فنجان قهوة صباحي ( متجدد ) مروة.. ليست الأخيرة!
بقلم: عبد الوهاب عدس
لن تكون الشهيدة مروة الشر بيني التي قتلوها داخل محكمة في ألمانيا.. هي الأخيرة ضمن تصعيد العداء ضد المسلمين فقد نجح أعداء الإسلام.. في لصق الإرهاب بالمسلمين وتحولت نظرة الغرب والأمريكان إلي المسلم انه إرهابي وعدو يجب الانتباه إليه.. ومعاداته بكل الطرق وتعمق العداء بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وما أعلن عن تورط مسلمين في ارتكابها وتوجيه تهمة زعزعة استقرار أمريكا والعالم بالرغم من ان الدنيا كلها تعلم جيدا من هو المجرم الحقيقي وراء أحداث 11 سبتمبر وحقيقة التحذير للصهاينة اليهود الذين يعملون في برجي التجارة العالمي ليلة التفجيرات بعدم الذهاب لعملهم في اليوم التالي الذي وقعت فيه التفجيرات.
هذا العداء يتصاعد بصورة مخيفة خاصة إذا عرفنا أن 63 أوروبيا يعتنقون الإسلام يوميا وهو ما يفزع قادة الغرب علي مختلف المستويات وهو ما جعلهم يعتقدون إن المسلمين.. لا عمل لهم في أوروبا سوي إقناع الغرب بالدخول في الإسلام!! أنهم بالفعل يخشون من انتشار الإسلام واعتناقه داخل بلادهم لذلك يحاربونه بكل الوسائل والطرق الخفية ويساعدون كل من يحارب المسلمين علانية واصدق مثال علي ذلك حادث مقتل الصيدلانية مروة الشر بيني في محكمة دريسدن بألمانيا وتطوع ضابط الحراسة بإطلاق الرصاص علي زوجها الذي تدخل بتلقائية لحماية زوجته ودفع الموت عنها!!
هذه الواقعة تعكس إلي أي مدي يتعمق العداء ضد الإسلام والمسلمين وكيف يتحفز المواطن في الغرب للنيل من أي مسلم حتى لو كانت سيدة لمجرد فقط انها ترتدي الحجاب أحد رموز الإسلام والأسوأ من ذلك هو تعاطف السلطة ممثلة في ضابط شرطة حراسة المحكمة بإطلاق الرصاص علي الزوج بدلا من ان يمارس عمله في حماية إنسانة داخل المحكمة من القتل وهكذا أصبح الجميع ضد الإسلام والمسلمين.. يدفعهم مفهوم مغلوط.. مفهوم مرعب.. إن الإسلام دين الإرهاب وان المسلم إرهابي يجب التخلص منه وإبعاده عن البلاد.
هل بحثنا في هدوء أسباب هذا العداء المتصاعد ضد الإسلام والمسلمين.. هل قمنا بتصحيح هذا المفهوم الرهيب وقدمنا للغرب والأمريكان الصورة المضيئة للإسلام؟ هل شرحنا مدي سماحة الإسلام وكيف كان سلوك رسول الإسلام والخلفاء من بعده.
هل عرضنا أمام العالم كله.. صور الذين اعتنقوا الإسلام من الغرب برغبتهم.. هل يعرف هذا الرجل الألماني الذي قتل مروة الشر بيني.. بأن هناك مواطنا ألمانيا أيضا اسمه الفريد هوفمان اعتنق الإسلام وأصبح اسمه مراد هوفمان.
هل قلنا للألمان إن مراد هوفمان اعتنق الإسلام وهو سفير لألمانيا في المغرب وان ألمانيا قامت ولم تقعد لأن أحد سفرائها أعلن إسلامه !! وان الرجل رفض كل
المغريات لترك الإسلام ولكنه رفض واختار الإسلام طواعية.. هددوه بعزله من وظيفة السفير فأبي ان يترك الإسلام والمجتمع البرلمان الألماني "البوندستاج" لمناقشة قضية إسلام سفير يمثل البلاد وتقرر تعيين مراد هوفمان في وظيفة إدارية بوزارة الخارجية الألمانية ومنعه من العمل سفيرا أو في أي وظيفة قيادية تتعلق بتمثيل بلاده.
لماذا لا نظهر هذه الحقيقة أمام العالم كله وقبلهم الألمان.. لماذا لا نقول لهم إن مراد هوفمان فضل الإسلام عن وظيفة سفير لبلاده.. لماذا لا نلقي الضوء علي اعتناق هذا الألماني للإسلام.. ونقول لهم إن مراد هوفمان يعد اليوم واحدا من اكبر الدعاة للإسلام في أوروبا وانه ألف "10" عشرة كتب عن الإسلام وكتب قصة إسلامه وكيف انه امضي 20 عاما في دراسة الإسلام قبل أن يعلن إسلامه.. لماذا لا نقول لهم ان مراد هوفمان يقوم كل عام بإعداد وتنظيم رحلة للحج تنطلق من المانيا ويتولي هو بنفسه قيادة هذه الرحلة وشرح مناسك الحج لهم الألماني المسلم مراد هوفمان صاحب أفضل كتاب عن حج المسلمين إلي الأراضي المقدسة في السعودية.. كتاب غير عادي عن مناسك الحج.. وحكمة الله في فرض الحج وفي المناسك والرمز والمعني لكل منسك.. انه أروع ما كتب عن الحج إلي بيت الله الحرام.
مراد هوفمان اصدر كتابه "الإسلام كبديل" يشرح فيه كيف يكون الإسلام هو البديل.. لكل آلام ومعاناة الغرب.. إذا عرف الألمان الدافع القوي وراء اعتناق واحد منهم الإسلام فإنهم سوف يفكرون ألف مرة قبل أن يتخذوا هذا الموقف العدائي من الإسلام.
إننا أمام قضية مخيفة تتطلب اليقظة والحرص علي توضيح صورة الإسلام وانه ليس دين إرهاب.. كما يعتقد البعض.. ويكفي قرار النائب العالم الألماني بحظر النشر في قضية مقتل المسلمة مروة الشر بيني بالرغم من إن ألمانيا لم تستخدم هذا الحظر من قبل.. وهو ما يعني إن هناك نية للتعتيم حول هذه القضية وهو ما يؤكد إن الرأي العام الألماني ضد المسلمين وهناك تعاطف خفي وغير معلن مع القاتل أو بمعني أدق مع كل ما هو ضد المسلمين وهذه مسئولية كل المسلمين.. علينا أن نوضح حقيقة هذا الدين وانه دين السماحة.. لا يعرف العنف ولا الإرهاب.. إن هذه المسئولية هي أخطر ما يواجهنا.. فهل يستيقظ المسلمون؟
أقول ان الإسلام انتشر في دول كثيرة.. بسبب سلوك المسلمين وإعجاب الغرب بأمانتهم وضميرهم اليقظ.. فقد كان المسلمون في عصور سابقة.. خير دعاية للإسلام بسلوكهم فأين نحن منهم اليوم؟
وحتى لا تتكرر مأساة مروة الشر بيني.. علينا أولا أن نوضح حقيقة ديننا الحنيف.. وان نؤكد بسلوكنا إن المسلم ليس إرهابيا.. هذا هو المهم والمطلوب تأكيده عمليا
حتى يعرف الجميع حقيقة الإسلام ولا تكون مروة آخر ضحايا تصاعد الكراهية ضد الإسلام والمسلمين.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)