عيسى غير متواجد حالياً
    • مشرف

    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    العمر
    75
    المشاركات
    1,147

    افتراضي


    الفاضلة عبير العبير

    ماشاء الله
    الموضوع ده محتاج اكثر من زياره علشان
    الواحد يستمتع بالسرد اللى فيه
    بارك الله فيكى وزادك علما



  2. #12

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الزرافة آية من آيات الله


    سبق أن كتبتُ - ضمن خدمة رسائل الجوال - المعلومة التالية:

    يعد الفيل من أكثر الحيوانات تماسكا واتزانا لدرجة أن كثيراً منها تموت وهي واقفة بحيث يصعب إسقاطها لاحقا.

    وفي المقابل تعد الزرافة من أقل المخلوقات تماسكا واتزانا لدرجة أنها تعجز عن الوقوف في حال سقوطها وتظل على هذه الحال حتى تموت من الجوع والعط.

    وفي الحقيقة تملك الزرافة أكثر مما يمكن أن تسعه رسالة جوال بهذا الحجم

    فالزرافة مثلا تملك قلبا جبارا يساوي 2.3بالمائة من حجمها الكلي ويرتفع عن الأرض لأكثر من مترين ونصف .. وللمقارنة يبلغ حجم القلب البشري 0.5بالمائة من كامل الجسم ولا يرتفع عن الارض لأكثر من متر .

    والسؤال الذي يتبادر للذهن هو: كيف تتحمل الأوعية الدموية الدقيقة في الأرجل قوة الضغط الكبيرة التي يولدها قلب كهذا بدون أن تنفجر (خصوصا إذا أضفنا قوة الجاذبية في الاسفل)!؟ وفي المقابل: كيف يصعد الدم إلى رأس الزرافة عبر رقبتها الطويلة وهو يرتفع فوق مستوى القلب بعشرة أقدام !؟ .

    وإن كان ضخ الدم يبلغ من القوة درجة تمكنه من الوصول لمستوى الرأس ؛ فكيف لا يُفجر هذا الضغط (العالي) الأوعية الدموية الرقيقة في العينين والمخ عند إنزال الرأس للشرب ؟

    بعد عقود من الدراسة والبحث اتضح أن الأوعية الدموية الدقيقة في اسفل الجسم (وفي الأرجل خصوصا) تسبح في سائل له ضغط مرتفع يعاكس الجاذبية ويعادل ضغط الدم . كما اتضح أن الزرافة عموما تتمتع بضغط دم مرتفع

    (يصل إلى 160/620) يتيح للدم الصعود إلى مستوى الرأس (حتى اذا ما وصل اليه يكون قد خف كثيرا)!

    أما لماذا لا يفجر هذا الضغط العالي اوعية الرأس والعينين حين تُنزل رأسها للأرض!؟.. فلأنه يوجد في مؤخرة الدماغ عضو يدعى -رتمرابيل- مهمته تعديل مستوى الضغط تلقائيا بما يتناسب مع وضع الزرافة وحركة رقبتها . وحين تنزل الزرافة رأسها للشرب (كأدنى حركة تقوم بها) يوقف هذا العضو الدورة الدموية نهائيا لعشر ثوان - الأمر الذي يجعل الزرافة تصاب بالدوار بعدها فتسقط مغشيا عليها بحيث تعجز عن القيام مجددا !

    أما بالنسبة للجهاز التنفسي فهو إعجاز طويل بحد ذاته كون طول قصبتها الهوائية يتجاوز الخمسة أقدام ويتطلب نزول الهواء - من المنخرين إلى الرئتين - وقتا أطول من الانسان بكثير

    ( ولو كان للإنسان قصبة بهذا الطول لمات اختناقا قبل أن يصل الهواء لرئتيه أصلا !)

    ولحل هذه المشكلة تأخذ الزرافة هواء - في حركة الشهيق - أكثر من الزفير بحيث يبقى دائما شيء منه في تجويف القصبة (وهو ما يوفر عناء سحبه من فراغ) . كما اتضح انها تتنفس بسرعة كبيرة ( 20مرة في الدقيقة) ولا تعيش مطلقا في المناطق المرتفعة حيث يقل الأوكسجين !

