هذا لون من ألوان الغزل يصدر عن نفس شاعر عف القلب و اللسان لا يعنيه من محبوبته جمالها وحسن منظرها
وإنما يعنيه منها عذوبة النفس وجمال الروح
ولذلك تحس في شعره صدق العاطفة وعمق الإحساس
ويبهرك فيه وهج الشوق المضطرم المشبوب
الشاعر من شعراء العصر العباسي الأول نشأ في بغداد نشأة فيها بيسر ورخاء
ولهدا لم يسخر شعره للمدح
بل اتجه إلى الغزل ومذهبه الغزل العفيف بعيد عن الصراحة و المجون تو في سنة 192 ه - 807 م
كتبت كتابي ما أقيم حروفه **** لشدة اعوالي وطول نحيبي
أخط وأمحو ما خططت بعبرة **** تسح على القرطاس سح غروب
وإني لأستهدي الرياح سلامكم**** إذا أقبلت من نحوكم بهبوب
وأسألها حمل السلام إليكم **** فإن هي يوما بلغت فأجيبي
أرى البين يشكوه المحبون كلهم **** فيا رب قرب دار كل حبيب
أزوارَ بيت الله مروا بيثرب **** لحاجة مثبول الفؤاد كئيب
و قولوا لهم يا أهل يثرب أسعدوا **** على جلب للحادثات جليب
فإنا تركنا بالعراق أخا هوى **** تنشب رهنا في حبال شعوب
به سقم أعيا المداوين علمه **** سوى ظنهم من مخطيء و مصيب
هذا النص من أجمل الغزل العفيف
أردت أن أضعه بين أياديكم لتجدوا الفرق بين ذلك الشعر الذي يصف الجمال الخارجي
وبين ذلك الغزل العفيف الذي يبين لوعة الحب والشوق ويصف جمال الروح
مواقع النشر (المفضلة)