كثير من الناس يقصر رمضان علي أنه شهر الصيام فقط.. إن صامه فقد أدي حق الشهر الكريم.. وهذا فهم خاطئ.. فرمضان شهر القران, وشهر الجود والكرم, وشهر القيام, وشهر الاعتكاف.. وشهر التقرب إلي الله بكافة أنواع العبادات..
ويقول الشيخ محمد عبد الفتاح من علماء الأزهر: الصيام ليس إلا جانبا من جوانب العبادة في رمضان.. وإذا أدرك الإنسان هذا المعني فإنه حري به أن يتقرب إلي الله بمزيد من الطاعات والقربات.. فشهر رمضان شهر القران.. والقرآن هو المنهج الإلهي الذي أنزله الله تبارك وتعالي في شهر رمضان وسماه الفرقان أي الذي يفرق بين الحق والباطل ونحن في هذه الأيام أشد ما يكون إلي هذا المنهج.. وشهر رمضان هو الفرصة الذهبية لكي يتعرف المسلم علي المنهج الذي ينبغي أن يعيش به في حياته.. ويجب علي المسلم في هذا الشهر أن يتخذ من القرآن منهج حياة.. فيحرص علي قراءة القرآن وتنفيذ تعاليمه.. فيبتعد عما حرم القرآن ويتقرب من الحلال الذي دعا إليه القرآن ويتشرب نفسه معاني الصدق والوفاء والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار إلي أخر هذه المعاني التي لا غني للإنسان عنها.
ويضيف: شهر رمضان شهر الجود والكرم.. فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم أجود الناس بالخير لكنه في شهر رمضان كما أخبرت الرواية( كان أجود ما يكون بالخير في رمضان).. فقد خص النبي صلي الله عليه وسلم هذا الشهر بمزيد من الجود والكرم ولاشك أن الذين يعانون من الفقر يتطلعون في شهر الجود إلي إحسان المحسنين الذين ربما استعانوا بجودهم في هذا الشهر ليكون زادا لهم لما بعد رمضان.. وهذا الكرم الذي دعانا إليه الإسلام جعل صاحبه كما في الحديث قريب من الناس وقريب الله وقريب من الجنة.. فعلي أصحاب الأموال أن يجودوا بأموالهم.. بل أن يجودوا مما يحبون لينالوا القرب من ربهم.. قال تعالي لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون).. والجود ليس بالمال فقط بل ينبغي أن يكون هناك جود بطيب الكلام.. فلا يتكلم إلا بكل خير.
وأوضح أن شهر رمضان شهر القيام.. فكان النبي صلي الله عليه وسلم وهو أشد الناس عبودية لله, أخشاهم لله, واتقاهم لله يصلي علي عادته حتي تتورم قدماه كما أخبرت السيدة عائشة رضي الله أنها قالت كان رسول الله صلي الله عليه و سلم إذا صلي قام حتي تتورم قدماه قالت عائشة يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا).. فالقيام فرصة تستشعر فيها النفس جو نزول القرآن لكي يتلوه مستشعرا وهو يصلي معني ما يقرأ فهو يفرغ نفسه من بعد تناول الإفطار لصلاة القيام( التراويح).. وهو عمل يؤدي جماعة لكي تقوي عزيمة الأفراد.. وكلما زاد المسلم من قيامه في ليالي رمضان كان ذلك أمارة علي محو ذنوبه الماضية بإذن الله.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا, غفر له ما تقدم من ذنبه).
وهو شهر الاعتكاف.. والاعتكاف في معناه أن الإنسان ينسلخ من شهوات الدنيا ومتعها وملذاتها ببضع ليال ليتفرغ لمصحفه وليستعيد علاقة قوية بالتسبيح والتحميد والتكبير بعيدا عن المغريات التي أخذته من القرب من ربه.
ورمضان شهر الصيام.. لأنه الفرض الذي لا مفر منه إلا برخصة شرعية وهو الفرض الذي قال عنه الله تعالي يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون).. فهو مفروض ليتزود الإنسان منه بالتقوي ولن نحصل عليها إلا إذا عرفنا أن رمضان ليس لمجرد الصيام ولكن للقرآن والقيام والوجد والكرم والتقرب إلي الله عز وجل بكل أنواع الكربات والابتعاد عن كل ما حرم الله.
لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون).. والجود ليس بالمال فقط بل ينبغي أن يكون هناك جود بطيب الكلام.. فلا يتكلم إلا بكل خير.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)