    وقد اتاح فهم المعضلات الفسيولوجية في الزرافة فهم معضلات كثيرة في عالم الطب والحيوان.

    فقد استفادت شركات الأدوية مثلا من دراسة الزرافة لعلاج اختلالات الضغط ومشاكل القلب والتنفس، كما وضعت وكالة ناسا تمارين خاصة لرواد الفضاء (تدعى تقنية الزرافة) لتعديل الدورة الدموية وتخفيف الضغط في المناورات القاسية.. كما استنتج العلماء (بالمقارنة) أن قلوب الديناصورات تساوي 15% من حجمها وأنها تملك ضغط دم مرتفعاً لولاه لما استطاعت رفع رأسها أبدا (حيث يتجاوز طول عنق بعض الديناصورات 16مترا ، ولولا وجود قلب بهذا الحجم لأصيبت بالإغماء كلما رفعت رقبتها !

    أيها السادة

    في الماضي كان الدارونيون ينظرون للزرافة كغلطة من غلطات الطبيعة فإذا بها اليوم آية من آيات الله !

  3. #13

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    نتابع أيها السادة هذه السلسة من مقالات الكاتب القدير

    فهد عامر الأحمدي

    بهذه المقالة

    ليس بالضرورة الأكثر ذكاء

    الروح الديمقراطية في المجتمعات الغربية تسمح بالحديث عن ذكاء الزعماء وتصرفاتهم الحمقاء ومواطن الزلل في أدائهم العام.. لهذا السبب ليس غريبا أن تكتب أي مجلة أو صحيفة عن زلات الرئيس بوش أو مغامرات ساركوزي أو "فداغة" الرئيس السابق توني بلير.. وفي ولاية بنسلفانيا الأمريكية يوجد معهد لوفينستيلن للطب النفسي الذي دأب على اصدار تقرير شامل عن شخصية - ونفسية - أي رئيس جديد
    (بما في ذلك درجة ذكائه العام).

    وبمناسبة الانتخابات الأمريكية وقرب انتهاء ولاية الرئيس الحالي جورج بوش أصدر المعهد قائمة بدرجات ذكاء الرؤساء الأمريكان خلال الخمسين عاما الماضية (......)!!

    وقبل أن أستعرض معكم هذه القائمة أذكّركم أولا بأنه (حسب مقياس الذكاء ةر) تعتبر الدرجة الواقعة بين 85- 90هي المتوسط العام لمعظم الناس، وأقل من ذلك تندرج عقولنا تحت تصنيف الغباء والحمق والعته.. وفي المقابل قد ترتفع درجة الذكاء لدى البعض إلى 120و 140و 180درجة

    (والدرجة الأخيرة قد لا تتوفر إلا لشخص واحد من بين ستة ملايين نسمة) !!

    وبالنسبة للقائمة التي أصدرها معهد لوفينستيلن (للخمسين عاما الماضية) أتى مستوى ذكاء الرؤساء - من الأكثر للأقل - على النحو التالي :

    بيل كلينتون ( 182درجة)

    جيمي كارتر ( 175درجة)

    جون كيندي ( 174درجة)

    ريتشارد نيكسون ( 155درجة)

    فرانكلين روزفلت ( 147درجة)

    هاري ترومان ( 132درجة)

    ليندون جونسون ( 126درجة)

    دوايت ايزنهاور ( 122درجة)

    جيرالد فورد ( 121درجة)

    رونالد ريغان ( 105درجات)

    جورج بوش الأب ( 98درجة)

    جورج بوش الابن ( 91درجة)

    وتعد هذه الدرجات بمثابة المحصلة النهائية لمستوى الرئيس الثقافي وتحصيله العلمي وأدائه السياسي وطريقته في التعامل مع الأزمات (...ويقال أنه لولا غلطة كلينتون مع لوينسكي لتجاوزت درجة ذكائه المائتين)!

