عصور تلتها أزمنة ومعها حقب
مضت على أجناس منهم العرب
،،،
وحضارات سائدة كانت فبادت
تنوء عن حملها القراطيس والكتب
،،،
تخجل الأقلام عجزا عن وصفها
تلك التي أصحابها لهم السهب
،،،
فكم من أمجـــاد ظلما قد نسيت
لأقوام فمرت سريعا كأنها السحب
،،،
إلى مفتعل فناء أمسوا بعد إذ بهم
ضاء العالم يا أولي الحجى تحسبوا
،،،
لغيرهم نسبت الأمجـــاد افتراء
فغدت أسماء ذويها عدما ولا الشهب
،،،
للعرب وافــــر نصيب مما إليه
بلغ ازدهار البشر فلا تعجبوا
،،،
لقد أثْروا التــــاريخ معرفة أنارت
أراضي الجهل فغاصت في خيرها الرُّكب
،،،
مهدا لشتى علوم أعمالهم كانت
وسواها من راقي فنونٍ سيدها الأدب
،،،
عليهم أخذ الغير بدهـــــاء متعلما
حقا له عنوة أصبح بعد أن تمّ لهم السَّلَب
،،،
فهل التغاضي عن عطائهم بالهين
وهل ما ساهموا به ما عاد يحسب؟
،،،
ولمَ التخلي عن جزيل زاهر عهد
مولين الأدبار تقاعسا ففات الرَّكْب
،،،
علينا العتب بنــي جنسي تهاونا
حريٌّ بالنفوس انتفاضة كما يجب
،،،
فالنواح على بقايا الأطلال جهالة
وما استرد أثول امرئ دمع منسكب
،،،
والضمائر لو كانت في لذيذ كرى
شئست الأحــلام ولها يسهل القضب
،،،
قد دقت ساعـــة الزمن إعلانا
بأن وقت النهوض حق هو أوجب
،،،
فأفيقوا من سبات منكم قد تمكن
فهو لعمري إلى الهاوية حتما يسحب
،،،
فلربما يقظة بعــــد عميق نـوم
تنبِّه العقول لمــــا هو أصوب
،،،
علّنا صهوة التاريخ استطعنا اعتلاء
عسى مكانا فيها لا زال إيانا يترقب
،،،
بنا جدير إتمـام المسير جهدا ولتكنْ
مملوءة نوراً غرف صرحنا أيها العرب
،،،
فلنجمع شتات تفرقنا لتحقيق حلم بإرادتنا يكون واقعاً وهو المراد والأرب.
مواقع النشر (المفضلة)