جلست بجوار المدفأة وبجوارى فنجان من القهوة وسرحت بخيالى احلم حلم يقظة
سرحت بخيالى اصعد مع نفسى درجات سلم العدل والعدالة من ادناه الى اعلاه
مثلى الاعلى فى ذلك الحلم " الفاروق عمر ، والخليفة الذاهد ( الخامس ) "
رضى الله عنهم وعن الصحابة اجمعين
تصورت نفسى مسؤلا صغيرا فى الكيان الادارى لبلدنا ( رئيس مجلس وحدة محلية )
ماذا افعل من اجل العدل ومن اجل الله وحتى يدخل جيبى راتب حلال
تخيلت نفسى لاادخل مكتبى الا بعد المرور كل يوم على القرى تحت مسؤليتى
اتفقد النظافة واتفاعل مع الناس اسمعهم ويسمعونى اذهب اليهم يوميا فى عقر دارهم
ومعى مساعدينى بحيث يتم حل المشاكل البسيطة ونحن واقفين فى موقع المشكلة
يعرفنى الناس ويشاهدونى واشاهدهم حتى اصبح واحدا منهم
ثم بعد الظهر اكون بمكتبى استقبل من لديه مشكلة لم يقابلنى فى مرورى
ثم صعدت نفسى الى رئيس مجلس مدينة
لابد لى خلال كل شهر 30 يوم او شهرين 60 يوم ان اكون قد شاهدت جميع القرى التابعة للمدينة
واجعل فى كل اسبوع يوم كامل لاستقبال المواطنين لبحث شكواهم بالمكتب
المهم ان جميع المواطنين فى المدينة والقرى التابعة لها يألفونى ويتفاعلون معى وكأنى اخ او اب لهم
ثم رقيت نفسى لأكون محافظا
الله الله الله ..................محافظ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المحافظه دى كبيره اوى ومش ممكن اقدر امر عليها كلها مثل القرى والمدن ........ طيب والحل ؟
فليكن فى كل اسبوع زيارة لاحدى المدن وكام قرية تابعة لها عشوائيا بشرط
عدم تواجد المنافقين معى
اجلس مع الناس ولو مره فى الشهر على الحصيرة او حتى على الارض
وطبعا زيارتى دى وانا محافظ مش عايزه بدلة وكرافته عايزه بنطلون وقميص بس ولو كنا فى الشتا يبقى
معاهم بلوفر او سويطر
اجلس مع الناس واكل معاهم عيش وجبنه وفجل وسريس
الناس يحسوا ان المحافظ بتاعهم مش عايش فى برج عالى ومنعزل عنهم لوحده
واخصص كل يوم ويوم لقاء بعد الغداء لزيارة المواطنين فى المكتب
ومخليش لقاءات المكتب بس للمنافقين من البرلمانيين والوصوليين واصحاب المصالح
لازم اللقاءات دى تكون مع الغلابة اللى ملهمشى غير الله وعبد الله اللى هو انا
مفيش مانع انى احضر كل كام شهر فرح لابن واحد فقير ولو للحظه
ومفيش مانع انى اذهب اواسى فلاح فقير فى مصيبة عنده
طبعا الحجات دى بتتعمل بس لمين !!!!!!!!!!!! للكبار بس وبالاوامر يخساره
تصورت ليه كل حاجه وكل مصلحة للعباد مش بتتعمل الا بخلع الدرس
لان كل مسؤول ايا كانت درجته بيعمل لنفسه برج عالى بعيد عن الناس اللى المفروض هو
خادم لهم فى منصبه هذا
المسؤول بيفضل فى مكانه سنوات وسنوات والناس منهم 99.9% مش عارفين شكله ولا هو مين
ولو لجأ مواطن للشكوى يلطعوه امام الباب كتييير وبرده ميشوفشى المسؤول
وكل موظف المسؤول مقربه له بيعمل حاله هو كمان سلطان وكرباج على رقاب العباد
" ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدقت ياحبيبى يارسول الله
فمتى سنتغير نفوسنا حتى يساعدنا الله
متى يتيقن كل مسؤول ان الكرسى لن يدوم وانه الى زوال
الم يأخذوا العبرة مما حدث ويحدث
اين فرعون واين شاه ايران واين صدام حسين واين زين العابدين بن على دا احدث حاجه
واكتفى اليوم بهذا القسط من حلمى الطويل عند المحافظ
ولنا عودة باذن الله
مواقع النشر (المفضلة)