    ومن الحقائق المعزية لعائلة "بوش" عدم وجود علاقة قوية من العبقرية والذكاء المرتفع.. صحيح أن العبقرية تتطلب حدا أدنى من الذكاء ولكنها تتطلب أيضا عناصر أخرى مهمة مثل الموهبة، والحافز، والجراءة، وأصالة التفكير، ومخالفة المعتاد والسائد

    (... وبالتالي ؛ قد تصل درجة ذكاء البعض إلى 200درجة إلا أنهم لا يملكون الموهبة أو الحافز في حين قد يمتلكها رجل أمي لا تتجاوز درجة ذكائه ال 90درجة) !!

    ... وكانت عالمة النفس كاترين كوكس (من جامعة ستانفورد) قد قاست درجة ذكاء ثلاثمائة عبقري مشهور بناء على ما توفر من سيرهم الذاتية . ومن النتائج المدهشة التي توصلت إليها أن معظم الإنجازات والابتكارات المشهورة صدرت من عباقرة لا يتمتعون بذكاء "خارق للعادة".. فقد اكتشفت مثلا أن ذكاء فارادي (وهو فيزيائي بريطاني اكتشف مبدأ توليد الكهرباء) بالكاد تجاوز ال 100درجة.. أما مكتشف القارة الأمريكية كريستوفر كولمبس فلم تتجاوز درجة ذكائه ال 90درجة (وفي الحقيقة مات هذا البحار وهو يعتقد أنه اكتشف الهند).. أما نيوتن وكالفن وباخ وكوبرنكيس وأنشتاين فتراوحت درجاتهم بين 135و 145درجة ... أما الغريب فعلا فهو أن (قمة الذكاء) احتلها عباقرة غير مشهورين ولا معروفين مثل ستيورات ميل ب 200درجة، وتوماس ماكولي ب 190درجة، وجوجروسيس ب 180درجة (وهذا الأخير لم أسمع عنه في حياتي)!

    - على أي حال ؛ قبل أن أنهي هذا المقال لدي سؤالان أتمنى الإجابة عنهما :

    الأول : تخمين درجة ذكاء الزعماء العرب (وأرجو الاحتفاظ بالجواب لنفسك) !؟

    والثاني : تقييم ذكائي بخصوص طرح السؤال الأول !؟

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  4. #14

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    الحجر الأسود هل هو ألماس فضائي أسود؟


    هناك أحاديث نبوية كثيرة تفيد بقدوم الحجر الأسود - الموجود في الكعبة - من خارج الفضاء الخارجي؛ فقد جاء عن عبد الله بن عمر أنه قال : "نزل الركن الأسود من السماء فوضع على (جبل) أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء - أي بلورة - فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم".. وجاء عن ابن عباس أنه قال:

    "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم".. كما قال عنه صلى الله عليه وسلم "الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب"...

    ومن مجمل هذه الأحاديث نفهم أن الحجر الأسود نزل من الفضاء - وتشكل خارج الأرض - وسقط على جبل أبي قبيس في أطراف مكة...

    وهذه الحقيقة تذكرنا على الفور بنوع فريد من النيازك الفضائية يدعى الألماس الأسود

    (ويعرف في علم الجيولوجيا باسم Carbonados) .

    وهذا الألماس شديد الصلابة يتميز داخله بالبياض الناصع في حين يغلف خارجه بطبقة سوداء محترقة ( أشبه بالزجاج الذائب).. ومن المعروف أن الألماس يمكن أن يتكون في الفضاء الخارجي - كما يمكن أن ينفصل مباشرة من الأجرام السماوية البعيدة -. وحين ينزل الى الأرض تحترق طبقته الخارجية
    (بسبب احتكاكه السريع بالغلاف الجوي) فيتشح خارجه باللون الأسود الصقيل.
    وهذا النوع من النيازك أكثر ندرة بآلاف المرات من الألماس الأرضي - والمعروف منه حتى الآن اكتشف على مدى زمني طويل في أفريقيا والبرازيل!!

    ... وقبل أيام فقط كنت في مكة المكرمة حين تشرفت بالسلام على الحجر الأسود فتذكرت

    (في اللحظة التي أدخلت فيها رأسي) أوجه الشبه بينه وبين هذا النوع من الألماس.. فبالإضافة لتشابه البنية الجيولوجية للطرفين أقرت الأحاديث النبوية (السابقة) بالأصل الفضائي للحجر الأسود. ورغم صعوبة وصف بنيته الداخلية (كونه مثبتاً في جدار الكعبة منذ قرون) إلا أن هناك أخباراً تاريخية تفيد ببياضه من "الداخل". فما يظهر للناس الآن هو رأس الحجر المكون من عدة قطع متلاصقة (رأيتها عيانا) مغطاة بمعجون أسود صلب يشعر به كل من يلمسه ويقبله.. وفي مناسبات تاريخية قليلة رأى الناس جرمه الداخلي حين اقتُلع على يد "جرهم" ثم "إياد" ثم "العمالقة" ثم "خزاعة" وتحدث من رآه عن شبهه بالبلورة الكبيرة - أو المهاة البيضاء كما جاء في الحديث السابق - .. وكان "القرامطة" آخر من أقتلع الحجر الأسود من الكعبة عام 317ه فرآه الناس واتفقوا على وجود السواد في رأسه وبياض جسمه الداخلي
    (وذكر ذلك فقيه من القرن الرابع عشر يدعى محمد بن نافع الخزاعي)!

    أما بخصوص نزوله من الجنة؛ فرغم أن الأحاديث التي جاءت بهذا الشأن هي أحاديث آحاد لم تبلغ درجة التواتر إلا أنه (حتى الصحيح منها ) لا يفيد بتعارض نزوله من الجنة أو السماء مع أصله الفضائي أو طبيعته النيزكية.

    وفي جميع الأحوال؛ لا ننسى أن الأصل في العبادات هو إذن الله بفعلها بصرف النظر عن أصلها أو الحكمة من فعلها.

    والحجر الأسود أيا كان أصله أو المكان الذي أتى منه فقد قَبَّله رسول الله وأمر الناس بتقبيله - وشأننا في ذلك شأن عمر بن الخطاب الذي قال
    "إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله قبلك ما قبلتك"!!

    يتبع

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  5. #15

    • محمد كامل غير متواجد حالياً
    • مشـــــــــرف

    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    العمر
    58
    المشاركات
    1,180

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    الاخت عبير العبير
    دائما ما تاتى بما هو جديد
    موضوع يستحق القراءة اكثر من مرة
    جزاك الله خيرا
    تقبلى تحياتى
    محمد كامل

  6. #16

    • م.حنان بيلونة غير متواجد حالياً
    • المشرفين

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    سوريا - اللاذقية
    المشاركات
    948

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    اللهم اغفر لي و لوالدي و ارحمهما كما ربياني صغيرا

  7. #17

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    قضاء وقدر.. مع وثيقة تأمين


    قضيت عامي 1986 و1987 متجولاً في أمريكا ولم أتجاوز بعد السابعة عشرة من عمري. وفي ذلك الوقت لاحظت أن المسافرين في المطارات يأخذون ورقة صغيرة من جهاز غامض (يشبه ماكينة الصراف) قبل الصعود للطائرة. وبما أنني أتيت من مكان لم يعرف بعد (حتى مكائن الصرافة) كنت أتوجس خيفة من ذلك الجهاز.. وذات يوم كنت في مطار دالاس حين جلس بقربي شاب لطيف تجاذب معي أطراف الحديث. وحين اقترب موعد صعودنا للطائرة قال فجأة «أووووه نسيت المرور على الجهاز»، فاغتنمت الفرصة وقلت بدوري «أووووه وأنا أيضاً».. وحين وصلنا سألني «كم ستضع فيه» قلت ماذا تقصد؟ قال «خمسة أم عشرة أم عشرين دولاراً؟؟».. ولأنه كان يعتقد أننا - نحن السعوديين - نملك آبار نفط في منازلنا اخترت مكرهاً «العشرين».. وعلى الفور خرج لي ايصال برقم الرحلة والمقعد وبوليصة تأمين على الحياة بعشرين مليون دولار!!!

    كان الجهاز ببساطة يبيع وثائق تأمين على الحياة تدفع لعائلة الراكب في حالة سقوط الطائرة. ولأن كوارث الطيران نادرة في أمريكا (حيث لا تسقط طائرة او طائرتين كل عام) غدت الفكرة مربحة لشركات التأمين - وفي نفس الوقت تستحق المغامرة من قبل المسافرين!!

    على أي حال - كما هو واضح - انتهت الرحلة بسلام وندمت على ضياع العشرين دولاراً وحرمت التعامل مع ذلك الجهاز (الذي سمعت انه اختفى حالياً بفضل التأمين المباشر على التذاكر)..

    هذا الندم - الذي ترافق مع شعوري بالخداع - يظهر الفرق بين ذهنيتين مختلفتين بخصوص فكرة التأمين ذاتها.. ففي حين ينظر الرجل الغربي لوثيقة التأمين كصفقة عادلة تحتمل الربح والخسارة (ولا مانع في خوضها) نراها نحن مجازفة اقتصادية لكارثة نادرة (ينظر اليها كقضاء وقدر)!

    والفرق بين العقليتين هو ما يجعلنا نتهرب من فكرة التأمين عموماً (رغم شرعية معظمها) ويجعلنا نستغرب من تنوعها وانتشارها في الدول الغربية..

    ورغم كثرة المصائب التي يمكن التأمين ضدها (!) إلا أن اتفاقيات التأمين على الحياة وإصابات العمل تعد الأكثر رواجاً وانتشاراً حول العالم. فاللاعب الفرنسي المعروف زين الدين زيدان مثلاً أمن على قدميه بـ 20 مليون دولار وعلى صلعته بـ 10 ملايين وعلى إصابته بإعاقة دائمة - قبل سن الأربعين - بـ 15 مليون دولار!!

    أما عارضة الأزياء الشهيرة سوزان ميري فما تزال صاحبة أعلى تأمين موزع على أعضاء الجسد.. فشركة الأزياء التي تعمل بها استخرجت لها بوليصة تأمين بقية 7,5 ملايين لوجهها، و1,5 مليون لرقبتها، و1,5 مليون لذراعيها، و1,5 لساقيها، و1,5 لصدرها و3 ملايين لأي كارثة عامة تقعدها عن العمل!!

    أما المغني المشهور مايكل جاكسون فيملك اتفاقية تأمين مدى الحياة ضد احتمال فقدان صوته (وصلت عام 1997 الى 370 مليون دولار). وبسبب هوسه بتغيير شكله خضع لتسع عشرة عملية جراحية (أبرم قبل كل واحدة منها) اتفاقية تأمين ضد أي خطأ قد يرتكبه الجراح ويتركه مشوهاً بقية العمر!!

    - بقي أن أسألك (أنت) بأي العقليتين تتمتع!؟

    س: هل تدفع مثلاً عشرين دولاراً فقط مقابل 20 مليون يستلمها ورثتك في حالة سقوط الطائرة (وهو احتمال لا يتجاوز واحداً على 120 مليوناً !؟

    س: ولو كنت زين الدين زيدان هل ستدفع خمسمائة ألف دولار في العام، مقابل 45 مليون دولار تستلمها في حالة إصابتك بشكل دائم في الدوري الاسباني!؟

    بدون شك لا راد لقضاء الله، ولكنه بالتأكيد يصبح أخف وطأة حين يتضمن (بوليصة تأمين)!



    يتبع

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  8. #18

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    إذا بلغت الحلقوم


    قبل فترة ظهرت على قناة الـ MBC مجموعة من الدعايات التوجيهية المميزة.. وأقول دعايات (تجاوزاً) لأنها ظهرت تحت عنوان "أقم صلاتك قبل مماتك". وقد بدأت إحداها بمشهد لشاب (سهران) على الدش والانترنت حتى الفجر. وحين ينادي المؤذن للصلاة يدخل عليه والده ويغلق التلفزيون ويطلب منه الذهاب للمسجد. إلا أن الشاب يستمر في عمله أمام الكمبيوتر حتى يصاب بسكتة قلبية مفاجئة تقضي عليه!!

    وحينها لفت انتباهي براعة المخرج في إبراز (اللحظة) التي توفي فيها الشاب ورأى شريط حياته خلال ثواني. فقد رأى بسرعة خارقة ساعة ولادته وحفل ميلاده ودخوله للمدرسة وتخرجه من الثانوية...!! ومن يومها وأنا أفكر بالكتابة عن هذه الظاهرة التي ثبت مرورها أمام الإنسان قبل لحظات من وفاته. فحين تموت خلايا الدماغ (تفرغ) الذاكرة بسرعة ما تختزنه من أحداث وذكريات.. والعجيب أن شريط الذكريات يبدأ منذ سنوات الطفولة الأولى - التي يستحيل تذكرها في الأحوال العادية..

    ورغم أن هذه التجربة لا تمر في حياتنا اليومية إلا أنه يمكن تشبيهها - من حيث السرعة والاختصار - بما يحدث في الحلم حين يرى الإنسان أحداثاً تستغرق أشهراَ وسنوات خلال غفوة تستمر للحظات!!

    وقد يقول قائل: طالما أن هذه الظاهرة لا تحدث إلا قبل الموت بوقت قصير فكيف عرف بها الأحياء مثلنا!؟..

    في الحقيقة أهم مصدر لهذه التجربة يأتي من الأشخاص الذين اقتربوا من مرحلة الموت النهائي ثم كتبت لهم الحياة مجدداً. وهي ظاهرة سبق أن تحدثت عنها حيث يدخل المريض في مرحلة الموت الأولى ولكنه لسبب غير مفهوم (لا يكمل). وهي حالة تدعى "تجربة الاقتراب من الموت"

    (أو Near death experiences) يعود بعدها المريض حاملاً ذكريات قوية يصعب نسيانها..

    وأول من حاول توثيق هذه الظاهرة ويليام باريت - من الكلية الملكية باسكتلندا - ونشر أبحاثه عام 1926في كتاب بعنوان "رؤى على فراش الموت" (Death Bed Visions). ومما قاله ان من يدخلون في غيبوبة الموت يرون ماضيهم بترتيب واضح وسريع يعود لأيام الطفولة الأولى!!

    أما أوسع دراسة في هذا المجال فقام بها الدكتور كارليز أوسيس عضو الجمعية النفسية الأمريكية الذي درس هذه التجربة طوال عشرين عاماً. وخلال هذه الفترة سأل آلاف الأطباء والشهود - ممن حضروا وفاة أقربائهم - وعشرات الأشخاص الذين مروا بتلك التجربة. وفي عام 1977نشر كتابا بعنوان "في ساعة الموت" أو (At the Hour of Death) أشار فيه إلى أن معظم المحتضرين يتصرفون بما يوحي برؤية ماضيهم بسرعة كبيرة - بما في ذلك النطق بأسماء أقرباء فقدوهم منذ ستين أو سبعين عاماً.. ويؤكد الدكتور أوسيس أن هذه الرؤى ليست من قبيل الأضغاث أو الهلوسة لأن أجهزة المراقبة تشير إلى حالة ذهول ومشاهدة حقيقية!

    ومن جهة أخرى ثبت في القرآن والسنة أن المحتضر يرى أعماله قبل وفاته ويوم بعثه. كما أنه يشاهد الملائكة عند احتضاره - وقد يتحدث معهم وأهله لا يبصرون - مصداقاً لقوله تعالى: {فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون}... ورؤية المرء لشريط حياته قبل مماته قد تكون من قبيل البشارة للمؤمن {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}، أو قد تكون من قبيل الوعيد للكافر {ولو ترى إذا الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون....}!!

    وعليه.. املأ شريطك بما يبيض وجهك..

    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  9. #19

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    أعظم الأخطاء في التاريخ


    هناك كتب لا نستطيع نسيانها بسبب فكرتها الجميلة و"دمها الخفيف". ومن هذه الكتب كتاب يدعى "أكبر الأخطاء في التاريخ" للمؤلف البريطاني نايجل بلندن. وقد قرأت ترجمة الكتاب في سن مبكرة بعد أن سمعت عنه لأول مرة من كاتبنا المعتزل "فاروق لقمان".. ومن الأخطاء التي جاءت فيه:

    باع جورج هاريشن من جنوب أفريقيا مزرعته إلى شركة تنقيب بعشرة جنيهات فقط لعدم صلاحيتها للزراعة. وحين شرعت الشركة في استغلالها اكتشفت بها أكبر منجم للذهب على الاطلاق أصبح بسرعة مسؤولاً عن70% من إنتاج الذهب في العالم!!

    وفي إحدى ليالي 1696م أوى الخباز البريطاني جوفينز إلى فراشه ولكنه نسي إطفاء شعلة صغيرة بقيت في فرنه.. وقد أدى هذا "الخطأ" إلى اشتعال منزله ثم منزل جيرانه ثم الحارات المجاورة حتى احترقت نصف لندن ومات الآلاف من سكانها فيما أصبح يعرف "بالحريق الكبير".. جوفينز نفسه لم يصب بأذى!

    وفي عام 1347م دخلت بعض الفئران إلى ثلاث سفن إيطالية كانت راسية في الصين. وحين وصلت إلى ميناء مسينا الإيطالي خرجت منها ونشرت الطاعون في المدينة ثم في كامل إيطاليا. وكان الطاعون قد قضى أصلاً على نصف سكان الصين في ذلك الوقت. ثم من إيطاليا انتشر في كامل أوروبا فقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات فقط!

    .. وكما هو واضح اقتصر المؤلف (بحكم ثقافته) على أعظم الأخطاء في التاريخ الأوروبي والغربي. وعليه فكرت بالبحث - بطريقة مشابهة - عن أعظم الأخطاء في تاريخنا العربي والإسلامي.. ونظراً لضيق المساحة قررت إيرادها في مقال خاص ومنفصل - ولكن كنموذج فقط إليكم بعضها:

    تذكر بعض المصادر أن أحد الملوك البريطانيين اختلف مع البابا في وقت كانت فيه بريطانيا كاثوليكية؛ وكرد انتقامي حرّم البابا تزاوج البريطانيين الأمرالذي أوقع الملك في حرج أمام شعبه. وللخروج من هذا المأزق طلب من ملوك الطوائف في الأندلس إرسال بعض المشايخ كي تتحول بريطانيا للإسلام نكاية بالفاتيكان.. إلاّ أن "جماعتنا" تقاعسوا عن تنفيذ هذا الطلب حتى وصل الخبر إلى البابا فأصلح الخلاف ورفع قرار التحريم (ولك أن تتصور إسلام بريطانيا، ثم ظهورها كامبراطورية لا تغيب عنها الشمس)!!

    وكانت فرصة مشابهة قد سنحت للمسلمين من خلال معركة بلاط الشهداء (قرب بواتييه في فرنسا) ففي هذه المعركة كرر المسلمون نفس الخطأ القاتل في معركة أحد؛ فقد تراجعوا لحماية غنائمهم من جيش شارلمان فغلبوا وتوقف الزحف الإسلامي على كامل أوروبا.. يقول أحد المؤرخين الإنجليز "لو لم يهزم العرب في بواتييه لرأيتم القرآن يُتلى ويُفسر في كامبريدج واكسفورد"!!

    أما أعظم (خطأ شخصي) في نظري فهو ما اقترفته ابنة الجون الكلابية (وقيل غيرها)؛ فقد تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وحين دخل عليها بادرته بقولها: "أعوذ بالله منك" فصرف وجهه عنها وقال: "لقد عذت بعظيم، إلحقي بأهلك".. ويذكر بعض المؤرخين أنها فعلت ذلك من باب الدلال؛ غير أن دلالاً بهذا القدر حرمها من دخول التاريخ والانتماء إلى دائرة "أمهات المؤمنين الأطهار"!


    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

  10. #20

    • عبير العبير غير متواجد حالياً
    • مساعد الادارة

    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    5,146

    افتراضي رد: من هنا وهناك

    النبوءة المحققة لذاتها


    آراؤنا المسبقة مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الآخرين تجاهنا وكيفية تعاملهم معنا.. فإن أخذت مثلا فكرة مسبقة عن شخص بأنه مخادع (أو يضمر لك سوء النية) ستعامله على هذا الأساس وتتصرف معه بفظاظه وحذر (بدون أن يستحق ذلك فعلا).. وحين يشعر هو بمعاملتك هذه يتصرف معك على نفس الأساس (لأن لكل فعل رد فعل معاكس في الاتجاه) وحين يفعل ذلك تشعر أن ما افترضته فيه كان صحيحا (منذ البداية) فتستمر بالتعامل معه على هذا النهج حتى تصلا لنقطة "اللاعودة" ومرحلة التصادم الحقيقي...
    وهذا مجرد مثال لنبوءات شخصية نعمل على تحقيقها وتجسيدها بدون وعي منا.. وقدرتنا اللاواعية على تحقيق هذا النوع من النبوءات يندرج تحت نظرية اجتماعية (تحمل نفس الاسم) تشرح دور التوقعات المسبقة في بلورة السلوك البشري.. وهذه النظرية (التي وضعها عالم الاجتماع كي ميرتون عام 1949) تندرج بدورها تحت ظاهرة أكبر تثبت أن أفكارنا - لا تحدد طريقة معاملة الناس لنا فقط - بل وتساهم في تشكيل حياتنا وتجسيد أحلامنا وطموحاتنا!

    ورغم عدم نيتي الحديث عن الظاهرة الأكبر

    (كوني تحدثت عنها في مقال بعنوان: يبقى الشيء ساكنا حتى تفكر فيه فيتحرك باتجاهك) إلا أنني أود التركيز على دور الآراء المسبقة في رسم الأحداث وتجسيد الوقائع..

    فمن الخطير فعلا أن يملك أحدنا "ظنوناً مسبقة" و"آراء جاهزة" كونه سيعمل بلا وعي على تحقيقها.. وكل من يملك شخصية تصادمية - تتمحور حول الشك وسوء الظن - يعمل بلا قصد على أقلمة من حوله للتعامل معه على هذا الأساس.. ويجتمع سوء الظن إلى العنصرية حين نأخذ فكرة خاطئة عن الأجانب فنتصرف معهم بحذر وتشكيك فيتصرفون (بالتالي) برد فعل مماثل (بحيث) يجسدون آراءنا على أرض الواقع / وعندها تتأكد ظنوننا ويزداد رأينا فيهم قوة ورسوخا..

    وهذه التركيبة (المحققة لذاتها) قد تحدث بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وبين الدول ذاتها.. فقد ترى جورجيا مثلا أن روسيا تضمر لها الشر بسبب اقليم أوسيتيا فتعلن حالة الاستنفار ، ومن جهتها ترى روسيا بذلك استفزازا مباشرا فتدفع بقواتها تجاه الإقليم فتنشب حرب فعلية بين الطرفين.. والتوتر الذي يقع على حدود الدول بهذه الطريقة هو السبب الأول لنشوب الحروب والصراعات - حيث يتجسد سوء الظن على أرض المعركة قبل أن يكتشف الجميع عدم وجود سبب حقيقي لمجمل الخسائر - !

    ... أما الجانب الايجابي في هذه الظاهرة فهو أنها تعمل بنفس الكفاءة على الجانب المقابل لسوء الظن.. فحين تمنح أحدهم ثقتك الكاملة يعاملك (هو) بنفس الطريقة والمستوى فتتأكد (أنت) من صدق حدسك فتستمر في معاملته على هذا الأساس.. فكم مرة مثلا اشتريت شيئا من بقالة الحي ثم اكتشفت عدم امتلاكك للمال الكافي فيقول لك البائع (لا بأس ؛ احضر المال لاحقا) فيتملكك شعور بضرورة تحقيق ثقته بك فترد له المال بأسرع وقت ممكن..

    وهذا الأسلوب (في تجسيد النبوءات الحسنة) قد يشكل أساس علاقة حسنة ومتينة بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وحتى بين الدول ذاتها.. فلو أعلنت جورجيا مثلا ثقتها بموسكو وسحبت قواتها لداخل الحدود لما بقي أمام روسيا (على الأقل حفاظاً على سمعتها الدولية) سوى التجاوب وسحب قواتها لنفس المسافة!

    ...على أي حال هذه مجرد أمثلة (وكلي ثقة) بمهارتك في تطبيق الجانب الحسن من الفكرة!


    لِنسعَ إخوتي إلى العلا هيا
    نتجاوز الضياء مداه ونعدو الثريا

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك